أطلقه مستثمران بترعي باينان في ميلة: مشروع رائد لتربية الماعز وصناعة الأجبــان الطبيعية

نجح مستثمر من بلدية ترعي بينان بالشريط الشمالي لولاية ميلة، في استغلال قدرات بلديته الطبيعية للمساهمة في تنمية المنطقة لإطلاق مشروع هام وفريد من نوعه يتمثل في مزرعة نموذجية فلاحية مختصة في إنتاج جبن الماعز، وهو المنتوج الذي وجد ترحيبا من قبل المستهلكين ومكانة في السوق .

محمد الأمين بن الشيخ الحسين

وكشف المستثمر حكيم بن داس المدعو عادل أن فكرة المشروع جاءت من محاولة لاستغلال المميزات الطبيعية للمنطقة المتميزة بالمنحدرات والمساحات الغابية الصالحة لتربية الماعز بالخصوص، حيث بدأ صاحب المشروع بمبلغ مالي متواضع كان بحوزته لتحقيق حلمه وذلك سنة 2014.
قبل أن يتوسع نشاطه بدخول الشريك طاهر مقروس الذي مكنت مساهمته من توسيع النشاط و رفع حجم الإنتاج، بشراء عدد معتبر من الماعز من ولاية تيزي وزو وجعله يتأقلم في المنطقة .وستلهم المستثمر اسم المنتوج من اسم القبيلة التي سكنت المنطقة قديما وهي قبيلة زواغة، حيث يسوق في المساحات التجارية تحت اسم (جبن زواغة ).
بعثنا هذا المشروع لتثمين مميزات المنطقة و تحسين دخل سكانها
وترتبط كمية إنتاج الجبن، حسب بن داس، بنتوج الحليب الذي يدره الماعز بالاعتماد على كمية و نوع المرعى وكذا المسافة التي يتنقلها لأجل الحصول على الغذاء وهو ما يجعل كمية الحليب للعنزة الواحدة تتراوح بين 2 الى 4 لترات في اليوم حسب كمية و نوع الكلأ و الجهد المبذول لتحصيله .

وتابعت النصر عملية الإنتاج التي تبدأ بتحصيل الحليب ثن بسترته أولا، أي تعقيمه، تليها عملية التجبين التي تستغرق قرابة 45 دقيقة، فالقولبة ثم التقطير اللتان تستمران لمدة 24 ساعة بعدها يتم التبريد، ثم التوضيب (شفط الهواء )ليتم الحصول بعدها على الجبن الجاهز للاستهلاك .
صاحب المشروع يأمل في ان ينخرط سكان منطقة زواغة التاريخية في دعم النشاط و توسيعه من خلال الإقبال على تربية الماعز لصناعة جبنه ذي النوعية الرفيعة و المطلوبة في السوق .

وقال الطاهر مقروس للنصر، إنه آمن بفكرة المشروع وفرص نجاحها، قبل أن ينضم على الشراكة، مسجلا بداية ظهور الثمرات الأولى لهذه التجربة الفريدة، من خلال تواجد المنتوج في المساحات التجارية ونفاده في أغلب الحالات في وقت قياسي، لذلك فالأمل معلق على سكان المنطقة لدعم المشروع وضمان وفرة المنتوج و تواجده الدائم في السوق من خلال توسيع نشاط تربية الماعز المنتج للحليب وتحسين دخله ، كما قال.
تحقيق نتائج باهرة لم تكن متوقعة في بداية المشروع

وسرد حسين بيوض، الطبيب البيطري، الذي أشرف على الرعاية الطبية للماعز، قصة انضمامه إلى صاحب المشروع والذي يعتبر زميل الدراسة وصديق الطفولة، موضحا أن الثنائي كبر وترعرع في منطقة ترعي باينان الواقعة شمال ولاية ميلة، إلا أن صاحب المشروع عادل، سافر خارج الوطن وعاد بعد 20 سنة من الغياب، ليقوم بالاتصال بالطبيب البيطري، مقترحا إنشاء مشروع خاص بتربية الماعز بغية إنتاج الحليب الطبيعي، وكذا كميات من مشتقاته على غرار الجبن.
الوصول إلى 150 ماعز لتغطية الطلبات على الحليب ومشتقاته
وواصل المتحدث قائلا إنه شكك في بادئ الأمر في نجاح هذا المشروع، خاصة وأن طبيعة المنطقة الجبلية وظروفها المناخية قاسية في فصل الشتاء، ما يقتضي تأقلم القطيع ، ولكن بفضل الإرادة تم تحدي كل هذه الصعوبات، بعد جلب ما بين 20 إلى 25 رأسا من الماعز، والاعتماد على علف طبيعي، مع تجسيد برنامج طبي على غرار عمليات التلقيح وغيرها، لتبدأ النتائج الإيجابية بالظهور بعد عامين من بداية المشروع.
وأوضح حسين أن الثنائي يجني اليوم الثمار بعد ارتفاع عدد الرؤوس ما بين 50 إلى 60، كما أدى إلى ارتفاع في إنتاج الحليب ومشتقاته والمصنوعة كلها من مواد طبيعية بنسبة مئة بالمئة وخالية من أي إضافات، مضيفا أن جودة الإنتاج جعلت الطلب كبيرا على المنتوج، خاصة وأنه غني بالكالسيوم ومفيد جدا للأطفال وكبار السن، وبالتالي لم يتمكن الثنائي من تغطية كل الطلبات إلا أن الهدف الأول الذي يسعيان إليه حاليا هو رفع عدد الرؤوس إلى 150، وأفاد المتحدث أن عدد التدخلات الطبية قليل جدا بفضل المواد الطبيعية التي تتغذى عليها الماعز.