تعرف تجارة ملابس السباحة النسائية المصنوعة محليا بقسنطينة، انتعاشا في الفترة الأخيرة، حيث أصبحت هذه السلع تنافس المنتج المستورد من الصين وتركيا، من ناحية النوعية والسعر، وأكد تجار أن عدة ورشات محلية صارت توفر تصاميم مبتكرة باستعمال أقمشة عالية الجودة وعازلة للماء، الأمر الذي ضاعف من إقبال الزبونات على المنتج الوطني.
لينة دلول
تصاميم متنوعة تلبي الأذواق
قمنا بجولة بين محلات متخصصة في بيع عتاد البحر بوسط مدينة قسنطينة، وقد لاحظنا بأن ملابس السباحة النسائية المصنوعة وطنيا، قد أصبحت تسيطر بقوة على السوق المحلية و تحديدا مع بداية موسم الاصطياف، وذلك بفضل عاملي الوفرة و النوعية، ما مكن من تغطية الطلب عليها و كسر هيمنة المنتجات الصينية والتركية التي كانت رائجة خلال ما مضى من على السنوات.
وقد توفرت في أغلب المحلات التي زرناها على تصاميم مختلفة من ملابس السباحة، المواكبة للموضة والمزينة بألوان وأشكال عديدة، بينها الطقم المكون من أربعة قطع « سروال، قميص، تنورة، وخمار»، و نوع آخر في شكل قطعة واحدة بأكمام قصيرة موجه للسيدات غير المحجبات، وطقم مكون من قطعة واحدة في شكل فستان طويل خاص بالمنقبات، إضافة إلى نوع رابع في شكل فستان قصير ومعه سروال و خمار، ويعد الأكثر رواجا ومبيعا بحسب ما لاحظناه وأكده تجار.
وحسب لطفي، تاجر بشارع 19 جوان، يمتلك و يدير محلا لبيع الملابس النسائية متعددة الألوان، فإنه خصص مساحات كبيرة لعرض وبيع «بوركيني» البحر بكل أنواعه وتصاميمه، حيث يركز بشكل خاص على المنتجات الوطنية، موضحا بأن الثلاث سنوات الأخيرة عرفت نقلة نوعية في مجال صناعة الملابس، بالنظر إلى أعداد الورشات المتخصصة في الخياطة العصرية إذ لا يكاد يمر يوم واحد، دون أن تتدعم السوق بمنتج جديد أو تصميم حديث لا يقل جودة عن المستورد.
وقال، بأن هناك إقبالا كبيرا هذه السنة على ملابس السباحة، خصوصا الموجهة للمحجبات، وهذا بحسبه، بفضل ظهور علامات محلية لمصممات جزائريات يتفنن في تصميم قطع مواكبة للموضة، كما تجاوزت فكرة تقليد ما هو رائج في تركيا والصين، وأصبحن يعملن على تصميم موديلات خاصة بهن وإضفاء لمستهن على القطعة.
وأكد المتحدث، بأن هناك الكثير من المصممات اللواتي اشتهرن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بفضل تصاميمهن المميزة المصنوعة بأقمشة ذات جودة عالية، ما جعل الإقبال عليها من داخل وخارج الوطن يزيد بشكل كبير، وبالأخص من زبونات يفضلن قطعا وتصاميم جديدة ومختلفة تناسب أجسادهن.
وحذر المتحدث، من اقتناء ملابس سباحة ذات نوعية رديئة لأن سعرها منخفض نسبيا، وقال إنه يجب أن تكون مصنوعة من قماش خفيف لتسهيل السباحة وفي نفس الوقت تقلل من امتصاص الملابس والجسم للماء والحرارة.
مشيرا إلى أن غالبية الأنواع مصنوعة من قماش البوليستر خفيف الوزن ومقاوم للكلور، وسريع الجفاف وذو القدرة على توفير الحماية من الأشعة فوق البنفسجية.
وقال مهدي، صاحب محل ألبسة نسائية بعلي منجلي، إنه وفر كميات كبيرة من ملابس السباحة لأجل هذه الصائفة، إلى جانب منتجات أخرى كالإكسسوارات الخاصة بالبحر، وأوضح أن هناك إقبالا كبيرا عليها كما أكد، بأن تجارة ألبسة البحر لم تعد تقتصر على فصل الاصطياف، بل تحولت مؤخرا إلى نشاط يستمر مدار السنة، بفضل تزاد الاهتمام بممارسة رياضة السباحة بما في ذلك الأطفال.من جهتها أكدت السيدة سهام صاحبة ورشة خياطة، بأنها صممت أكثر من 200 قطعة من ملابس السباحة النسائية لهذا الموسم، وقد نفدت في فترة وجيزة، وذلك بالنظر إلى الإقبال عليها من طرف السيدات من مختلف الفئات العمرية، منهن من اخترن تصاميم محتشمة تغطي كامل الجسم، ومنهن من أردن طقما يواكب أحدث صيحات الموضة من ناحية اللون والتفاصيل.
وقالت إن البوركيني مطلوبا جدا، فالرجال يرغبون في شرائه لبناتهم وزوجاتهم لأنه ساتر و مناسب لكل الأعمار تقريبا، موضحة أن «مايو المحجبات» يتكون في الغالب من 3 قطع، سترة طويلة تشبه السترة الرياضية، غطاء الشعر على شكل خمار، وسروال يشبه البنطال الرياضي، وجميعها مصنوعة بخامات تمنع الاحتفاظ بالماء و تكون سريعة الجفاف.
أسعاره لا تتجاوز 6000 دينار
كانت أسعار معظم ملابس السباحة ذات النوعية الجيدة في المتناول حسب ما لاحظناه، و تراوحت بالعموم بين 3500 و 6000 دينار، في حين وصل سعر المنتج المستورد إلى 8000 دينار، رغم تشابه التصاميم ونوعية الأقمشة، وهو ما شجع سيدات على اقتناء المنتج المحلي.
وذكرت رانية شابة عشرينية تحدثنا إليها، بأنها تفضل ملابس السباحة المصنوعة داخل الورشات المحلية لأنها جيدة و أقل ثمنا، متابعة بالقول « حتى المواد الأولية التي تصنع منها تكون أفضل في بعض الأحيان مقارنة ببعض المايوهات المستوردة التي تزيد من ناحية السعر و تقل من ناحية الجودة».
من جهة أخرى استحسنت السيدة راضية، التنوع والوفرة في الألوان والمقاسات والتصاميم الخاصة بملابس البحر، وقالت إنها صارت متوفرة بما يتناسب مع جميع الأذواق خصوصا في السنوات الأخيرة، وذلك بعدما كانت هذه الأزياء تقتصر على غير المحجبات ولا تراعي في تصاميمها طبيعة المجتمعات المحافظة، مؤكدة بأن كثيرا من السيدات كن يلجأن إلى تنسيق قطع الملابس العادية واستخدامها كزي للسباحة.
وحسب ما وقفنا عليه من خلال تتبع بعض صفحات المحلات المتخصصة في بيع ملابس البحر، وحسابات مصممات جزائريات، فإن هناك طلبا كبيرا على البوركيني، من طرف المحجبات و غير المحجبات، وذلك لأنه لباس بحر مريح حسب التعليقات.
وحسب مريم، مسؤولة تسويق إحدى صفحات البيع عبر الإنترنت، فإن خدمة التوصيل المنزلي و سهولة التعامل فيما يخص الدفع عند الاستلام، دفعت زبونات للتعامل بشكل دائم مع الصفحة وطلب أكثر من منتج.أما البائع شوقي، فأكد بأن السوق الإلكترونية أصبحت المنافس الشرس لأصحاب المحلات، لأن السلع لا تنفد والإقبال عليها كبير، كما أن الأسعار تكون منخفضة مقارنة بأسعار المتاجر، لأنها لا تشمل مصاريف إضافية تخص أعباء المحلات التجارية النظامية.