خضع المعبران الحدوديان أم الطبول والعيون بولاية الطارف، لعملية تهيئة وعصرنة، في سياق التدابير المتخذة لتحسين ظروف استقبال المسافرين في الاتجاهين وتوفير كل شروط الراحة لهم، مع تقليص مدة إجراءات العبور وخلق انسيابية في الحركة التي يتوقع أن تبلغ ذروتها منتصف شهري جويلية وأوت.
روبورتاج: نوري حو
ومست أشغال التهيئة بالمعبرين، تجديد والربط بشبكة الكهرباء ذو الضغط العالي، لوضع حد لمشكلة ضعف شدة التيار التي كانت تؤرق الأعوان، لاسيما في فترة الصيف، علاوة على تهيئة وتوسعة قاعات العبور التي ستسمح بتخفيف العبء عن المسافرين وتمكين المصالح المعنية من القيام بمهامها في ظروف حسنة، فضلا عن تخصيص فضاءات لراحة المواطنين والمسافرين، بما فيها تخصيص أروقة خضراء لفائدة المرضى والمسنين وذوي الاحتياجات وكل المرافق الخدماتية المطلوبة التي يحتاجهما المعبران، بالنظر إلى الحركة النشطة التي يعرفها المعبران، خاصة خلال موسم الاصطياف.
وقد وقف والي الولاية، محمد مزيان، مؤخرا، رفقة مسؤولي الأجهزة الأمنية والقطاعات المعنية، على آخر التحضيرات والاستعدادات لاستقبال المسافرين وتحسين ظروف استقبالهم، خصوصا أفراد الجالية المقيمة في الخارج العائدين إلى أرض الوطن لقضاء عطلتهم الصيفية، معربا عن ارتياحه للتدابير والوسائل والإجراءات المتخذة محليا وجاهزية كل المصالح لإنجاح موسم الاصطياف، بتسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية واللوجستية لكل من مصالحي الجمارك وشرطة الحدود وكذا تدخل القطاعات الأخرى بغية التكفل بالمسافرين وتسهيل عبورهم بتقليص مدة الإجراءات والفحص تفاديا لطول الانتظار وزحمة الطوابير.
زيادة عن الإجراءات المتخذة لفائدة المرضى وذوي الاحتياجات والمسنين، بتخصيص أروقة خضراء لفائدتهم، خصوصا بمعبر أم الطبول الذي يعد من أهم المعابر الوطنية البرية من ناحية حركة تنقل الأشخاص سنويا، بتسجيل عبور أزيد من 1 مليون مسافر سنويا وقرابة نصف مليون سيارة، فيما تبلغ الحركة ذروتها بالمعبر المذكور شهري جويلية وأوت، بعبور أزيد من 40 ألف مسافر و 15 ألف سيارة يوميا.
كما تم تخصيص أجنحة صحية بالمركزين الحدوديين العيون وأم الطبول، للتكفل بتقديم الإسعافات للمسافرين، بعد أن تمت تهيئة ممرات خاصة بالحالات المرضية الاستعجالية، بما فيها زيادة عدد الأكشاك المتنقلة لتسريع إجراءات العبور، بعد أن خضع المعبران لعملية عصرنة وتهيئة وتوسعة شاملة، لمعالجة النقائص المسجلة بهما، كونهما يعدان واجهة البلاد الشرقية ويعرفان حركة نشطة لعبور الأشخاص في الاتجاهين على مدار أيام السنة.
تركيب 20 كشكا للمراقبة
ومن العمليات التي ستسهم في تحسين الخدمة العمومية وتقليص مدة إجراءات العبور، الربط المشترك للنظام المعلوماتي لمصالحي الشرطة والجمارك بشبكة الألياف البصرية وتدعيم المعبرين بإنجاز وتركيب 20 كشكا للمراقبة، منها 12 شباكا بمعبر أم الطبول و8 أكشاك بمعبر العيون الذي يتعزز لأول مرة بهذا النوع من المرافق التي ترمي
إلى تقليص مدة إجراءات العبور إلى أدناها، حيث إن المدة التي تستغرقها إجراءات العبور لا تتعدى 3 دقائق، إضافة إلى تزويد المعبرين بالتكييف لتحسين ظروف الاستقبال مع ارتفاع درجة الحرارة في هذا الفصل.
من جانبها أكدت مصالح الجمارك، أن إجراءات عملية اتخذت بدعم المركزيين بالأعوان وبشبابيك إضافية ووسائل مادية وبشرية، من أجل أكثر نجاعة وسرعة في معالجة إجراءات العبور، بما فيها التسهيلات الجمركية التي وضعت أمام المسافرين ومنها التصريح عن بعد (بالإنترنيت) بالنسبة لأصحاب المركبات، إلى جانب دعم المصالح العملية بأعوان من مختلف الرتب من الولايات المجاورة، لمجابهة الضغط، خاصة في أوقات الذروة، مشيرة إلى أن الحركة بالمعبرين حاليا تبقى عادية، على أن تنتعش بداية من منتصف الشهر الجاري.
فيما أفادت مصالح شرطة الحدود، بتجنيدها لكل الوسائل المادية والبشرية للتكفل بالمسافرين وتسهيل إجراءات عبورهم في ظرف جد قياسي، عن طريق دعم المعبرين بأكشاك المراقبة، بما فيها وضع تدابير استثنائية من شأنها توفير كل ظروف الراحة والاستقبال، ناهيك عن تخصيص رواق أخضر خاص بالمرضى وكبار السن وذوي الاحتياجات، بعد أن عرف المعبران عدة تحسينات جراء عمليات التهيئة والتوسعة التي خضعا لها والتي من شأنها تحسين ظروف العمل وتسهيل عبور المسافرين بكل أريحية، إضافة إلى تخصيص فضاءات لراحة العائلات وتزويد المعبرين بالمياه الشروب والمراحيض وبعض المرافق استجابة لاحتياجات وخدمات المسافرين، من محلات للمأكولات السريعة، المقاهي وحديقة ألعاب للأطفال وكل ما يحتاجه المسافر، مثمنة تكفل الولاية بعملية الربط بشبكة الكهرباء ذو الضغط العالي (380 فولط)، التي من شأنها وضع حد لمشكلة ضعف شدة التيار التي كانت تؤرق القائمين على المركز، كما أن تهيئة وتوسعة قاعات العبور، ستسمح بتخفيف العبء عن المسافرين وتمكين المصالح المعنية من القيام بمهامها في ظروف حسنة، فيما أسديت السلطات المحلية لكل الهيئات والقائمين، كل التعليمات من أجل التنسيق و السهر على تحسين ظروف استقبال المسافرين في الاتجاهين، خاصة في هذه الفترة، حيث العطلة الصيفية وعودة أفراد الجالية المقيمة في الخارج.
الفصل بين ممرات الدخول والخروج
ومن بين عمليات العصرنة التي خضع لها المعبران البريان العيون وأم الطبول كذلك، الفصل في ممرات الدخول وتوسعتها وتجهيزهما بكل الوسائل لتفادي الاكتظاظ وزحمة الطوابير خلال القيام بإجراءات العبور والفحص وهي تحسينات لقيت استحسان المسافرين الجزائريين والأجانب، كونها ستسمح بتقليص الوقت والحد من معاناتهم، مع إعطاء أكثر انسيابية في حركة العبور، خصوصا بمعبر العيون الذي اكتسى حلة جديدة بعد الأشغال التي خضع لها والتي أعطته الوجه اللائق به، حيث إن المتجهين نحو البلد المجاور لم يعد من هناك فصاعدا الالتقاء مع المسافرين الوافدين إلى أرض الوطن، بعد أن تم تركيب 8 أكشاك للمراقبة، مع ربط الشبكة المعلوماتية لمصالحي الجمارك وشرطة الحدود بالألياف البصرية وتوسعة وتهيئة الفضاءات الخارجية لاستيعاب أكبر عدد من المركبات وتوفير ظروف العمل الملائمة للمصالح المختصة، إلى جانب أشغال التهيئة والتوسعة التي خضعت لهما القاعتان الشرفيتان بالمعبرين، مع معالجة كل النقائص التي كانت مطروحة بالمعبرين، في وقت كشف فيه الوالي، محمد مزيان، خلال تفقده للمعبرين، جاهزيتهما لاستقبال المسافرين بعد الإجراءات المتخذة وعملية التهيئة والعصرنة التي خضعا لها، كاشفا عن تخصيص 120 مليون دينار لتدعيم المعبرين بإنجاز 20 كشك مراقبة إضافي، منها 12 كشكا في معبر أم الطبول الذي يعد من أهم المعابر الوطنية في حركة العبور و 8 أكشاك بمعبر العيون الذي خضع لعملية تهيئة شاملة سمحت بإعطائه الصورة التي تليق به كواجهة البلاد الشرقية، على أن تتواصل عملية تهيئة وعصرنة وتوسعة المعابر المحلية من خلال البرنامج والمخطط المسطر.
مرافق خدماتية للاستجابة لحاجيات المسافرين
وخلافا للسنوات الفارطة، تم هذه السنة، تدعيم معبري العيون وأم الطبول بكل المرافق الخدماتية، من ذلك فتح مركزين للصحة، تم تأطيرهما بكل الوسائل البشرية والمادية، بغرض التكفل بالمرضى وتقديم المساعدة والإسعافات الاستعجالية في الحالات الطارئة، خاصة بالنسبة للمسنين وأصحاب الأمراض المزمنة، مع متابعة الوضعية الصحية للوافدين عبر المعبرين، للوقاية من الأمراض المعدية المتنقلة من وراء الحدود حفاظا على الصحة العمومية.
بالإضافة إلى ذلك، تم فتح مكاتب لشركات التأمينات، للسماح للمسافرين بالقيام بكل الخدمات التي يحتاجونها بعين المكان على مستوى المعبرين على مدار 24 ساعة، كما تم تجهيز المعبرين بدورات للمياه والمكيفات وتخصيص محلات للخدمات التجارية وتهيئة وتجهيز فضاءات لراحة العائلات وأطفالهم.
من جهة أخرى، تم ولأول مرة مع انطلاق موسم الاصطياف، فتح كشك خدماتي بالمعبر الحدودي أم الطبول، خاص بمتعامل للهاتف النقال، لتوفير وتسهيل مختلف الخدمات الهاتفية على الوافدين إلى المعبر، على أن تعمم العملية لتمس معبر العيون، في حين أخذت البلديات المعنية على عاتقها، بالتنسيق مع الأشغال العمومية، صيانة المحاور المؤدية للمعبرين والقيام بحملات نظافة دورية.
الترويج للوجهة السياحية للولاية
ومن أجل استقطاب أفراد الجالية والسياح الوافدين من الخارج، قامت مصالح السياحة بالتنسيق مع مصالح الجمارك، بحملة ترويجية سياحية حول التطبيق الالكتروني الرقمي الجديد الخاص بالهواتف الذكية اندرويد –مرحبا الطارف - الذي أطلقته الولاية مع افتتاح موسم الاصطياف والذي يتيح للسائح الوطني والأجنبي اكتشاف الجمال السياحي والطبيعي الذي تزخر به الولاية وما تتوفر عليه من مؤهلات ومرافق خدماتية وتنوع أنماط السياحة بها، حيث تم خلال هذه الحملة، إبراز وشرح أهم محاور المسار السياحي للولاية وتوزيع مطويات للوافدين على المعبرين، لتمكينهم من التعرف عن قرب على جميع الخدمات المقدمة للسائح والتعريف بالمقومات السياحية والأنظمة الإيكولوجية والمرافق الفندقية المتواجدة عبر 5 بلديات ساحلية، بالإضافة إلى تنظيم ومضات إشهارية مع بعض متعاملي الهاتف النقال، للترويج والتعريف بالوجهة الساحلية المحلية، لتشجيع السياحة بالولاية التي تعززت، مؤخرا، بجملة من المرافق والهياكل الخدماتية والسياحية المتنوعة، بما يعد إضافة لتنشيط القطاع.
في حين قامت جمعيات محلية بالتعاون مع مصالح السياحة، باستحداث مواقع على الإنترنيت، للتعريف بالولاية ولاستقطاب السياح، مع تكثيف حملات الترويج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب الترويج للموروث الحرفي المحلي التقليدي، خاصة فيما يخص تحويل المرجان الذي تشتهر به الولاية واستغلال الزيوت الأساسية والطبيعية.
مخطط لمجابهة الضغط والحد من الطوابير
وأكدت كل من مصالحي الجمارك وشرطة الحدود، وضع برنامج مشترك لمجابهة ضغط توافد المسافرين على المعبرين، بمضاعفة عدد الفرق العاملة وتنظيم المسافرين وخاصة الوافدين في الرحلات المنظمة بالحافلات الذين يفوق عددها يوميا حسب الإحصائيات، 30 حافلة، حيث تقرر توزيع تذاكر على المسافرين حتى ينتظر الكل دوره للقيام بإجراءات العبور، للتحكم الأمثل في العملية مع طلب الدعم عند الضرورة.
وقالت المصالح المعنية، بأن الحركة بالمعبرين عادية في الوقت الحالي، متوقعة أن تبلغ ذروتها منتصف جويلية بعد الإعلان عن نتائج شهادة البكالوريا وخروج المواطنين في عطل، ذلك أن المسافرين عادة ما يفضلون هذا الوقت لقضاء عطلتهم الصيفية بالمنتجعات السياحية في البلد المجاور، موازاة مع توافد آلاف الأفراد من الجالية بالخارج، في هذا الوقت وهو ما يشكل ضغطا رهيبا على المعبرين، خاصة بمعبر أم الطبول، حيث تتوافد قوافل من المسافرين والعائلات عليه من مختلف المناطق وهو ما جعله مصنفا في المرتبة الأولى وطنيا في قائمة المعابر البرية الأكثر حركة في تنقل الأشخاص من وإلى الخارج.
ن.ح