تزامنت نهاية الموسم الكروي مع الحراك، الذي تشهده الساحة السياسية، في ظل المستجدات التي أعقبت مسيرات التغيير، وطفو إلى السطح مطالب اقتصادية، تمحورت بالخصوص حول ضرورة وقف الفساد ومحاسبة المتورطين، في إهدار وتبديد المال العام.
الحديث والتنديد بالفساد أو سوء التسيير، امتدت صرخات المنادين به إلى الملاعب ومحيط النوادي الرياضية، خاصة وأن الفرق الجزائرية التي دخلت الاحتراف قبل قرابة عقد من الزمن، لا تزال شركاتها التجارية ذات الطابع الرياضي، تسير بطرق مخالفة لقواعد «النجاح» المعمول بها في الشأن الاقتصادي، على اعتبار أن كل الشركات مفلسة وتعاني عجزا تجاريا، لأن مداخليها لا تتناسب والمصاريف، التي تصل في بعض الفرق، وفي مقدمتها التي يرعاها مجمع سوناطراك ما يقارب 50 مليارا.
سوء التسيير، حتى وإن يتجلى في إفلاس تلك الشركات التجارية، غير أن أوجهه متعددة، بدءا من عدم الاهتمام بضمان الموارد المالية، التي تضمن التوازن المالي، مرورا بإهمال التكوين الذي يعتبر عصب النوادي المحترفة، على اعتبار أن «إنتاج» اللاعب يبقى أهم مورد قياسا بطبيعة هذه الشركات، وصولا إلى حسن التدبير وترشيد النفقات، وهي النقطة التي تبرزها تعاقدات أندية شركاتها مفلسة، مع لاعبين يصنفون في خانة «النجوم» بأجور كبيرة تفوق في الكثير من الأحيان، سقف 20 مليون دينار شهريا.
تعاقدات الأندية مع اللاعبين كثيرا ما تكون مادة دسمة، وموضوع جدل تغذيه كتلة أجور لاعبي بعض الفرق، التي تتخطى في بعضها حاجز 4 مليارات شهريا، غير أن بعض الانتدابات وجب تسليط الضوء عليها أكثر، وخاصة تلك التي يُلجأ فيها للأقدام «الأجنبية»، كونها تخفي الكثير من الفضائح بسبب عدم صلاحية «المنتج» المقتنى.
وانطلقت منافسات الرابطة المحترفة الأولى شهر أوت من العام المنفرط، في وجود 20 لاعبا أجنبيا، قبل أن يرتفع مع بداية مرحلة العودة إلى 25 لاعبا مع وجود استثناء تمثل في اكتفاء فريقي بارادو واتحاد بلعباس بالمنتوج المحلي، ورغم تباين مستويات اللاعبين واختلاف ما قدمه كل عنصر أجنبي تم الاستعانة بخدماته، غير أن الملاحظة الأبرز هي فشل الصفقات، وإهدار أغلفة مالية كبيرة على لاعبين، اكتفوا بتسخين دكة البلاد لا غير، على غرار ما حدث على سبيل المثال لا الحصر، في نوادي القاعدة الشرقية.
شباب قسنطينة انتدب قلبي هجوم لم يسجلا هدفا
تعاقد شباب قسنطينة في بداية الموسم مع لاعب بوركينابي يدعى سلام رحيم عبدول كاغامبيغا، قيل الكثير قبل قدومه إلى عاصمة الشرق، عن إمكانياته وحسه التهديفي، ورصدت إدارة الشباب غلافا ماليا كبيرا للتعاقد معه، على أمل أن يكون خير منافس للهداف محمد أمين عبيد وخليفته، في حال تقرر بيع عقده لبعض النوادي، التي طلبت خدمات لاعب اتحاد الحراش السابق، غير أن اللاعب الذي قدم على أنه دولي في منتخب الخيول»، لم يلبث أن غادر بعد فسخ عقده بضغط من الأنصار، تاركا علامات استفهام كبيرة حول صفقته، والمسؤول على هذه الصفقة الخاسرة، كون اللاعب لم يتمكن من تسجيل ولو هدف واحد، رغم استفادته من فرصة اللعب في الكثير من المباريات.
تسريح كاغامبيغا، قالت الإدارة أنه استدراك لخطأ الميركاتو الصيفي، وسيتم استغلال إجازته وتلك التي كان يشغلها مواطنه سيلا، المعار إلى الفريق الجار لجلب لاعبين في ميركاتو الشتاء، يكونا خير دعم لتشكيلة المدرب دينيس لافان، لكن الزخم الإعلامي والكلام الكثير الذي أثير حول الثنائي باهمبولا وأرونا دانغ قبل قدومهما، سرعان ما تلاشى وتبدد كاشفا عن صفقتين فاشلتين أخريين، وخاصة فيما تعلق بالكاميروني أرونا دانغ، الذي ينال أجرة ضخمة وعوضا أن يجلب الاهتمام بمستوياته وأهدافه، كانت بنيته المورفولوجية وخرجاته على موقع «الإنستغرام»، أهم شيء في مسيرته لحد الآن، والتي لا تحوي لو هدفا واحدا.
إيفياني وجد نفسه في سطيف عن طريق الخطأ !
لا يمكن لأحد نكران حقيقة، أن أحسن الأجانب في البطولة الجزائرية، مروا على وفاق سطيف، على غرار الإيفواري سيريدي ومواطنه أديكو ريمي والمالي كايتا والكاميروني فرنسيس أمبان وأخيرا الملغاشي أمادا، وواصلت إدارة حمار هذا الموسم لعب الورقة الأجنبية ولم تكن تعلم أن الميركاتو الشتوي، سيحمل لها صفقة تفوح برائحة الفضيحة، حيث استقدمت لاعب نيجيري، قيل أنه دولي ويدعى ايفياني ايفياني، مقابل أجرة تفوق 165 مليون شهريا، تنكر له في البداية المدرب نور الدين زكري عندما قال أنه لم يكن اللاعب، الذي طلب التعاقد معه، قبل أن تكتشف الإدارة السطايفية ومعها الأنصار أن الفريق ذهب ضحية فيديوهات كون اللاعب الذي تأخر تأهيله لمدة 3 أشهر، لا يملك الإمكانات التي تسمح له حتى بالتواجد في قائمة بدلاء النسر.
سوداني يكتفي بالركض
في تدريبات دفاع تاجنانت
لا تختلف تجربة فريق دفاع تاجنانت مع الأفارقة، عن بقية التجارب المسجلة في غالبية أندية المحترف الأول، رغم أن صفقة المالي دوسي كوجو العام الماضي، كانت ناجحة إلى حد بعيد.
وفضل رئيس «الدياربيتي» الطاهر قرعيش في بداية الموسم الحالي، الاعتماد على المنتوج المحلي، دون استغلال ورقة الأجانب، حيث أخّرها إلى فترة التحويلات الشتوية، عندما راهن على ثنائي موريتاني، الأول محمد يحي دلاهي قدم الكثير لتشكيلة المدرب بوغرارة، غير أن مواطنه سوداني، حمل بذور الفشل معه، مثلما توقع الكثيرون، وظل اللاعب سوداني خارج حسابات مدربه، والأكثر من ذلك، فان اللاعب يكتفي بالركض في غالب الأحيان، ولا يستدعى إلا نادرا.
إسماعيلا ديارا قدم للبرج كنجم وغادرها تحت جنح الظلام
دخل أهلي البرج ميركاتو الصيف الماضي، متأخرا غير أن إدارته مرت إلى السرعة القصوى في أخر أيام فترة الانتقالات، وتعاقدت مع عدة لاعبين وصفت بعضهم بالنجوم، على غرار المالي اسماعيلا ديارا، الذي قدم إلى الجزائر مع فريقه الرواندي رايون سبور، لمواجهة سوسطارة في كأس الكاف، ولم يكن يعلم أنه سيمضي عقد «العمر»، حيث كان هدفه في مرمى زيماموش كافيا لإجبار مسؤولي الأهلي البرايجي، على التنقل ليلا إلى مقر إقامة الفريق الرواندي والتوقيع لهذا المهاجم قوي البنية، في سرعة جنونية، ندم عليها كثيرا بن حمادي وأعضاء مكتبه، لأن المالي لم يتمكن من تسجيل سوى هدف وحيد، وتم فسخ عقده بعد أشهر فقط، ليرحل تاركا خلفه وسم «الصفقة الفاشلة»، وهو المصير الذي ينتظر الكونغولي بيديمبو، الذي عوضه في فصل الشتاء، ويتجه المدرب دزيري لتدوين اسمه، كأول المسرحين في نهاية هذا الموسم.
بيسان لم ينقذ الموب !
دعم الصاعد الجديد لحظيرة الرابطة المحترفة الأولى، مولودية بجاية تعدداه في بداية الموسم بلاعبين أجنبيين، هما ماليك توري وموسى كامارا، غير أن الأخير سرعان ما استبعد من قائمة النادي البجاوي، ليتم منح إجازة للبينيني جاك بيسان بتزكية من خير الدين مضوي، غير أن ما قدمه الدولي في صفوف منتخب «السناجب»، لم يتمكن من تجسيد وصف «المنقذ»، التي صورت به خدماته، لأن قلب الهجوم القادم من البطولة التونسية، توقف عداد أهدافه عند الرقم 2، في وقت يتواجد فريقه في المنطقة الحمراء ويصارع لأجل البقاء.
أرثير برنارد …لغز في عين مليلة
لجأ مسؤولو جمعية عين مليلة بعد العودة لحظيرة الكبار، لاستغلال الورقة الأجنبية لعل وعسى يستدركون بها عدم قدرتهم على مقارعة الأندية «الغنية» التي استحوذت على أحسن الأسماء في الميركاتو الصيفي، وانتدب شداد بن صيد لاعبين أجنبيين، الأول من الكونغو سرعان ما غادر، والثاني من غانا ونعني به أرثير برنارد، الذي ظل على الهامش لتواضع إمكاناته، رغم أن النادي مر على طاقمه التدريبي عدة تقنيين، لكن لا أحد منهم اقتنع بخدمات هذا الشاب.
كريم كريد
المناجير العام للسنافر عرامة للنصر
أخطأنا في التعاقد مع كاغمبيغا وأرونا
اعترف المناجير العام للنادي الرياضي القسنطيني طارق عرامة، بفشل صفقات اللاعبين الأجانب، التي أبرمتها إدارته هذا الموسم، من خلال التعاقد مع المهاجم البوركينابي سلام رحيم عبدول كاغمبيغا الصائفة الماضية، والمهاجم الكاميروني أرونا دانغ خلال فترة التحويلات الشتوية، مؤكدا في تصريحه للنصر إلى ضرورة تغيير طريقة استقدام الأجانب:» قلتها من قبل وأكررها الآن أخطأنا في استقدام المهاجم كاغمبيغا، على الرغم أنني كنت ضد التعاقد معه الصائفة الماضية، لكننا فريق محترف والمدرب عمراني وقتها هو من كان المسؤول عن الاستقدامات، وأنا كمسير في الفريق من واجبي توفير حاجياته، خاصة وأن المدرب ألح على التعاقد معه، بعد أن عاينه رفقة المكلف بالفيديو وأعجبا بإمكاناته، قبل أن يقفا على مستواه في التربص الصيفي، حيث لم نوقع له إلا بعد نهاية التحضيرات».
أضاف عرامة في ذات السياق:» كررت نفس الأمر مع المهاجم أرونا خلال فترة التحويلات الصيفية، حيث أصر المدرب لافان على التعاقد معه، بعد اقتراحه من طرف أحد المناجرة، أين أكد التقني الفرنسي بأنه يعرف إمكانات اللاعب، بعد التجربة التي قضاها في الكاميرون، وهو ما جعلني أوقع له، إلى جانب باهمبولا، الذي سأل عنه في فرنسا وتلقى أشياء إيجابية عن سيرته الذاتية».
كما لم يخف عرامة، بأن التعاقد مع المهاجمين عن طريق الفيديو يعتبر رهان، حيث قال:» استقدام الأجانب عن طريق الفيديو، يعتبر النجاح فيه خمسين بالمئة ونفس الشيء بالنسبة للفشل، وأعتقد بأن استقدام الأجانب يجب أن يكون عن طريق المتابعة، مثلما كنت أريد القيام به مع المهاجم الكونغولي ماكوسو، الذي تنقلت من أجله إلى المغرب، وتحدثت مع رئيس فيتا كلوب، الذي اشترط مبلغا كبيرا مقابل التفريط في خدماته».
وختم عرامة تصريحاته للنصر:» لقد حرصنا على الحفاظ على حق الفريق من خلال بنود العقد، التي أدرجناها في عقود الأجانب، بدليل فسخنا عقد كاغمبيغا مع بداية الموسم، و كذلك الحال مع المهاجم أرونا، الذي كنا ننوي تسريحه لكن المدرب من رفض، وهو المسؤول عن الجانب الفني».
بورصاص.ر
المكلف بالفيديو في شباب قسنطينة فاتح عمرون للنصر
انتداباتنا للأفارقة كيفية وليست نوعية
* برامج «الإينساط» و «الوايسكوت» تقلل هامش الخطأ
يرى فاتح عمرون، المكلف بنظام الفيديو في فريق شباب قسنطينة، أن هناك عدة عوامل وراء فشل أنديتنا في التعاقد مع أفارقة في المستوى، مشيرا في حديثه للنصر، بأن استقداماتنا للأجانب كيفية وليس نوعية، في إشارة إلى اكتفاء الفرق باستهلاك الإجازتين الممنوحتين من طرف الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، دون الاهتمام بالقيمة الفنية لهؤلاء اللاعبين الذين أثبتوا محدوديتهم، ولم يقدموا أي شيء يشفع لهم باللعب في البطولة الوطنية.
وأضاف عمرون، بأن الأوضاع الحالية لا تبشر بالخير، في ظل التعامل السيء لرؤساء الأندية مع ملف الأفارقة، إذ يتبعون طرقا خاطئة في عملية التعاقدات، على غرار الاكتفاء بمتابعة هذه الأسماء عبر أشرطة الفيديو، وفي هذا الإطار أضاف عضو الطاقم الفني للسنافر:” هذا الملف الذي تتحدثون عنه شائك، ويطرح كل موسم، غير أن هذا لم ينفعنا بشيء، بل الأمور تزداد سواء، في ظل الصفقات الكثيرة الفاشلة للأفارقة، الذين لم ينجح أحدهم في ترك بصمته في البطولة الوطنية، باستثناء اسم أو اسمين، ومن وجهة اعتقادي السبب الأبرز في هذا الإخفاق الذريع يعود إلى المعايير الخاطئة المعتمدة من قبل المسؤولين على شؤون الفرق، إذ يركزون على الكيفية دون مراعاة النوعية، وهو ما يتسبب فيما بعد في مرور الأسماء الأجنبية جانبا، فالمتابع للأفارقة المتواجدين في بطولتنا يدرك بأننا نجلب لاعبين بأسعار زهيدة، مقارنة بما هو معمول به في تونس والمغرب، إذ تجدهم يتعاقدون مع لاعبين ذوي قيمة وبمبالغ كبيرة، على غرار ثنائي الترجي التونسي فرانك كوم وكوليبالي، وهما لاعبان ساهما بقسط وافر في تتويج هذا الفريق برابطة الأبطال الموسم الفارط، كما لعبا دورا بارزا في تواجده هذا الموسم في المربع الذهبي لذات المسابقة، وفي هذا الصدد أعود بكم إلى أوجه الاختلاف، فأندية تونس والمغرب وحتى مصر لا تجلب من «هب ودب»، بل تتجه للأكاديميات والمدارس، على عكس مسؤولينا الذين يتعاقدون مع أفارقة بمبالغ في حدود 70 و180 مليونا، ما يؤكد بأن اختياراتهم محدودة المستوى، وإلا ما كانوا ليقبلوا بهذه الرواتب الزهيدة، التي يتقاضون أضعافا مضاعفة، لو كانت لهم المؤهلات التي تسمح لهم بالانتقال إلى بطولات مغاربية أخرى، علينا أن نراجع حساباتنا، وأن نتجه للأكاديميات، لأن لاعبيها يمتلكون المقدرة على التأقلم عند الاحتراف، على عكس عناصر متخرجة من فرق عادية، كما حدث لنا مع المهاجم البوركينابي كاغامبيغا، الذي كان يمتلك المؤهلات، ولكن سوء التأقلم حال دون نجاحه مع شباب قسنطينة”.
وختم محدثنا تصريحاته للنصر، بالتأكيد على ضرورة الاعتماد على أنظمة معينة في اختيار اللاعبين، وتفادي جلبهم عبر أشرطة الفيديو، التي تعد السبيل الوحيد لرؤساء أنديتنا عند جلب الأفارقة، وفي هذا الشأن قال عمرون:»هناك عدة أسباب وراء الاختيارات الخاطئة، ولكن الاعتماد على أشرطة الفيديو يعد من أبرز الأشياء التي تخدع رؤساء فرقنا، فنحن على سبيل المثال في شباب قسنطينة، لدينا منصب مكلف بنظام فيديو الذي يشغله العبد الضعيف، ورغم اعتمادنا على تقنيات علمية وعصرية، في شاكلة برامج “الإينساط» و»الوايسكوت» التي تعطيك تفاصيل دقيقة وإحصائيات كل لاعب مستهدف وحتى تاريخ آخر لقاء خاضه، إلا أن صفقاتنا الأجنبية فشلت، وذلك عائد لما تحدثت عنه سلفا”.
مروان. ب
المناجير المعتمد من الفاف أبو بكر ايتشعلي
المشكلة في الاستمرارية
يرى المناجير المعتمد أبو بكر ايتشعلي، أن اللاعبين الأفارقة استطاعوا في مجملهم تقديم الإضافة للبطولة الجزائرية، لكنه يرى أن مشكلتهم هي في الاستمرارية، حيث غالبا ما يتعرضون لانتكاسات ويدخلون في مراحل فراغ، يصعب عليهم الخروج منها.
وضرب محدثنا مثالا بمهاجم اتحاد العاصمة، الكونغولي إيبارا الذي دشن مشواره بقوة، وقدم مستوى مقبولا، قبل أن يتراجع بشكل لافت.
وكشف ايتشعلي في حديثه مع النصر، أن جلب هؤلاء اللاعبين للجزائر، يتم بالتنسيق مع مناجرة أفارقة يعملون على اكتشاف المواهب النادرة، وأضاف أن هؤلاء اللاعبين يدركون تماما، أن بطولات شمال إفريقيا بوابتهم نحو الاحتراف في أوروبا، لكن الكثير منهم يفشلون في ذلك لأسباب مختلفة.
عبد الجليل
رئيس دفاع تاجنانت قرعيش الطاهر للنصر
التجربة فاشلة وأفضّل تطبيق مقترحات "لوناف"
أكد رئيس دفاع تاجنانت الطاهر قرعيش في تصريح للنصر، أن تجربة التعاقد مع اللاعبين الأفارقة، ليست ناجحة في العموم، مادام أن كثير من الأسماء التي انضمت إلى صفوف مختلف الأندية، منذ تطبيق عهد الاحتراف، لم تقدم الإضافة المرجوة، ويعود السبب -حسب قوله- إلى كثير من المعطيات، أبرزها التأخر في التأقلم الجيد من جهة، ومن جهة ثانية فإن الإفريقيين من أصحاب المستويات الجيدة، يفضلون الاحتراف في البطولات الأوروبية بالدرجة الأولى، وفي حال عدم نجاحهم من الفوز بعقود احترافية في القارة العجوز، فإنهم يلتحقون بالبطولات الآسيوية، التي تشهد تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، ثم الدوريات الخليجية بدرجة ثالثة، وصرح:» اللاعبون الأفارقة لا يفضلون الانضمام إلى دوريات شمال إفريقيا، بل يبقى طموحهم الأول الدوريات الأوروبية»، وتابع حديثه بالقول:» يجب الاقتناع بأن الأندية الأوروبية أقامت قبل سنوات، أكاديميات لاكتشاف المواهب الشابة، وبالتالي فإن أحسن اللاعبين في القارة، يتوجهون نحو أوروبا وهم في سن صغيرة جدا».
كما أبرز قرعيش، أن الشق المالي له دور أيضا في انتداب أحسن اللاعبين، حيث قال أن الأندية الجزائرية لا تستطيع دفع أجورا بمئات الملايين لصالح بعض الأسماء الإفريقية، مثلما تفعل ذلك أندية كبيرة في مصر أو تونس، ممن تتمتع بميزانيات مالية ضخمة، وبالتالي فإن الغالبية من اللاعبين، الذين ينشطون حاليا في الجزائر من أصحاب الإمكانات المتوسطة.
وبخصوص تجربة الثنائي الموريتاني محمد يحيى دلاهي ومحمد عبد الله سوداني، في صفوف فريقه «الدياربيتي»، فقد قال قرعيش أن الأول صاحب إمكانات جيدة من الناحية البدنية أو حتى الفنية، ونجح -حسب قوله- في تقديم مستويات جيدة في كثير من المباريات، أما الثاني فقد أكد أنه وبالرغم من الإمكانات المقبولة التي يتمتع بها، غير أنه لم يندمج بالشكل الجيد، منذ التحاقه في التحويلات الشتوية الماضية، وصرح في هذه النقطة:» فريقي يضم في صفوفه لاعبين دوليين في منتخب موريتانيا، وتمكن الأول دلاهي من حجز مكانة أساسية منذ انضمامه، ومستواه في منحى تصاعدي، أما الثاني تبقى مشكلته الرئيسية تكمن في عدم مسايرة طبيعة الدوري الجزائري»، مضيفا « اختيارنا للاعبين من موريتانيا كان مقصودا من البداية، بعد نجاح المنتخب الموريتاني من التأهل لأول مرة في تاريخه إلى كأس أمم إفريقيا». إلى ذلك، دعا قرعيش إلى ضرورة تطبيق مقترحات اتحاد شمال إفريقيا لكرة القدم «لوناف»، والمتمثلة في عدم اعتبار اللاعبين من أصحاب جنسيات بلدان الاتحاد «أجانب» في الدوريات المحلية، مثلما فعلت الجامعة التونسية لكرة القدم في الموسم الجاري.
أحمد خليل
وكيل الأعمال المعتمد لدى الفيفا رجراج للنصر
يجب إعادة النظر في قوانين انتداب الأجانب
أرجع وكيل أعمال اللاعبين المعتمد لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم رشيد رجراج، سبب عدم وجود عناصر أجنبية من المستوى العالي في البطولة الوطنية، إلى غياب استراتيجية واضحة، مشيرا في تصريحه للنصر إلى ضرورة تغيير القوانين المعمول بها على مستوى الفاف، وقال:» من الطبيعي أن لا نستقدم لاعبين أجانب في المستوى، بالنظر إلى حالة الفوضى إن صح التعبير، الموجودة على مستوى تسيير جل الأندية، بدليل الطريقة التي يتم بها جلب اللاعبين الأجانب، عن طريق الفيديو في غياب استراتيجية واضحة لدى الأندية، ومن المفروض أن تكون هناك خلية الاستقدامات، مثلما هو معمول به على مستوى الأندية العربية القريبة منا، تقوم بمتابعة اللاعبين في عديد المباريات، وليس استقدام لاعب تألق في مباراة واحدة، لأن ذلك يحدث مع عدة عناصر».
وأضاف رجراج:» كما أن هناك مشكلة كبيرة على القوانين المعمول بها على مستوى الاتحادية، ونددت مرارا وتكرارا بها، ووجب تغييرها، خاصة الحديث عن ضرورة التعاقد مع لاعب أجنبي يكون دوليا وسنه أقل من 27 سنة، وهو ما يجعلك مجبر على البحث على لاعب في القارة السمراء فقط، ولا يكون مستواه كبيرا، لأن العناصر القوية في هذا العمر تفضل الوجهة الأوروبية، وفي هذه الحالة لا يمكننا تطوير كرتنا، لأن جلب لاعبين فوق سن 27 سنة من قارات أخرى، في صورة لاعبين من البرازيل أو الأرجنتين أو حتى من بلدان أوروبية يكون ممكنا، مثلما يحدث في البطولات الخليجية. وختم وكيل أعمال اللاعبين المعتمد لدى الفيفا، كلامه بالقول:» حتى الجانب المادي لديه دور كبير، في نوعية الأجانب المتواجدين في بطولتنا، حيث يبحث رؤساء أنديتنا على لاعب خارق للعادة براتب شهري ضعيف، وهو أمر غير معقول، لدى وجب تغيير الذهنيات، إذا ما أردنا النهوض بكرتنا، وجعلها فعلا بوابة الاحتراف في أوروبا، مثلما يحدث على مستوى بطولات عربية، في صورة البطولة التونسية والمغربية».
بورصاص.ر
مدرب دفاع تاجنانت ليامين بوغرارة للنصر
الأنديـــــة ضحيــــة تلاعبــــــات المناجــــــــرة
* علينا الابتعاد عن الفيديو و إخضاع المستهدفين للتجارب
يعتبر مدرب دفاع تاجنانت ليامين بوغرارة، أن الأندية ضحية تلاعبات المناجرة، مطالبا في حواره مع النصر، بضرورة الابتعاد عن نظام الفيديو، الذي كان وراء جلب أسماء لا تصلح حتى بحمل ألوان فرق تنشط في الأقسام السفلى، مشددا على إخضاعهم للتجارب قبل منح الضوء الأخضر للتعاقد معهم.
nبصفتك مدرب في الرابطة المحترفة الأولى منذ عدة سنوات، كيف تعلق على الفشل الذريع لصفقات الأجانب ؟
لست الوحيد المقتنع بأن الأجانب الناشطين في بطولتنا، لا يمتلكون أي مستوى، والدليل ما قدموه لحد الآن، فلا أحد منهم نجح في ترك بصمته، إذا ما استثنيا مهاجم شبيبة القبائل فيستون، الذي تمكن من تسجيل بعض الأهداف المهمة، أعتقد بأن علينا مراجعة ملف الأفارقة، لأننا إذا واصلنا انتداباتنا لهم بهذه الطريقة، فهذا يعد إهدارا للمال لا أكثر ولا أقل، كوني متأكد بأنني نمتلك لاعبين محليين أفضل منهم بكثير، وما علينا سوى منحهم الفرصة من أجل تفجير إمكاناتهم، وتأكيد أحقيتهم باللعب في المستوى الأول.
nمن وجهة اعتقادك لماذا اختياراتنا للأجانب خاطئة، مقارنة بأندية تونس والمغرب؟
السبب واضح، وهو أنه في تونس ومصر والمغرب رؤساء الأندية، يتعاملون مع مناجرة محترفين بأتم معنى الكلمة، ولديهم طرقهم وأساليبهم في اختيار الأجانب، على عكس ما هو معمول به في بطولتنا، إذ يتعاملون مع أي شخص، ما يتسبب في تعرضهم للاحتيال، من خلال جلب عناصر لا تصلح حتى للعب في فرق هاوية، وتجد أنفسها متعاقدة مع فرق الرابطة الأولى، وبرواتب شهرية جد كبيرة، أنا مقتنع بأنه لا يوجد مختصون في عملية الاستقدامات في الجزائر، وغالبية الفرق ضحية تلاعبات المناجرة، الذين لا يهمهم شيء سوى الربح السريع من عملية تحويل هؤلاء اللاعبين.
nبماذا تنصح رؤساء الأندية وهل للمدربين دور في هذا الإشكال ؟
بطبيعة الحال، المدربون يتحملون جزءا من المسؤولية، إذ عليهم أن يخضعوا هؤلاء الأفارقة للتجارب، قبل منح الضوء الأخضر للتعاقد معهم، كما على المسؤولين أن يبتعدوا عن تعاقدات الفيديو لأنها أثبتت فشلها الذريع، على العموم هناك عديد الأشياء يتوجب علينا مراجعتها، إذا ما أردنا الاقتداء بنوادي تونس والمغرب، التي تعد محطة عبور عديد الأفارقة نحو أوروبا، على عكس بطولتنا التي باتت عقيمة في كل شيء.
nهل من كلمة أخيرة ؟
أرى بأن علينا الابتعاد عن صفقات الأفارقة في الوقت الحالي، وإعادة ترتيب الأمور بشكل جيد، خاصة وأن مشاكل هؤلاء اللاعبين أكبر منهم، فإلى جانب فشلهم في تقديم الإضافة المطلوبة، فإنهم قادرون على قيادة الفرق المحلية إلى ما لا يحمد عقباها، من خلال جرها إلى المحاكم الدولية، والأمثلة كثيرة في فرقنا المحلية، التي وجدت نفسها تحت رحمة الفيفا، في أعقاب عدم صرفها لمستحقات لاعبين أجانب.
حاوره: مروان. ب