الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

في اليوم العالمي للطفولة: 4 أطفــــــال يُقتلون كل ساعــــــة في غــــــزة


يعود اليوم العالمي للطفولة، في ظل ظروف استثنائية ترسمها مشاهد القتل والإبادة للبراءة في قطاع غزة، لأطفال يقدمون كقرابين لغول إسرائيلي يقتل 4 أطفال كل ساعة، معلنا عن مفهوم جديد للطفولة يبدأ عند أطفال يبادون، يتيتمون ويكبرون قبل أوانهم ليلملموا شتات عائلات لم تعد تجد ملجأ آمنا لها.

إيمان زياري

يحتفل العالم اليوم بيوم الطفولة، حدث وفي الوقت الذي يرسم البسمة على وجوه الأطفال في مختلف بقاع العالم، إلا أنه يتوقف لدى أطفال غزة مشكلا اللاحدث في خضم أوضاع مأساوية يعيشونها ليل نهار في بيوتهم وملاجئهم، محولا حياة نصف المجتمع الفلسطيني الذي يشكله الأطفال إلى جحيم، فمن لا تكتب له الشهادة، كتبت له الإصابة الجسدية أو النفسية، ووجد نفسه مجبرا على مواصلة العيش وجمع شتات عائلاتهم بعد استشهاد والديهم، وأضحوا يعيشون في خيام نزوح تشكل تهديدا لحياتهم في كل ساعة وتفتقد فيها أدنى شروط الحياة.
وتشير الإحصائيات الرسمية لوزارة الصحة الفلسطينية والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن أكثر من 14.350 شهيدا من الأطفال في قطاع غزة، يشكلون 44 بالمائة من إجمالي الشهداء في المنطقة ككل منذ بدء الحرب في الـ7 أكتوبر الماضي، في وقت كان يتوقع أن يبلغ عدد الأطفال دون سن الـ18 منتصف سنة 2024 في دولة فلسطين 2.432.534 طفلا، يشكل أطفال غزة 1.067.986 منهم، علما أن الأطفال يشكلون 43 بالمائة من السكان في فلسطين و47 بالمائة من إجمالي السكان في قطاع غزة لوحدها.
وبينما ضمنت منظمة اليونيسيف حقوق أطفال العالم في اتفاقيتها لسنة 1989 التي شكلت إحدى أكثر الاتفاقيات اعترافا بها في العالم، إلا أن الانتهاكات الصارخة لهذه الحقوق في ظل التصعيد الذي يشهده القطاع، قد ضربت كل ذلك عرض الحائط من خلال استهدافهم واستهداف الأماكن التي يتمركزون فيها، وكذا حرمانهم من أبسط الحقوق المتمثلة في الماء والغذاء والرعاية الصحية، إذ قدر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عدد الأطفال الذين يقتلون في غزة بـ4 أطفال كل ساعة.
كما كشفت التقارير والإحصائيات الرسمية بفلسطين أن 44 بالمائة من إجمالي الشهداء في قطاع غزة هم من فئة الأطفال، بما يزيد عن 14 ألف شهيد، علما أن 70 بالمائة من المفقودين هم أطفال ونساء من أصل 7000 شخص مفقود منذ بدء العدوان، كما استعرض الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أعداد الشهداء بالضفة الغربية 455 شهيدا، بينهم 117 طفلا، و724 جريحا من الأطفال من أصل 4700 جريحا منذ بدأ العدوان، كما تم تهجير 710 أطفال في شتى أرجاء الضفة الغربية.
اعتقالات وتيتيم ممنهج
الانتهاكات ضد البراءة إمتدت أيضا إلى حملة الإعتقالات التي شملت 1085 طفلا في الضفة الغربية منذ سنة 2023، منهم 500 في قطاع غزة، و318 في محافظة القدس، فيما أفصحت بيانات هيئة شؤون الأسرى عن أن الاحتلال الإسرائيلي ما يزال يعتقل 204 أطفال في سجونه، بينهم 11 أسيرا محكوما، و158 موقوفين و35 قيد الاعتقال الإداري.
وقد خلفت حرب الإبادة في حق البراءة في غزة عددا هائلا من اليتامى، لأطفال يعيشون دون والديهم، بحيث تشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، إلى أن حوالي 17 ألف طفل في غزة أصبحوا أيتاما بعد أن فقدوا والديهم أو أحدهما منذ تاريخ الـ7 أكتوبر 2023، علما أنهم يمثلون 1 بالمائة من النازحين، أين يعيشون أوضاعا مزرية في ظل غياب المأوى، تدهور الوضع الصحي والتأثيرات النفسية والاجتماعية، وضعف التعلم والتطور الاجتماعي.
المجاعة وسوء التغذية تتربصان بأطفال القطاع
أظهر آخر تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن 95 بالمائة من السكان في قطاع غزة، يواجهون مستويات عالية من إنعدام الأمن الغذائي الحاد، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد بشكل مثير للقلق بين الأطفال دون سن الخامسة، وزيادة كبيرة في معدل الوفيات، بحيث أفادت وزارة الصحة الفلسطينية أن أكثر من 28 طفلا قد توفوا بسبب سوء التغذية والجفاف في المستشفيات في قطاع غزة.
ووفقا لفحوصات التغذية التي أجرتها اليونيسيف والتي أظهرت أن معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال في شمال غزة ورفح تضاعفت بالمقارنة مع مثيلتها خلال شهر جانفي من العام الجاري، بحيث إرتفعت من 16 إلى 31 بالمائة بين الأطفال تحت سن الثانية في شمال غزة ومن 13 إلى 25 بالمائة بين الأطفال تحت سن الثانية في رفح، كما زاد معدل الهزال الشديد الذي يعد أكثر أشكال سوء التغذية تهديدا للحياة.
الأطفال حديثو الولادة في قطاع غزة أيضا يولدون ليجدوا أنفسهم في معركة صعبة من أجل البقاء على قيد الحياة، إذ تظهر المعطيات الصادرة عن اليونيسيف أن قرابة 20 ألف طفل ولدوا في ظل العدوان الإسرائيلي، وأن 60 ألف امرأة حامل في القطاع، بمعدل 180 حالة ولادة يوميا تواجه فيها الأمهات تحديات كثيرة، مع عدم تلقي الأطفال حديثي الولادة للتطعيم، بما يفسر انتشار الكثير من الأمراض كالحصبة، السعال الديكي، الشلل وغيرها، وهي ما تنتهي في الكثير من الأحيان بوفاة عديد الأطفال حديثي الولادة.
آثار نفسية تضاعف الأزمة
العيش تحت وطأة الحروب من بين العوامل الرئيسية في التأثير على الصحة النفسية للأطفال، بحيث خلفت مشاهد القتل والدمار الناتجة عن العدوان الإسرائيلي على غزة آثارا نفسية عميقة على الأطفال، وكشفت اليونيسيف أن 816 ألف طفل بحاجة إلى مساعدة نفسية من آثار العدوان المتواصل على القطاع، بسبب الخوف والقلق والاكتئاب الذي يعيشونه بشكل يومي نتيجة الضغط النفسي المستمر والخسائر المادية والبشرية كفقدان الوالدين، الأقارب أو المنزل، وهو ما يجعلهم في حاجة ملحة للدعم النفسي والعاطفي من أجل التعافي من هذه التجارب المؤلمة.
أما بالنسبة للحق في التعليم، فقد أدى القصف المتواصل على مختلف المنشآت بغزة لتدمير جميع المؤسسات التعليمية، مما حرم 620 ألف طالب بقطاع غزة من الحق في التعليم المدرسي بسبب تعطل العملية التعليمية، فيما بلغ عدد الشهداء من الطلبة أكثر من 6 آلاف شهيد، أكثر من 5 آلاف منهم بقطاع غزة مع 10219 جريحا من الطلبة.
وفي انتظار ما تفصح عنه قادم الأيام، يتواصل العدوان الغاشم على غزة وفلسطين كاملة، مسجلا أكبر تعد على حقوق الطفل وحقوق الإنسان، وضاربا بعرض الحائط اتفاقيات دولية يتغنى العالم بتوقيعها، فيما تتجمد عند وصولها لأطفال فلسطين الذين يبدو أنهم اُخرجوا من تصنيف العالم لفئة الطفولة.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com