الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

وحدات عجزت عن استيعاب الزيادة الهائلة: توقـع إنتـاج 6 ملاييـن قنطـار من الطمـاطم الصناعيـة بسكيكـدة

يتوقع المجلس المهني للطماطم الصناعية بولاية سكيكدة، تحقيق إنتاج قياسي في شعبة الطماطم الصناعية هذا الموسم، يقارب 6 ملايين قنطار، بمعدل 800 إلى 1500 قنطار في الهكتار لتعزز بذلك الولاية ريادتها وطنيا في هذه الشعبة، في انتظار انتهاء حملة الجني، في وقت تشهد وحدات التحويل المتواجدة على مستوى دائرة بن عزوز المشهورة بهذا النوع من الإنتاج الفلاحي، طوابير طويلة من الشاحنات والجرارات، تنتظر دورها في تفريغ الحمولة في ظروف صعبة، حسب ما وقفنا عليه، بسبب طول مدة الانتظار التي تزيد عن 40 ساعة، بينما تبقى الولاية في حاجة ماسة للاستثمار في مشاريع إنجاز وحدات التحويل، وفق ما سبق وأن كشف عنه وزير الفلاحة خلال زيارته للمنطقة قبل أسابيع.

روبورتاج: كمال واسطة

وأكد رئيس المجلس المهني للطماطم الصناعية عبد الغاني بونوارة للنصر، أن إنتاج هذا الموسم من الطماطم الصناعية، يمكن وصفه بالاستثنائي نتيجة للوفرة الكبيرة مقارنة بالموسم الماضي، حيث يتراوح مردود الهكتار الواحد خلال عملية الجني التي ما زالت متواصلة عبر المناطق المشهورة بهذه الزراعة مثل بن عزوز، عين شرشار، بكوش لخضر، وعزابة، بين 800 إلى 1500 قنطار في الهكتار، مرجعا هذه الوفرة إلى الدعم الذي تقدمه الدولة للفلاحين وكذا المرافقة التقنية في مختلف العمليات، انطلاقا من التكوين والإرشاد إلى غاية الزرع، وصولا إلى عملية الجني التي استبشر بها المنتجون هذا الموسم، فضلا عن عامل توفر التساقط بخلاف الموسم الفارط الذي تميز بالجفاف.
إنتاج هذا العام عوض الفلاحين نوعا ما الخسائر التي سجلت الموسم الفارط بسبب العوامل الطبيعية، مبرزا أهمية محيط السقي زيت العنبة ببلدية بكوش لخضر، في دعم المنتجين بالسقي المنتظم، مؤكدا في هذا الخصوص، أن مصالح الموارد المائية كانت المرافق الجيد للفلاحين في هذا الجانب، حيث تم تخصيص 20 مليون متر مكعب لري 3559 هكتارا تسقى منها الطماطم والخضروات والأشجار المثمرة على مستوى البلديات الواقعة بمحيط السقي والمشهورة بإنتاج الطماطم الصناعية على غرار بن عزوز، بكوش لخضر، وعين شرشار، بينما اشتكى منتجون من نقص مبلغ الدعم المقدر بـ4 دج في الكيلوغرام الواحد واعتبروه قليلا وطالبوا الوزارة الوصية الرفع من المبلغ ليغطي التكاليف الكبيرة للإنتاج، خاصة وأن الهكتار الواحد يكلف ما بين 100 إلى 170 مليون سنتيم.
مساهمة بين 20 إلى 30 بالمئة في الإنتاج الوطني
وأكدت مديرية المصالح الفلاحية، أن الدعم الذي تقدمه الدولة شجع فلاحين على الانخراط في هذا المسعى، من خلال التحفيزات والتسهيلات وكذا مرافقة المنتجين، عبر تقديم الدعم التقني مثل الإرشاد الفلاحي، من خلال لجان تضم مهندسين ومختصين وتنظيم أيام دراسية وزيارات ميدانية لشرح التقنيات الحديثة من مرحلة البذر إلى غاية الجني.
وبفضل ذلك تم تحقيق نتائج مرضية بولاية سكيكدة التي أضحت في السنوات الأخيرة رائدة وطنيا في إنتاج هذه الشعبة بنسبة تقدر بين 20 إلى 30 من الإنتاج الوطني، وساهمت بقسط كبير في الاستراتيجية الوطنية لوقف استيراد الطماطم من الخارج، ناهيك عن عوامل أخرى مثل توفر مصانع ووحدات التحويل التي تنتج يوميا 10 آلاف طن، وهي مقومات جعلت هذه الشعبة تساهم بقسط هام في الاستراتيجية المسطرة من طرف الوزارة الوصية لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وبحسب المصالح نفسها، فإن عقود النجاعة لهذا الموسم تم ضبطها على أساس توقعات بالوصول إلى تحقيق أزيد من 5 ملايين ألف قنطار على مساحة تقدر بـ5500 هكتار، بينما المساحة المغروسة في حدود بلغت 4975 هكتارا والمساحة المسطرة 5500 هكتار، بينما يبلغ عدد المنتجين 2138 فلاحا.
وتنتشر زراعة الطماطم الصناعية ببلديات ومناطق الجهة الشرقية للولاية، على غرار بن عزوز التي تأتي في الصدارة بنسبة 60 بالمئة من الإنتاج الإجمالي، ثم تليها بلديات عين شرشار، بكوش لخضر، عزابة وجندل سعدي وسيدي مزغيش وامجاز الدشيش بنسب إنتاج متفاوتة، وسطرت المصالح الفلاحية برنامجا لتوسيع زراعة الطماطم الصناعية لتشمل مساحات واسعة، لاسيما وأن هناك فلاحون يريدون الانخراط في هذا المسعى.

وحدات تحويل لم تعد قادرة على تغطية الإنتاج الهائل
ورغم تواجد ثلاث وحدات تحويل على مستوى دائرة بن عزوز بإنتاج يقدر بـ 10 آلاف طن يوميا، إلا أنه وبالنظر إلى التزايد المسجل في الإنتاج وتزايد انخراط الفلاحين في هذه الشعبة، يرى رئيس المجلس المهني للطماطم الصناعية، أن هذا العدد أصبح غير كاف بالنظر إلى الطوابير اليومية التي تشهدها المنطقة على طول يمتد على مسافة تقارب 3 كلم، مضيفا أن معاناة الفلاحين من هذه المشكلة تتزايد يوما بعد يوم، خاصة إذا علمنا بأن مدة البقاء في الطابور من أجل تفريغ الحمولة، تزيد عن 40 ساعة، والحل يكمن، حسبه، في ضرورة رفع هذه الوحدات من طاقة الإنتاج بمعدل 1500 طن لكل وحدة، من أجل تخفيف العبء على الفلاحين. وفي هذا الإطار سبق لوزير الفلاحة أن أكد خلال زيارته للمنطقة، قبل أسابيع، أن الإنتاج الوفير للطماطم الصناعية بولاية سكيكدة، يتطلب تحرك أصحاب رؤوس الأموال لإنجاز مشاريع استثمارية في وحدات التحويل من أجل تغطية الإنتاج الهائل في هذه الشعبة.
تساقط الأمطار في وقتها ساهم في زيادة المردود
من جهته يرى المهندس الفلاحي ونائب رئيس المنظمة العربية للمهندسين الزراعيين، كمال بوالشرش، أن الطوابير الطويلة للشاحنات والجرارات المحملة بالطماطم الصناعية أمام وحدات التحويل، مؤشر على تحقيق إنتاج وفير هذا الموسم مقارنة بالسنة الفارطة التي كان فيها الإنتاج ضعيفا بسبب عدم ملاءمة الأحوال الجوية، خاصة في ولايات الشرق الجزائري التي شهدت تساقطا للأمطار في وقت غير مناسب تماما لمثل هذه المزروعات، ما تسبب في حدوث فيضانات أدت إلى إتلاف الشتائل والمساحات المغروسة بالطماطم، لكن هذا العام حدث العكس تماما والجميع لاحظ الوفرة الهائلة في الإنتاج، لأن تساقط الأمطار كان قبل عملية الغرس وهو وقت مناسب جدا للطماطم الصناعية، ما سمح للفلاحين بغرس أراضيهم في ظروف جيدة وبدون مخاطر أو أمراض.
كما تطرق المتحدث للطوابير الطويلة للفلاحين أمام وحدات الإنتاج وهم ينتظرون دورهم لتفريغ الحمولة في ظروف صعبة للغاية، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة، حيث تتسبب لهم في متاعب كبيرة جراء مكوثهم في الطابور لمدة طويلة تتراوح بين 3 إلى 4 أيام وبالتالي يتطلب الأمر من الخواص الاستثمار في إنجاز وحدات تحويل لتخفيف الضغط والقضاء على هذه المشكلة، ليس في شعبة الطماطم الفلاحية فقط وإنما في عدة شعب مثل الفواكه، لأن المنطقة شهدت الموسم الحالي، إنتاجا قياسيا للبرتقال وكذلك الأمر في الخضر.
وذكر المصدر بأن المنطقة معروفة بإنتاج أنواع مختلفة من الخضر وهناك فلاحون انخرطوا في تعليب الفلفل، آملا في أن يتحرك القطاع الخاص للاستثمار في هذا المجال، بما يتماشى مع توجيهات رئيس الجمهورية عندما أكد في خطابه الأخير، أنه سيكون هناك اهتمام خاص بالصناعات التحويلية، من خلال استغلال الفائض من المنتوجات الفلاحية لتحول للصناعات الغذائية مثل التعليب ومنه خلق مناصب شغل وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
كما تطرق المتحدث للمساحة المغروسة هذا العام في شعبة الطماطم الصناعية والتي تقلصت مقارنة بالموسم الفارط، لكن ورغم ذلك، حافظت ولاية سكيكدة على ريادتها وطنيا في إنتاج هذه الشعبة كما أن الفلاحين كانوا يعتمدون على السقي بمياه الأمطار الموسم الفارط، لكن هذا العام اعتمدوا على الطرق الحديثة المتمثلة في السقي بالتقطير وهي الطريقة التي تعطي مردودا كبيرا تراوح بين 800 إلى 1000 قنطار في الهكتار .
ك.و

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com