ندد نشطاء في العالم الافتراضي و أساتذة بعملية تخريب جدارية بالجزائر العاصمة مؤخرا، ما أعاد مجددا موضوع العداء للفن إلى الواجهة، النصر اتصلت بمجموعة من الفنانين التشكيليين و الأساتذة في الفنون الجميلة لتشريح الظاهرة ، حيث أبرزوا جملة من الأسباب تتعلق بعضها بخلفيات دينية مغلوطة، و أخرى ناجمة عن غياب التربية الفنية لدى الشباب ما نمى العداء للفن التصويري، فضلا عن عدم التعوّد على الحس الجمالي في المحيط الذي يعيشون فيه ، فيما شرح مختصون الحادثة نفسيا و اجتماعيا، و ربطوها باعتقاد المخربين أنهم “يتطهّرون من النزوات الدنيوية”، و تجذّر النزعة العدائية إزاء الفن لديهم.
ملف من إعداد / أسماء بوقرن
حادثة تخريب الجدارية أحدثت ضجة واسعة و تناقلتها وسائل إعلام وطنية و عربية على نطاق واسع، حيث قام مجموعة من الشباب في 18 ماي المنصرم، بتخريب جدارية أنجزت سنة 2014 ، بالملعب الجواري في ساحة بن بولعيد ببلدية الجزائر الوسطى، و برروا ذلك بكونها تحمل رموزا و شعارات تعكس الفكر الماسوني، ونشروا فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يوثق للعملية التخريبية و يبرز تباهيهم بفعلتهم، ما أثار جدلا واسعا حيث وصفها الكثيرون بالاعتداء الهمجي و غير المبرر، و اعتبر آخرون هذا التخريب سلوكا غير حضاري، و تداولوا على نطاق واسع هاشتاغ «لا لثقافة التخريب و الترهيب».
هاشتاغ «لا لثقافة التخريب و الترهيب» يجتاح فايسبوك
أعرب كاتب الدولة المكلف بالإنتاج الثقافي من خلال منشور على صفحته الرسمية على فايسبوك، عن استيائه من الحادثة و قال «هذه هي البربرية الفاقعة والهمجية المائعة، بهكذا جهل وتعدي على عمل فني، يريد هؤلاء إرجاعنا إلى عشرية الظلام و كهف التحريم و التجريم، الدستور الجزائري في مادتيه 44 و 45 يكرس الحق في الثقافة لكل مواطن والحفاظ على حرية الابتكار الفني والفكري والعلمي «. و نشر السند القانوني الذي يجرم تخريب الممتلكات العمومية والأعمال الفنية المحفوظة.
الحادثة تبعتها أخرى مماثلة بحي القصبة بالعاصمة، حيث قام مجموعة من الشباب بتشويه ثلاث جداريات، و وثقوا لفعلتهم بمقطع فيديو نشر على يوتيوب، بالذريعة ذاتها معتبرين بأن الرسومات التي تتضمنها لا تمت بصلة إلى ثقافتنا الإسلامية.
و لوحظ في السنتين المنصرمتين ارتفاع معدل الاعتداء على الجداريات ، واحدة سجلت ببلدية الكاليتوس مطلع السنة الماضية و تتعلق بجدارية تبرز الزي التقليدي للرجل الصحراوي، و أخرى مست جدارية للشهيد زيغود يوسف، كما طالت أيادي التخريب جدارية على مستوى المنزل الذي استشهد فيه علي لابوانت و رفقائه خلال شهر أوت الماضي، كما تم الاعتداء على جدارية محمد بلوزداد بحي بلكور بالعاصمة.
و أشار كاتب الدولة المكلف بالإنتاج الثقافي إلى تلك الحوادث عبر صفحته الفايسبوكية، من خلال نشر صور لها، معلقا بأنها «ظاهرة تستدعي منا التوقف على مكامنها الاجتماعية والإيديولوجية، وتتطلب منا كل الشجاعة والحزم لمجابهة عمليات التخريب هذه التي تطال الأعمال الفنية المعروضة في الفضاء العام»، مؤكدا بأنها «تنبئ بمخاطر الانتهاكات والتطرف على الأعمال الفنية والمنتجات الثقافية، وهي تدفعنا اليوم، في ظل الجزائر الجديدة، إلى رد الفعل الصارم و اتخاذ الإجراءات القضائية اللازمة، لوضع حد لهذه السلوكيات اللا حضارية، التي لا تمت بشيء لسماحة الإسلام ولا بأخلاق الجزائريين، أفعال يجب استنكارها بكل شجاعة ومسؤولية».
حوادث الاعتداء على الجداريات تعيد للأذهان حوادث مشابهة مست تماثيل ، منها تمثال العلامة عبد الحميد بن باديس، و كذا تمثال عين الفوارة بسطيف الذي أثار جدلا واسعا، بدعوى أنه يتنافى وتقاليد المجتمع المحلي المحافظ، كما تعيد إلى الأذهان ما وقع في العشرية السوداء حين كانت مجموعات إسلامية تعتدي على هذه التماثيل و الجداريات.
فنانون يستغلون الحجر للرد عبر جداريات
رد فنانون تشكيليون و رسامون على هذه التجاوزات بتزيين محيط سكناتهم بجداريات، بإمكانياتهم الخاصة، مستغلين فترة الحجر المنزلي التي فرضتها جائحة كورونا لإعطاء وجه جميل لحيهم ، حيث لاحظنا عديد المبادرات التي أطلقوها و أشركوا فيها أبناءهم ، من أجل غرس ثقافة الاهتمام بالفن لديهم.
إحدى هذه الجداريات جسدت بولاية سطيف حيث قام ولوعون بفن الرسم، بتنظيف و تزيين محيط سكناتهم برسم شخصيات كرتونية في الفضاء المخصص للعب الأطفال، فيما استغلوا مساحات أخرى لرسم جداريتين، واحدة تجسد المرأة السطايفية و هي ترتدي «الملاية» التقليدية، و أخرى تجسد قائد القوات المسلحة المرحوم أحمد قايد صالح.
حورية بوعزة صاحبة جدارية طالها التخريب: لا أزال تحت الصدمة ..
حورية بوعزة ، فنانة تشكيلية في ربيعها 25 ، تنحدر من ولاية تيارت، خريجة المدرسة الجهوية للفنون الجميلة بمستغانم، حظيت بفرصة المشاركة في مسابقة رابطة الفنون التشكيلية بالعاصمة التي أهلتها للظفر بفرصة رسم جدارية بالكاليتوس بالجزائر العاصمة، رفقة زميلها المنحدر من ولاية تمنراست، و اختارت تجسيد صورة رجل صحراوي بالزي التقليدي .
حورية قالت للنصر، بأنها علمت مؤخرا أن الجدارية التي تحمل توقيعها خربت بعد أشهر قليلة من انجازها، و ذلك من خلال منشور فايسبوكي على صفحة كاتب الدولة المكلف بالإنتاج الثقافي سليم دادا، الذي أبرز الجداريات التي تعرضت للتخريب على المستوى الوطني ، و من بينها جداريتها التي شوهت معالمها بالكامل، و أعربت عن استغرابها و تساءلت عن سبب الاعتداء، خاصة و أنها لا تحمل أي رموز مثيرة .
و أضافت أنها تأثرت كثيرا للحادثة و لا تزال تشعر بحزن عميق، فالقيمة الفنية للجدارية كبيرة بالنسبة للفنان، و تعد بمثابة الأثر الذي يتركه خلفه ، كما تعد بمثابة توثيق لعاداتنا و تقاليدنا و ثقافتنا، مؤكدة بأن مثل هذه التصرفات تثبط عزيمة الفنانين الشباب و تجعلهم يتخلون عن موهبتهم في منتصف الطريق،و ينظرون إلى مستقبل الفن التشكيلي في الجزائر نظرة ملؤها التشاؤم، على حد تعبيرها.
- أستاذ الرسم الزيتي ناصر بن ميسي: مجهولون يستغلون تهوّر الشباب و ضعف مستواهم الثقافي
أستاذ الرسم الزيتي و رئيس قسم الفنون التشكيلية بالمدرسة الجهوية أحمد عكريش بقسنطينة ناصر بن ميسي، قال للنصر، بأن سبب “تخريب الجداريات التي تزين الفضاءات العمومية يعود الى خلفيات دينية مشوهة، و كذا الى ضعف المستوى الثقافي لدى الأفراد، خاصة فئة الشباب”، مرجعا سبب تنامي هذه السلوكات التي وصفها بالمشينة ، في الغالب إلى تغذية عقول الشباب بأفكار مغلوطة و ترسيخ لديهم نظرة مشوهة عن الفن التصويري ما يخلق نوعا من العداء تجاه الرسومات الفنية التي تزين المحيط، مشيرا إلى أنها تصرفات يقف خلفها أشخاص كبار يسعون لتغذية فكر شباب متهور بأفكار مغلوطة و يرسخون لديهم معلومات خاطئة عن الدين الإسلامي ، مستغلين نقص الثقافة الدينية لديهم، موضحا بأن كل هذه العوامل اجتمعت، فنمت روح العداء تجاه كل ما هو فن.
محدثنا قال بأن في مجتمعنا تتعامل شريحة واسعة مع الفن التصويري بأنه من مخلفات المستعمر الفرنسي، و ثقافة دخيلة مستوردة من الغرب، و تنظر اليه نظرة عداء ، كما يحرمه الكثيرون، والمؤسف في الأمر، كما أكد، أن مرتكبي العمليات التخريبية يتباهون بتصرفاتهم و يعتقدون أنهم قاموا بعمل بطولي و حققوا الانتصار.
وأضاف أن مثل هذه السلوكيات تبين فشل المدرسة في تقديم تربية فنية للطفل، و تؤكد خلل التكوين، فمن المفروض أن يتغذى الطفل بها في بداية مشواره الدراسي، ليصبح متذوقا للفن، محملا بعض الأساتذة مسؤولية ذلك، إذ غرسوا في التلميذ منطق البحث عن العلامة الجيدة، فأصبحت بمثابة عقاب للتلميذ، بعد أن كانت مجالا للمتعة، لهذا فشلت المدرسة في التحسيس و التوعية في هذا الجانب.
الأستاذ يرى بأن تخريب الجداريات اعتداء على ملكية الدولة، التي يجب أن تتعامل مع الأمر بحزم، مع ضرورة توفير الحماية لها، و إعادة النظر في الترسانة القانونية بتسليط أقصى العقوبات على مرتكبي هذه الأفعال، مشيرا إلى أن التراخي في العقاب يشجع على تنامي الظاهرة، داعيا إلى ضرورة وضع خطة، بتضافر جهود كل الفاعلين في القطاع، للنهوض بالفن التصويري في بلادنا، و لتغيير نظرة التشاؤم عند الفنانين الذين ثبطت هذه السلوكات عزيمتهم، خاصة في ظل غياب مشروع فني في الأفق.
- الفنان التشكيلي محمد بصيلة: عدم الفهم الصحيح للدين الإسلامي غذى الجهل الفني
فسر محمد بصيلة فنان و مختص في تدريس الفنون الجميلة و الاتصال البصري بمدرسة الفنون الجميلة بقسنطينة، تنامي العداء إزاء الفن إلى وقوع الفاعلين في فخ اعتقاد ديني
خاطئ مبني على فتاوى خاطئة، نتيجة غياب ثقافة دينية لدى الشباب، دون مراعاة القيمة الفنية و لا الجانب التاريخي لتلك التحفة، موضحا بأن مرتكبي فعل الاعتداء ، يعتبرون أن الاعتداء على الجداريات و التماثيل، بمثابة محاربة سلوكات غربية مخالفة للشريعة الإسلامية، و انتصار للإسلام و المسلمين، معتقدين بأن جزاءهم الجنة ،حسب ذات المتحدث.
محدثنا حمل مسؤولية هذه التصرفات المشينة للأسرة، التي تعد النواة الأولى و المسؤولة على ترسيخ مبادئ أخلاقية تربوية، منها ما يتعلق بطريقة التعامل مع الفضاء الخارجي و الحفاظ على نقاوته و جماله، و تغذية عقول الأبناء بأفكار سليمة، لتأتي المدرسة في مرتبة ثانية لما عليها من مسؤوليات جمة، بينها الرقي بمستوى الطفل و تربيته تربية فنية تجعله يقدر قيمة الفن التصويري و غيره، و يهتم بالجانب الجمالي، بالإضافة إلى دور الشباب الموجودة على مستوى الأحياء و البلديات و التي لا تقوم بدورها الفعلي، بعد أن أصبحت مهمتها إدارية بحتة، في الوقت الذي من المفروض أن تحمل على عاتقها مسؤولية استقطاب الأطفال و الشباب و تفعيل الأنشطة المخول لها القيام بها، كالرسم و غيرها ، مع الحرص على التوعية و التحسيس ما يولد شعورا عند هذه الشريحة الحساسة، بالمسؤولية تجاه محيطها.
- أستاذ الرسم الطاهر لعجرود: تجسيد الواقع الحسي للشباب في الجداريات سيحد من تخريبها
الأستاذ لعجرود الطاهر، مختص في الرسم الزيتي، أرجع سبب تخريب الجداريات إلى عدم تعود المواطنين على الحس الجمالي في محيطهم و لا حتى على نظافة، ما أدى إلى نوع من الرفض لكل ما يضفي جمالية على الفضاء الخارجي، عززته غياب التربية الفنية التي أصبحت لا تلقن، كما يجب، للتلاميذ في المدارس، فضلا عن نقص المستوى الثقافي الذي له تأثير كبير ، و عدم احترام البيئة التي يعيشون فيها.
و عن سبب تفشي سلوكات التخريب عند فئة الشباب، أكد المتحدث بأن هذه الشريحة ترفض كل ما لا يعبر عن واقعها الحسي، و تقابل بتخريب كل ما يضفي جمالا على فضائها، داعيا إلى البحث عن حلول من شأنها التخفيف من حدة العداء لكل ما هو فن تصويري ، خاصة عندما تحتل اللوحة مساحة كبيرة في الفضاء الخارجي، و ذلك باتباع منهج يقوم على تصوير الواقع الحسي للشباب و الأطفال، ما يساعدهم على تقبلها، و على تعودهم على وجودها في محيطهم، بعدها يتم تدريجيا اختيار مواضيع متنوعة للارتقاء بذوقهم، ما يساهم في الرفع من مستوى الحس الجمالي للمواطنين، و هذا يتطلب، حسبه، وقتا و دراسة دقيقة.
- الأخصائية النفسانية نوال مامي عبد اللطيف: الرغبة في تطهير النزوات الدنيوية وراء تخريب الجداريات
الأخصائية النفسانية نوال مامي عبد اللطيف أرجعت سبب تخريب الجداريات الفنية، إلى مشاكل نفسية تتمثل في الرغبة في تطهير النزوات الدنيوية، فيحرمها البعض على أنفسهم معتقدين أن الاستمتاع بالفن إثما، و الاعتداء بمثابة العقاب للنفس للعتق و الخلاص، فيحرصون على حرمان أنفسهم من قبول كل ما هو جميل و يقابلونه بالرفض، و يعاني هؤلاء ،حسب الأخصائية، من اضطرابات نفسية، هي مزيج من الأفكار والتصورات والعواطف والسلوكيات الشاذة و العلاقات غير الطبيعية مع الآخر.
محدثتنا قالت بأن هذه التصرفات تؤكد بأن عدوانية المجتمع للفن عميقة و متأصلة في النظرة الحياتية ، و في مكنون الفرد ، ومن الملاحظ أن هذه الظاهرة كثيرا ما يربطها الأشخاص الذين يرفضون جماليات الفن، بالدين وهذا فهم خاطئ، اذا انطلقنا من مبدأ أن الله جميل يحب الجمال وقد خلق سبحانه وتعالى الكون وجمله بكل الموجودات الجمالية الدنيوية والمعجزات التي تدفع للانبهار. و هذا ما يؤكد أن مبدأ الجمال ليس معاديا للدين، وإنما عدوانية هؤلاء الأشخاص للفن، تكمن في ما يسمى في علم النفس بالنزعة العدائية إزاء الفن التي تقول بأن الفن لعب و لهو.
و لإعادة للفن مكانته و تحقيق التوازن الفني في مجتمعنا، لابد ، حسب الأخصائية النفسانية، من إعادة النظر في ما يعرف بـ "رسالة الفن" لتخدم الجماعة وتتوافق معها، و تستجيب للرقعة الجغرافية والعادات الاجتماعية والانتماءات الدينية، لأن كل ما يخدم المزايا الفردية يعتبر من النظرة النفسية مباح، بينما ما يخدم المجتمع يعتبر «فنا واجبا»، مشيرة إلى أن ما هو بعيد عن الهوية الفردية أو الجماعية، سيكون هجينا ويزول أثره بعد مدة قصيرة ، لأن الفن الراسخ هو ما يحدث أثرا في الشخصية، مستدلة بمسلسل «الحريق» الذي بقي راسخا، لأنه يعبر عن الذاكرة الجزائرية ، في حين أن بعض التماثيل المنحوتة، تؤدي إلى جدل كبير في أوساط الأفراد، كتمثال عين الفوارة بسطيف، حيث تتضارب الآراء بين الموروث الثقافي والصنم الحجري الذي يذكر بحقبة استدمارية ، مؤكدة بأن دور علماء النفس هو خلق توازن بين الفن و سوسيولوجية الفن.
- المختص في علم الاجتماع عبد الله دراع: إيديولوجيات خاطئة سمّمت العقول
يرى أستاذ علم الاجتماع عبد الله دراع، بكلية الإعلام و الاتصال بجامعة قسنطينة 3 صالح بوبنيدر، بأن تسلل أفكار وإيديولوجيات خاطئة، سمّمت عقل الفرد الجزائري، وأفسدت ثقافته، وغيرت نظرته للكثير من الأمور والقضايا، من بينها الفن، فانعكس ذلك على سلوكاته وتصوراته للفن و الحياة، من بينها الأفكار التي تحمل شعارا دينيا، اذ انخرط البعض في مسعى محاربة كل ما له علاقة بالفن، وأخذ هذا المنحى ظواهر و سلوكات نراها في هذه الهجمة التي وصفها بالشرسة على اللوحات الفنية والجداريات المرسومة، وحتى بعض التماثيل الفنية كتمثال عين الفوارة ، موضحا أن هذه الأفكار الدخيلة، عمقت أكثر أزمة المجتمع الجزائري مع مختلف أشكال الفنون.
محدثنا قال بأن مكمن المشكلة هو أن» المجتمع مخاصم للفن، لأنه لم ينشأ على احترام وتقديس شتى أنواع الفنون، و لم تترسخ لديه على مدار عقود من الزمن ثقافة ارتياد المسرح، أو تعلم الموسيقى، أو دراسة الرسم، أو زيارة المعارض الفنية، أو حتى إعطاء المكانة اللائقة للمشتغل بالحقل الفني الواسع»، لأسباب قال بأنها تاريخية و مرتبطة بتأثيرات فترة الاستعمار الفرنسي، الذي حاول أن يمسخ شخصية الفرد والمجتمع ، ما أنتج أجيالا همهم ضمان لقمة العيش، والسعي للتحرر و الاستقلال، فيما لم تقم الجهات الوصية بدراسة للفن، وتنشئة المجتمع على مبادئه وعلى احترامه وتقديسه.