المعدلات تُضيّع أحلام طلبة موهوبين وأسر تفرض خياراتها على الأبناء
يواجه الكثير من حاملي شهادة البكالوريا الجدد صعوبات في عملية التوجيه بسبب تشوش أفكارهم وعدم قدرتهم على تحديد المجال الذي يرغبون في التخصص فيه، في حين وجد آخرون أنفسهم محرومين من دخول كليات أحلامهم بسبب معايير التصنيف التي تعتمد على المعدلات فقط، على غرار طالب يجيد أربع لغات برمجة ولم يتمكن من دخول كلية الإعلام الآلي وأخرى لم تحقق حلمها بدراسة الإعلام بسبب نقص 0.30 من معدلها، فيما ما تزال بعض الأسر تمارس سلطتها التقليدية –بشكل مباشر أو غير مباشر- بفرض الاختيارات على أبنائها المقبلين على مرحلة الجامعة الحاسمة، التي سترسم حتمية مصير الفرد ما بعد التخرج على الصعيد المهني والشخصي.
استطلاع: سامي حباطي
ونقلت النصر في هذا الاستطلاع آراء طلبة جدد اختاروا تخصصات مختلفة بكليات جامعة الإخوة منتوري بقسنطينة، أين لاحظنا تقدم المئات من الناجحين الجدد بطلبات لتغيير التخصص الذي وجهوا إليه في البداية، لكن عددا منهم أكدوا لنا بأن الأمر أصبح صعبا بعد أن صار يتم عبر نظام يعمل بشكل مركزي على عكس ما كان معمولا به في السنوات الماضية.
أكرم شريطي
أجيد البرمجة لكن المعدل حرمني من دراسة الإعلام الآلي
ذكر الطالب الجديد بجامعة الإخوة منتوري أكرم شريطي، بأنه بعد محاولتين فاشلتين تمكن من الحصول على شهادة البكالوريا خلال دورة 2017، لكن معدله خانه ولم يسمح له بتجسيد حلمه بالدخول إلى كلية الإعلام الآلي رغم أنه يجيد أربع لغات برمجة، يتطلب إتقانها سنوات من الدراسة.
وأفاد أكرم المتحصل على البكالوريا بمعدل 10.22 في تخصص التقني رياضي بأنه يعشق الإعلام الآلي ويتحكم في الحاسوب بشكل احترافي تقريبا، حيث يتقن أربع لغات برمجة تعلمها بسبب حبه لعلوم الحاسوب وممارسته لها كهواية، لكنه لم يستطع دخول كلية الإعلام الآلي في النهاية بسبب المعدل واختار العلوم والتكنولوجيا بجامعة منتوري، التي اختارها بسبب وجود إحدى تخصصات ما بعد الجذع المشترك التي تسمح له بالتعامل مع الإعلام الآلي والبرمجة الرقمية في المجال الصناعي.ولم يحسم أكرم بعد أمره فيما إذا كان سيعيد اجتياز البكالوريا في الدورة المقبلة من أجل الحصول على معدل جيد يسمح له بتحقيق ما يريد أم لا، موضحا بأن أسرته لم تفرض عليه أي اختيار في مجال دراسته فيما يعلم هو ما يريد دراسته بشكل واضح.
غضبان عبد الحفيظ
العلوم والتكنولوجيا مطلوبة في سوق العمل
أفاد الطالب غضبان عبد الحفيظ للنصر بأنه اختار شعبة العلوم والتكنولوجيا بجامعة الإخوة منتوري بقسنطينة لأنها تسمح له بالتوجه بعد ذلك نحو العديد من التخصصات التي تحتاجها سوق العمل على غرار الميكانيك.وأضاف محدثنا بأن مهن المستقبل تتجه جميعها نحو الإلكترونيات في المجال الصناعي وغيرها من الميادين التي تعتمد على الآلات الحديثة، وهو ما دفعه إلى جعلها على رأس قائمة اختياراته خلال التسجيل، متمما ما اعتزم على القيام به منذ بداية دراسته في السنة النهائية من التعليم الثانوي. ونبه نفس المصدر بأنه على اطلاع بالمجالات التي يمكنه التخصص فيها بعد إنهاء الجذع المشترك، حيث قال إنه سيختار ميكانيك الإلكترونيات، في حين أكد بأن أسرته دعمت خياره ولم تمارس عليه أية ضغوط، ليبقى العملُ الهدف الأساسي منها قبل كل شيء بالنسبة إليه.
حاجي هاني من سطيف
أنا مقتنع باختياري وأحب المقاييس التقنية
قال الطالب الجديد حاجي هاني ابن مدينة سطيف، بأنه اختار تخصص تكنولوجيات الإلكترونيات عن قناعة شخصية دون أن تضغط عليه عائلته أبدا مشيرا إلى أنه يحب ميدان دراسته.
وأكد محدثنا البالغ من العمر 20 سنة، بأنه اختار هذا المجال عن حب مشيرا إلى أن معدله في شهادة البكالوريا في شعبة التقني رياضي تجاوز 13، لكنه من قام بوضعها على رأس قائمة الطلبات، كما أضاف بأنه يسعى من خلالها أيضا إلى الحصول على عمل، فهي ستسمح له بالتوجه نحو مجموعة ثرية من المجالات، لكنه نبه بأنه لم يطلع بعد على الكثير من المعلومات حول التخصص الذي اختاره ومآلات دراسته، منتقدا عدم تسهيل الحصول عليها من طرف الجامعة.
سلسبيل بشلم
اضطررت لإعادة البكالوريا حتى أتجه نحو تخصصي المفضل
ذكرت الطالبة سلسبيل بشلم بأنها اضطررت إلى إعادة البكالوريا خلال السنة الجارية، من أجل اختيار المجال الذي تحبه، بعدما وُجهت العام الماضي إلى كلية الحقوق.
وأضافت محدثتنا بأنها نالت شهادة البكالوريا في شعبة التقني رياضي، لكن الجامعة وجهتها إلى كلية الحقوق ما لم يلق إعجابها لأن هذا المجال لا يعنيها، ما جعلها تعيد اجتياز البكالوريا لتتمكن من اختيار العلوم والتكنولوجيا بعدما تحصلت على معدل 11 في شهادة البكالوريا.
وأضافت سلسبيل أنها لم تتعرض إلى أية ضغوطات من عائلتها لتوجيه خيارها، حيث قالت “بل على العكس لقد ساندوني ودعموني لأختار المجال الذي أحبه”، مشيرة إلى أنها معجبة بهذا المجال التقني الذي يتناسب مع شعبتها السابقة في المرحلة الثانوية، التي درست فيها العلوم الميكانيكية.
بويوسف جميل
فضلت البيولوجيا إتماما لما اختاره أفراد أسرتي من قبل
قال الطالب بويوسف جميل بأن الجامعة وجهته السنة الماضية إلى مجال علوم المادة بسبب عدم تحصله على المعدل اللازم للتمكن من دخول كلية العلوم الطبيعية والحياة، التي استطاع الوصول إليها خلال العام الجاري.
وذكر جميل البالغ من العمر 19 سنة للنصر بأنه يشعر بارتياح خلال السنة الجارية، مشيرا إلى أن المشكلة مع تخصص علوم المادة ليس في الإعجاب، وإنما يكمن بالدرجة الأولى في عدم تناسب محتواها التقني مع تكوينه القاعدي خلال المرحلة الثانوية التي كان فيها بشعبة العلوم التجريبية، في حين قال إنه يريد من البداية أن يواصل مساره في شعبة علوم الطبيعة والحياة، مضيفا بأن عددا من أفراد أسرته تخصصوا فيها من قبل ما شجعه، ومشيرا إلى أن الجامعة وفرت له العديد من المعلومات والتفاصيل حول تشعبات هذه الدراسة.
وأكد محدثنا بأنه ليس متخوفا من اللغة الفرنسية التي تطغى على المحتوى الدراسي في كلية العلوم الطبيعية لأنه يتقنها بشكل جيد ويتحكم فيها.
دباش محمد من شلغوم العيد
الحقوق تسمح لي بالتوفيق بين الدراسة والعمل
قال الطالب دباش محمد من ولاية ميلة بأنه اختار دراسة الحقوق على إثر نيله البكالوريا خلال العام الجاري، بعد أن تحصل على شهادة تقني سامي في معالجة المياه ودرس من قبل قانون الأعمال بجامعة التكوين المتواصل.
وأضاف محمد دباش في حديثه إلينا، بأن دراسة الحقوق في جامعة الإخوة منتوري بقسنطينة ستسمح له بالحصول على وظيفة جيدة في المستقبل لكونها تتناسب مع تحصيله العلمي القبلي، مشيرا إلى أنه يملك معلومات مسبقة عنها ولن تكون الدراسة صعبة بالنسبة إليه، ما سيسمح له بالتوفيق بينها وبين الحياة المهنية في حال تمكن من العثور على عمل بشهادة التقني سامي التي يحملها في تخصص معالجة المياه، كما أوضح محمد بأنه برمج مرحلته الدراسية بحسب سوق العمل، فيما لم تؤثر عائلته على قراره أبدا.
لكن محدثنا أكد بأن عائلته نصحته ووجهته في بعض النقاط، كما أن جميع أفرادها شجعوه على اختيار الحقوق رغم أنه يحمل شهادة بكالوريا في العلوم التجريبية.
بن عليلش أنور من جامعة صالح بوبنيدر
توجهت إلى الطب نزولا عند رغبة أفراد أسرتي
ذكر الطالب بن عليلش أنور من جامعة صالح بوبنيدر بقسنطينة بأنه اختار دراسة الطب نزولا عند رغبة أسرته، لكنه لم ينف أنه يحب الطب أيضا.
وأضاف أنور الذي التقينا به في بهو كلية الآداب بجامعة الإخوة منتوري بقسنطينة، بأنه تحصل على البكالوريا بمعدل 16 في شعبة العلوم التجريبية وفكر بعد ذلك مباشرة في دراسة الطب، دون أن يتردد لحظة أو يفكر قليلا في اختيار مجال آخر قريب منه، على غرار طب الأسنان أو الصيدلة، لكنه أوضح أيضا بأنه يسعى من خلالها أيضا إلى الحصول على عمل جيد في المستقبل، مشددا على أنه قادر على تحمل صعوبة موادها والسنوات الطويلة التي يتطلبها أن يصبح المرء طبيبا، على حد قوله.
صخري نور الفتح
اخترت تخصص علوم المادة رغم تخوفي من صعوبة مضامينها
قال الطالب الجديد بجامعة الإخوة منتوري صخري نور الفتح بأنه وجد نفسه في علوم المادة بعد أن كان في شعبة العلوم التجريبية بالمرحلة النهائية من التعليم الثانوي، مضيفا بأنه وضعها على رأس القائمة.وأشار نور الفتح إلى أن عائلته لم تجبره على اختيارها، بينما توجه إليها بشكل فردي لحبه للمواد التقنية على غرار الرياضيات والفيزياء، كما قال إنها تقود إلى تخصصات مطلوبة في سوق العمل بكثرة، لكنه لم يخف علينا تخوفه مما يتداول حول صعوبة الدراسة فيها وإمكانية الرسوب، رغم إدراكه لأن جميع التخصصات صعبة.وأضاف محدثنا بأنه ينوي التخصص في الفيزياء بعد إنهاء الدراسة بالجذع المشترك، فيما أكد بأن الكثير من الطلبة يتهربون من دراسة علوم المادة خوفا منها ومنهم من ينصح زملاءه بتجنبها.
هلال رشا
معدلي لم يسمح لي بدراسة الإعلام فوجدت نفسي بقسم الفرنسية
عبرت الطالبة هلال رشا التي تدخل خلال الموسم الجامعي الجاري السنة الأولى بقسم اللغة الفرنسية عما يختلج في نفسها من حزن، بسبب عدم توجيهها إلى خيارها الأول في علوم الاتصال.وذكرت رشا، بأن اللغة الفرنسية كانت الرابعة في لائحة اختياراتها خلال التسجيل بالجامعة، حيث لم يكن معدلها المقدر بـ 11.10 كافيا ليسمح لها بدخول الكلية التي قد تجعل منها إعلامية في المستقبل، بعد أن فرضت عتبة 11.40 على الناجحين الجدد ليكونوا بين طلبتها، في حين تحصلت على البكالوريا في شعبة العلوم التجريبية خلال دورة العام الجاري. وأضافت رشا بأنها تنوي إعادة اجتياز البكالوريا في الدورة المقبلة، مشيرة إلى أنها لا تحب اللغة الفرنسية كتخصص دراسي كما أن مستوى تحكمها فيها ليس ممتازا. س.ح