نشاطات رياضية مائية مكثفة تصنع الحدث بجيجل
عاشت عاصمة الكورنيش الجيجلي خلال الأسبوعين الأخيرين العديد من النشاطات الرياضية المائية و الغوص، التي استقطبت الكثيرين على الصعيد المحلي، إلى جانب نشاطات دولية من تنظيم الحظيرة الوطنية، بالتنسيق مع نوادي الغطس، حظيت بمشاركة واسعة من المواطنين لأنها استقطبت مختلف الفئات من الأطفال و النساء إلى الهواة و المحترفين من الرجال.
رحلة نسائية للتعرف على المتنزه تحت المائي
الانطلاقة كانت بنشاط جمعية “راي مونطاو” التي وجهت دعوة لعضوات جمعية ترقية الرياضة النسوية لولاية جيجل، لزيارة المنتزه تحت المائي بالمنار الكبير، و الذي يعتبر من بين أهم المنتزهات تحت المائية في إفريقيا، و أوضح عزون فريد، عضو نادي الغوص للنصر، بأن استضافة النساء يراد به التعريف أكثر بنشاط الغوص، و استقطاب أكبر قدر من الفئات الاجتماعية لذات الهدف، و كذا اكتشاف المتنزه تحت المائي.
و أضاف المتحدث بأن مسلك النزهة تحت المائي، يتيح الفرصة للتمتع بجمال الطبيعة البحرية و التعرف على خباياها، مشيرا إلى أنه تم وضع لافتات تحت الماء، تحدد المسار و تبرز الثروة النباتية والحيوانية التي تزخر بها المنطقة.
و أكدت مشاركات، أنهن اكتشفن أعماق البحر، بحضور غواصين محترفين، إلى جانب استمتاعهن بالتنزه تحت الماء الذي كان بمثابة حلم للكثيرات منهن، كونهن لم يسبق لهن أن اكتشفن أعماق البحر عن قرب، بالرغم من ممارستهن لمختلف الرياضات.
مسابقة البحث عن الكنز تجمع 70 طفلا
النشاطات شملت أيضا فئة الأطفال، حيث تم تنظيم مسابقة البحث عن الكنز في البحر، لفائدة الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و 14، فتحمسوا للمشاركة في هذه المسابقة التي تهدف لخلق جو من التنافس بين الأطفال الصغار، خاصة و أنها تزامنت مع نهاية التربص التكويني الذي أقيم لفائدتهم من قبل نادي الغوص «راي مونطاو».
وأجمع البراعم على أهمية رياضة الغوص، كونها تعلمهم الصبر، و تجعلهم يكتشفون الحياة البحرية، و أشار الأولياء إلى أن تعليم أبنائهم الغوص ، يحسن مستواهم في السباحة و يجعلهم يكتشفون عالما آخر تحت الماء، مثمنين في نفس الوقت مبادرة نادي الغوص.
و أوضح رئيس نادي الغوص « راي مونطاو» بأن النشاط المقام، جاء كاختبار للأطفال الصغار الذين نالوا تكوينا في الغطس، و يعتبر التكوين الوحيد في الجزائر لفائدة الأطفال الصغار و قد مس ما يقارب 68 طفلا من مختلف المستويات، و قد اشتغل النادي طيلة أشهر على وضع استراتيجية لتكوين الأطفال و غرس ثقافة رياضة الغوص، ليختتم بنشاط هادف يتمثل في مسابقة البحث عن الكنز في المنتزه المائي، أين يقوم كل ثنائي في المرحلة الأولى بالبحث عن خريطة الكنز، ليتم فيما بعد البحث عن الكنز، وفق الخريطة، و يهدف النادي من خلال المسابقة إلى تنمية قدرات الطفل في التفكير و الصبر، و كذا التصرف بأريحية فوق الماء، و اكتشاف الحياة البرية، موضحا، و قد عرفت مسابقة البحث عن الكنز منافسة قوية ـ ليتم تتويج في نهايتها الثنائي كنزة محمدي ونور الهدى كعولة.
الصورة الفوتوغرافية لأعماق البحر و الفيلم القصير ببعد مغاربي
اختتمت أول أمس النشاطات بتنظيم مسابقة الصورة الفوتوغرافية لأعماق البحر و الفيلم القصير، في طبعتها السابعة، و التي عرفت مشاركة تونس، هي من تنظيم الحظيرة الوطنية لتازة وحرصت على أن تكون مختلفة عن الطبعات السابقة، بزيادة عدد المشاركين، فبلغ 23 فريقا من مختلف ولايات الوطن.
وأوضح مشاركون، أن النشاط المقام من قبل الحظيرة، يعرف تطورا كبيرا و تحسنا من ناحية التنظيم وتوسيع المشاركة، حيث أن الفرق المشاركة وعددها 23 فريقا، ستقوم بتصوير أعماق البحر ومشاركتها على نطاق واسع، فلكل فريق شبكته الترويجية الخاصة، مشيرين إلى أن المسابقة تهدف من ناحية أخرى إلى التحسيس بأهمية الحياة البحرية، و معرفة خبايا وأعماق البحر ونقلها بالصور، وشرح أهم المخاطر التي تواجهها.
وقال المشاركون القادمون من تونس، بأن المسابقة فرصة جيدة للتعرف على الحياة البحرية بجيجل، والأسماك والنباتات الموجودة، ومشاركة الصور على نطاق أوسع.
وقال يوسف مشقف، رئيس نادي الغوص "باركود"، بأن النشاطات المقامة مؤخرا من قبل نوادي الغوص، أزالت الغبار عن نشاطات الرياضة البحرية، عبر مختلف المبادرات المقامة، و أحييت الواجهة البحرية، و من خلالها الترويج للولاية سياحيا، و التعريف برياضات جديدة، سيقتحمها الشباب خلال الأشهر القليلة المقبلة، كون كل نشاط سمح بجذب العديد من المهتمين.
ومن جهة أخرى، فإن النشاطات ترمي إلى التحسيس بمخاطر التلوث البيئي و التعريف بالحياة البحرية، و نقلها من خارج البحر لفائدة الإنسان، ليعرف حقيقة وجود الحياة البحرية عبر الصور الحية، حسب المتحدث.
وأشار إلى أنه سيتم إحياء الرابطة الولائية للزوارق الشراعية قريبا، ملتمسا من السلطات الولائية، تخصيص دعم مادي إضافي لنوادي الغوص لتنشط أكثر.
و قالت مديرة الحظيرة الوطنية لتازة، بأن مختلف النشاطات البحرية و المائية، المقامة، جاءت تجسيدا لاستراتيجية و برنامج مسطر، بالتنسيق مع نوادي الغوص و شركاء الحظيرة من أجل الترويج و رسم أهداف بيئية وإيكولوجية للتعريف بالعالم الصامت الذي يضم حياة بحرية، تضم مختلف الأسماك والحيوانات والنباتات، والحصول على بنك معلوماتي، يتم استغلاله في الأبحاث الموجودة.
وثمن الحضور مختلف النشاطات المقامة، مطالبين الجهات الوصية بترسيمها في شكل مهرجان وطني للنشاطات البحرية والمائية، من أجل تمديد موسم الاصطياف بطريقة غير مباشرة، عبر توحيد النشاطات في شكل أسبوع بحري.
وتجدر الإشارة، إلى أن الفائزين في مسابقة أحسن صورة فوتوغرافية هما الثنائي علي رمزي عياد و رضوات بن زهرة ، و عادت المرتبة الأولى في مسابقة الفيلم القصير إلى الشاب سفيان كحل السنان.
كـ. طويل