هشاشة تكوين سائقي الحافلات والشاحنات وراء مجازر الطرقات
• حافلات عمرها 30 سنة تعمل بالخطوط الطويلة
أوضح علي شقيان رئيس الجمعية الوطنية للسلامة المرورية بأن هشاشة تكوين سائقي الحافلات وشاحنات نقل البضائع وراء المجازر المرورية التي تعرفها الطرقات، مضيفا بأن الإحصائيات تشير إلى أن الفئة العمرية ما بين 25و39 سنة هم المتسببون في نسبة كبيرة من حوادث المرور، وقال بأن ذلك مرتبط بهشاشة التكوين لدى هذه الفئة، وأكد بأن قانون المرور17-05 تضمن ترسانة قانونية كبيرة منها ضرورة تمتع السائقين باحترافية وتكوين في المستوى، في حين أن ذلك لم يتجسد حسبه، ودعا إلى ضرورة إعادة النظر في تكوين سائقي الحافلات وشاحنات نقل البضائع، واشتراط شهادة الكفاءة المهنية لهم، لتفادي حوادث المرور الخطيرة التي تتسبب فيها مركبات الوزن الثقيل وتخلف عددا من الأرواح.
كما شدد رئيس الجمعية الوطنية للسلامة المرورية في حديثه للنصر على ضرورة وجود مناوبة في سياقة الحافلات على المسافات الطويلة، مضيفا بأن أغلب الحوادث التي تتسبب فيها الحافلات تكون في الفترة الليلية، وهذا يؤكد تعرض السائقين لتعب وإرهاق شديدين، مما يؤدي بهم إلى ارتكاب أخطاء تتسبب في حوادث تكون في غالب الأحيان مميتة.
و في سياق متصل دعا شقيان إلى تثبيت جهاز مراقبة السرعة في مركبات الوزن الثقيل والنقل الجماعي، مضيفا بأن هذا الجهاز سيكون له دور كبير في تخفيض السرعة من طرف السائقين، بحيث يجعل السائق دائما تحت المراقبة ويتفادى الاستعمال المفرط للسرعة.
وفي نفس الإطار انتقد رئيس الجمعية الوطنية للسلامة المرورية حظيرة الحافلات، مشيرا إلى تسجيل حافلات يزيد عمرها عن 30 سنة لا تزال تعمل على الخطوط الطويلة، وقال بأن هذه الحافلات من مسببات حوادث المرور، داعيا إلى تجديد الحظيرة وعدم السماح للحافلات القديمة بالسير على الخطوط الطويلة، كما انتقد في نفس السياق نوعية حافلات مستوردة من دول آسيوية، وقال بأنها لا تتوفر على مقاييس السلامة المرورية، ونفس الشيء بالنسبة لقطع الغيار غير الأصلية التي تعد من مسببات حوادث المرور حسبه، كما دعا نفس المتحدث إلى عقد اتفاقيات شراكة مع مصانع وشركات محلية لتركيب الحافلات التي أثبتت احترامها لمقاييس السلامة المرورية وتفادي استيراد حافلات غير ملائمة. من جهة أخرى دعا شقيان إلى وضع إستراتيجية وطنية لتنظيم النقل الخاص الذي يمثل اليوم أكثر من 85 بالمائة من حظيرة النقل في الجزائر، مضيفا بأن الأمر يتطلب تطبيق القوانين بصرامة، وقال بأن الجزائر تتوفر على ترسانة قانونية هامة في مجال المرور، لكن ينقصها التطبيق في الميدان .وبخصوص رخصة السياقة بالتنقيط أوضح نفس المتحدث بأن هذه الرخصة تتوفر على إجراءات هامة للوقاية من حوادث المرور، خاصة بالنسبة لتحيين المعلومات بالنسبة للسائقين والغرامات المالية التي من شأنها أن تضع السائق دائما تحت المراقبة.
من جانب آخر أوضح شقيان بأن أغلب حوادث المرور التي وقعت كانت في نقاط سوداء بالمدن الداخلية، مؤكدا بأن مواجهة هذه النقاط السوداء لا يكون إلا بازدواجية الطرقات في هذه المواقع حتى يصبح الطريق آمنا ويتوفر على كل المعايير وإجراءات المرور، داعيا إلى الإسراع في تنصيب اللجان الولائية للأمن المروري التي ينص عليها القانون 16-12، مشيرا إلى أن هذه اللجان تسهر على الوقوف على السياسة المحلية للسلامة المرورية بكل ولاية. من جهة أخرى ثمن رئيس الجمعية الوطنية للسلامة المرورية قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون تكليف الوزير الأول عبد العزيز جراد بعقد لقاء وطني يضم كل الفاعلين في القطاع لإيجاد حل لحوادث المرور التي تحصد مزيدا من الأرواح، وأكد شقيان بأن معالجة المشكلة تتطلب تدخل كل الفاعلين في الميدان من وزارات النقل، الداخلية، الأشغال العمومية الشؤون الدينية وحركات المجتمع المدني.
نورالدين-ع