حملة إغاثة لعائلات معوزة بأعالي بلدية إيراقن سويسي في جيجل
نظم المكتب الولائي لجمعية الإرشاد و الإصلاح أول أمس، حملة إغاثة استهدفت منطقة المرصع التي تضم أكبر التجمعات ببلدية إيراقن سويسي بجبال جيجل، و قد وصلت الإعانات بعد سويعات من فتح الطريق نحو المنطقة.
و تعتبر منطقة المرصع و عين لبنى من بين المناطق النائية و المعزولة بولاية جيجل، و قد زادت كثافة الثلوج من عزلتها ، كما ضاعف تأخر تهيئة الطرق من معاناة أهلها.
عائلات عديدة عبرت للنصر عن حاجتها الماسة للمؤونة، خصوصا في فصل الشتاء، عندما تتقلص المنتجات الفلاحية التي تعتبر المصدر الوحيد لقوت العائلات، كما أن بيع المواشي خلال هاته الفترة يشهد ركودا كبيرا، الأمر الذي أدى إلى عدم توفر المال لاقتناء احتياجات العديد من العائلات .
الكسرة و زيت الزيتون لمن استطاع إليهما سبيلا..
أحد القاطنين بالمنطقة، قال لنا بأن الكسرة و زيت الزيتون يشكلان الطعام الوحيد له و لعائلته خلال فصل الشتاء، فحتى الحليب و اللبن ينقصان خلال هاته الفترة، بسبب صعوبة رعي الأبقار وسط الثلوج ، و ذكر لنا بأن جاره كاد يفقد ابنته الصغرى التي أصيبت بزكام حاد، و لم يتمكن من شراء الدواء لها لأنه لا يملك المال ، و لم يجد طريقة لعلاجها . و ذكر العديد من السكان بأن الوضع الاجتماعي و المعيشي تفاقم كثيرا بالمنطقة، كما أن تأخر فتح قاعة العلاج زاد من معاناتهم، و تسببت بعض الأمراض البسيطة في وفاة بعض أبناء المنطقة، ما جعل السكان يطالبون بتنظيم قوافل طبية و فتح قاعة العلاج .
هذه الوضعية المزرية، دفعت جمعية الإرشاد و الإصلاح إلى تنظيم قافلة إغاثة للعديد من العائلات المتضررة، في مرحلة أولى، خصوصا بعد تساقط الثلوج في الآونة الأخيرة، و قد مست العملية قرابة 45 عائلة، تحت عتبة الفقر، على حد تعبير بعض أعضاء الجمعية، فتم توزيع إعانات غذائية و ألبسة عليهم.
و شكل أعضاء الجمعية فريقين، الأول من المكتب الولائي بجيجل، و الثاني من المكتب المحلي ببلدية زيامة المنصورية، لتمشيط المنطقة، و التنقل عبر مراحل، للتعرف على العائلات التي تحتاج إلى المعونة، ثم نقلها إليها، سيرا على الأقدام و لمسافات طويلة، كما بادر بعض شباب المنطقة إلى مساعدتهم في حمل المؤونة.
هدايا و ألبسة شتوية لتلاميذ المرصع
توجهت النصر بمعية أعضاء الجمعية إلى المدرسة الابتدائية بالمرصع، الذين كانوا يحملون هدايا و ألبسة للتلاميذ و عددهم77 تلميذا، لكنهم فوجئوا بغيابهم و غياب المعلمين ، بسبب سقوط الثلوج بكثافة، فاضطر المتطوعون إلى ترك الهدايا للمسؤول عن المدرسة، ليوزعها لاحقا على التلاميذ.
واصلنا السير مع قافلة الإغاثة وسط الثلوج، بالرغم من صعوبة التضاريس ، فوجدنا الجيش الوطني بصدد فتح الطرقات، بالتنسيق مع مصالح البلدية و الأشغال العمومية، و بعد دقائق وصلنا إلى منطقة عين لبنى، التي تعتبر من بين أفقر المناطق بجيجل، و تم توزيع المساعدات على العائلات لتخفف و لو قليلا من معاناتهم الشديدة.
و علق رئيس المكتب الولائي للنصر، بأن القافلة جاءت في وقتها، فالعائلات بالمنطقة تصنف تحت عتبة الفقر ، على حد تعبيره، الأمر الذي جعل الجمعية تسرع في توزيع المساعدات ، مضيفا بأن عمليات أخرى لإغاثة العائلات ستبرمج لاحقا.
غادرنا عين لبنى و عدنا أدراجنا ، حاملين معنا نداء سكانها إلى السلطات الولائية، بضرورة التدخل السريع لتقديم المساعدات و الدعم لهم.
كـ. طويل