سد تابلوط يجمع عشاق الطبيعة بأعالي جيجل
يشهد محيط سد تابلوط بجيجل هذه الأيام إقبالا كبيرا من قبل عشاق الطبيعة و الباحثين عن الراحة، فرسمت العائلات الحاضرة أجواء جد رائعة، رافقها إقبال الشباب الهائل، لأن» السد بهدوئه كسر الصمت بالمنطقة».
زائر حوض سد تابلوط الذي يمتد على طول ثلاث بلديات جبلية، جيملة، بودريعة، بني ياجيس و تاكسنة، يشاهد العشرات من السيارات المتوقفة بجوار السد، فكسر الحاضرون صمت المنطقة.
امتداد السد، يوحي للوهلة الأولى، بأنه يرمي بأحضانه لعشاق الطبيعة، بالرغم من أن مياهه ابتلعت بعض معالم الطبيعة و التضاريس السابقة، التي تتذكرها عشرات العائلات القاطنة بالمنطقة، و أبى السد إلا أن يداعب الحاضرين، و يرسم لوحة من الأمل، لتشجيع السياحية الجبلية، و كسر الصمت المكا.
و جدنا هناك بعض سكان المنطقة، و هم يشاهدون أرض الأجداد تزيل معالمها المياه المتجمعة، منهم من ودعها و الدموع بادية على ملامح وجهه، تلك الأرض الطاهرة، التي دافعت مع الجزائريين ضد المستعمر، فالشجر و الحجر، ضحت و ساعدتهم في الاختباء و الاحتماء، و خير دليل أن الجيش الفرنسي خرج لمدة ست أشهر من المنطقة سنة 1958.
عمي محمد، أخبرنا بأنه من الصعب أن ترى الأرض الطيبة تمحى ملامحها، قائلا” ذكريات الطفولة، الجهاد، الكفاح، تلك الأرض من الصعب نسيانها، مهما قلت سأبتعد لا يمكن لك ذلك، فأنا أتذكر جيدا محطات عديدة عرفتها المنطقة”، أما مرافقه فأخبرنا بأنه جاء ليلقي عليها السلام، تلك اللحظات تعبر عن مدى تمسك الجزائري الأصيل بأرضه.
أحد الأساتذة من أبناء المنطقة ، قا لنا بأن الأرض التي تحدث عنها مالك بني نبي كمقومات للثقافة، شبيهة بهاته الأرض التي قدمت الكثير، فحتى أشجارها لم تبخل على أبنائها بالعطاء، مشيرا بأنها تضحي اليوم من أجل أن تستعد الجزائر، مستقبلا معركة جديدة ينتظرها العالم و هي الحرب من أجل الماء.
واصلنا السير، فوجدنا العديد من الشباب وهو يلتقطون صور سيلفي و فيديوهات البث المباشر أمام السد ، و أخبرنا أحدهم بأنه لا يستطيع وصف جمال المكان في كلمات، فقد زادته الجسور الضخمة جمالا، و أعطته حلة جديدة، كما أن المياه و الغابة، صنعت تركيبة طبيعية رائعة، و أكد لنا بعض الشباب بأن المنطقة ستعرف انتعاشا سياحيا كبيرا، بدليل أنه في أقل من شهرين، شهدت المنطقة إقبال آلاف من الزوار.
إقبال العائلات أضفى نكهة خاصة على المكان، بحضور الأطفال الصغار، الذين زينوا المكان، بضحكاتهم البريئة، و رميهم للحجارة وسط المياه، و أخبرنا رب عائلة بأن السد استطاع في ظرف وجيز ، أن يصبح قبلة للعشرات من العائلات التي تزور المكان، فاسمه سبق جماله، فقرر تنظيم زيارة رفقة عائلته، بعد أن أخبره صديقه عنه و قال “ المنطقة كانت سابقا مهجورة، و كان التنقل عبر الطريق الوطني رقم 77، صعبا، إلا أنها تحولت إلى جنة، تستقطب عشاق الطبيعة و الراحة، بصراحة سأجعل المنطقة قبلتي المفضلة كل عطلة أسبوع، فحتى زوجتي أعجبها المكان كثيرا”.
و أجمعت العائلات التي تحدثنا إليها بأن السد الجديد أضفى صورة طبيعة جميلة، و خلابة، و سيكسر صمت المنطقة التاريخية، و يضيف قفزة نوعية للسياحة الجبلية.
و علق أبناء المنطقة بأن الإقبال تاريخي، جعل السد وجهة جديدة للسياحة بالمنطقة، و يطالبون بتوفير هياكل جديدة بجواره ، من أجل تقديم خدمات سياحية في المستوى.
كـ. طويل