السكري يكلف الجزائر 5100 مليار سنتيم سنويا
كشف أمس أخصائيون عن ارتفاع حالات الإصابة بالسكري بنسبة 80.08بالمائة خلال 15 سنة الأخيرة في الجزائر، وأشار في هذا الإطار الطبيب الأخصائي في السكري عمار تبيبي بأن عدد المصابين كان يمثل 08.09بالمائة من عدد السكان في سنة 2003، ليرتفع إلى 14.4بالمائة، وذلك وفق دراسة أنجزت في سنتي 2016/2017مست 7450شخص للفئة العمرية ما بين 18 و69سنة.
وأضاف نفس المتحدث في مداخلته خلال يوم دراسي حول داء السكري نظم بفندق الجزائر من طرف مخابر»نوفونورديسك» بالعاصمة بأن عدد المصابين بالداء بالجزائر يقدر حاليا ب04 ملايين شخص، وأكد نفس المتحدث بأن داء السكري أصبحت له مضاعفات على الكلى والقلب والشرايين.
وفي سياق متصل أوضح البروفسور تبيبي بأن داء السكري أصبح يكلف مبالغ ضخمة لمصالح الضمان الاجتماعي، حيث تقدر تكاليفه ب51مليار دينار سنويا منها 24 مليار دينار خاصة بالأنسولين فقط،وكشف نفس المتحدث عن دواء جديد ( ليراقليتيد )يمثل خيارا علاجيا فعالا لمرضى السكري، وذلك قبل اللجوء إلى استعمال الأنسولين عند الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني ذو وزن زائد والمعرضين لانخفاض نسبة السكري في الدم، وكذا المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، موضحا بأن هذا الدواء يسمح بتأخير اللجوء للعلاج بالأنسولين مع مرور الوقت، كما يحسن نوعية الحياة للمرضى ويقلص من حجم الإنفاق المالي، مشيرا إلى أن هذا الدواء الجديد تحصل على رخصة لتسويقه منذ05 سنوات في الجزائر، كما يصنع محليا ببوفاريك بولاية البليدة من طرف مخابر «نوفونورديسك» بالشراكة مع مجمع صيدال، في حين لا يزال ينتظر إدراجه ضمن قائمة الادوية المعوضة من طرف الصندوق الوطني للتأميناتالاجتماعية.
من جانب آخر أوضحت الاخصائية بالطب الداخلي سميرة زكري بأن ارتفاع حالات الإصابة بالسكري في الجزائر بنسبة80.8بالمائة خلال 15 سنة أمر مخيف، يتطلب وضع مخطط مستعجل لمواجهة ارتفاع حالات الإصابة، وأكدت بأن أغلب الدول لن تتمكن من التحكم في حالات الإصابة خلال 25 سنة القادمة، حيث تشير الاحصائيات إلى ارتفاع عدد المصابين بنسبة 98 بالمائة خلال سنة2045، وأوضحت نفس المتحدثة بأن من الأخطار المؤدية للإصابة بالسكري التدخين،السمنة، الغذاء غير متوازن، وسوء التغذية بالفواكه والخضر، إلى جانب نقص الحركة وعدم ممارسة الرياضة، وتعاطي الكحول.
ونبهت نفس المتحدثة إلى فئة ثانية من الأشخاص الذين لديهم قابلية للإصابة بالسكري الذين يمثلون شريحة واسعة في المجتمع، ودعت إلى ضرورة الالتزام بالتشخيص المبكر والحرص على تناول الدواء المبتكر من أجل تحكم أحسن في داء السكري واجتناب الإصابة بمضاعفات على القلب والشرايين.
من جانب آخر كشفت الأخصائية زكري عن نتائج العيادات المتنقلة لفحص السكري التي جابت أغلب ولايات الوطن في الفترة ما بين 2014و2019، وذكرت بأن التشخيص شمل الفئة العمرية لأكثر من 35 سنة، ومست العملية 25 ألف شخص، وبينت الإحصائيات أن 13.4بالمائة من المشخصين مصابين بالسكري، كما يوجد من بينهم 09بالمائة في مرحلة متقدمةتتطلب العلاج بالأنسولين، وفي نفس الوقت أثبتت الإحصائيات أن 63 بالمائة من المصابين بالسكري الذين تم اكتشافهم سببت لهم الإصابة تعقيدات في القلب والشرايين.
من جانب آخر كشف البروفيسور نسيم نوري عن تزايد كبير في حالات الإصابة بالسكري عبر العالم، حيث تشير إحصائيات الفيدرالية الدولية للسكري عن ارتفاع حالات الإصابة من 151مليون مصاب في سنة 2000أي 4.6 بالمائة من عدد سكان العالم، إلى 463مليون في سنة 2019 أي ما يعادل 9.3بالمائة من سكان العالم، كما تتحدث مؤشرات الفيدرالية الدولية للسكري حسب نفس المصدر عن ارتفاع عدد المصابين في العالم إلى 578مليون شخص في سنة 2030، وقد يصل إلى 70مليون شخص في سنة 2045أي ما يعادل 10.9بالمائة من عدد سكان العالم، كما تشير إحصائيات نفس الهيئة إلى تسجيل وفاة 4.2مليون شخص بمضاعفات الداء خلال السنة الجارية، أما من حيث التكاليف فتشير الأرقام حسب نفس المتحدث إلى أن المرض كلف 760.3مليار دولار خلال السنة الجارية،أي ما يعادل 10بالمائة من تكاليف الصحة العالمية، ويتوقع أن تصل التكاليف إلى 824.7مليار دولار سنة 2030.
نورالدين-ع