جمعية نسائية تشيّد قاعة علاج بقرية أحريق في تيزي وزو
بادرت الجمعية النسائية «أفوس ثقفوس» أو «اليد في اليد» لقرية أحريق، التابعة لدائرة بوزقان ، شرق تيزي وزو، بتشييد قاعة علاج في القرية، بهدف التقليل من عبء و تكلفة تنقل المرضى، خاصة كبار السن، إلى مقر البلدية الذي يبعد عن القرية بنحو 5 كلم ، و تعتبر هذه المبادرة الأولى من نوعها على المستوى المحلي.
الجمعية النسائية لقرية أحريق التي تأسست منذ سنة 2015 ، ذات طابع اجتماعي إنساني، تدير شؤونها الإدارية نساء من مختلف الأعمار و الفئات الاجتماعية ، و أوضحت رئيستها السيدة تسعديت بلعباس للنصر، أن فكرة بناء قاعة علاج في قرية أحريق، كانت من بين أهداف الجمعية منذ نشأتها، إلا إن انخراط عضواتها في الحركة الجمعوية حديثا، وعدم اكتسابهن الخبرة الكافية، حال دون إطلاق هذا المشروع في وقته.
وأضافت محدثتنا أنّ عضوات الجمعية يقمن بزيارة المرضى في منازلهم لتقديم الخدمات الصحية لهم ومساعدتهم، خاصة الذين لا يستطيعون التنقل إلى العيادات الصحية والمراكز الجوارية للعلاج، مضيفة أنه في إحدى زياراتهنّ لمريضة مسنة و كفيفة، اقترحت عليهن هذه الأخيرة بناء قاعة علاج في القرية، عوض تنقل مسنات مثلها عبر مسافات طويلة إلى مقر بلدية بوزقان، للحصول على خدمات صحية بسيطة، مثل الحقن وقياس ضغط الدم، أو تغيير ضمادة وغيرها.
وأضافت السيدة بلعباس، أن كلام تلك المريضة كان بمثابة صفعة قوية لعضوات الجمعية اللائي عقدن العزم على تحقيق رغبتها ورغبة كل مرضى قرية أحريق التي تفتقر إلى قاعات علاج.
ومباشرة بعد ذلك تم عقد اجتماع و ناقشت عضوات الجمعية الاقتراح الذي تقدمت به المسنة المريضة، ثم قررن بناء قاعة العلاج والاتصال بأعضاء لجنة القرية من أجل إعلامهم بالفكرة فرحبوا بها كثيرا، وبعد استكمال جميع الإجراءات القانونية والإدارية، بمساعدة مدير الصحة بالولاية الذي سهل لهنّ مهمة اختيار الأرضية التي تنجز عليها قاعة العلاج، تم الشروع في جمع تبرعات السكان.
بهذا الخصوص قالت السيدة بلعباس، أن عضوات الجمعية ساهمن في جمع التبرعات، حيث قمن بوضع ملصقات في كل أرجاء القرية وفي بوزقان وغيرها، لطلب المساعدة المالية من المحسنين، و لقي نداءهنّ استجابة واسعة وتضامنا كبيرا من سكان بوزقان و أبناء المنطقة المغتربين في فرنسا وكندا وغيرها الذين أرسلوا إليهن التبرعات.
وبعد جمع المبلغ المالي اللازم، تم الشروع في عملية البناء التي شارك فيها متطوعون ومحسنون كل في اختصاصه، تسيّرهم عضوات الجمعية النسائية، وعمل الجميع جنبا إلى جنب، إلى غاية الانتهاء الكلي من الأشغال واستكمال المشروع في أقصر مدة ، حيث انطلقت عملية البناء نهاية شهر نوفمبر الفارط ، واستغرقت حوالي سبعة أشهر، وكانت كافية لتشييد منشأة صحية بطابع معماري جميل.
وتقول السيدة بلعباس، أنّ قاعة العلاج ستدخل حيز الخدمة قريبا، بعد استكمال أشغال إنجاز الحديقة لإعطاء وجه جمالي أكثر للمكان، كما سيتم تزويدها بالعتاد الطبي اللازم قبل تدشينها.
و يمكن لمرضى قرية أحريق والمناطق التابعة لها الاستفادة من خدماتها المختلفة، دون أن يتنقلوا بعيدا، كما سيستفيدون من الفحوصات الطبية، حيث سيشرف طبيب عام على علاجهم ، وسيتم توسيع الخدمات مستقبلا، لتضم مصلحة لطب الأسنان وغيرها.
وتقوم الجمعية بعدة أعمال خيرية أخرى لفائدة النساء و المجتمع ككل، مثل الختان الجماعي وتنظيم رحلات استجمام للمتفوقين في امتحانات نهاية السنة الدراسية لمختلف الأطوار التعليمية، إضافة إلى رحلات أخرى للنساء إلى الحمامات المعدنية، وإحياء الأعياد الوطنية والدينية و التشخيص المبكر والمشاركة في عمليات التويزة لجني الزيتون وتنظيف القرية وغيرها من النشاطات الأخرى، و ترجو عضوات الجمعية أن تقتدي جمعيات أخرى بتجربتهن لكسر العزلة و التهميش عن القرى الفقيرة النائية بمختلف أنحاء الوطن، و تفتح قاعة علاج على الأقل في كل واحدة منها، و تنظم نشاطات مختلفة للمقيمين بها، خاصة الفئات الهشة من المرضى و المسنين و ذوي الاحتياجات الخاصة، لمساعدتهم على الاندماج في المجتمع و الرفع من معنوياتهم و الترفيه عن أنفسهم .
سامية إخليف