الجمعة 18 أكتوبر 2024 الموافق لـ 14 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub

في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى: زلـزال استراتيجــي .. وجرائـم إبــادة

أحدثت معركة طوفان الأقصى بقطاع غزة التي تمر اليوم ذكراها الأولى، تحولا استراتيجيا في الصراع مع الكيان الصهيوني، وأظهرت هذه المعركة البطولية التي قادتها المقاومة الفلسطينية الوجه الحقيقي البشع لهذا الكيان المجرم الذي يواصل ارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية ضد المدنيين الفلسطينيين خاصة النساء والأطفال، ولم يترك هذا الكيان الارهابي بشرا أوشجرا أوحجرا إلا واستهدفه، وحول غزة إلى دمار وخراب، ويسعى وفق مخططاته الإجرامية التي لا تزال قائمة إلى جعلها منطقة غير صالحة للحياة بعد تهجير جميع سكانها.

نور الدين عراب

استيقظ العالم يوم السابع أكتوبر على معركة طوفان الأقصى التي لم تكن كباقي المعارك التي خاضها الفلسطينيون والعرب ضد الكيان الصهيوني منذ إعلان نشأته في سنة 1948، بحيث استطاعت فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس من خوض معركة بطولية في مناطق غلاف غزة بعد تحضير استمر لسنوات، وتمكن مجاهدو القسام وسرايا القدس في صبيحة السابع أكتوبر من أسر عشرات الجنود والضباط الصهاينة وقتل العشرات الآخرين، كما انهارت المنظومة الأمنية الصهيونية خلال ساعات فقط من الهجوم الذي شنته كتائب القسام على غلاف غزة، وتمكن المقاومون من اقتحام عدد من المواقع العسكرية ودمروا معدات ومركبات عسكرية وقتلوا وأسروا جنودا وضباطا، وفي ظرف ساعات قليلة فقط من هذا الهجوم الفلسطيني البطولي انهارت سمعة جيش الكيان الصهيوني الذي كان يصف نفسه بالجيش الذي لا يقهر، كما نجحت كتائب القسام في اختراق منظومته الاتصالية والاستخباراتية.
ورغم أن كتائب القسام ركزت هجومها في غلاف غزة على المواقع العسكرية، وأكدت حماس أكثر من مرة أن المدنيين الصهاينة والأجانب الذين أسروا تم بعد انهيار المنظومة العسكرية الصهيونية، وما صاحب ذلك من دخول مدنيين فلسطينيين إلى مستوطنات الغلاف، لن يتم إطلاق سراحهم إلا بشروط، وهو ما حدث مع صفقة تبادل الأسرى الأولى التي جرت بوساطة قطرية ومصرية، لكن الكيان الصهيوني رده على معركة طوفان الأقصى كان همجيا وبشعا ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وخاض حرب إبادة جماعية لم تستثن أحدا، وأبرز العدوان الهمجي الذي شنه الكيان الصهيوني على قطاع غزة مدى الكراهية والحقد الدفين الذي يكنه هذا الكيان الغاصب للفلسطينيين مع حجم الجرائم البشعة التي ارتكبها في حقهم، وتجاوز عدد الشهداء والمفقودين في قطاع غزة بعد مرور عام على العدوان ما يزيد عن 50 ألف شهيد ومفقود وما يقارب 100 ألف مصاب، وأجمع العالم كله على بشاعة هذا العدوان ضد المدنيين، لكن جميع دول العالم بقيت متفرجة على هذه المجازر التي ترتكب يوميا ضد المدنيين، ولم يتجاوز حجم التحرك الدولي عن إصدار بيانات المناشدة بوقف العدوان والتنديد بما يحدث لسكان قطاع غزة من حرب إبادة تنقل يوميا فصولها عبر شاشات التلفزيونات ومواقع التواصل الاجتماعي.

صمود فلسطيني أسطوري رغم هول الكارثة

راهن الكيان الصهيوني منذ بداية العدوان على قطاع غزة على التهجير القسري للفلسطينيين من غزة ضمن مخططاته الإجرامية التي لا يزال يسعى جاهدا لتنفيذها إلى غاية اليوم، وسعى جيش الاحتلال في بداية العدوان إلى تهجير سكان شمال قطاع غزة إلى جنوبها ثم ترحيلهم إلى خارج القطاع، إلا أن سكان غزة أكدوا للكيان الغاصب أن النكبة الفلسطينية لن تتكرر مرة أخرى، وأجمعوا على صمودهم في غزة رغم هول المجازر والمشاهد المؤلمة التي تنقل يوميا على مدار سنة كاملة، وقدم الشعب الفلسطيني في غزة صورة أسطورية للصمود على أرض الأجداد.
وفي نفس الوقت فإن الكيان الصهيوني لم يتخل عن مخططه للتهجير القسري باستخدام أساليب أشد قسوة، وقام بفصل قطاع غزة إلى قسمين شمال وجنوب، وأطلق حصارا واسعا على سكان الشمال وقام بتجويعهم، بعد أن منع عنهم جل أشكال المساعدات الغذائية، ونقلت كاميرات وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تلك المشاهد المؤلمة لأجسام نحيفة لأشخاص في قطاع غزة، واستشهاد أزيد من 40 فلسطينيا بسبب الجوع، وأغلبهم من الأطفال، كما نقلت نفس الوسائل مشاهد لعائلات تطعم أفرادها من علف الحيوانات وأوراق الأشجار بعد أن سدت كل السبل واستمر الحصار لأشهر طويلة، وحتى إلى اليوم يستمر هذا الحصار، ولا يسمح الاحتلال إلا بدخول كميات قليلة من المساعدات لا تلبي سوى5 بالمائة من حاجيات سكان القطاع من المواد الغذائية.
مجازر بشعة في المستشفيات والمدارس والمساجد
بعد فشل جيش الاحتلال الصهيوني في الوصول إلى أسراه وتحريرهم من أيدي المقاومة، وكذا فشله في تفكيك فصائل المقاومة، لجأ إلى استهداف المستشفيات والمدارس والمساجد لتبرير فشله والبحث عن إنجاز يسوقه للجبهة الداخلية، وروج جيش الاحتلال بشكل واسع لاتخاذ المقاومة الفلسطينية المستشفيات مقرات عسكرية ومراكز لقادتها، وكانت البداية مع أكبر مجزرة بشعة ارتكبها الاحتلال بمستشفى المعمداني في شمال قطاع غزة الذي لجأ إليه المدنيون بحثا عن الأمن المفقود في منازلهم، لكن الاحتلال لاحقهم إلى المستشفيات والمدراس ومراكز الإيواء والمساجد، وخلفت مجزرة مستشفى المعمداني أكثر من 700 شهيد وجريح، ولم تكف الكيان الصهيوني دماء هذه المجزرة المرعبة، وانتقل بعدها إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة الذي يفوق عمره عمر دولة الكيان الصهيوني، وخاض جيش الاحتلال الصهيوني هجوما بريا نحو هذا المستشفى الذي حوصر لعدة أسابيع، وحول الاحتلال دخوله إلى مجمع الشفاء إلى انجاز عسكري، رغم أن هذا المستشفى يقدم خدماته للمدنيين، ولم يواجه الاحتلال طلقة واحدة من داخل المستشفىلأن المقاومة تخوض معاركها بعيدا عن المدنيين، وارتكب جيش الاحتلال في مجمع الشفاء مجزرة لا تقل بشاعة عن مجزرة مستشفى المعمداني، ولم يفرق جنود الاحتلال بين مريض وجريح ومسن وطفل وامرأة، وفاق عدد الشهداء بمجمع الشفاء 600 شهيد، إلى جانب عشرات المفقودين والمعتقلين.
وحسب احصائيات وزارة الصحة الفلسطينية بغزة فإن جيش الاحتلال أخرج 23 مستشفى عن الخدمة من مجموع 38 مستشفى خلال عام من حرب الإبادة الجماعية، كما استشهد 986 فلسطينيا من الطواقم الطبية، واعتقل العشرات الآخرين.
ولم يكتف الكيان الصهيوني بالمجازر البشعة التي ارتكبها في المستشفيات، بل بدا منذ بداية العدوان أنه مصمم على المضي قدما في حرب الإبادة الجماعية بملاحقة المدنيين في كل شبر من قطاع غزة، ورغم ادعائه بوجود مناطق آمنة في وسط وجنوب القطاع يمكن للمدنيين اللجوء إليها، لكن في الحقيقة لا يوجد مكان آمن واستهدف جيش الاحتلال كل مكان لجأ إليه المدنيون بما فيها المرافق التي تحمل راية الأمم المتحدة، واستهدف المحتل بشكل متعمد المدارس التي تأوي النازحين، وتشير احصائيات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى استهداف جيش الاحتلال ما يزيد عن 150 مدرسة مأهولة بالنازحين ارتقى فيها آلاف الشهداء أغلبهم من النساء والأطفال.
وحاول الاحتلال أن يحتفل بمرور سنة على إطلاق حرب الإبادة الجماعية في غزة بتصعيد المجازر، حيث استهدف أمس مسجد ومدرسة، وارتكب مجزرتين مروعتين خلفتا 24 شهيدا حسب إحصائيات وزارة الصحة بغزة، كما شن أمس هجوما بريا على منطقة جباليا شمال القطاع لإظهار أنه ما يزال موجودا وقادر على التحرك داخل القطاع، رغم أن المقاومة الفلسطينية كسرت شوكته ومرغته وسط أوحال غزة، وتبث كنائب القسام وسرايا القدس بشكل شبه يومي مشاهد لاستهداف قوات الاحتلال المتوغلة في القطاع، وأشارت احصائيات المكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة إلى تكبيد الاحتلال خسائر فادحة في الأرواح والمعدات منذ بداية التوغل البري في القطاع الذي لم يكن نزهة بل نقلت مشاهد الفيديو المذكورة أكثر من مرة صراخ جنود الاحتلال الذين يبحثون عن النجدة بعد أن حاصرهم مجاهدو المقاومة.
وحسب احصائيات كتائب القسام فقد تم تدمير أزيد من 1600 دبابة ومدرعة وجرافة وناقلة جند منذ بداية التوغل البري، إلى جانب مقتل مئات الجنود وإصابة الآلاف، مما جعل بالقادة العسكريين الصهاينة يعترفون أكثر من مرة بصعوبة المهمة البرية في غزة، وتحدثوا عن قوة كتائب القسام وباقي فصائل المقاومة التي أعدت لهذه المعركة جيدا رغم الحصار المفروض على غزة منذ 16 سنة.

الكيان الصهيوني يفشل في تحرير أسراه

رغم مرور سنة كاملة على العدوان الصهيوني على قطاع غزة، ووضع رئيس وزراء الكيان الصهيوني مجرم الحرب نتنياهو ضمن أهداف هذا العدوان تحرير الأسرى، إلا أن المهمة فشلت وبعد مرور سنة، لم يتمكن الاحتلال سوى من تحرير 8 أسرى من مجموع ما يقارب 200 أسيرا، وتبين أن 4 أسرى لم يكونوا لدى المقاومة، وبقي لحد الآن ما يزيد عن 130 أسيرا لدى المقاومة أغلبهم لدى كتائب القسام، في حين تم تحرير حوالي 70 أسيرا مدنيا أغلبهم أجانب ضمن صفقة التبادل الأولى، كما قتل جيش الاحتلال أزيد من 40 أسيرا أثناء قصف غزة، وأكدت كتائب القسام أكثر من مرة أن تحرير الأسرى عسكريا ضرب من الجنون، وهو ما حدث بالفعل، بحيث فشل جيش الاحتلال بتجهيزاته التجسسية المتطورة، وبمشاركة أجهزة استخبارات أمريكية وغربية في الوصول إلى الأسرى، وبالمقابل يحاول جيش الاحتلال التغطية على فشله بتحرير أسراه وتفكيك فصائل المقاومة، باستهداف المدنيين وارتكاب مجازر بشعة في حقهم.

 غزة تقاوم والمجتمع الدولي عاجز

أظهر العدوان البشع الذي تتعرض له غزة عجز المجتمع الدولي في وقف حرب الإبادة الجماعية، ولم يتخذ هذا المجتمع منذ بداية العدوان أي إجراء ملموس من شأنه أن يؤثر على الكيان الصهيوني ويساهم في وقف حرب الإبادة، ولم يتعد التحرك على مستوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي سقف إصدار البيانات والتقارير التي تحمل بين أسطرها عبارات المناشدة والدعوة والتنديد والاستنكار، دون أن يصدر أي قرار يساهم بشكل فعلي في وقف إطلاق النار، وجعل العدوان الصهيوني على قطاع غزة المؤسسات الدولية على المحك بسبب عدم فعاليتها في إنقاذ شعب أعزل يقتل ويعذب ويجوع، والأمر ذاته بالنسبة لمحكمتي العدل والجنائية الدولتين، رغم أن تحركها كان لافتا اتجاه الكيان الصهيوني، لكن هذا التحرك لم يخرج صداه عن أروقة المحكمتين، بحيث كانت محكمة العدل الدولية طالبت أكثر من مرة الكيان الصهيوني باتخاذ إجراءات لوقف حرب الإبادة الجماعية وتجويع الفلسطينيين في القطاع، إلا أن الكيان الصهيوني الذي يجد الحماية من الولايات المتحدة الأمريكية وضع رسائل العدل الدولية في رفوف المكاتب ولم يبال بها، بل كثف بعد صدور قرارات العدل الدولية من استهداف المدنيين والنساء والأطفال في القطاع، والأمر ذاته بالنسبة للمحكمة الجنائية الدولية، حيث طالب المدعي العام كريم خان بإصدار أوامر بالقبض ضد رئيس وزراء حكومة الكيان الصهيوني نتنياهو وعدد من القادة العسكريين، إلا أن مطلب المدعي العام بقي حبيس مكتبه ولم تصدر الجنائية الدولية أي قرار بتوقيف قادة الحرب الصهاينة، رغم تحركها بشكل سريع في دول أخرى، وهو ما يؤكد ان هذه المحكمة الدولية هي رهينة اللوبي الصهيوأمريكي الذي يمنع صدور أي قرار ضد الكيان الصهيوني.

حراك شعبي عالمي رفضا للعدوان

شهد العالم منذ بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة حراكا شعبيا عالميا للمطالبة بوقف العدوان وتأييد الفلسطينيين المدافعين عن وطنهم وأرضهم، وأعاد هذا الحراك الشعبي العالمي خاصة الطلابي في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية القضية الفلسطينية إلى الواجهة العالمية، كما أكسب الفلسطينيين تعاطفا دوليا واسعا وسط الشعوب الغربية التي ضغطت على حكوماتها من أجل وقف تصدير الأسلحة للكيان الصهيوني، كما بادرت عدد من الدول إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية ووقف أشكال التعاون العسكري والاقتصادي مع الكيان الصهيوني، وفي نفس الوقت شهد عدد من الجامعات الأمريكية والأوربية احتجاجات واعتصامات للمطالبة بوقف العدوان الصهيوني على غزة والضغط على مسؤوليها لوقف كل أشكال التعاون مع الكيان الصهيوني.
القادة وعائلاتهم في مقدمة قوافل الشهداء
دفعت حركة حماس وكتائب القسام قوافل من الشهداء تقدمهم رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية الذي اغتالته أيادي الغدر الصهيونية أثناء زيارته لطهران على هامش حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، كما دفعت عائلة إسماعيل هنية قافلة من الشهداء بقطاع غزة،ووصل شهداء العائلة إلى 60 فردا من بينهم ثلاثة من أبناء إسماعيل هنية وأحفاده وشقيقته وغيرهم، كما استهدف جيش الاحتلال الصهيوني قبل اغتيال إسماعيل هنية نائبه صالح العاروري في غارة ببيروت، وفي نفس الوقت استهدف العدو الصهيوني عددا من نخبة الحركة والمثقفين والأساتذة والأطباء داخل قطاع غزة بشكل ممنهج، وحاول الكيان الصهيوني خلال عام كامل من العدوان أن يبحث عن انجاز، ولو وهمي وليست له فعالية تذكر على أرض الميدان مع مجاهدي المقاومة، ولعل هذا ما يبرر اغتيال الكيان الصهيوني لإسماعيل هنية وبعض قادة حماس أو ما يحدث مع لبنان مع اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، خاصة مع الغليان الذي تشهده الجبهة الداخلية الصهيونية واتهامهم لحكومتهم بالفشل في تحرير الأسرى وتفكيك المقاومة التي لا تزال تضرب بقوة في قطاع غزة رغم الدمار والأطنان من الصواريخ والمتفجرات التي ألقيت على القطاع.

الأمل قائم رغم حجم المأساة

رغم حجم الدمار والمآسي والأحزان التي خلفها العدوان الصهيوني على قطاع غزة، إلا أن الفلسطينيين بالقطاع لم يفقدوا الأمل وأعلنوا أكثر من مرة من وسط الركام تمسكهم بأرضهم ووطنهم، وترجمت هذه المعاني لدى الفلسطينيين في صورة جميلة من وسط ركام غزة لأعمال ترميم وصيانة تحت القصف ووسط الدمار، ومن بين هذه الصور ترميم المستشفى الأندونيسي بشمال القطاع بعد استهدافه من طرف الاحتلال، كما رمم مرة ثانية بعد استهدافه من جديد، والشيء ذاته بالنسبة لمجمع الشفاء الذي دمره الاحتلال وارتكب فيه مجازر بشعة، إلا أن بعد أشهر رممت أجزاء من هذا المستشفى وفتح أبوابه لاستقبال المرضى، كما تقوم مصالح البلديات بقطاع غزة تحت أزيز الطائرات الصهيونية والقصف المتواصل بفتح الطرقات وترميم شبكات المياه والصرف الصحي للتأكيد أنهم أصحاب الأرض ولن يرحلوا منها مهما فعل بهم المحتل.

العدوان يتوسع للبنان والتخوف من حرب شاملة

وسع الكيان الصهيوني عدوانه إلى لبنان مع نهاية شهر سبتمبر الماضي، ويخوض جيش الاحتلال الصهيوني قصفا عنيفا على المباني السكنية والمرافق الخدماتية، كما يلاحق جيش الاحتلال قادة حزب الله، واغتال الأمين العام للحزب حسن نصر الله وعددا من القادة الميدانيين، ويتخوف خبراء من توسع العدوان الصهيوني إلى حرب شاملة، خاصة مع دخول إيران على الخط وشنها هجوما واسعا منذ أيام على الكيان الصهيوني بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، انتقاما لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، ويزداد خطر الحرب الشاملة مع تهديد الكيان الصهيوني بالرد على إيران واستهداف منشآت حساسة.

ن.ع

الجزائر تخوض معركة دبلوماسية في مجلس الأمن لنصرة فلسطين

خاضت الجزائر منذ انتخابها عضوا غير دائم في مجلس الأمن معركة دبلوماسية في مجلس الأمن من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في القطاع، كما بقي موقف الجزائر ثابتا لا غبار عليه تجاه المقاومة الفلسطينية التي تدافع عن أرضها ضد كيان غاصب نافية صفة الإرهاب عن الفلسطينيين الذين يدافعون عن وطنهم.
وخاضت الجزائر معركة قوية في مجلس الأمن لاستصدار قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وللمرة الأولى بعد 4 محاولات أحبطت بفيتو أمريكي، نجحت الجزائر على رأس كتلة الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن في مارس الماضي من استصدار القرار رقم 2728 الذي حصد 14صوتا وامتنعت الولايات المتحدة الأمريكية عن استخدام حق الفيتو، ويطالب القرار بوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان مع ضمان تدفق المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين.
وفي الوقت ذاته لعبت البعثة الجزائر في الأمم المتحدة مساعي حثيثة من أجل إحداث تأثير وتغيير في مجلس الأمن فيما يخص العدوان على غزة، كما لعبت دورا بارزا في إدراج بعض انشغالاتها في النص النهائي لمشروع قرار طرحته الولايات المتحدة الأمريكية لاحقا حول وقف إطلاق النار حتى يكون متوافقا مع تطلعات الفلسطينيين.
وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قد ثمن هذا الأداء المشرف للبعثة الجزائرية في الأمم المتحدة، كما لم تترك الدبلوماسية الجزائرية ملفا يتعلق بمستجدات الوضع في قطاع غزة، إلا ودعت لفتح النقاش بشأنه في مجلس الأمن مستغلة مكانتها كعضو غير دائم في هذا الجهاز، وذلك لكسب المزيد من التأييد والانتصار للقضية الفلسطينية، وفي نفس الوقت ركزت الجزائر على البعد الإنساني لمساعدة الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة وتخفيف معاناتهم، وقدمت الجزائر مساعدة مالية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا تقدر بـ 15 مليون دولار لتمكينها من الاستجابة لنداءات الاستغاثة من سكان قطاع غزة. كما لقيت مواقف الجزائر ومساعيها الجادة لدعم الفلسطينيين ترحيبا واسعا من طرف الجهات الرسمية والشعبية في قطاع غزة، وكذا فصائل المقاومة التي نوهت في أكثر من مرة بجهود الجزائر الحثيثة لدعم الشعب الفلسطيني ووقف العدوان الصهيوني الغاشم.

 

خبراء يؤكدون أن العالم أصبح  أكثـر وحشية ويحتكم إلى قانون الغاب
طوفان الأقصى أحدث تغييرات كبيرة في المشهد الإقليمي والعالمي

أكد خبراء ومحللون، أمس، أن طوفان الأقصى، أحدث تغييرات كبيرة في المشهد الإقليمي والعالمي وكشف عورات النظام الدولي و المؤامرات التي كانت تحاك ضد الشعب الفلسطيني واعتبروا أن العالم أصبح  أكثر وحشية ويحتكم فقط إلى قانون الغاب و يستند إلى القوة، مع الكيل بمكيالين  وهذا في ظل سقوط  المقاربات و  النظريات التي يروج لها الغرب  .
واعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية توفيق بوقاعدة في تصريح للنصر، أمس، أن طوفان الأقصى، هي المعركة التي كان لا بد منها والتي لا تزال آثارها الإيجابية تبرز إلى  غاية اليوم، بالرغم من  الدمار الذي لحق بسكان قطاع غزة والضفة وكذلك استشهاد الآلاف من الفلسطينيين.
وأضاف أن طوفان الأقصى، أبطل حجج المطبعين مع الكيان الصهيوني وغير كثيرا في المشهد المحلي الفلسطيني والإقليمي وكذا العالمي. وقال: أننا أصبحنا نعيش في عالم أكثر وحشية ويحتكم فقط إلى قانون الغاب و  أضاف أن التشريعات الدولية والتي تغنى بها الغرب لعقود من الزمن، سواء القانون الدولي الإنساني أو  مواثيق حماية حقوق الإنسان أو حماية المدنيين أثناء الحروب، أصبحت في خبر كان . كما اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن النظام الدولي أصبح نظام فوضى وكيل بمكيالين ويستند إلى القوة.
وأضاف أن طوفان الأقصى، كشف الكثير من عورات النظام الدولي وكشف كل المؤامرات التي كانت تحاك ضد الشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن هذه  المعركة، ستبقى مستمرة وسوف تحقق ما تم السعي من أجله لتحرير الأرض.
كما أشار المتدخل، إلى أن طوفان الأقصى، أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة، بحكم الأثر الذي أحدثه.  ومن جانبه، ذكر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور علي محمد ربيج في تصريح للنصر، أمس، أن هناك العديد من الدروس التي يمكن أن نقف عندها بمناسبة حلول الذكرى الأولى لطوفان الأقصى، موضحا أن هذه العملية التاريخية التي قامت بها حركات  المقاومة الفلسطينية، كانت  عملية نوعية بكل التفاصيل والمعايير  وهذا منذ نشأة هذا الكيان الصهيوني.
وأضاف أن هذه  العملية، استطاعت أن تكسر العديد من القواعد والنظريات العسكرية التي أراد الكيان الصهيوني أن يروجها ويسوقها و أحدثت شرخا كبيرا في المقاربة الصهيونية  حيث تم نقل المعركة  إلى داخل الكيان، في  المقابل يواصل الاحتلال، العدوان على القطاع ، ما أدى إلى سقوط الآلاف من الشهداء .من جهة أخرى أشار المتحدث، إلى سقوط عدة مقاربات أو نظريات، أراد الغرب أن يروج لها ومنها فكرة حقوق الإنسان وحرية التعبير وحق الشعوب في تقرير مصيرها وعدم استعمال القوة.   وقال في هذا السياق، أنه اليوم تتجلى أمامنا صورة حقيقية أن  القوة في العلاقات الدولية هي المسيطرة  وأن من يملك زمام القوة، يملك زمام  المبادرة ويمكن أن يمضي خارج الأطر القانونية دون معاقبة أو مساءلة.
وأضاف في هذه الذكرى اليوم، نلاحظ فشل المنظمات الدولية والمنظمات غير الرسمية،  كما أشار إلى أن هناك درسا يجب أن نقف عنده  والمتعلق بالإعلام الغربي، لافتا في هذا الصدد، إلى أن  وكالات الأنباء الغربية والصحف الغربية والتلفزيونات الغربية، تغض الطرف عما يحدث في غزة بحيث أنه لا يوجد مجال لحرية التعبير والإعلام الحر. كما أبرز أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، صمود الشعب الفلسطيني المستمر منذ سنة 1948 والذي يسعى إلى الحرية ويدفع ثمنا غاليا جدا ويتعرض للتآمر و الإبادة، لافتا إلى  أن التعويل اليوم هو على استمرار المقاومة الفلسطينية  الكفيلة بإسقاط مختلف المؤامرات.  مراد -ح

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com