طورت الطالبتان خديجة تومي سياف، وزميلتها بشرى شكاكطة، تخصص الشبكات الاتصالية بجامعة زرزارة بقسنطينة، كرسيا متحركا ذكيا لخدمة المصابين بالشلل الرباعي، مؤكدتين بأن الدافع وراء هذا الابتكار هو السعي لتوفير خدمة مريحة للمستخدمين تمكنهم من التحكم في حركتهم بشكل مستقل وتقلل اعتمادهم على الآخرين، مما يسهم في تحسين جودة حياتهم ويمنحهم حرية أكبر.
لينة دلول
وأوضحت الطالبة خديجة تومي سياف، بأن الشيء الذي ألهمها للتفكير في تطوير كرسي ذكي هو البيئة التي تعيش فيها، حيث تصادفها بشكل مستمر العديد من الحالات الإنسانية لأشخاص ذوي إعاقة يفتقدون أحد أطرافهم ويواجهون صعوبة في التحرك و التأقلم، ولا يمتلكون وسائل التنقل المناسبة. و هو واقع كان له دور كبير في تحفيزها للعمل على ابتكار جهاز يساهم في تحسين حياتهم اليومية.
وأكدت المتحدثة، بأن العمل على الكرسي لم يكن بالنسبة إليها مجرد مشروع تخرج، بل كانت فكرتها الأساسية تتمحور حول البحث عن سبيل للتخفيف من أعباء التنقل بالنسبة لهؤلاء الأفراد، وابتكار شيء يمنحهم قدرا أكبر من الحرية و الاستقلالية في الحركة.
وأوضحت، أن التحكم في الكرسي كان يتم في البداية عن طريق تطبيق، ولكن الاشتغال المستمر على تطوير المبتكر، تمت إضافة خصائص وميزات تتماشى أكثر مع طبيعة الأشخاص ذوي الهمم، لينتهي العمل بنموذج أكثر تطورا و تصميم سهل الاستخدام. متابعة بالقول بأن فكرة "الكرسي الذكي"، راودتها أثناء إعدادها لمذكرة الماستر، ليكون العمل عليه هو مشروع تخرجها، مشيرة إلى أنها أنجزت العديد من المشاريع المماثلة خلال سنوات الدراسية على غرار مشاريع لمنازل وسيارات ذكية، لكنها أرادت أن تعطي مشروع تخرجها بعدا إنسانيا، من خلال ابتكار ما من شأنه أن يساعد المرضى و المعاقين تحديدا ويمنحهم القدرة على التحرك بأريحية دون الحاجة إلى مرافق دائم.
يعمل عن طريق تحريك العينين
وحسب الطالبة، فإن الميزة لكرسيها، و الخصوصية التي تجعله مختلفا عن غيره من الكراسي الذكية الموجودة في السوق، تتمثل في أنه يمكن مستخدمه من التحكم في حركته بشكل كامل دون الحاجة إلى مساعدة من الآخرين، مما يمنحه قدرا أكبر من الحرية والاستقلالية.
كما يستطيع المعاق التحكم في الكرسي عن طريق أوامر صوتية، مع إمكانية تكييف التعليمات مع أية لغة متاحة في نظام برمجة المبتكر، ويمكن الكرسي مستخدمه كذلك، من التحرك بسهولة وهو مناسب بحسبها حتى للأشخاص الذين يعانون من شلل رباعي، حيث يمكنهم تحريك الكرسي عن طريق العينين.
وأضافت الشابة، بأن المشروع أنجز في غضون مدة 4 أشهر، مؤكدة بأنه لم يسوق بعد بل يجري العمل على تطويره أكثر بالتزامن مع عرضه كفكرة مبتكرة في الفعاليات العلمية، حتى يتعرف الناس عليه بشكل أفضل.
متابعة بالقول بأنه نال إعجاب الكثيرين من الأشخاص إلى حد الآن وبأن هناك تحديات تقنية عديدة واجهتها هي وزميلتها عند تطويره، من بينها عدم درايتهما الكافية بالبرنامج اللغوي "بايلز"، الذي يعتبر أساسيا لبرمجة الكرسي، ناهيك عن أن مرحلة العمل عن الأدوات المناسبة لإنجاز النموذج الأولي كانت صعبة.
وأكدت المتحدثة، بأنهما استعانتا بفريق من المبرمجين للمساعدة في تطوير المشروع من بينهم المشرفون على مشروع التخرج، كما اعتمدتا على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحريك الكرسي، قصد تمكين مستخدمه من التنقل بسهولة في حالة حدوث أي طارئ، إذ يقوم الكرسي آليا بإرسال إشارات لأقارب المعني لتحديد موقعه بالضبط.
طموح نحو تحقيق النجاح في السوق
وقالت المتحدثة، بأنه من المتوقع أن يشهد الكرسي الذكي مستقبلا إقبالا كبيرا، خصوصا مع التوجه المتزايد نحو تحسين حياة كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، ففي الجزائر بحسبها، تشير الإحصائيات إلى أن عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في تزايد مستمر، مما يضاعف الحاجة للحلول المبتكرة تسهم في تعزيز استقلاليتهم وتوفير الراحة لهم.
وتطمح تومي، إلى أن يصبح الابتكار جزءا من السوق التجارية في المستقبل، وأن يتاح للجميع خاصة للأشخاص الذين يعانون من صعوبات الحركة، مؤكدة في ذات السياق بأنها تعمل على تطوير فكرتها باستمرار لضمان أنها تلبي احتياجات السوق بشكل فعال، مع التركيز على التصميم الجيد و الراحة والأمان.
كما تسعى الشابة رفقة زميلتها، إلى إنشاء شراكات استراتيجية مع شركات ومؤسسات متخصصة في الرعاية الصحية أو التقنيات المساعدة بما يساعدهما في تسويق مشروعهما وجعل منتجهما متاحا لأكبر عدد ممكن من المستخدمين.
وأضافت الطالبة، أن الطلاب الذين يسعون لتجسيد أفكارهم المبتكرة وتحويلها إلى مشاريع حقيقية، فإن النصيحة الأهم هي أن يباشروا بتطوير أنفسهم والعمل على صقل مهاراتهم، لأن النجاح في الابتكار يتطلب الإرادة والإصرار على مواجهة التحديات.
مشيرة في ذات السياق، إلى أن الأمر قد يبدو صعبا في البداية، لكن بالإصرار والتعلم المستمر يمكن للطالب أن يتغلب على أي صعوبة، كما من المهم أيضا حسبها، أن يكون لديهم روح المبادرة والقدرة على التكيف مع متطلبات السوق واحتياجاته.
ل .د