الاثنين 4 نوفمبر 2024 الموافق لـ 2 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

الأستاذ بورمضان عبد القادر من جامعة 20 أوت 1955 بسكيكدة: نشاط الثورة التحريرية بمنطقة جيجل نموذج للتنظيم الثوري الناجح

تتميز الثورة التحريرية الجزائرية، بتنظيمها المحكم وهو ما جعلها تختلف عن المقاومات الشعبية المسلحة التي سبقتها في التنظيم مما يعكس النجاح من ناحية النتائج المحققة و تحقيق الاستقلال، و

تعتبر منطقة جيجل كنموذج من نماذج النجاح من ناحية التنظيم العسكري و السياسي، و هو ما يؤكده الأستاذ بورمضان عبد القادر من جامعة 20 أوت 1955 بسكيكدة، ضمن مقالاته حول منطقة جيجل .
حاوره : كريم طويل

الباحث تحدث في حوار خص به النصر، عن التنظيم العسكري بمنطقة جيجل خلال الثورة، مؤكدا أنه سار وفق العلاقة الهرمية للثورة وما كانت تقرره القيادة بالمنطقة الثانية قبل مؤتمر الصومام وبالولاية الثانية بعد الصومام، مؤكدا نجاح التنظيمات الثورية بمنطقة جيجل نجاحا ملحوظا بفضل الانضباط الثوري والتفاف الجماهير الشعبية حول الثورة، مشيرا إلى الانتصارات التي حققها جيش التحرير الوطني في المعارك الكثيرة والكمائن التي خاضها بين مطلع 1955 وإلى غاية مارس 1962 وهو ما جعل منطقة جيجل إحدى أكبر قلاع الثورة بمنطقة الشمال القسنطيني إن لم نقل بالجزائر .
النصر: سبق أن تطرقت ضمن كتابك حول التنظيم العسكري والسياسي للثورة التحريرية بولاية جيجل خلال الفترة 1954 / 1962، هل من الممكن أن تقدم بعض المعطيات حول التنظيم السابق ذكره؟
قبل الحديث عن التقسيمات العسكرية والسياسية للثورة بمنطقة جيجل لابد من الإشارة إلى أن قادة الثورة قبيل انطلاق الثورة وضعوا في اجتماع 10 أكتوبر 1954 تقسيما جغرافيا عسكريا للجزائر، المتمثل في تقسيم البلاد إلى خمسة مناطق عسكرية وهي : 01 ـ منطقة الأوراس «المنطقة الأولى» وقائدها مصطفى بن بولعيد، 02ـ منطقة الشمال القسنطيني « المنطقة الثانية» قائدها ديدوش مراد ، 03ـ منطقة القبائل «المنطقة الثالثة» قائدها كريم بلقاسم ، 04 ـ منطقة الجزائر العاصمة «المنطقة الرابعة» قائدها رابح بيطاط ، 05ـ منطقة وهران «المنطقة الخامسة « وقائدها العربي بن مهيدي، أما منطقة الشمال القسنطيني «المنطقة الثانية» و التي كانت بدورها مقسمة إلى أربع نواحي حسب جغرافيتها وهي ـ الناحية الأولى: وتشمل جيجل و الطاهير ، الميلية ، ميلة و بابور و قائدها لخضر بن طوبال، ـ الناحية الثانية: وهي ناحية السمندو وتشمل سكيكدة والقل والحروش وقسنطينة وواد زناتي وقادها زيغود يوسف، ـ الناحية الثالثة : وتشمل عنابة ، القالة ، الطارف ، ڤالمة ، الحجار وقائدها عمار بن عودة (مصطفى بن عودة )، ـ الناحية الرابعة : ناحية سوق أهراس و بوحجار و بوشڤوف وسدراتة ، ومداوروش وقائدها باجي مختار، غير أنه بعد استشهاد باجي مختار في 18 نوفمبر 1954، دخلت ناحية سوق أهراس في صراعات وأصبحت محل تجاذب بين المنطقة الثانية والمنطقة الأولى الأوراس إلى غاية 1956 ، لما أخذت تنظيم خاص وهو القاعدة الشرقية.
النصر: كيف تم تنظيم الثورة عسكريا في المنطقة ؟
بالنسبة للتنظيمات العسكرية الأولى بمنطقة جيجل فبعد اندلاع الثورة ليلة نوفمبر 1954 م ومحاولة الهجوم على «منجم بولحمام» شرع قادة الثورة في تشكيل الأفواج الأولى لجيش التحرير الوطني فخلال شهر جانفي 1955 ، التقى القادة الأوائل مسعود بوعلي وعبد الله بن الصم ودخلي مختار بضواحي الشقفة و اتصلوا بصالح جبروتي بدوار بني معمر، أين تشكل الفوج الأول من طرف لخضر بن طوبال وتكون من - عبد الله بن طوبال قائد أعلى للثورة على مستوى الناحية الغربية للمنطقة الثانية جيجل وميلة والجزء الشمالي الشرقي من سطيف ( بابور) - صالح بن دهيلي - عمار قوقة مجاهد - سي رمضان من ميلة - سي عمار من الزغاية - سي صالح من دوار بني فتح - حميمود من ناحية ميلة - محمود العسكراتني - سي علي ( العواطي) و لم يحضر العربي برجم هذا الاجتماع بسبب المرض ، وبعدها بفترة قصيرة التحق بهذا الفوج مسعود الطاهيري أو عبد الله بن الصم وكذلك دخلي مختار المدعو البركة .
وبعد عمليات 3 أوت 1955 تشكلت الفرقة الأولى لجيش التحرير الوطني بناحية الطاهير وقسمت في خريف 1955 إلى خمسة أفواج وهي ، الفوج الأول : بقيادة الشهيد عمار قنون المدعو (الكابران )، الفوج الثاني : بقيادة الشهيد علاوة بوغريرة، الفوج الثالث : بقيادة الشهيد دخلي مختار(البركة)، الفوج الرابع : بقيادة هميسي رابح، الفوج الخامس بقيادة بوجمعة بوالشلاغم وحتى تساير الثورة معطيات المعـركة تم استبدال نظام الأفواج بنظام الفرق ووزعت على أقسام منطقة جيجل على الشكل التالي - فرقة القسم الأول : المسؤول العام دخلي مختار،المساعدون عاشور لبداعي، أحمد بن عياد، سي الظريف (قادة أفواج )، فرقة القسم الثاني : المسؤول العام ناصري رمضان (الحاج خونا) وقد خلفه صالح بوحبل، المساعدون أحمد لعبني، السارجان الطاهر وبوجمعة بوالشلاغم (قادة أفواج )، فرقة القسم الثالث : المسؤول العام علاوة بوغريرة المساعدون رابح هميسي، سي محمد الشينوا، المرحوم يوسف بومالة (قادة أفواج)، فرقة القسم الرابع : أحدث به تنظيم سياسي عسكري، السياسي قاده بومعزة محمد والعسكري الفدائي قاده مقيدش عبد الكريم ثم خلفه عيسى حيرش.
النصر: كيف استمرت عملية التعبئة و التنظيم المتواصل للنشاط الثوري؟
اعتمدت الثورة بمنطقة جيجل كغيرها من مناطق الجزائر على التعبئة الشعبية وتعني إدخال الجماهير الشعبية في قلب الثورة ودفعهم للمساهمة فيها كل بما يستطيع تقديمه -سلاح -أكل – معلومات، ومن مظاهر التعبئة الشعبية الجهود التي قام بها الرعيل الأول من أفراد جيش التحرير الوطني خصوصا بالأرياف ، فقد كان هؤلاء مكلفين بمهمة مزدوجة و هي المشاركة في العمليات العسكرية وتنظيم و توجيه الجماهير الشعبية، فكان المجاهدون الأوائل يتنقلون بحذر شديد و تحت جنح الظلام بالقرى والأرياف و المدن لنشر الثورة، و بعد مرحلة الاتصالات السرية مع فئات محدودة من الجماهير انتقل نشطاء المجاهدين إلى مرحلة تجنيد الجماهير و دعوتها للالتحاق بصفوف الثورة الوطنية، وذكر العقيد علي كافي في شهادته حول الثورة وبدايتها في الشمال القسنطيني خلال شهري ماي و جوان 1955 فقد «كانت فترة صعبة، فرقة صغيرة متحركة تمشي في الليالي و السكان يتقبلوننا بحذر، وبعدها تحققت نجاحات بفضل العمل البسيكولوجي بين السكان» أما لخضر بن طوبال فذكر «كيف كان القادة الأوائل يتنقلون من دوار إلى آخر بمناطق القل و الميلية « ،و ذكر ببعض الأشخاص ممن احتضنوا الثورة في بدايتها و منهم مسعود بورصاص وشخص يدعى مشموش، وكذلك عمار بلقعوير و مسعود بوعلي.
النصر: عقدت قيادة الناحية الغربية بقيادة عبد الله بن طوبال اجتماعا بقرية «تيراو» بضواحي الميلية، أين تمت هيكلة الناحية حيث أصبحت تتشكل من ثلاث نواحي، حدثنا على الاجتماع و جزء من مخرجاته؟
كان قادة الثورة بالمنطقة الثانية الشمال القسنطيني وعلى رأسهم زيغود يوسف يخططون لتوسيع رقعة الثورة وتخفيف الحصار على منطقة الأوراس ، وهنا نتحدث عن تحضيرات هجومات 20 أوت 1955 م ، أين عقدت قيادة الناحية الغربية بقيادة عبد الله بن طوبال اجتماعا بقرية «تيراو» بضواحي الميلية و فيه تم هيكلة الناحية حيث أصبحت تتشكل من ثلاث نواحي: ناحية الميلية و عين على رأسها مسعود بوعلي، ناحية ميلة وعين على رأسها العربي برجم، ناحية الطاهير وعين على رأسها عبد الله بن الصم كان من ثمار هذا الإجتماع وخرجاته نجاح عمليات 20 أوت 1955 بمنطقة جيجل التي مست عدة جهات من منطقة جيجل مثل العنصر بقيادة دخلي مختار، و الطاهير بقيادة عبد الله بن الصم ، والميلية بقيادة مسعود بوعلي ، وسيدي معروف بقيادة سعد بوعافية، وميلة والقرارم بقيادة علي العواطي.
ومما يمكن استخلاصه، فإن الثورة التحريرية بمنطقة جيجل التابعة للشمال القسنطيني قبل مؤتمر الصومام والولاية الثانية بعده قد تميزت من جانب التنظيم العسكري والسياسي، بمرحلتين مختلفتين من حيث قوة التنظيم، وهما مرحلة 1954/1956 ، وتميزت بقوة التنظيمات بسبب صعوبات مختلفة مثل قلة السلاح والتجنيد وقلة الإطارات إضافة لحملات العدو ودعايته الاعلامية وسط الشعب أما مرحلة 1956/1962 فتميزت بقوة التنظيم العسكري والسياسي وانتشاره ويعود الفضل لمجهودات الرعيل الأول من الثوار وما خرج به مؤتمر الصومام التاريخي من قرارات هامة نظمت الثورة بمنطقة جيجل وغيرها وكان لذلك أثر إيجابي على مسيرة الثورة بالمنطقة التي كانت أحد أقوى معاقل الثورة التحريرية.
ك/ط

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com