احتفاء بموسم تقطير الورد و الزهر في إطار شهر التراث
انطلقت أمس، بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة فعاليات شهر التراث في طبعته 13، بمشاركة حرفيين و عارضين من الولاية، حيث استهلت الفعاليات ببرمجة نشاطات خاصة بعادة تقطير الزهر و الورد، احتفالا ببداية موسم التقطير.
التظاهرة من تنظيم جمعية البهاء للفنون، بالتنسيق مع مديرية الثقافة لولاية قسنطينة و دار الثقافة محمد العيد آل خليفة، و قد عرفت مشاركة 20 عارضا و عارضة زينوا بهو المرفق الثقافي، بإبداعاتهم اليدوية التي تنوعت بين مجالات النحاس و الزينة و الديكور التقليدي، بالإضافة إلى صناعة الحلويات التقليدية كالجوزية، فضلا عن بعض الحلويات التي ترتبط مباشرة بتقليد التقطير، على غرار « طمينة الفرخ» و «قرن غزال» و «بوراك الرنة» و «المشلوش» و البقلاوة و مقروظ المقلة و أصناف أخرى عديدة، أكدت حرفيات بأنها تعد جزءا لا يتجزأ من تقاليد موسم التقطير الذي تحتفي به العائلات القسنطينية مع بداية شهر أفريل،
و قد تم في ذات الإطار برمجة ورشة تكوينية لتعليم تقطير الزهر، و الاحتفاء بافتتاح تظاهرة شهر التراث التي شهدت مشاركة رسمية و حضورا جماهيريا معتبرا، حيث نشط الفنان عباس ريغي، حفلا بالمناسبة ، تجاوب معه الحضور بالتصفيق و الزغاريد، كما تم على هامش الأمسية تكريم حرفيين محليين، هما الحاجة ياسمينة المختصة في التقطير و الحلويات ، و الحرفي في مجال صناعة الأحذية التقليدية القسنطينية « صباط الزرياطي « السيد عقبة بن شعبي، فيما ستعرف الأيام العشرة الأولى من الفعالية المتواصلة إلى غاية 28 من الشهر الجاري، برمجة عدة محطات غنائية و فنية بمشاركة فنانين و فرق محلية، ستقدم عروضا متنوعة تشمل المالوف و طابعي الشاوي و القبائلي.
حسب الحرفيات الحاضرات في الفعالية، فإن الاحتفال بموسم التقطير، يعد طقسا قارا ومقدسا في المدينة، وله عاداته و تقاليده، إذ يبدأ عادة بتقطير الزهر، لأنه أول زهور الربيع، يتم تجفيفه لمدة ثلاثة أيام فوق قطعة قماش تطرح في الظل، قبل تقطيره، أما الورود ، فيقطر منها « ورد التار» الذي يشترط فيه، حسب السيدة نايلي وهي حرفية محلية، أن يكون يانعا و نديا، وهي عملية تتطلب صبرا كبيرا، للحصول على القطرات الأولى التي تسمى عادة عند القسنطينين «رأس القطار»، و يستخدم هذا الماء المركز و المفيد في صناعة الحلويات و التجميل، وهو عبارة عن مستخلص غال الثمن.
هدى طابي