تقنيون يعدّدون مزايا ومساوئ تنظيم الكان في الصيف
تقاطعت وجهات نظر الدوليين السابقين والتقنيين الذين تقربت منهم النصر، بخصوص مدى تأثير تغيير موعد نهائيات كأس إفريقيا من فصل الشتاء إلى ختام الموسم الذي يتزامن وشهر جوان، أي بداية فصل الصيف في بلدان النصف الشمالي من الكرة الأرضية. ويرى مدربون ولاعبون سابقون أن «الكاف»، اتخذت أحسن قرار بتغيير موعد المحفل القاري، مستندين إلى عدة معطيات ميدانية ونفسية، أبرزها تخلص اللاعبين وخاصة المحترفين في بطولات غير إفريقية من هاجس «هجرة»، نواديهم في منتصف الموسم، لإجراء التربص التحضيري ومن ثمة مباشرة النهائيات.ويجزم ذات التقنيين، أن تأجيل إقامة الكان إلى نهاية الموسم، قد يسمح للاعبين وخاصة المحترفين ببطولات أوروبية وضمن كبرى نوادي القارة العجوز، تلبية نداء الواجب وكلهم إصرار على التألق، كونهم يكونوا قد أنهوا التزاماتهم مع فرقهم، وبالتالي سيكونون متحررين من كل الضغوط، وخاصة تلك المتعلقة بمستقبلهم ومكانة الكثير منهم الأساسية، وهي النقطة التي لطالما شكلت هاجسا لمحترفينا، لأنه حسبهم من غير الطبيعي، أن نطلب مردودا قويا من لاعب، يطالع عبر الصحف والمواقع بصفة يومية، أخبار تألق منافسه في ناديه.
كما يعتقد عدد منهم، رغم مباركتهم لقرار الكونفدرالية الإفريقية، أن تنظيم الدورة في شهر جوان الحار، في دولة مصر قد يتسبب في مشاكل لكل المنتخبات على اعتبار أن هذه الفترة تعتبر «الأسخن» في بلد الفراعنة، وخاصة في مدينة القاهرة الداخلية، والتي ستحتضن مباريات الدور الأول للمجموعة الثالثة، التي تضم إلى جانب منتخبنا كل من السنغال وكينيا وتنزانيا.
كما توجست ذات الفئة، من احتمال تأثر اللاعبين من الناحية البدنية، كونهم مطالبون ببذل مجهودات إضافية وكبيرة، في وقت تكون جاهزيتهم ولياقتهم في محنى تنازلي، على اعتبار أن الدورة تلعب عقب نهاية موسم ماراطونية، للكثيرين.
كريم - ك
مدرب الإسماعيلي السابق خير الدين مضوي للنصر
مناخ القاهرة العقبة الوحيدة في طريق الخضر
• المصريون طووا ذكريات أم درمان
• كيف ترى قرار الكاف بخصوص برمجة الكان خلال الصيف؟
أعتقد بأن أحسن قرار اتخذته الكاف، كان بتغيير موعد الكان من شهر جانفي إلى جوان، مثلما هو معمول به في كأس العالم وكأس أوروبا وكأس أمريكا، أين يكون اللاعبون قد أنهوا التزاماتهم مع أنديتهم، ويركزون على المحفل القاري، وسيضعون كل شيء جانبا، لأنهم لن يفكروا سوى في كيفية تحقيق إنجاز لبلدانهم.
• بحكم عملك في مصر، كيف تتوقع «الكان» المقبلة ؟
أتوقع أن تكون النهائيات ناجحة من ناحية التنظيم، بالنظر إلى البنى التحتية والملاعب الجيدة في بلاد الفراعنة، كما أن مصر تملك الخبرة في تنظيم مختلف المنافسات الرياضية، سواء على المستوى القاري وحتى الدولي، وأعتقد بأن هناك نقطة سلبية وحيدة...
• ...ما هي النقطة السلبية التي خطفت انتباهك؟
العائق الوحيد في اعتقادي يتمثل في المناخ السائد في مصر، خاصة خلال شهر جوان، الذي تكون فيه درجة الحرارة مرتفعة نوعا ما، مع رطوبة عالية، وهو ما قد يؤثر على مستوى اللاعبين.
• لكن الكاف برمجت المباريات في السهرة، ما رأيك؟
رغم برمجة اللقاءات في أوقات متأخرة من النهار، إلا أن درجة الحرارة السائدة في مصر تكون مرتفعة، سواء في مدينتي الإسكندرية أو القاهرة، اللتان ستحتضنان مواجهات المنتخب الوطني في الدور الأول، حيث يعتبر مناخ الإسكندرية حار مع رطوبة عالية، وأما القاهرة فحرارتها لا تطاق.
• كيف ترى حظوظ المنتخب الوطني؟
أرى بأن تأهل المنتخب الوطني إلى الدور الثاني، سيكون أمرا عاديا، بحكم التشكيلة التي يضمها المنتخب، وأرشحه للمرور رفقة المنتخب السنغالي، رغم أنه لا يجب أن نتهاون مع منتخبي تانزانيا وكينيا، وبعدها يجب أن يكون التركيز أكثر بداية من الدور الثاني، ودراسة المنتخبات التي سنواجهها، علما وأنه في مثل هذه الدورات، يجب التحضير جيدا، والتركيز أيضا على الجانب النفسي، الذي يعتبر عنصرا مهما.
• ألا ترى بأن لعب الكان ببلد عربي، يصب في مصلحة المنتخب الوطني؟
بطبيعة الحال، ولعدة اعتبارات أهمها تشابه العادات والتقاليد، ومنتخبنا لن يشعر بـ"الغربة" في مصر، إلى جانب تواجد العديد من المشجعين للمنتخب الوطني، بالنظر إلى قرب المسافة وإمكانية حتى تنظيم رحلات إلى مصر.
• هل تجاوز المصريون أزمة مباراة أم درمان؟
لما كنت في مصر مدربا للنادي الإسماعيلي، تأكدت أن هذه القضية أصبحت من الماضي، كما أن المحفل القاري محطة مهمة لتوطيد العلاقات، وترقيع ما أفسدته تلك المباراة الشهيرة.
حاوره: بورصاص.ر
الدولي السابق حسين ياحي للنصر
هناك إيجابيات وسلبيات وهذه نصيحتي لبلماضي
• طبيعة الدورة تفرض عدم اصطحاب «الغشاشين»
• بصفتك دولي سابق، خاض أربع نهائيات كأس أمم إفريقيا، كيف تعلق على تغيير موعدها من فصل الشتاء إلى الصيف ؟
لقد كان لي شرف الدفاع عن ألوان المنتخب الوطني في عدة مناسبات، وشاركت في أربع نهائيات كأس أمم إفريقيا، وكانت جميعها في فصل الشتاء، ولو أن لا أحد كان يفكر في هذا الأمر من قبل، على عكس ما هو عليه الحال الآن، خاصة وأن غالبية العناصر، التي تشكل قوام الخضر تنشط في فرق أوروبية، وتفكيرها يظل منصبا على أماكنها ومستقبلها، وبالتالي فإن اللعب شتاء كان يشكل لها هاجسا كبيرا، على أن تتغير الأمور بداية من دورة مصر التي ستلعب في شهر جوان، وهو ما أتمناه أن يكون في صالح منتخبنا، الذي تعلق عليها الجماهير الجزائرية آمالا كبيرا للتألق.
• تبدو معجبا بقرار اللعب صيفا، ولو أن لديه سلبياته أيضا، أليس كذلك؟
قرار الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، ببرمجة نهائيات الكان في فصل الصيف، يتضمن إيجابيات كثيرة، كما أنه لا يخلو من السلبيات، فعلى سبيل المثال اللعب خارج فصل الشتاء، يجعل اللاعب أكثر ارتياحا، بخصوص مستقبله مع ناديه، وكذا مكانته الأساسية، التي لطالما كانت تشكل أرقا كبيرا للاعبينا، خلال دورات من هذا النوع، كما أن تغيير موعد النهائيات تجعل المدربين أمام فرصة التحضير الجيد، على عكس ما هو الحال باللعب شهر جانفي، إذ لا يمتلكون الوقت الكافي، أنا أرى بأن هناك عديد الأشياء الإيجابية، رغم أن هناك أمور أخرى سلبية كثيرة، على غرار الحالة البدنية للاعبين شهر جوان، إذ يعانون من تعب وإرهاق موسم كامل، دون نسيان درجات الحرارة المرتفعة في البلدان الإفريقية شهر جوان، وفي مقدمتها مصر التي ستحتضن الدورة المقبلة، إذ تتميز بمناخ صعب للغاية صيفا، خاصة في العاصمة القاهرة، التي ستحتضن مباريات منتخبنا الوطني في الدور الأول.
• بصراحة، هل منتخبنا قادر على العودة بالتاج من مصر ؟
المأمورية لن تكون سهلة لعديد المعطيات، التي تحدثنا عنها سلفا، كما أن الفراعنة لا يتسامحون على الإطلاق خلال الدورات التي يستضيفونها، ولذلك علينا التحضير الجيد لهذه التظاهرة، على أمل العودة بنتيجة ايجابية ترضي الجماهير الجزائرية، التي تنتظر هذا الموعد على أحر من الجمر، أنا أنصح الناخب الوطني جمال بلماضي بالاختيار الجيد للقائمة المعنية بالمشاركة في النسخة القادمة، كما عليه أن يبعد كافة «الغشاشين»، لأن هناك أسماء في المنتخب لديها أسبابها في اختيار الدفاع عن ألوان الخضر.
• ماذا تقصد بوجود «غشاشين» في المنتخب الوطني ؟
لأول مرة سأحدثكم عن قضية في غاية الأهمية، وتتعلق بوجود عناصر لديها حسابات أخرى، بعيدا عن اختيار الدفاع عن ألوان الخضر، وبالتالي على بلماضي أن يبعدها من المنتخب، إذا ما أراد الوصول إلى الأهداف المرجوة، أنا متفائل رغم كل شي، كما لدي إحساس بأن الخضر، قادرين على التتويج في طبعة مصر، التي ستعرف مفاجآت بالجملة.
حاوره: مروان. ب
المدرب عز الدين آيت جودي للنصر
كنت من المطالبين ببرمجة الكان في ختام الموسم
• تعديلات الكاف ستزيل هموم اللاعبين
كشف مدرب جمعية عين مليلة عز الدين آيت جودي، بأنه من التقنيين الذين تمنوا تغيير موعد نهائيات كأس أمم إفريقيا، من خلال برمجتها في فصل الصيف، بدلا من الشتاء، حتى يكون اللاعبون المشاركون في هذه الدورة أكثر تركيزا، ويقدمون أداء يليق بكرة القدم في القارة السمراء، خاصة وأن المستوى تراجع في آخر البطولات، إلى درجة جعلت البعض يبرر ذلك بتفكير الأسماء المتواجدة في التظاهرات في وضعيتها مع أنديتها، ما ينعكس بالسلب على أدائها فوق أرضية الميدان.
وقال المسؤول الأول على العارضة الفنية للاصام، بأن برمجة نهائيات الكان في فصل الصيف، بداية من دورة مصر المرتقبة بتاريخ 21 جوان المقبل، يعد قرارا صائبا من الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، مضيفا في هذا الإطار للنصر:" كنت دوما متحفظا من خوض نهائيات الكان في فصل الشتاء، خاصة وأن كافة المنافسات الكبرى تلعب في فصل الصيف، على غرار المونديال وكأس أمم أوروبا، ولذلك أنا سعيد لتغيير موعد نهائيات الكان، وهو ما من شأنه أن ينعكس بالإيجاب على مستوى الدورات ككل، خاصة وأن تركيز اللاعبين سيكون أكبر، على عكس ما هو الحال عند اللعب شهر جانفي، باعتبار أن التفكير يكون مشتتا بين النادي والمنتخب، وهو ما وقفنا عنده في الكثير من الدورات الماضية، لقد كنت أتمنى أن ننهي هذا الإشكال، والحمد لله الكاف استقرت على فصل الصيف بداية من دورة مصر، التي أتمنى أن تكون فأل خير على منتخبنا الوطني، ولما لا ينجح في العودة بالتاج الإفريقي".
وعن إمكانية التأثر بالأجواء المناخية الصعبة في مصر، فقد أكد آيت جودي، بأنه لا خوف على التشكيلة الوطنية، باعتبار أن الطقس معتدل مساء، على عكس الظهيرة، وفي هذا الخصوص أضاف محدثنا:" إيجابيات برمجة نهائيات كأس أمم إفريقيا صيفا كثيرة، وفي مقدمتها أن التركيز يزداد لدى المجموعة، باعتبار أنه لا يوجد تفكير في المناصب على مستوى الأندية، خاصة إذا ما علمنا بأن كافة العناصر المشكلة لمنتخبنا الوطني تنشط في أوروبا، وحتى المناخ في مصر لا يعد عاملا مقلقا، لأنه سبق لي أن شاركت في دورة عربية في فصل الصيف وفي القاهرة بالتحديد، والمناخ كان رائعا في الأمسية".
مروان. ب
الدولي السابق عبد الرؤوف زرابي للنصر
الكان لا يلعب كل يوم والخوف الأكبر من الحرارة والإرهاق!
فضل الدولي السابق عبد الرؤوف زرابي، توجيه نصيحة للاعبي المنتخب الوطني، قبيل انطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا بمصر، مفادها عدم التفكير في أي شيء مع انطلاق البطولة، باعتبار أن 40 مليون جزائري، سيكونون في انتظار تألقهم، مضيفا في حديثه للنصر، بأن الكان لا يلعب كل يوم، وما عليهم سوى التضحية في سبيل إسعاد الجماهير الجزائرية، التي تريد معانقة اللقب الغائب عن خزائننا منذ 1990.
وعن رأيه بخصوص اللعب في فصل الصيف، مقارنة بما كان عليه الحال في الدورات الماضية، فقد أكد ابن مدرسة النصرية بأن لاعبينا مطالبين بعدم إعطاء الموضوع أكثر من حجمه، وفي هذا الإطار أضاف محدثنا:» لا يهم أن تلعب في شهر جانفي أو جوان، المهم أنك ستكون على موعد مع بطولة بحجم نهائيات الكان التي لا تلعب كل يوم، وبالتالي على العناصر التي سيكون لها شرف المشاركة، تقديم كل ما تملك في سبيل قيادة المنتخب الوطني نحو النتائج المرجوة، ولو أن برمجة البطولة صيفا لديه سلبياته من وجهة نظري، وفي مقدمتها أن اللاعب يصل إلى البطولة في وضعية بدنية غير جيدة، جراء الموسم الشاق الذي خاضه مع ناديه، ناهيك على الحرارة العالية المرتقبة في البلدان الإفريقية، في شاكلة مصر التي ستحتضن الدورة المقبلة، إذ تمتاز صيفا بالحرارة المرتفعة والرطوبة العالية، رغم أن الحقيقة تقال بخصوص المنشآت الرياضية رفيعة المستوى بهذا البلد، الذي يمتلك تقاليد كبيرة في تنظيم مثل هذه البطولات». مروان. ب