اختتمت أمس الأول، فعاليات الطبعة الثانية لعيد الجبة القبائلية التي نظمت على مستوى مركز التكوين والتعليم المهنيين لبلدية معاتقة جنوب تيزي وزو، تحت شعار «الجبة القبائلية بين الأمس واليوم»، وتهدف هذه التظاهرة الثقافية إلى الحفاظ على هذا اللباس التقليدي الأصيل وتشجيع النساء والفتيات على ارتداء الجبة القبائلية التي تمثل هوية نساء جرجرة.
وقد شاركت في هذه الطبعة حرفيات قدمن من مختلف بلديات تيزي وزو وحتى من خارجها، وحسب فروجة معكني،المكلفة بالإعلام والتنظيم فإن الجبة القبائلية شهدت عدة تطورات على مر السنين وأدخلت عليها عدة تعديلات لتتمكن جميع الفتيات من الجيل الجديد من ارتدائها، إلا أنه يجب الاحتفاظ بأصالتها ولا يجب أن تمحي الجبة القبائلية العصرية التصاميم والنماذج التقليدية حتى تكون مستمرة وحاضرة دائما في المناسبات وفي الحياة اليومية.
كما ناشد المنظمون الخياطات عدم إهمال أو التخلي عن هذا الزي القبائلي التقليدي الذي لا يزال ضروريا في منطقة، القبائل بالرغم من أنه يخضع سنويا لتغييرات وتعديلات من أجل إبداعات جديدة حديثة، مؤكدين أنه يجب ارتداؤه بشكل يومي حتى لا يصبح لباسا احتفاليا، كما يجب الحفاظ على الجبة الأصلية التي كانت ترتديها نساء منطقة القبائل قديما لأنها تمثل ماضينا وتشكل هويتنا كل يوم، كما ترمز إلى التراث الوطني.
وحسب حرفيات شاركن في هذه التظاهرة، فإن الإقبال على الجبة القبائلية يكثر في فصل الصيف المتزامن مع موسم الأعراس والحفلات، إلا أن ارتدائها لا يقتصر فقط على المناسبات السعيدة بفضل التصاميم الحديثة والتي تتوفر بأشكال مختلفة وبألوان متناسقة، وأكدت الحرفيات أنّ الجبة القبائلية تظم أكثر من 27 نوعا يختلف من منطقة إلى أخرى من خلال الطرز ونوعية القماش والألوان التي تستخدم في خياطتها ويحمل كل نمط ولونا معنى عميقا، ولا يزال هذا اللباس يفرض وجوده، و يعتبر الزي التقليدي العريق و المحبوب الذي لم يتزعزع ولم يتأثر بالعصرنة.
وترافق الجبة القبائلية نساء المنطقة في كل المناسبات وفي الأيام العادية ويرتدينها بكل فخر، كما أصبحت تسوق إلى الدول الأوروبية بحسب الحرفية فيروز عمرني، المختصة في خياطة الجبة القبائلية العصرية والتقليدية، و التي أكدت للنصر أنها تتلقى طلبات من فرنسا وإسبانيا، وحتى من نساء في أمريكا، فهذا اللباس تجاوز حدود الجزائر بفضل الحرفيات اللواتي حافظن عليه حسبها.
سامية إخليف
