شذّت مسيرة المنتخب الوطني لكرة القدم خلال سنة 2022 عن المألوف، وذلك بتوقف سلسلة المباريات دون هزيمة عند الرقم 35، وعلى يد منتخب غينيا الاستوائية "المغمور"، فضلا عن التنازل عن اللقب القاري، بالخروج من نسخة "الكان" بالكاميرون من الدور الأول، ودون تذوق طعم الانتصار، لتكون "النكسة" الأكبر الفشل في بلوغ مونديال قطر، بعد "سيناريو" هيتشكوكي، لأن الحلم تبخر في ظرف 13 ثانية، والفرحة تحولت في لمح البصر إلى "كابوس" وصدمة كبيرة.
واستهل "الخضر" سنة 2022 برحلة الدفاع عن التاج القاري المحرز في صائفة 2019 بمصر، حيث قصد أشبال بلماضي الأراضي الكاميرونية في ثوب "أبطال إفريقيا"، لكن لعنة ملعب جابوما بمدينة دوالا كانت كبيرة على الكرة الجزائرية في تلك التظاهرة، لأن افتتاح المنافسة بتعادل مع سيراليون أبقى على أمل التدارك قائما، قبل أن تشهد الجولة الثانية حدثا كان "تاريخيا"، بالانهزام أمام منتخب غينيا الإستوائية بهدف وحيد، وهي النتيجة التي كان وزنها ثقيلا، سيما وأنها وضعت نقطة النهاية لسلسلة النتائج الإيجابية التي سجلها "الخضر" على مدار 35 مباراة متتالية دون انهزام، منذ أكتوبر 2018 إلى غاية جانفي 2022، بصرف النظر عن أن هذا التعثر كان على يد منتخب "مجهري" كان بمثابة الحلقة الأضعف في المجموعة، إلا أنه بصم على انجاز تاريخي بالنسبة له، بفوزه على بطل القارة، وقطع الطريق أمام النخبة الوطنية لمعادلة الرقم القياسي العالمي الذي كان بحوزة إيطاليا.
نكسة الكرة الجزائرية في "الكان" تجسدت في خسارة اللقاء الثالث أمام كوت ديفوار، ليودع أشبال بلماضي الدورة من أول الأدوار، مع كثرة الحديث عن سوء أرضية ملعب جابوما، رغم أن تلك الصفحة طويت، وكل الآمال كانت معلقة على التأهل إلى مونديال قطر لتحقيق الهدف الأهم، ولو أن عملية القرعة الخاصة بالدور الفاصل من تصفيات المونديال أوقعت "الخضر" في مواجهة الكاميرون، وأجبرت محرز ورفاقه على العودة مجددا إلى ذات الملعب، أين نجحوا في كسب الرهان في موقعة الذهاب، بفضل الهدف الوحيد الذي وقعه سليماني، مما جعل الجزائريين يعدون العدة للاحتفال بالتأهل لخامس مرة إلى نهائيات كاس العالم، غير أن الأمور على أرضية الميدان سارت في اتجاه معاكس، في ليلة "سوداء"، بعد "مشهد" دراماتيكي، مادام حلم المشاركة في مونديال قطر قد تبخر في آخر 13 ثانية من الوقت الإضافي.
الفشل في التأهل إلى المونديال، كان صادما للجزائريين، إلا أنه جسد التراجع الكبير للنخبة الوطنية في سنة 2022، لأنه أعقب توقف سلسلة المباريات دون هزيمة، وكذا نكسة الإقصاء من الدور الأول من "الكان"، والتنازل عن التاج الإفريقي، ولو أن الملفت للانتباه أن تشكيلة بلماضي خاضت 13 مقابلة خلال عام 2022، فازت في 7 منها، وتعادلت في مناسبتين، مع الانهزام في 4 مباريات. ص / فرطاس
