الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

تقع على ارتفاع يفوق الألف متر و فيها معالم طبيعية و أثرية نادرة

مرتفعات بوحمدان تتحوّل إلى قطب للسياحة و الرياضة الجبلية

إلى أقصى غرب ولاية قالمة و على الحدود مع ولايتي سكيكدة و قسنطينة تمتد غابات كثيفة بلا نهاية و جبال صخرية حادة فيها كهوف عجيبة و قمم يفوق علوها الألف متر عن سطح البحر و منابع مائية عذبة و آثار ضاربة في أعماق التاريخ، جنة فوق الأرض و اخضرار دائم و ربيع ساحر و شتاء قطبي طويل، عوامل جعلت من المنطقة واحدة من أهم الأقاليم الطبيعية الجميلة التي حافظت على توازنها الإيكولوجي بقالمة منذ سنوات طويلة، منطقة لم تمسسها يد البشر بسوء و لم تصلها فوضى العمران و لم تطلها كوارث النفايات الصناعية و المنزلية التي أغرقت محميات طبيعية وغابات واسعة بحوض قالمة الكبير.
فريد.غ 

قبل سنوات قليلة لم تكن مرتفعات و منتجعات بوحمدان معروفة بهذا الشكل و الزخم الكبير حيث ظلت معزولة و بعيدة عن الاهتمام و فضول السياح الباحثين عن الطبيعة و الهدوء و الهواء النقي و نسيم البحر القادم من الشواطئ البحرية التي تظهر من بعيد، من مرتفع حجر شواف أحد أجمل المعالم الطبيعية و الأثرية بالمنطقة.  
لم يكن أحد من سكان ولاية قالمة و الولايات المجاورة يعرف كنوز المنطقة من غابات و كهوف و قمم حادة و فضاءات خضراء بلا نهاية و مجار طبيعية،  فقط سكان المنطقة القدامى هم من يعرفون كل هذا و قليل من سكان بلديات بوحمدان، حمام دباغ، الركنية، برج صباط و أولاد حبابة من يعرف غابات بوعربيد و غار الجماعة و حجر شواف و العين الصفراء و شلالات عين شويخة و الوادي الأبيض و غيرها من المواقع الساحرة النادرة التي تحولت في غضون سنة تقريبا إلى قطب سياحي كبير فاقت شهرته حدود ولاية قالمة و بلغت كل ربوع الوطن تقريبا بفضل شباب المنطقة الذين قرروا رفع التحدي وخوض مغامرة شجاعة للتعريف بالمنطقة و جلب السياح و تحريك التنمية المحلية و إعادة إعمار الإقليم الذي مر بوضع صعب حوله إلى فضاء مهجور منتصف التسعينات.  
شباب مغامر من أبناء بلدية بوحمدان التاريخية قلعة الثورة و إحدى المناطق المحرمة خلال حرب التحرير، و إرادة قوية من السلطات الولائية التي اتخذت قرارا شجاعا بفك العزلة عن الإقليم و إطلاق برامج إعادة الإعمار، و كانت البداية بخطوط الكهرباء و طريق معبد بدد سنوات المعاناة و فتح آفاقا جديدة لتنمية الإقليم و تحويله إلى قطب سياحي كبير يعول عليه كثيرا خلال السنوات القادمة.     
الإقليم الأخضر يحتضن أكبر تظاهرة رياضية وسياحية منذ الاستقلال   

بعد نشاطات محتشمة و مبادرات فردية قررت مجموعة من شباب بلدية بوحمدان تكوين جمعية محلية أسموها جمعية غار الجماعة السياحية و الأثرية مهمتها ترقية السياحة الجبلية و المحافظة على الآثار و التنقيب عن المزيد من المعالم بالمنطقة و التعريف بها لجلب مزيد من السياح و تحريك التنمية المحلية، و في غضون أشهر قليلة من تكوين الجمعية الفتية ذاع صيت المنطقة عبر الفضاء الأزرق و بدأت صور المغارة العجيبة تشد إليها الانتباه و تجلب مزيدا من الاهتمام على المستويين الشعبي و الرسمي المحلي و المركزي و أصبح غار الجماعة قبلة لآلاف السياح من مختلف مناطق الوطن و على مدار السنة تقريبا و هو ما شجع "أولاد غار الجماعة" كما يسميهم السكان المحليون على توسيع النشاط و إخراجه من الكهوف السحيقة إلى الفضاء الأخضر الكبير، إلى غابات بوعربيد و بني عمران و حجر شواف و غيرها من الفضاءات الطبيعية الجميلة التي احتضنت مؤخرا أكبر تظاهرة رياضية و سياحية بالولاية و ربما بمنطقة الشرق الجزائري منذ الاستقلال.  
إنها تظاهرة يوم الجبل التي استقطبت مئات المشاركين من ولايات قسنطينة، قالمة، البليدة، ميلة و سكيكدة و استمرت يوما كاملا حيث كانت البداية من كهوف غار الجماعة ثم غابات بني عمران و مرتفعات حجر شواف التي تروي قصص الثورة و قادتها الذين مروا من هناك.  
و قالت جمعية غار الجماعة للنصر بأن ما لا يقل عن 250 شخصا من 5 ولايات تقريبا قد شاركوا في تظاهرة يوم الجبل التي تعد أكبر نشاط سياحي و رياضي تعرفه ولاية قالمة و الشرق الجزائري حتى الآن.  
و عرفت التظاهرة تنظيما محكما و دعما قويا من محافظة الغابات و قيادة الدرك الوطني ممثلة في فرقتها الإقليمية ببلدية بوحمدان و هي فرقة لها خبرة كبيرة في تسيير قوافل السياح و مسح المرتفعات الجبلية و حماية المنتجعات السياحية و المواقع الأثرية و هي دائمة التواجد بالإقليم الذي يعرف تدفقا مستمرا للسياح على مدار السنة.  
و حضرت التظاهرة جمعيات كثيرة لها خبرة في تسلق الجبال و السير المنظم في الطبيعة و التجوال في الغابات و المحافظة على إيكولوجيا الوسط الطبيعي.
و عبر المشاركون عن دهشتهم الكبيرة و هم يغوصون في أعماق الكهف العجيب و يتسلقون معلم حجر شواف و ينتشرون بين غابات الزان و الفلين الكثيفة، مؤكدين بأن المنطقة مؤهلة لأن تصبح بالفعل قطبا سياحيا وطنيا ، كل الفضاءات الطبيعية و المعالم موجودة هنا في مكان واحد، كهوف، معالم أثرية، غابات، مياه دائمة الجريان، ثروة حيوانية نادرة و طريق معبد و فوق كل هذا أناس طيبون يجعلونك تشعر و كأنك في بيئتك و بين اهلك و ذويك.  
و شكلت حشود المشاركين طابورا طويلا بين غار الجماعة و مرتفعات بني عمران و رسموا صورة نادرة لم يعرفها المكان من قبل و التزموا بالمسار المحدد و تعليمات المنظمين و المكلفين بتأمين التظاهرة التي استمرت يوما كاملا تلقى خلاله المشاركون مبادئ السياحة الإيكولوجية و الرياضة الجبلية و تقنيات تسلق القمم الصخرية الحادة حيث دعت الجمعيات المشاركة إلى ضرورة ترقية الرياضة الجبلية و السياحة الإيكولوجية في الجزائر و وعدوا بالعودة إلى المكان مرة أخرى في تظاهرة وطنية كبرى قد تستمر عدة أيام و يشارك فيها آلاف السياح من الشرق و الغرب و الشمال و الجنوب و ربما من خارج الوطن أيضا.  
و تبدي السلطات الولائية و بلدية بوحمدان اهتماما كبيرا بالمنتجعات السياحية الطبيعية و المعالم الأثرية الموجودة بالمنطقة من خلال تعبيد الطرقات و فتح المسالك الجبلية و تهيئة المنابع المائية و تنظيف الغابات و إقامة الخنادق المضادة للحرائق في محاولات جادة لتطوير السياحة الجبلية و تحويلها إلى مصدر اقتصادي يساهم في تحريك التنمية و إعادة إعمار الإقليم الكبير الذي بدأ يثير اهتمام السياح الجزائريين و الأجانب و أيضا المؤرخين و الباحثين من مختلف مناطق الوطن.  
"الروندوني" سياحة و رياضة جبلية بعيدة عن الاهتمام بالجزائر  
يقول عبد الرحيم من البليدة و زكريا من سكيكدة و آخرون شاركوا في تظاهرة يوم الجبل بمرتفعات بوحمدان بقالمة بأن هذا النوع من الخرجات الجماعية إلى الطبيعة يسمى "الروندوني" و معناه السير في الغابات و تسلق الجبال و القمم الحادة و هي رياضة معروفة في الكثير من الدول الأوروبية على وجه الخصوص لكنها مازالت بعيدة عن الاهتمام بالجزائر رغم وجود مواقع ممتازة و مناظر و جبال لا تقل أهمية عن تلك الموجودة بدول أخرى تعطي هذا النوع من السياحة و الرياضة الجبلية اهتماما كبيرا لما له من فوائد على الصحة و الاقتصاد و المجتمع.  
و هذا النوع من الرياضة المغيبة عندنا له تقنياته و مبادئه و لباسه أيضا و هو يمارس جماعيا و يهدف إلى استكشاف الطبيعة و المحافظة عليها و المحافظة أيضا على الصحة العامة و تعليم الأجيال كيف تتعايش مع الطبيعة دون أن تلحق بها أضرارا.   
ويتجهز رياضي الجبل بحذاء رياضي خاص و حقيبة تحمل على الظهر فيها الأكل و معدات التسلق و الاحتماء من غضب الطبيعة و كذلك وسائل اتصال و دفاتر لتدوين اليوميات و آلات تصوير للمحافظة على الذكرى لأن الرياضة الجبلية هي أيضا ثقافة و تاريخ قبل أن تكون سياحة و استكشاف.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com