الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق لـ 20 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

بعضها تحول إلى أطلال و البعض الآخر يقاوم

 


المحطــات الحمـويــة لا تـزال حـكـرا علــى كبــار السـن

تمتلك الجزائر منابع معدنية ذات قيمة علاجية عالية لكنها تظل مستغلة بشكل تقليدي وفوضوي ما حال دون إرساء أسس سياحة حموية قادرة على الجذب ، حيث تبقى الحمامات والمركبات وجهة للمسنين و زوار لا يجدون أبسط الضروريات ، كون تلك المرافق لم تخضع للتجديد بل وتوجد منابع تستغل في العراء ووسط محيط غير مهيأ لذلك.
الجزائر بدأت تهتم بهذا النوع من السياحة وقد شرع في إعادة الاعتبار لبعض المركبات، لكن ذلك يبقى غير كاف في ظل غياب استثمار خاص يواكب وسائل العلاج والراحة المتوفرة في دول كانت سباقة في المجال، حيث يرى المختصون أنه لا بد من إعادة النظر في تسيير هذا النوع من المرافق ووضع خطط للخروج من دائرة زبائن الشريحة العمرية الثالثة ، خاصة وأن الحمام المعدني يدخل في تقاليد العائلة الجزائرية.
النصر نقلت واقع العديد من الحمامات المعدنية والمنابع الساخنة بولايات قالمة و الطارف و خنشلة، أين يسجل تدهور كبير وظروف غير ملائمة لم تمنع الزوار  من التوافد بشكل مكثف على تلك المرافق الحموية ، التي يوجد منها ما هو مهجور ومخرب، وهو وضع فسره المختصون بنقص الاهتمام بهذا النوع من السياحة بل وبإسقاطه من حسابات الوكالات، رغم أن هذا النشاط يزدهر في دول مجاورة لا تملك المؤهلات التي تتوفر عليها الجزائر.

مختصون يدقون ناقوس الخطر
الوكالات السيـاحيـة لا تـروج لـلمركبـات الحمـويــة
أجمع مختصون و مهتمون بالشأن السياحي في الجزائر، أن السياحة الحموية لم تلق الاهتمام اللازم من قبل القائمين على القطاع، محملين المسؤولية للوكالات السياحية التي اتهموها بتهميش التخصص، و عدم الترويج لهذه الوجهة المهمة.
قالت الرئيس المدير العام لوكالة «فيزا ترافل» للسياحة و الأسفار السيدة، فاطمة شعيب بأنه و على الرغم من توفر الجزائر على العديد من الحمامات المعدنية عبر مختلف مناطق الوطن، إلا أن الاهتمام بهذا المجال و استغلاله في قطاع السياحة، خاصة خلال موسم السياحة الشتوية لا يكاد يذكر، موجهة أصابع الاتهام في ذلك للوكالات السياحية، التي قالت بأنها لا تعمل على الترويج لهذه الوجهة التي تستغلها الكثير من الدول، على غرار تركيا في خلق أقطاب سياحية نجحت في جذب ملايين السياح، خاصة من الأجانب و ليس المحليين فقط.
من جانبها، اعتبرت رئيسة جمعية الفوارة للسياحة و الثقافة السيدة وردة بوروبة، بأن السياحة الحموية في الجزائر ، لم ترق للمستوى الذي يليق بها، مقارنة بحجم الإمكانيات الكبيرة من تنوع و غنى في مياه معدنية لا تتوفر في دول أخرى، كحمام قرقور، و حمام بوقاعة، المصنف الثالث عالميا من حيث جودة مياهه، و قالت بأنها تبقى مجرد حمامات شعبية خاصة بأبناء المنطقة، مضيفة بأن الكثير من الجزائريين لا يعرفون حتى الحمامات المتواجدة خارج ولايتهم، مشيرة في ذلك إلى حمامات تلا غمة المتميزة التي لا يسمع عنها أغلب أبناء الجزائر خارج الشرق الجزائري.
و شاطرت السيدة بوروبة، السيدة فاطمة شعيب الرأي  في كون الوكالات السياحية المتسببة الرئيسية في هذا التهميش، حيث قالت بأن القلة من الوكالات السياحية تولي أهمية للسياحة الحموية خلال موسم البرد فقط، بينما لا تفكر البقية سوى في السياحة الخارجية و الحج و العمرة، داعية هذه المؤسسات لانتهاج سياسة تفتح آفاقا جديدة أمام السياحة الحموية، عبر تنظيم لقاءات وطنية و دولية، و صالونات، تكون فيها هي المبادرة، دون أن تنتظر الوزارة لتجمعها في لقاءات موسمية، تسقط فيها الكثير من الوجهات التي تعتبر كنزا حقيقيا للجزائر ، على غرار الحمامات التي لم تخرج عن كونها مجرد رحلات تنظمها جمعيات أو مؤسسات تنقل عمالها للعلاج أو خرجات عائلية للاستجمام فقط.من جانبه، أكد مدير الاتصال بالديوان الوطني للسياحة و الأسفار، عادل قانا، بأن السياحة الحموية لا تزال ناقصة في الجزائر، بالرغم من توفر بعض المرافق الهامة، مثل تلك المتواجدة بولاية قالمة كمركب البركة، كما أشار إلى النقص في مجال المرافق، و ما أسماه بالإهمال على مستوى بعض الحمامات المعدنية بالولايات و المدن الأخرى.
و أكد المتحدث بأن الديوان يهتم  خلال موسم السياحة الشتوية بهذا الجانب، من خلال الإعلان عن رحلات و الإشهار لوجهات متنوعة عبر الوطن، فضلا عن تخفيضات لتشجيع السياح المحليين بشكل خاص.و قالت من جهتها السيدة فتيحة سايح ، رئيسة دائرة الاتصال بالوكالة الوطنية لتنمية السياحة، بأن الوزارة عازمة على الاهتمام بالسياحة الحموية، من خلال برنامج خاص يشجع المواطن الجزائري بالدرجة الأولى، على زيارة الحمامات و تجاوز كونها مجرد مياه استشفائية، عبر التركيز على تهيئة المرافق و خلق مناطق سياحية تعمل على زيادة الإقبال عليها.                     إ.زياري

خبير الطب الحموي الدكتور أحمد بلعيطر للنصر


الجزائـر تتجــه نحـو مستقبـل جديد للسياحة الحمويــــة  
يتوقع خبير الطب الحموي بالجزائر و العضو بالفيدرالية العالمية للطب الحموي و علوم المناخ، الدكتور احمد بلعيطر حدوث تغيرات جذرية في مفهوم السياحة الحموية بالجزائر في غضون السنوات القليلة القادمة، مؤكدا للنصر بأن مخطط تطوير قطاع السياحة، الممتد إلى آفاق 2030 ستكون له نتائج هامة، ستعود بالفائدة الاقتصادية و الاجتماعية على البلاد، و تخرجها من وضع قديم لم يعد يتماشى مع التحولات المذهلة التي يعرفها العالم في مجال السياحة الحموية.  
و قال احمد بلعيطر المتخصص في تقنيات الطب الحموي و العلاج بمياه البحر، بأن المياه الطبيعية الساخنة تعد هبة من الطبيعة للإنسان الذي ظل يستغلها بطرق مختلفة منذ فجر التاريخ، و مع مرور الزمن بدأت أهمية هذا المورد الطبيعي تتزايد لدى الشعوب، من خلال تطور طرق استخدام هذا المورد في مجالات الطب و السياحة و تنمية القدرات الاقتصادية و الرفاه الاجتماعي.  
و أضاف المتحدث بأن تطور العلوم الطبيعة و تكنولوجيا العلاج قد زاد من أهمية الطاقة المائية الحموية كوسيلة للصحة و الرفاه و عبر كل قارات العالم، و أصبح تخصص الطب الحموي قائما بكبرى الجامعات الدولية، و تعد تونس الدولة الإفريقية الوحيدة التي تدرس تخصص الطب الحموي بجامعتي سوسة و المنستير.  
مؤكدا بأنه و مع مرور الزمن و إلى جانب العلاج بمياه البحر، فقد أثبت الطب الحموي جدارته في الحياة الاقتصادية و الاجتماعية بالدول الرائدة في هذا المجال، و أصبحت المحطات الحموية الاستشفائية وسيلة لعلاج الكثير من الأمراض، و مصدرا للسياحة و الرفاه الاجتماعي، و موردا للثروة و مناصب العمل من خلال المحيط المستفيد من هذه المحطات.  
و أوضح بلعيطر بأن الجزائر تمتلك موارد حموية كبيرة تؤهلها لان تصبح قطبا حمويا يجلب السياح و من داخل الوطن و من الخارج، لكنه أصبح من الواجب على كل المهتمين بقطاع السياحة الوطنية تطوير أساليب العلاج و مرافق الخدمات للخروج من النمط التقليدي للمحطات الحموية الوطنية التي بقيت حكرا على كبار السن أو ما يعرف بفئة العمر الثالث التي تبحث عن علاج مختلف الأمراض و قليل منها فقط من يبحث عن الراحة و الاستجمام و الاستكشاف.   
و يرى خبير الطب الحموي الذي زار الكثير من الدول الرائدة في هذا المجال، و حضر ملتقيات دولية كثيرة حول الطب و السياحة الحموية، بأنه حان الوقت لكسر النمط التقليدي بالجزائر، و البحث عن أساليب جديدة، و استثمارات جادة لتطوير المحيط الخارجي للمحطات المعدنية، و إخراج السياح من الغرف الساخنة، و غرف النوم المغلقة، إلى فضاءات أخرى مجاورة توجد بها الفنادق و المطاعم الفخمة، و النوادي و المعالم الطبيعية، و التاريخية، و مرافق الرياضة و التسلية، و غيرها من الخدمات الأخرى الداعمة لهذه المحطات ذات الأهمية الاقتصادية الكبيرة.  
و دعا احمد بلعيطر إلى إحداث نهضة حقيقية بقطاع السياحة الحموية، و إخراجه من الرتابة التي لازمته سنوات طويلة، و ذلك بتطوير تقنيات العلاج و تدريب الكوادر، و وضع مقاييس جزائرية متفردة، و مميزة عن باقي دول العالم الرائدة في تقنيات العلاج الحموي، و إعداد قائمة خاصة بالمهن المرتبطة بقطاع السياحة الحموية العلاجية، مؤكدا بأن المحطة المعدنية الحديثة يجب أن تجمع بين العلاج و الرفاه الاجتماعي و الثقافة و الرياضة و التاريخ و الاقتصاد و البيئة و الخدمات.   
و شدد المتحدث على ضرورة الاهتمام أكثر بالبيئة المحيطة بالمحطات المعدنية من حيث التشجير، و النظافة و المساحات الخضراء، و الهواء النقي و النمط العمراني الجميل، لان البيئة الصحية تعد مكونا رئيسيا للسياحة الحموية، إلى جانب البنى التحتية من طرقات حديثة و عمران جميل، و منتجعات و مسارح و قاعات رياضية، و غيرها من البدائل المتاحة للسائح الوطني و الأجنبي المتعطش لفضاءات و خدمات سياحية تتجاوز الحيز الجغرافي الضيق للمحطة المعدنية.   فريد.غ    

صنفت كقطب امتياز بمنطقة شمال شرق  
قالمـة موطـن المنابـع السـاخنـة و مستقبــل السيــاحـة الحمويـة بالجزائـر  
تنام ولاية قالمة على كنوز سياحية نادرة جعلتها قبلة للسياح من داخل الوطن و من الخارج، أينما وليت وجهك تجد الطبيعة الساحرة و المعالم الأثرية الضاربة في أعماق التاريخ، و تجد أيضا المنابع الساخنة المتدفقة من باطن الأرض بقوة و بلا توقف منذ آلاف السنين، يلقبها المؤرخون الشعراء و الباحثون الرحالة بموطن الحمامات و المنابع المائية الساخنة، المنتشرة في كل مكان، بغرب الولاية و شرقها و شمالها و جنوبها.  
 من حمام دباغ جوهرة الشرق الجزائري، إلى حمام أولاد علي شمالا، و منابع حمام النبائل و عين العربي، ثروة مائية هائلة تنتظر استثمارات ضخمة خلال السنوات القادمة، في إطار مخطط وطني واعد لتغيير الصورة النمطية القديمة للسياحة الحموية، و الانتقال إلى مرحلة جديدة يكون فيها العلم و التكنولوجيا و البيئة و الكوادر البشرية قاطرة الانتقال إلى المستقبل الجديد، بعد ركود استمر سنوات طويلة و كاد أن يرهن قطاعا اقتصاديا هاما، تعول عليه الجزائر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة و الاقتصاد الأخضر البديل لثروة النفط الذاهبة إلى زوال.   


و قد اختارت الحكومة ولاية قالمة كقطب امتياز حموي بمنطقة الشمال الشرقي من البلاد، و سيعرف هذا القطب الهام تحولات مستقبلية كبيرة بدأت ملامحها في الظهور من خلال مشاريع إنماء تم إطلاقها في السنوات الأخيرة بعدة مناطق من الولاية، في انتظار برامج أخرى لبناء مزيد من المنتجعات، و خاصة بالجوهرة السياحية حمام دباغ التي تعد القلب النابض لقطاع السياحة بقالمة، رغم ما تعانيه من تأخر فادح في البنى التحتية و التطور المذهل الذي تعرفه السياحة الحموية عبر العالم.   
وبالرغم من الإمكانات الطبيعية الهائلة فإن السياحة الحموية بقالمة ما زالت لم ترق بعد إلى مستوى تطلعات المواطنين و المسؤولين المحليين، و خاصة بالمحطات الحموية القديمة التي ظلت محافظة على صورتها النمطية القديمة المقتصرة على غرف العلاج الساخنة و غرف النوم بالفنادق دون أن تواكب التطورات الكبيرة التي يعرفها هذا النوع من السياحة الحموية الطبيعية.  
و قد انتبه المشرفون على شؤون السياحة و الاقتصاد بقالمة إلى مشاكل المحطات المعدنية، وفتحوا أبواب الاستثمار على مصراعيها في محاولة لجلب رأس المال الخاص و إقحامه في برنامج التطوير الذي انطلق في السنوات الأخيرة عبر عدة مناطق حموية، في انتظار برنامج آفاق 2030 الذي يعول عليه كثيرا لإنجاز قطب الامتياز الجديد، و تحقيق حلم سكان المنطقة الذين ينامون على كنوز طبيعية ثمينة لكنهم يعانون من الفقر و قلة السياح، و خاصة الأجانب الذين يبحثون عن ملاذات أكثر جذبا بدول أخرى حولت الثروة المائية الساخنة إلى مورد اقتصادي مستديم ينشئ الثروة و مناصب العمل.  
 محطات  قديمة معزولة عن المحيط الخارجي
مازالت المحطات الحموية القديمة بقالمة تقدم خدمات محدودة لزوارها الباحثين عن المزيد من المرافق لإشباع الرغبة في التنزه و العلاج و الاستجمام ، و استكشاف الطبيعة الجميلة، و معالم المنطقة الأثرية و التاريخية.  
و يعاني زوار المحطات المعدنية بقالمة من انحصار المكان و محدودية الخدمات التي بقيت مقتصرة على خدمات العلاج الحموي، و الاستحمام و الفندقة، بمواقع مغلقة و معزولة تقريبا عن المحيط الخارجي.  
و تعد مركبات الشلالة بحمام دباغ، و البركة و بوشهرين بحمام أولاد علي نماذج حية للمحطات المعدنية المعزولة عن المحيط الخارجي، أين يبقى السائح محاصرا بين الأسوار العالية، دون ان يتمكن من إشباع رغبته الجامحة في استكشاف المنطقة و عادات و تقاليد سكانها، و عمرانها و معالمها الشهيرة، لأن السياحة المتطورة سلسلة مترابطة كل حلقة فيها تؤدي دورها و تدعم الأخرى.  


و حسب خبير الطب الحموي الدكتور أحمد بلعيطر فإن سياحة العمر الثالث مازالت سائدة بالمحطات المعدنية بقالمة، سواء العمومية أو الخاصة، أغلب الزوار من المسنين الباحثين عن العلاج بالمياه الساخنة، بينما لم تجد الفئات العمرية الأخرى موقعا لها بهذه المحطات حتى الآن.  
كل المحطات المعدنية بقالمة عبارة عن غرف للاستحمام و المبيت، و قاعات للتدليك، و بعض أقسام الطب الحموي بمركب حمام الشلالة، الذي يعد من بين أحسن المحطات المعدنية و أقدمها بالجزائر.  
و مع توسع رغبة السائح الجزائري و الأجنبي بقيت المركبات الحموية المحلية غير قادرة على تلبية هذه الرغبة المتزايدة، و قد أصبحت المحطات الحموية بقالمة في حاجة إلى دعم كبير من المحيط الخارجي حتى تستمر في النشاط و تحافظ على بقائها في ظل المنافسة القوية التي تفرضها المنتجعات الجديدة داخل الوطن، و الوجهات السياحية الخارجية الجذابة التي تستقطب الجزائريين و تبعدهم عن سياحة بلادهم، التي تحاول الخروج من وضعها القديم و مواكبة التحولات المذهلة عبر العالم.  
و المقصود بالمحيط المفيد و الداعم للسياحة الحموية هو كل ما يحتاجه السائح من شبكة طرقات متطورة و بيئة نظيفة هادئة، و فنادق و مطاعم خارج المحطات المعدنية المغلقة، و مسارح و ملاعب للرياضات المختلفة، و مدن و قرى جميلة و عمران متطور ، و وكالات سياحية محلية تنظم رحلات إلى المواقع الطبيعية و الأثرية القريبة من المحطات.  
و في هذا الإطار تتوفر قالمة على كل أسباب التطور لإشباع رغبة السائح الوطني و الأجنبي، و كسر الصورة النمطية المقرفة للسياحة الحموية المحلية، فهناك مسارح عريقة، و مدن أثرية جديرة بالزيارة و الاستكشاف، و مقابر الحضارات القديمة ، و كهوف عجيبة ، و غابات واسعة و سدود ، و مزارع ، و أطباق شعبية و عادات و تقاليد عريقة، و غيرها من الفرص الداعمة للسياحة الحموية.  
لكن هذا العمق الاستراتيجي المفيد يبقى هو الآخر في حاجة إلى مزيد من الجهد لتطويره و استغلاله في المجال السياحي، و ذلك بتكوين الكوادر، و تطوير البنى التحتية من طرقات و مرافق رياضية و منتجعات جبلية، و مدن ألعاب، و حدائق حيوانات، و وسائل نقل ذات فعالية، و بيئة نظيفة، و مواطنين مندمجين في الحياة السياحية.  
وبدون محيط داعم فإن السياحة الحموية بقالمة ستبقى على حالها، و لن تتمكن من استقطاب الزوار على مدار السنة و المساهمة في تحريك التنمية المحلية.  
منتجعات جديدة للجمع بين العلاج والرفاهية  
تعمل ولاية قالمة على توسيع نطاق المحطات الحموية إلى المواقع غير المستغلة، في محاولة لتنويع المنتوج السياحي، و تلبية رغبات السياح القادمين من مختلف مناطق الوطن، و تشكيل عمق جغرافي جديد يجمع بين المحطات القديمة و الجديدة، و توفير أكبر قدر ممكن من البدائل لتلبية رغبة السائح الباحث عن العلاج و الاستحمام و الرفاهية و البيئة الطبيعية النظيفة.  


و يعد منتجع قرية حمام بلحشاني ببلدية عين العربي نموذجا جديدا للسياحة الحموية بقالمة، فهو يجمع بين الاستحمام و العلاج و الرفاهية من خلال هياكل حديثة يجري إنجازها بفعالية كبيرة، و ثروة مائية هائلة تكفي لتشغيل المنتجع حتى في حالة الذروة عندما يدخل مرحلة الاستغلال.  
المشروع السياحي الجديد هو استثمار خاص قرر صاحبه خوض تجربة السياحة الحموية بموقع ريفي بعيد عن المدينة، لكنه يتميز بطبيعة جميلة و بيئة نظيفة خالية من كل الملوثات التي تعاني منها المحطات القديمة الواقعة وسط أحواض سكانية كثيفة، و هياكل صناعية مؤثرة على الصحة و التوازن الإيكولوجي.  
و يقع منتجع حمام بلحشاني في مفترق طريقين رئيسيين هما الوطني 81 الرابط بين قالمة و سوق أهراس، و الولائي 123 الممتد إلى غاية حدود ولاية قسنطينة تقريبا، بالإضافة إلى الطريق الوطني 20 الذي يبعد مسافة قصيرة عن قرية بلحشاني الصغيرة المقبلة على مستقبل جديد،  قد يحولها إلى منتجع سياحي هام يتوسط 3 ولايات هي قالمة، أم البواقي و سوق أهراس.     
و بمدينة حمام دباغ موطن المياه الساخنة، انطلقت مشاريع جديدة لبناء منتجعات متطورة يعول عليها كثيرا لدعم المحطات القديمة و توفير فضاء واسع للراحة و الاستجمام، يتوفر على بدائل و منتجعات جديدة تتماشى مع تطور الأنماط السياحية، و تعدد رغبات الزوار.  
و بالمنطقة الجبلية تم إنجاز فنادق و منتجعات جبلية صديقة للبيئة، ستشكل في المستقبل عمقا جغرافيا جديدا للسياحة الحموية، و تخرج الزائر من الغرف المغلقة إلى الطبيعة و البيئة الصحية.  
و تخوض ولاية قالمة تحديا صعبا لتطوير شبكة الطرقات الرئيسية لتسهيل حركة تنقل السياح القادمين من الولايات المجاورة، و المطارات و الموانئ القريبة من قطب الامتياز السياحي الواعد، الذي تعول عليه الجزائر لإحداث طفرة سياحية في غضون السنوات القليلة القادمة. 
فريد.غ

يتبع

 

 

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com