أكد مختصون في علم الأوبئة و الطب الوقائي للنصر، على ضرورة انخراط كل أفراد المجتمع في حملات التلقيح التي أطلقتها الوصاية عبر التراب الوطني، من أجل تجاوز الأزمة الوبائية، و بلوغ نسبة تلامس 70 بالمئة من الملقحين، ليحقق اللقاح فعاليته في المجتمع، في حين يؤدي عزوف المواطنين عن حملات التلقيح إلى إطالة عمر الجائحة لسنوات أخرى، حسبما تؤكده المعطيات العلمية و الطبية، بعدما عجزت الإجراءات الاحترازية، من ارتداء الكمامة و التباعد البدني و غيرها، عن كسر وتيرة انتشار و شراسة الفيروس الذي لم يتوقف منذ ظهوره، عن التطوّر و التحوّر و حصد ملايين الأرواح و تعدّد الإصابات عبر العالم.
رصدتها : وهيبة عزيون
وأكد المختصون أن الجزائر حريصة على اقتناء اللقاحات الأكثر حماية و فعالية، بنسبة حماية تلامس 95 بالمئة، مما هو متوفر في السوق العالمية من لقاحات، إلا أن غياب الجانب التوعوي و التحسيسي ضمن حملات التلقيح، التي يشارك فيها مختصون في المجال العلمي و الطبي ، ترك المجال واسعا أمام انتشار الإشاعات المغرضة التي تسعى لتكسير نسق حملات التلقيح ، لذلك من الضروري، حسب رأيهم، فتح منابر إعلامية تحسيسية لتقديم الشروحات اللازمة التي يحتاجها المواطن البسيط ، و إزالة الغموض في ما يتعلق باللقاح و فوائده ، خاصة، و أن الجزائر متجهة نحو المرحلة الثالثة من التلقيح، لتشمل الفئات الأصغر سنا لبلوغ المناعة الجماعية.
* البروفيسور جمال بن ساعد المختص في علم الأوبئة و الطب الوقائي
العزوف عن التلقيح سيطيل عمر الجائحة إلى أكثر من 3 سنوات
أكد البروفيسور جمال بن ساعد، المختص في علم الأوبئة و الطب الوقائي و رئيس مصلحة الأوبئة بمستشفى ديدوش مراد بقسنطينة ، أن التلقيح ضد وباء كورونا «ضرورة اجتماعية» ، على كل الجزائريين الانخراط فيها ، من أجل اكتساب مناعة جماعية و تخطي هاجس الوباء الذي حصد أرواح الملايين و لا يزال، و في حال استمرار العزوف عن أخذ اللقاح، فنحن أمام خطر استمرار الجائحة لسنوات قادمة ، قد تزيد عن ثلاث سنوات أخرى ، مع ما سيحمله الفيروس المتحور من تطورات و مفاجآت.
لن نحقّق فعالية التطعيم إلا بتلقيح 70 بالمئة من السكان
يرى المتحدث أن الهدف الأساسي حاليا هو بلوغ نسبة 70 بالمئة من الملقحين في الجزائر، أو أكثر ، لاكتساب مناعة جماعية تقينا من خطر الوباء الذي لا يتوقف عن تطوير نفسه ، و حاليا هناك تسارع و منافسة شديدة بين فيروس كورونا الشرس الذي لم تصادف البشرية مثله، و بين مخابر البحث و التصنيع التي دخلت في سباق مع الزمن لإنتاج اللقاحات و كسر سرعة انتشار الوباء القاتل.
و أضاف البروفيسور بن ساعد في حديثه للنصر ، أن الهدف الحالي هو بلوغ هذه النسبة ، و التي لا يمكن بلوغها إلا بتوفير الدولة لكميات لقاح كافية، و العامل الثاني هو انخراط المواطنين في حملات التلقيح عبر التراب الوطني.
و أكد أنه من إجمالي 10 لقاحات تم تصنيعها في العالم ، من 7 إلى 8 لقاحات أظهرت فعاليتها ضد الوباء ، كما تضاعف عدد الوفيات، جراء الإصابة بكوفيد 19 ، من 10 إلى 15 أو 20 مرة ، بينما خطر الوفاة أو حدوث مضاعفات في حالة التلقيح، لا يذكر ، و من هنا على المواطنين أن يدركوا أن فوائد اللقاح هي أكثر بكثير من الآثار الجانبية إن وجدت، فهو كغيره من الأدوية و اللقاحات، له جانب إيجابي و سلبي، لكن في حالة الأزمة الوبائية الراهنة التي تجتاح العالم، فإن الأثر الإيجابي للقاح على البشرية، ضعف ما قد يترتب عنه من مخاطر .
شائعات
نفى المتحدث ما يتم تداوله حول تعرض كل الملقحين لخطر الإصابة بجلطات دماغية تؤدي إلى الموت ، و قال إن ذلك غير مؤكد، وإن حصل يكون ضئيلا وفي حالات معينة لها خصوصيتها ، مقارنة بخطر الموت الناجم عن الإصابة بالوباء، «فمثلا 10 من أصل 100 شخص قد يكون مصيرهم الموت بسبب فيروس كورونا، بينما 10 من أصل 100 مليون شخص، قد يسبب لهم اللقاح الموت ، و هنا الفرق شاسع جدا».
و أكد المختص في علم الأوبئة و الطب الوقائي أن أهم سبب وراء تعثر حملة التلقيح في الجزائر، هو غياب المعلومة الصحيحة و طريقة إيصالها للمواطن بشكل سلس ، لمواجهة الكم الهائل من الإشاعات التي ترسخت كمعتقدات عند الكثير من أفراد المجتمع.
و تابع المختص في علم الأوبئة و الطب الوقائي ، أنه علينا أن نكون واقعيين أكثر في التعامل مع الموضوع ، فالتلقيح حاليا هو ضرورة لتجاوز هذه الأزمة «بعدما فشلنا في احترام و تطبيق الإجراءات الوقائية من منع التجمعات و ارتداء الكمامة و غيرها ، و باكتساب مناعة جماعية، يمكننا التخلص من هذه الإجراءات أو التقليص منها بنسبة كبيرة ، كما حدث في أمريكا التي لم يعد ارتداء الكمامة فيها إجباريا».
و بصفته مختص في المجال، قال إن اللقاحات التي تم تصنيعها لمواجهة فيروس كورونا ، كغيرها من الأدوية، سيكون مفعولها مفيدا للفرد أكثر من ضررها ، لأن الأصل في تصنيع أو اختراع دواء أو علاج معين، هو منح المصاب التوازن الصحي و استقرار الحالة المرضية ، و توفير الحماية حتى لا تتفاقم الحالة المرضية ، و في حالات نادرة جدا لا يستطيع الجسم التلاؤم مع هذه الأدوية ، و هذا سيؤدي إلى اختلالات في وظائف الجسم و حدوث مضاعفات و حتى الوفاة.
و قال المتحدث ، إن اللقاحات التي تم تصنيعها في عدد من المخابر العالمية ، تعمل جميعها على تعزيز الجهاز المناعي للجسم، على غرار اللقاح الصيني المصنع من فيروس كوفيد 19 ، و تعمل هذه اللقاحات المبتكرة على مضاعفة إنتاج الأجسام المضادة ، لتحمي الجسم من العدوى ، كما أن اللقاح يقي الشخص المصاب من بلوغ مراحل متقدمة من المرض، و رغم اختلاف تركيباتها، فإن هذه اللقاحات جميعها تعمل وفق مبدأ مشترك .
علينا التوجه نحو إجبارية التلقيح لدى بعض الأسلاك
يرى البروفيسور جمال بن ساعد أن إجبارية التلقيح لدى بعض الفئات المهنية ، أصبح حتمية، خاصة بالنسبة للقطاعات التي تعمل مباشرة مع المواطن، كعمال قطاع البريد ، الصحة و الأمن و غيرها من المؤسسات التي تعمل بشكل يومي و مباشر مع المواطنين.
أما بالنسبة للفئات المعنية أكثر بالتلقيح، أكد أن في الوقت الراهن كل المجتمع معني بأخذ اللقاح ، و تبقى هناك فئات هشة و أخرى أكثر عرضة لخطر الإصابة في مقدمتهم كبار السن من 60 سنة فما فوق ، أو خطر التعرض لمضاعفات عند الإصابة، و العاملين في قطاع الصحة، و المصابين بأمراض مزمنة، إلا في حالات نادرة جدا عند تفاقم الأمراض و بلوغها مراحل متقدمة جدا، و هنا يتم الاستعانة برأي الطبيب المعالج لمنح الموافقة على تلقيح المعني أو عدمها ، و عموما فإن إخضاع الفرد للمعاينة الطبية قبل تلقيحه، إجبارية، بإشراف أطباء .
أما بخصوص حدوث مضاعفات خطيرة بالنسبة للمصابين بأمراض مزمنة ، كمرضى الربو والحساسية، نفى البروفيسور جمال بن ساعد أن يشكل اللقاح خطرا على صحة هذه الفئة تحديدا ، بينما تتباين الأعراض الجانبية من شخص لآخر، حسب التركيبة الجسمانية لكل شخص..
* البروفيسور عبد الحق لكحل أخصائي في علم الأوبئة و الطب الوقائي
الجزائر اقتنت اللقاحات الأكثر فعالية و الأكثر أمنا
أكد البروفيسور عبد الحق لكحل، أخصائي في علم الأوبئة و الطب الوقائي بمستشفى قسنطينة الجامعي ، أن اللقاحات التي اقتنتها الجزائر، تضمن حماية بين 85 إلى 95 بالمئة ، و هي أكثر أمنا و فعالية من غيرها ، معتبرا أن الفترة المقبلة من التلقيح، ستوجه إلى الفئات العمرية الأقل من 18 سنة ، من أجل بلوغ تلقيح أزيد من 24 مليون نسمة، و تجاوز مرحلة توقيف انتشار الوباء .
اللقاحات تحفّز الذاكرة المناعية للجسم
شرح البروفيسور عبد الحق لكحل طريقة عمل اللقاحات المصنعة للوقاية من خطر الإصابة بكوفيد 19 ، حيث يتم حقن الإنسان بـ "المولد الضد" وهو جزء من فيروس كوفيد 19 ، يعزز عمل الجهاز المناعي ، و عادة عند الإصابة بالوباء دون تلقيح ، يقوم هذا الجزء بتحريض الجهاز المناعي و الأجسام المضادة، غير أنه في الحالة العادية يستغرق تحفيز الأجسام المضادة بعد دخول الفيروس إلى الجسم، وقتا يحدث خلاله مضاعفات مرضية قد تصل إلى الإنعاش أو الموت ، لكن في حال التلقيح، فإن الجسم يتعرف مباشرة على الفيروس و يحفز جهاز المناعة الذي يشرع في إنتاج مضاعف للمضادات الحيوية التي تهاجم الكميات الهائلة من فيروس كورونا التي تدخل إلى الجسم.
كما أن اللقاح يساعد على تقوية الذاكرة المناعية للجسم، و التعرف مباشرة على الفيروس عند العدوى ، فلا يمنح للفيروس تلك المدة لتطوير نفسه و الانتشار داخل جسم المصاب ، و هو سبب إعادة التلقيح مرة أخرى، حيث تتضاعف أعداد الأجسام المضادة التي تكون ضعف الفيروسات و تتغلب عليها ، مع تفادي حدوث مضاعفات مرضية ، في حالة عدم التلقيح ما يحدث هو أن الأجسام المضادة تكون أقل بكثير من كميات الفيروسات التي تدخل إلى الجسم.
أكد المختص في علم الأوبئة و الطب الوقائي ، أن الجزائر كانت حذرة و صارمة عند اقتنائها للقاحات ، و ما هو متوفر حاليا في الجزائر هو الأنسب لنا كدولة و شعب، من حيث التكلفة، لأنه ليس من السهل اقتناء كميات لتلقيح أكثر من 24 مليون مواطن ، هذا من جهة ، و من جهة أخرى تم التركيز على عامل الفعالية ، فاللقاحات المنتجة كلها لها فعالية تتجاوز 60 بالمئة و قد تصل إلى أكثر من 90 بالمئة ، و الجزائر قامت بشراء اللقاحات الأكثر فعالية ما بين 85 إلى 95 بالمئة.
الحديث حاليا عن احتمال الموت أو التعرض لمخاطر صحية جسيمة جراء التلقيح ليس في محله من الناحية العلمية ، لأنه لا يوجد دواء في العالم ليس لديه آثار جانبية سلبية ، فمثلا البراسيتامول يقتل سنويا بين 400 ألف إلى 500 ألف شخص وهو بذلك أشد خطرا من لقاحات كورونا ، وهو الحل بالنسبة لاحتمال حدوث جلطات دموية بسبب التلقيح ، حيث أثبتت الدراسات انه من أصل مليون جرعة، فإن 5 جرعات يحتمل أن تسبب الجلطة الدماغية ، بينما يصل خطر حدوث جلطات دموية عند المريض دون تلقيح ، حالة واحدة ضمن ألف إصابة أي بزيادة تلامس 20 مرة خطر حدوث جلطات.
بينما يزيد خطر التعرض لجلطات دماغية عند ركوب الطائرة لمسافات طويلة إلى 25 مرة أكثر منه عند التلقيح ، و بالتالي فإن نسبة الأمان هنا كبيرة، مقارنة بعلاجات دوائية أخرى.
المرحلة القادمة من التلقيح ستشمل الفئات الأقل من 18 سنة
أكد أخصائي علم الأوبئة و الطب الوقائي ، أن المرحلة المقبلة تستدعي تعميم عملية التلقيح لتشمل كل فئات المجتمع ، مشيرا إلى بلوغ مرحلة تلقيح الفئات العمرية الأقل من 18 سنة، حيث أكد أن المرحلة الأولى من التلقيح التي انطلقت في شهر فيفري، كان الهدف منها حماية الفئات الهشة صحيا، و التي هي أكثر عرضة لخطر العدوى ككبار السن و المصابين بأمراض مزمنة، إضافة إلى فئات مهنية معرضة هي الأخرى لاحتمال الإصابة بسبب طبيعة عملها، كالأسلاك الطبية ، بعدها بلغنا مرحلة توقيف انتشار الوباء و هي المرحلة الراهنة، لنصل بعدها إلى مرحلة المناعة الجماعية بتلقيح أكبر عدد ممكن من المواطنين بنسبة تلامس 80 بالمئة ، لهذا يرى البروفيسور لكحل أن الأهم حاليا هو التركيز على كيفية الخروج من هذه الأزمة الوبائية ، و لن يكون ذلك إلا من خلال تعميم التلقيح الذي يوفر نسبة حماية تلامس 95 بالمئة ، حيث أنه من أصل 100احتمال إصابة شخص ملقح بالعدوى، تتضاءل إلى 5 احتمالات فقط ،بينما يساعد شخص ملقح على كسر سلسلة انتقال الفيروس داخل بيئته العائلية و المهنية ، و بالتالي زيادة عدد الملقحين سيساهم في شلل الفيروس و تكسير حركة انتشاره بشكل كبير جدا.
كما يدعو البروفيسور إلى ضرورة إعادة النظر في الإستراتيجية المتبعة في حملات التلقيح التي أطلقتها الدولة ، و التي تفتقد إلى خطة واضحة في التوعية و التحسيس، فمن المفروض أن تتماشى و حملات التلقيح لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المواطنين .
و أكد أن هناك خلل اتصالي كبير ، ساهم في انتشار الإشاعات، يقابله عدم تحري المواطنين للمعلومات المتداولة، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، و غياب كلي للمختصين ما انعكس مباشرة على سير حملات التلقيح ضد فيروس كورونا ، وهو نفس السيناريو الذي حصل مع حملة التلقيح ضد الحصبة التي عرفت حينها انتشارا كبيرا للإشاعات و محاولة تكسير مساعي الدولة الجزائرية للقضاء على هذا المرض القاتل ، ما جعل الجزائر التي تغلبت في وقت ما ، على داء الحصبة تحصي الآن سنويا عديد وفيات الأطفال بداء الحصبة .
لتجنب تكرار ذات السيناريو مع حملة التلقيح ضد فيروس كورونا ، يجب التركيز على الجانب الإعلامي و الاتصالي لتنور الرأي العام ، بإشراك مختلف التخصصات الطبية للحديث عن اللقاح و ما ينجم عنه من مخاطر أو آثار جانبية و إرفاق حملات التلقيح بحملات تحسيسية و وضع إستراتيجية واضحة المعالم، بمشاركة كل المؤسسات و القطاعات ، من أجل إقناع كل المواطنين بأهمية التلقيح و الإجابة عن كل التساؤلات التي تدور في أوساط المجتمع بشكل شفاف في مجالس علمية إعلامية مفتوحة على المجتمع.
* الدكتورة سارة نعيجة طبيبة مختصة في علم الأوبئة و الطب الوقائي
التلقيح ضد وباء كورونا يضمن حماية تصل إلى 90 بالمئة
أكدت الطبيبة المختصة في علم الأوبئة و الطب الوقائي بمستشفى عين مليلة ،الدكتورة سارة نعيجة ، أن مختلف اللقاحات التي تم إنتاجها عالميا لمواجهة فيروس كوفيد 19 القاتل ، هي لقاحات مضمونة بنسبة عالية ، و تحمي الإنسان الملقح من الموت عند الإصابة ، أو بلوغ مرحلة الإنعاش بنسبة تتراوح بين 80 إلى 90 بالمئة، مؤكدة ضرورة توجه المواطنين إلى مختلف مراكز التلقيح لأخذ اللقاح الذي سيوفر لهم حماية عالية ، من المخاطر عند الإصابة بالفيروس، مع ضرورة التقيد ببقية الإجراءات الاحترازية لتفادي العدوى.
لقاحات كورونا عادية كغيرها من اللقاحات
أكدت الدكتورة سارة نعيجة ، أن مختلف أنواع اللقاحات ضد فيروس كورونا المتوفرة عبر العالم ، هي لقاحات عادية، لا تختلف عن بقية اللقاحات الموجودة على مر الزمن، و التي ابتكرها و صنعها الإنسان، لمواجهة الكثير من الأمراض و الأوبئة التي تفتك بحياته و سلامته.
و ترى الطبيبة أنه يجب فتح منابر إعلامية و علمية لتبسيط و شرح ماهية اللقاح لعامة المجتمع و فعاليته في الجسم و الآثار الناجمة عنه، و ذلك لمواجهة الكم الهائل من الإشاعات التي انتشرت بسرعة و كانت سببا رئيسيا لعدم نجاح حملات التلقيح في العديد من دول العالم.
و من الجانب العلمي، قالت المتحدثة إن لقاح كورونا يعمل على تنشيط الجهاز المناعي للجسم ، و يؤدي نفس دور الفيروس عند إصابة الإنسان الذي تزيد لديه الأجسام المضادة ، غير أنه في حال تلقي اللقاح يكون الفيروس غير فعال، و يؤدي إلى تنشيط الجهاز المناعي و الأجسام المضادة دون آثار جانبية ، و لا يضمن التلقيح عدم الإصابة بالوباء في حال التخلي عن الإجراءات الوقائية ، لكنه يحمي المصاب من الحالات المعقدة، كالإنعاش و الموت.
فتح منابر إعلامية و علمية لكسر الإشاعات
نفت المختصة ،أن يكون للقاحات كورونا علاقة مباشرة مع بعض الوفيات المسجلة عبر العالم ، حيث أكدت أن التجارب السريرية لحد الساعة، أثبتت فعالية هذه اللقاحات، رغم اختلاف طرق تصنيعها و تركيباتها ، مؤكدة أنه منذ بداية حملة التلقيح شهر فيفري الماضي في الجزائر، لم تسجل أية وفاة ، و في العالم هناك حالات نادرة جدا ، حيث تسجل وفاة واحدة ضمن 20 مليون نسمة وهو رقم ضئيل جدا، مقارنة بلقاحات أوبئة أخرى ، كما أضافت أنه من الناحية العلمية، لا يوجد ارتباط وثيق بين أخذ الإنسان لجرعة لقاح ضد فيروس كورونا و تعرضه للموت .
و بخصوص الآثار الجانبية الناجمة عن التلقيح ، و هي من أهم أسباب عزوف المواطنين عن حملات التلقيح ، أكدت أنها أعراض طبيعية وهي تختلف من شخص لآخر، حسب تركيبته الجسمانية ، و طبيعة الجهاز المناعي لكل شخص.
أما بخصوص الفئات المعنية بالتلقيح أكثر من غيرها ، أكدت أنه في البداية كانت هناك كميات محدودة من اللقاحات في العالم و في الجزائر ، ما فرض إتباع سياسة التلقيح، حسب الأولوية التي فرضتها الوضعية الصحية العالمية ، و عليه تم وضع خارطة طريق لمباشرة تلقيح الفئات الأكثر هشاشة، حسب إحصائيات اللجنة العلمية لمتابعة تطورات الحالة الوبائية في الجزائر ، و التي أكدت أرقامها أن المسنين و المصابين بأمراض مزمنة و كذا عمال الصحة و فئات أخرى ، هم الأشخاص الذين يتعرضون لمضاعفات خطيرة في حال العدوى بفيروس كورونا و يصل بهم الأمر إلى الإنعاش أو الموت ، و عليه خصصت حملات التلقيح في البداية لهذه الفئات ، لكن حاليا و مع توفر اللقاح ، اتسعت دائرة التلقيح لتشمل فئات أخرى.
ترى الطبيبة في علم الأوبئة و الطب الوقائي بمستشفى عين مليلة ، أن عزوف المواطنين عن حملات التلقيح، سببه الأول الانتشار الهائل للإشاعة ، ما يقابله غياب كبير للمعلومة العلمية عبر وسائل الإعلام ، و بالتالي من الضروري حاليا فتح منابر إعلامية علمية يديرها مختصون في المجال الطبي و البحثي، لهم اطلاع دائم على مستجدات هذا الوباء و لهم قدرة كبيرة على الإقناع ، من أجل تصحيح المعلومات المغلوطة المنتشرة بكثرة في المجتمع، بل أصبح أثرها أشد وقعا من المعلومات الصحيحة و المؤكدة علميا.
و. ع