حفلات تخرج بتكاليف أعراس في الجامعات الجزائرية
اجتاحت موضة حفلات التخرج الفاخرة، الجامعات الجزائرية هذه السنة و تحولت إلى مجال مفتوح للمنافسة بين الطلبة المقبلين على مناقشة رسائلهم، فلم يعد تزيين القاعة متوقفا عند حد ترتيبها ومن ثم ارتداء بدلات التخرج و التقاط بعض الصور، بل أصبح البحث عن الإبهار عنوانا لمعظم الحفلات، و البذخ سيدا للموقف لدرجة أن من الطلبة من باتوا يستعينون بوكالات متخصصة في تنظيم الأعراس و المناسبات لتجهيز قاعة العرض، التي تتحول بعد المناقشة إلى قاعة حفلات تقدم فيها ألذ أنواع الحلويات و أكثرها تميزا، بعدما صار « موضوع التخرج» شرطا أساسيا من شروط زينة «قوالب الكيك» و غير ذلك من تفاصيل الحفل بما في ذلك الصحون و المناديل و حتى قارورات الماء و المشروبات.
صور كثيرة عن حفلات تخرج مكلفة يتداولها رواد الفيسبوك هذه الأيام، تزامنا مع تحديد تواريخ مناقشة مذكرات التخرج الخاصة بطلبة الماستر، كما أن صور هذه الحفلات، أصبحت محط تنافس بين مصممي الديكورات و وكالات تنظيم المناسبات والأعراس، فكل طرف يستعرض منجزاته و يعرض خدماته، في ظل زيادة الطلب على هذا النشاط، الذي أصبح رائجا جدا في السنوات الأخيرة، وفي الوقت الذي يرى البعض بأن الاحتفال بالتخرج حق مشروع للطلبة نظير ما بدلوه من جهد في سبيل النجاح، أنتقد آخرون مظاهر البذخ التي باتت تميز هذه الحفلات، معتبرين بأن في ذلك فرضا لتكاليف إضافية لا يستطيع جل الطلبة تحملها.
ثقافة الديكور و البوفية، راجت بشكل كبير خلال حفلات التخرج هذا الموسم، و أصبح اختيار موضوع للحفل يتماشى مع طبيعة التخصص الجامعي موضة شائعة، فطلبة طب الأسنان يزينون القاعة بأشغال يدوية على شكل أسنان، كما يعرضون قطع حلوى تمثل أدوات الجراحة، وكذلك الأمر بالنسبة لطلبة الهندسة و باقي التخصصات الأخرى، كما أن الزينة لم تعد تقتصر على قاعة المناقشة بل أصبحت تمتد إلى غاية مداخل الكليات كما فعل مؤخرا طلبة المدرسة العليا للأساتذة ، الذين أقاموا حفلا صاخبا، تضمن وليمة تنوعت مكوناتها من مملحات و قوالب حلوى كبيرة إلى كعكات « الكاب كيك» الشهيرة، و مختلف الحلويات التقليدية الأخرى، مرورا بتفاصيل التقديم التي تشمل زينة خاصة بالمناديل و الكؤوس و الصحون تتماشى كلها مع موضوع الحفل.
3 ملايين سنتيم تكلفة ديكور و بوفيه
و عن تكلفة ديكور حفل التخرج قالت الطالبة أمينة، بأنها مرتفعة جدا مقارنة بالمنحة الجامعية التي يتقاضاها الطالب كل ثلاثة أشهر، و التي لا تتجاوز 7 آلاف دينار في مرحلة الماستر، في حين أن مذكرة التخرج تكلف وحدها مبلغ 20 ألف دينار، وهو مبلغ يرتفع إلى 40ألف دج أو أكثر، مع احتساب نفقات حفل التخرج، وهو ما يجبر الطالب على الادخار طيلة السنة ليتمكن من الاحتفال بتخرجه بطريقة عصرية كما هو رائج، مشيرة إلى أنها شرعت في التحضير لمناقشة مذكرتها منذ شهر، وكانت مواكبة لجديد الصفحات المختصة في الديكور، حيث وقع اختيارها على وكالة من قسنطينة، استعانت بها لتزيين قاعة المناقشة مقابل مبلغ 10 آلاف دينار، علما أنه العرض الأقل كلفة، فيما تكفلت زميلتها بمستلزمات البوفيه، من مملحات و حلويات و أكواب و مناديل ورقية و قبعات صغيرة من ورق مصممة على شكل قبعات التخرج، تزين بها قارورات المشروبات و المياه، إلى جانب قالب الحلوى الخاص والذي يتعدى سعره في العموم مبلغ 6 آلاف دينار.من جهتها أكدت سعاد، وهي مصممة ديكور من أحدى الوكالات المتخصصة بولاية الشلف، بأن مؤسستها سجلت في غضون الشهرين الأخيرين، زيادة في الطلب على خدماتها من قبل الطلبة الجامعيين، بالرغم من أنها خدمات مكلفة تتراوح عموما بين 30 ألف دينار، لحفلات التخرج الصغيرة، و 10 ملايين سنتيم للحفلات الجماعية التي تقام عادة في بهو الكليات و خارجها، مؤكدة بأن الطلبة باتوا يعتبرون هذه الحفلات طقسا مقدسا يسبق مغادرتهم للجامعة.وقد أثارت مؤخرا صور احتفالات التخرج الخاصة، التي أقيمت بالمدرسة العليا للأساتذة آسيا جبار بقسنطينة، الكثير من الجدل و الدهشة على مواقع التواصل، إذ استنكر الكثيرون طريقة الاحتفال بالرقص على أنغام «القصبة و الراي»، معبرين عن استيائهم ممن وصفوهم «بأساتذة المستقبل»، خصوصا وأن الحفل تضمن وليمة عامرة ما اعتبر خارجا عن المألوف و خلطا بين مفهوم حفل التخرج و العرس الشعبي، داعين رؤساء الجامعات إلى وضع حد لمثل هذه السلوكيات، فيما عاب آخرون على الطلبة تركهم للقمامة بعد انتهاء الحفل ومغادرتهم للجامعة. أسماء بوقرن