فجرت جائحة كورونا قدرات و طاقات الكثير من الشبان الجزائريين، فابتكروا عدة مشاريع و برمجيات و طوروا منصات رقمية تتمحور حول الصحة، لتكسير الإحساس بالعزلة التي هيمنت على الكثير من المواطنين خلال فترة الحجر الصحي و المكوث بالبيت طيلة شهور، أو التغلب على الخوف من الفيروس ومختلف المشاكل و الاضطرابات الصحية و النفسية التي حاصرت العديد منهم، عن طريق توفير ما يحتاجونه من معلومات دقيقة و سريعة و ربطهم بالأطباء في مختلف التخصصات، من أجل ضبط مواعيد للمعاينات في العيادات أو الاستشارات الطبية عن بعد، و تحظى تلك المنصات إلى غاية اليوم بمتابعة كبيرة، و مهدت الطريق لولوج عهد جديد في مسار الجزائر الجديدة التي تركز على محاربة الأمراض و الأوبئة بأنواعها و تشجيع العلماء و المبتكرين و دعمهم و الارتقاء بقطاع الصحة، انطلاقا من رقمنته و تسريع عملية إدخال الطرق التقليدية في التسيير و العمل إلى المتحف، و بالتالي تسريع تطور الطب و المساهمة في التكوين المتواصل للمهنيين في القطاع و شحذ طاقاتهم الابتكارية و الإبداعية.
إلهام طالب
أحد الشباب المبتكرين طور منصة وزارة الصحة الخاصة بإحصائيات كورونا، و هو المهندس الشاب محمد لطفي مخناش، و الثاني تمكن من منع تسريب إحصائيات كورونا من الموقع الذي طوره لذات الوزارة و هو المهندس الشاب عبد الغفور بن خليفة، و هناك عديد الشبان الجزائريين الذين يكرسون جهودهم و وقتهم لتطوير منصاتهم الرقمية حول الصحة، من خلال شركاتهم الناشئة،متحدين كل العراقيل و نقص الإمكانات، لتسهيل و دعم عمل المهنيين في هذا القطاع، و عرض و تبادل الخدمات المختلفة بينهم من جهة، و تسهيل الربط بين الأطباء و المرضى، من جهة أخرى، سواء من خلال تحديد المواعيد و مواقع العيادات و أرقام هواتف الأطباء و غيرها، أو توفير الاستشارات الطبية عن بعد، التي شهدت أوج ازدهارها و التهافت عليها، منذ انتشار فيروس كورونا ببلادنا، و فرض الحجر المنزلي، و لا تزال مطلوبة إلى غاية اليوم، رغم رفع إجراءات الحجر جزئيا ببعض المناطق، و رفعها تماما بأخرى، كما ساهمت في التحسيس و التوعية من الفيروس و تقديم مختلف المعلومات حول الجائحة، و مختلف الأمراض و أعراضها و طرق علاجها. الهدف المشترك بين تجارب هؤلاء الشباب، الذين اتصلت النصر بعينة منهم لنقل تجاربهم و مشاريعهم للقراء، هو مد جسر من الإبداع و الابتكار و الذكاء الاصطناعي، نحو مستقبل زاهر علميا و تكنولوجيا للجزائر الجديدة، و المساهمة في تطوير الصحة عن طريق المشاركة الفعالة في تحوله إلى الرقمنة..
مواطنون و أطباء وجدوا ضالتهم في منصات الصحة
قالت رانيا عميور، و هي موظفة شابة، أنها كانت تستعمل إحدى المنصات طيلة فترة الحجر المنزلي، من أجل ضبط مواعيد مع طبيب والدتها المسنة المريضة بالقلب و الضغط، للاستشارة عن بعد، كلما أصيبت بوعكة صحية، لأن عيادته كانت مغلقة، كما ساهمت هذه الطريقة في وقاية و حماية والدتها من عدوى كورونا، لأنها ظلت ماكثة بالبيت وكانت تلجأ إلى منصة أخرى تزودها بشكل علمي دقيق، بكافة المعلومات حول مرض والدتها و النظام الغذائي الذي يجنبها المضاعفات و الوعكات، و كذا آخر الدراسات حول الجائحة، مؤكدة بأن «الفضاءات الافتراضية، سهلت كثيرا نمط الحياة العصرية بوتيرة سريعة جدا، تثير الدوار أحيانا، على حد تعبيرها.
أما توفيق، و هو تاجر مواد غذائية، فقال لنا بأن ابنته الطبيبة العامة، التي لم تتمكن بعد من افتكاك منصب عمل، جد نشطة في هذا المجال، من أجل تحيين معلوماتها و الاطلاع على آخر المستجدات في عالم الطب، و متابعة أخبار كورونا، كما أنها تحدد لوالدتها و الأقارب و حتى بعض الجيران مواعيد المعاينات عند أطبائهم المعالجين، دون عناء التنقل و الانتظار.
و ذكر أخصائي في الأمراض الصدرية و الحساسية بأنه سجل نفسه بإحدى المنصات الرقمية منذ شهور، لأنها تشكل جسر اتصال و تواصل بين المرضى و الأطباء، حيث تتكفل بمهمة تحديد المواعيد للمرضى و توجههم إلى عيادته، كما أنها توفر خدمة الاستشارات الطبية عن بعد، ما يسهل على عديد المرضى، خاصة المسنين و العجزة، طرح أسئلتهم و انشغالاتهم حول نتائج تحاليل طبية أو نظامهم الغذائي أو بعض الأدوية.. إلخ، دون الحاجة إلى التنقل إلى العيادة، مشيرا إلى أن هذه الخدمة بلغت أوج ازدهارها في فترة الحجر المنزلي. مضيفا أنه يعتمد على المتجر الذي توفره المنصة لعرض بعض اللوازم و المعدات التي يحتاج إليها في عمله، أو للاطلاع على أدوية و علاجات جديدة.
و أخبرتنا لينا حجاج، طالبة في الطب، أنها طيلة فترة الحجر و إلى غاية اليوم، لا تزال تلجأ إلى المنصات، لصقل معارفها و اكتساب أخرى جديدة، خاصة في ما يتعلق بالأمراض، خاصة أمراض الدم، لأنها تحلم بأن يكون هذا هو تخصصها في المستقبل.
أما سوسن، طالبة جامعية،20 عاما ، فقالت لنا بأنها استعانت مؤخرا بمنصة طبية، لكي تقارن بين الأعراض التي أصيبت بها مؤخرا، و أعراض كوفيد 19، قبل أن تتوجه إلى المستشفى لتلقي العلاج قبل أن تتفاقم حالتها، و تنقل العدوى إلى والديها المسنين و إخوتها و أخواتها، و ربما زملائها في الكلية، مشيرة إلى أن هذه المنصات بمثابة طوق نجاة للمرضى، خاصة خلال الجائحة .
* الدكتور مصطفى نبيل المدير التنفيذي لمنصة «إ.طبيب»
هدفُنا تسهيل عمل المهنيين في قطاع الصِّحة و تقريب العلاج للمرضى
أكد الدكتور مصطفى نبيل، المدير التنفيذي لمنصة «إ.طبيب» ( e.tabib)، المنبثقة عن شركة ابن حمزة للبحث و التطوير، في اتصال هاتفي بالنصر، أن المنصة التي أنشأها منذ أربع سنوات و طورها بمعية شبان جزائريين، تعتبر أول منصة محترفة بالجزائر، و توفر تطبيقات و خدمات تعتبر الأولى من نوعها في إفريقيا، مشيرا إلى أن «إ.طبيب» أنشئت لجمع شمل كافة الفاعلين في قطاع الصحة من أطباء و صيادلة و ممرضين و قابلات و نفسانيين و أورطوفونيين و غيرهم، لتسهيل عملهم باستخدام التكنولوجيا، كما تعرض عليهم عبر متجرها، مختلف الأدوات و المعدات التي يحتاجون إليها لممارسة عملهم، و تتلقى المنصة 22 ألف طلبية، كما قال.
كما أنها تهدف، كما قال المتحدث، إلى تقريب الصحة من المواطنين بتوفير عدة خدمات، فالمرضى من خلال «بروفايلاتهم» في المنصة، بإمكانهم الاطلاع على ملفاتهم الطبية، و بإمكان الفريق الطبي المسجل في المنصة، الاطلاع عليها أيضا، مضيفا بأن المنصة تقدم حلولا فورية و فعالة لمشكلة تواجه الكثير من المرضى الذين يعانون من أمراض متعددة، و هي التداخل بين الأدوية و عدم التكامل في الأداء الطبي، فطبيب الأمراض الصدرية، إذا فحص مريضا مصابا بالربو في عيادته، قد يصف له أدوية تتسبب له بأعراض جانبية أو مضاعفات، إذا كان مصابا بمرض في القلب. السابقة هنا على الصعيد الوطني و الإفريقي، كما أوضح الطبيب، تتمثل في توفر الملف الطبي لكل مريض مسجل في المنصة، و بإمكان الفريق الطبي الذي يتابعه في مختلف التخصصات، الاطلاع عليه، قبل إجراء الاستشارات عن بعد، و وصف الأدوية، و بالتالي تتحقق معادلة التنسيق و التكامل في الأداء الطبي، من أجل تقديم العلاج المناسب للمرضى ، و حمايتهم من مخاطر التداخل بين الأدوية.
المتحدث أوضح من جهة أخرى، بأن شركته أطلقت المنصة في 2017 ، و وفرت كافة الخدمات المذكورة منذ ذلك التاريخ، لكن خدمة الاستشارات الطبية عن بعد أطلقتها خلال شهر مارس الفارط، عندما انتشر فيروس كوفيد 19ببلادنا و تم فرض الحجر الصحي، مشيرا إلى أن الإقبال على هذه الخدمة لا يزال متواصلا، و تستفيد منه فئات كثيرة مثل ذوي الاحتياجات الخاصة و المسنين العاجزين عن التنقل، و كذا سكان المناطق النائية، أو مناطق الظل، ما دفعه إلى التفكير في إجراءات جديدة، فبعد أن تطوع الأطباء المسجلين في المنصة و عددهم ألف و 300 طبيب، لإجراء الاستشارات الطبية بالمجان طيلة شهور، قرر أن يجسد إمكانية الدفع الإلكتروني للطبيب، مقابل الاستشارة، باستخدام المريض لبطاقته الذهبية، و ذلك خلال الأيام القليلة المقبلة.
و أردف الدكتور مصطفى بأنه تم تطوير نظام معلوماتي، مع الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، من أجل قبول الوصفات الرقمية التي يصدرها الطبيب خلال المعاينات المباشرة أو بعد الاستشارات عن بعد، و بالتالي لا يحمل وصفة ورقية، و سيجدها رقمية مباشرة عند الصيدلي الذي يقدم له الأدوية مباشرة، و شدد المتحدث «عملنا من قلب الميدان، من رحم المشاكل الجزائرية»، مشيرا إلى أن هذا العمل هو الأول من نوعه في الجزائر .
* المهندس عبد الغفور بن خليفة مطوّر خارطة وزارة الصحة الخاصة بكورونا
هكذا أوقفت تسريب المعلومات من المنصة ..
استهل المهندس عبد الغفور بن خليفة، حديثه إلى النصر، بالإشارة إلى أن عمره 29 عاما، و تخرج سنة 2015 من كلية علوم البيئة و المحيط، تخصص حماية التنوع البيولوجي و التنمية المستدامة، بجامعة العلوم و التكنولوجيا هواري بومدين، بالجزائر العاصمة،
و يعمل حاليا كمسؤول فريق بشركة موبيليس.
و أضاف « فكرة إنشاء منصة راودتني، في بداية انتشار وباء كورونا بالصين، و بالضبط بعد نشر جامعة جون هوبكينز بالولايات المتحدة، منصة لمتابعة انتشار الوباء و نشر الإحصائيات المتعلقة بمختلف بلدان العالم، قررت إنشاء منصة خاصة بالجزائر، لإيصال المعلومات الصحيحة، خاصة بعد ظهور الحالات الأولى و بداية انتشار الإشاعات و الأخبار الكاذبة و المغلوطة التي نشرت الذعر بين المواطنين. قمت بتصميم هذه المنصة لمساعدة المواطنين على متابعة مستجدات كوفيد 19 عبر كل ولاية من ولايات الوطن، بتقديم الإحصائيات المسجلة في كل ولاية، سواء الإصابات بالفيروس، مع توضيح الجنس و العمر، إلى جانب الوفيات و حالات التماثل للشفاء».
و أوضح المتحدث أنه استعمل تكنولوجيا خاصة، تعتمد على أنظمة معالجة المعلومات الجغرافية، لاستخراج المعطيات اليومية و معالجة البيانات و طور تصميم النموذج الأول خلال أسبوع تقريبا و وضعه على الويب، ثم قدمه يوم 04 مارس الفارط إلى وزارة الصحة، و في 14 من نفس الشهر تم قبوله، و أجرى عليه تعديلات، لإضافة بعض المؤشرات، و تم نشر المنصة رسميا في 15 مارس الماضي. و بلغ عدد زوار الموقع 9 ملايين زائر، كما قال المهندس للنصر. و أردف «إن المعطيات التي توجد في المنصة مفتوحة، لكي يتسنى للجميع الاطلاع عليها، الأمر الذي جعل البعض يقومون بتسريبها و استعمالها في تطبيقات أخرى خاصة بهم، و نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي قبل النشر الرسمي، بهدف الإشهار لصفحاتهم و كسب عدد كبير من المعجبين و المشتركين. الأمر الذي جعلني أقوم بغلق قاعدة البيانات في المنصة، أثناء تحيين المعلومات، و فتحها مباشرة بعد الإعلان الرسمي عنها، من قبل اللجنة المعنية. فقضيت على مشكل التسريبات و القرصنة . و بخصوص سؤالنا عن المجالات الأخرى التي يمكن أن تستعمل فيها نظم المعلومات الجغرافية التي اعتمد عليها في تصميم و تطوير منصة وزارة الصحة، أكد المهندس عبد الغفور بن خليفة أنه يمكن استعمالها في كل ما له علاقة بالمكان، مضيفا أن دراسات بينت أن 80 ٪ من المعلومات و البيانات الموجودة في المؤسسات و القطاعات العامة و الخاصة هي بيانات لها علاقة بالمكان (بمعنى نستطيع تمثيلها في خريطة)، لذا هناك ميادين كثيرة نستطيع الاستعانة فيها بنظم المعلومات الجغرافية و منها دراسة الكوارث الطبيعية و إيجاد أساليب لتقليص أو تجنب أضرارها و مخاطرها، دراسة تطور
استغلال الأراضي و الحد من استغلالها بطرق غير شرعية، مراقبة تطور أشغال مختلف المشاريع، كمشاريع السكن و الطرق و الفلاحة و حماية مراقبة تطور أشغال مختلف المشاريع، كمشاريع السكن و الطرقات و المشاريع الفلاحية، و كذا تسهيل اتخاذ القرارات المتعلقة بالاستثمار في مختلف المجالات، كتحديد المكان المناسب لبناء مركز تجاري.و شدد المتحدث أن القول المأثور «البيانات الأفضل تقود لقرار أفضل» ، ينطبق تماما على نظم المعلومات الجغرافية، لأنها ليست وسيلة آلية لاتخاذ القرار، لكنها أدوات للاستفسار و التحليل، مما يساهم في وضع المعلومات واضحة و كاملة ودقيقة أمام من سيتخذ القرار. و تابع « نحن الآن بصدد انشاء عدة مشاريع داخلية بشركة موبيليس باستخدام ال»جيوماتيك»، و من بين مشاريعي الخاصة، أذكر إنشاء منصة لنشر و تبادل مختلف البيانات و المعطيات المستخدمة في نظم المعلومات الجغرافية، لتسهيل استخدامها في مختلف المشاريع، كما أطمح لتطوير الذات و رفع مستواي العلمي و العملي.
* المهندس طارق مقداد مؤسس منصة رقمية لتحديد المواعيد الطبية
ربطنا المنصة بـ” غوغل” و نعمل على إعداد قاعدة بيانات طبية دولية ..
أوضح المهندس في الإعلام الآلي و البرمجيات و التسيير طارق مقداد، أن منصة «دوكتوتيك.كوم» التي أنشأها في نوفمبر 2019، تابعة لمؤسسته الناشئة «ديفلوب كوربورايشن»، و مقرها بالمحمدية في الجزائر العاصمة، و هي منصة اتصال و إعلام صحي و توجيه عن بعد، تتكفل بتقديم معلومات طبية دقيقة، كما تحل مشكلة نقص الاتصال و التواصل بين الأطباء و المرضى، و مشكل المواعيد الطبية، و «بعد أن كبر المشروع على الصعيد الوطني، قررنا أن نوسعه ليشمل الخارج، و نحن الآن بصدد إعداد قاعدة بيانات دولية، خاصة بالأطباء»، كما قال المتحدث.
المهندس أكد في اتصال هاتفي بالنصر، أنه راسل شركة «غوغل»، فرخص له مسيروها على ربط منصته بموقع غوغل خرائط «ماب»، من أجل ضمان الدقة في تحديد مواقع العيادات الطبية و توجيه المرضى، و بذلك سنخفف من متاعب المرضى، كما نسهل عمل الأطباء، فنقضي تدريجيا على ظاهرة تشكل الطوابير و الانتظار الطويل و الاكتظاظ و عواقبه.
و أضاف أن 500 طبيب مسجل حاليا و تضم المنصة كل المعلومات عنهم من الاسم و اللقب إلى التخصص و عنوان العيادة و رقم الهاتف، و يعمل مع مجموعة من الشركاء من أجل توسيع قاعدة البيانات لتشمل كل الأطباء الجزائريين خلال الأيام القليلة القادمة، حسبه.
و ذكر المهندس بأن ألف و 300 مواطن دخلوا المنصة خلال فترة الحجر الصحي، و تم توجيه حوالي ألف مريض، كما تقدم للمرضى خلال فترة الحجر المنزلي، الاستشارات المنزلية و تطوع لإجرائها الكثير من الأطباء، مشيرا إلى أن كل الخدمات مجانية للمرضى و الأطباء معا.
و أردف المتحدث أنه تم إنشاء موقع تواصل اجتماعي مخصص لجمع شمل المهنيين بقطاع الصحة بمختلف تخصصاتهم لتبادل الخبرات و التجارب، ثم محرك بحث يعتبر الوحيد بإفريقيا، قدمته شركة «غوغل» فارغا للمشرفين على منصة «دوكتوتيك.كوم»، و تم الاعتماد على 500 مصدر دقيق، على غرار المكتبة العالمية للطب و مواقع عالمية مختصة و جامعات أمريكية و مواقع طبية رسمية مثل المنظمة العالمية للصحة، من أجل جمع المعلومات حول الأمراض و أعراضها و طرق تشخيصها و علاجها ،
و يكفي أن يكتب الزائر اسم مرض ليحصل على ما يريد.
* المهندس محمد لطفي مخناش مطوّر المنصة الرقمية الجديدة لوزارة الصحة
ابتكرت بمعية فريقي نظاما للكشف المبكر عن سرطان الثدي
نجح المهندس الباحث محمد لطفي مخناش و فريقه في وضع و تطوير منصة رقمية تحت تصرف وزارة الصحة لمكافحة وباء كورونا، كما ابتكروا نظاما للكشف المبكر عن سرطان الثدي نسبة دقة نتائجه 95 بالمئة، و هم الآن بصدد تطويره .
المهندس المتخصص في البرمجيات، المتخرج من جامعة باب الزوار بالعاصمة، أوضح أن المنصة التي قدمها لوزارة الصحة في أفريل الفارط، أعدها من قبل لتقديم خدمات ضمن أنظمة معلومات قادرة على تسيير الموارد المالية و البشرية للمؤسسات، و في بداية الجائحة، عقد اجتماعا مع أعضاء فريقه و قال لهم إن البلاد بحاجة إلى أبنائها للتصدي للوباء، فاتفقوا جميعا على تكريس خبراتهم و كفاءاتهم لخدمة وطنهم و أبناء وطنهم.
توجه المهندس الباحث إلى وزارة الصحة و استقبله الوزير و رحب به، كما أكد، و عرض عليه تطوير منصة رقمية لرصد و متابعة تطور الوباء عبر ولايات الوطن، من صنع جزائري و معايير جزائرية بنسبة مئة بالمئة، من أجل مساعدة المختصين و أصحاب القرار على الإسراع في اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب و جعل العمل أكثر دقة و سهولة بفضل الرقمنة، و من ثم الاستغناء عن المساعدة و التجهيزات و الأنظمة الأجنبية التي تكلف كثيرا و إفساح المجال للكفاءات الجزائرية، فوافق الوزير على العرض.
عندئذ، كما قال المهندس، اتصل بخلية رصد و متابعة الوباء، و قام بمعية فريقه بزيارة ميدانية إلى مستشفى بوفاريك الذي كان يسجل أكبر نسبة من الإصابات بكوفيد 19 و مستشفى القطار و عدة مؤسسات استشفائية أخرى، بالإضافة إلى المعهد الوطني للصحة العمومية، و عرض الباحث مشروعه على المسؤولين و الأطباء، فأعربوا عن حماسهم لتجسيده و التحول إلى الرقمنة، كما رصد مشاكل و احتياجات القطاع و استلم «البروتوكول الرسمي لتسيير الأزمة».
و قضى الفريق عدة أسابيع لإنجاز المنصة و ربطها بـ 48 ولاية و 317 مؤسسة استشفائية، تقدم جميعها لوزارة الصحة، و خلية رصد و متابعة الوباء كافة المعلومات و الإحصائيات ، حول المصابين الذين دخلوا إلى المستشفى و وضعيتهم الصحية و نتائج التحاليل التي خضعوا لها بمجرد وصولها، و كذا المتعافين و المتوفيين بكورونا .. وغيرها من التفاصيل التي يعالجها النظام في وقتها، و تقدم مؤشرات حول تسيير الأزمة الصحية و تيسر اتخاذ القرارات المناسبة من قبل المسؤولين، و قد عرض المنصة أمام رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في أفريل الفارط، فهنأه هو و فريقه و شجعهم على مواصلة الابتكارات و استثمار كفاءاتهم و قدراتهم من أجل الارتقاء بالمجال العلمي و التكنولوجي.
و أشار المهندس إلى أن المنصة التي تعتمد عليها الوزارة حاليا ، ليست مخصصة لوباء كوفيد 19 ، بل يمكن تطويرها و تكييفها مع معطيات أخرى، مثل ظهور وباء آخر، كما يمكن لكافة المؤسسات استعمال المنصة في تسيير الموارد البشرية و التوظيف و كذا المصادقة على الرواتب، و أيضا الدفع الإلكتروني، داعيا المؤسسات و الإدارات و كافة الهيئات الجزائرية إلى تسريع التحول الرقمي لتحسين أدائها و ضمان تطورها و مواكبة روح العصر.
و أضاف المهندس الذي درس بفرنسا ، و عاد إلى وطنه قبل الحصول على الدكتوراه حيث أسس شركة ناشئة، و اشتغل مع فريقه في مجال البرمجيات، و في2017 مثل مع فريقه الجزائر في تظاهرة علمية مخصصة للمبتكرين بالسعودية، و قدموا نظام معلوماتي للكشف المبكر عن سرطان الثدي، و في 2018 تم اختيار شركته كأحسن شركة في إفريقيا، و يعكف الفريق حاليا على تطوير هذا النظام، الذي سيحدث ثورة في مجال التشخيص المبكر للمرض الذي يخلف سنويا عددا كبير من الوفيات عبر العالم، بسبب اكتشافه في مراحل متقدمة.
* المهندس عبد الصبور بن زقان مؤسس منصة «صحتك»
هدفنا الربط بين الفاعلين الرئيسيين في مجال الصحة
أوضح من جهته مهندس الدولة في الإعلام الآلي الصناعي، متخرج من جامعة بومرداس، عبد الصبور بن زقان، في اتصال هاتفي بالنصر، أن منصة «صحتك» (sihhatech) تهدف أساسا إلى الربط بين الفاعلين الرئيسيين في مجال الصحة و هم المرضى و الأطباء و الصيادلة.
و كذا جمع كافة المهنيين في قطاع الصحة و مرافقتهم خلال التحول الرقمي، و ذلك عن طريق تطبيق التكنولوجيات المرتبطة به مثل الذكاء الصناعي و غيره، كما أن المنصة تعنى بالبحث في مجال الطب.
و تمكن المنصة المواطنين من البحث عن طبيب في مختلف التخصصات، في حال إصابتهم بمرض هم أو أحد أفراد عائلاتهم، و تحديد مواعيد المعاينات الطبية بدقة و تسييرها و إصدار وصفات مرقمنة للتعامل بين الأطباء و الصيادلة، و توفير معلومات حول أقرب صيدلية و تلك المتعاقدة مع صندوق الضمان الاجتماعي للأجراء و صندوق غير الأجراء، و مدى توفر الأدوية. انطلاقا من فكرة بسيطة و طموحات كبيرة، قرر بن زقان إنشاء المؤسسة الجزائرية للابتكار الشركة في مارس 2016، ثم قرر إنشاء منصة رقمية تعنى بالصحة، و قضيت أنا و فريقي عدة شهور في جمع المعلومات حول الأطباء من كل التخصصات و الصيادلة من مديريات الصحة عبر ولايات الوطن، و أنشأت قاعدة بيانات تضم الأسماء و عنوان العيادات و موقعها وتوقيت فتحها و غلقها .و بإمكان أي شخص الدخول للبحث و الاستفادة من مختلف الخدمات التي تعرضها المنصة التي تحظى بإقبال معتبر. و أشار المهندس إلى أنه يسعى إلى تجسيد تطبيق على الهواتف الذكية لأخذ المواعيد مباشرة، و هناك مشروع لتوسيع خدمات المنصة و إضفاء الطابع الدولي عليه.