الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

يستقطب هواة من الجنسين: التصوير الفوتوغرافي نشاط يفتح آفاق شغل لجامعيين

يستهوي ميدان التصوير الفوتوغرافي جامعيين من مختلف التخصصات، يجدون في ممارسته متعة وفرصة للكسب، خاصة في ظل الإقبال على خدماته، بعد أن أصبح التصوير حلقة مهمة في الترويج التجاري للمحلات والأنشطة الحرفية، وأساسيا في إحياء مناسبات استقبال المواليد الجدد ومختلف المناسبات العائلية والاحتفالات المدرسية وحفلات التخرج، وهو ما تحدث بشأنه شباب، أطلقوا مشاريع فتية من الجامعة ليحققوا شهرة في عالم الصورة.

أسماء بوقرن

التصوير الفوتوغرافي من الميادين التي ازدهرت بشكل ملفت، بفضل مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص إنستغرام الذي أبرز أهمية الصورة ومدى تأثيرها في المتلقي، وروج لمظاهر احتفالية أساسها الصورة وهدفها الإبهار، كحفلات «بي بي شاور» و «جلسات تصوير حفلات التخرج وحفلات رياض الأطفال وغيرها، ما رفع بورصة المصور الفوتوغرافي وفتح باب المنافسة، التي أبرزت مهارة ومواهب شباب وطلبة وجدوا في هذا المجال ما يحقق دخلا ماديا خلال فترة العطل،حيث تفرغ شباب وشابات لممارسة التصوير بعد أن طوروا مهاراتهم واكتسبوا شهرة عبر المنصات التفاعلية.
مشاريع ولدت في مدرجات الجامعة

ومن بين هؤلاء الشباب عواطف جنحي، التي مارست هوايتها في التصوير الفوتوغرافي عند التحاقها بالجامعة، ووجدت في فترة العطل فسحة للاستمتاع بالتقاط الصور، قبل أن تتخصص في تصوير مناقشات المذكرات وحفلات التخرج، قائلة للنصر، بأن هذا المجال يستهويها منذ الصغر، لأنها حلمت دوما بامتلاك آلة ومعدات تصوير، فالتحقت بالجامعة سنة 2015، لتدرس ميدان علوم الإعلام والاتصال، تخصص سمعي بصري، لتجمع بين شغفها بالإعلام و مجال التصوير الفوتوغرافي، فاشترت آلة تصوير في السنة أولى من الدراسة، وبدأت في تطبيق ما تعلمته من تقنيات عبر إعداد وتصوير ربورتاجات تطبيقية، لتشتري بعدها بعض الإكسسوارات الضرورية لتحسين جودة العمل ، مثل ملتقط الصوت ومثبت الكاميرا.
قالت محدثتنا، بأنها لم تلم بكل الجوانب النظرية في بداياتها ولذلك لجأت إلى دورات تكوينية لتصقل مهارتها، فانتقلت إلى عدد من ولايات الوطن كالعاصمة وسكيكدة، أين تلقت تكوينا نظريا وتطبيقيا على يد مصورين محترفين، كما تعلمت تقنيات المونتاج، فكانت البداية من الصفر بتعلم دور كل زر في الكاميرا وكيفية استعماله، وطرق اختيار الوقت المناسب وضبط الإضاءة وكيفية تعديل الكاميرا بما يناسب الفضاء الذي ستلتقط فيه الصور وكذا اكتساب بعض المهارات المرتبطة بالتصوير الخارجي.
تحكم عواطف في أزرار الكاميرا وبراعتها في استعمالها، خلال فترة وجيزة شجعها لعرض خدماتها على زبائن، فكانت البداية من الحرم الجامعي، أين تعاملت مع طلبة ووثقت لحظات مهمة في مسارهم الجامعي، كحفلات التخرج ومناقشة المذكرات وجلسات تصوير الأصدقاء، وتدريجيا ارتفع معدل الطلب على خدماتها خصوصا في مرحلة الماستر، وكانت سنوات دراستها فرصة لتحقيق دخل مادي لتأمين تكاليف دراستها واقتناء معدات أكثر احترافية لتقديم عمل ذو جودة عالية، يساعدها على فرض مكانتها في ظل المنافسة و زيادة عدد الطلبة الذين يشتغلون في التصوير إلى جانب الدراسة. و ترى عواطف، أن لااعتماد على الفضاء الافتراضي للترويج للنشاط، ضرورة، ولذلك فقد استغلت واجهتها الافتراضية التي أطلقت عليها اسم « تيفاني فوتوغرافي»، لعرض كل ما تلتقطه عدستها، فشكلت ألبوما متنوعا من الصور، التي تروج للسياحة الداخلية كالمعالم الأثرية وجسور قسنطينة وبعض صور التراث المادي مثل الملاية، وأخرى لغروب الشمس بولاية سكيكدة، وشاركت بها في موقع خاص بالتصوير، وذلك سنة 2017، وهكذا توجت بالمرتبة الثانية لأحسن صورة، موضحة بأنها كانت تستغل العطل لتطوير مهارتها. إثراء ألبوم الصور لإبراز جودة العمل عبر الفضاء الرقمي، ألزم عواطف بتوسيع رقعة نشاطها وعدم حصرها فيما يطلبه منها الزبائن من خدمات، وذلك بالمشاركة في خرجات التصوير، كتلك التي تعرف بالعادات والتقاليد، فجمعت صورا كثيرة ذات قيمة تاريخية، لأن العمل الجاد في هذا المجال جعل عواطف تعشق ممارسة هوايتها التي اختارت أن تواصل العمل فيها بعد التخرج، حيث تستقبل عديد الطلبات خاصة في موسم الصيف، لتصوير الأفراح وحفلات النجاح وعقد القران وحفلات استقبال المواليد الجدد، وتسعى إلى المواصلة في ذات الميدان وإنشاء أستوديو للتصوير بمعدات احترافية عالية الجودة.
تحسين وضعي المادي دفعني لتأسيس «أس بي مومنت فوتوغرافي»

سمية بوغاشيش، صاحبة صفحة « أس بي مومنت» للتصوير الفوتوغرافي، حاملة لشهادة جامعية في العلوم القانونية بجامعة قسنطينة، وجدت هي الأخرى في هذا المجال ما يحقق دخلا ماديا، قائلة بأن حاجتها الكبيرة للمال جعلتها تبحث عن مهنة تزاولها بالتوازي مع الدراسة، فاختارت ولوج بوابة التصوير، وذلك خلال أزمة كورونا حيث وثقت حفل زفاف شقيقها بهاتف نقال، وفاجأت الجميع بمدى جودة الفيديوهات والصور، حينها فكرت بجدية في الانطلاق في هذا المجال، فاعتمدت على قنوات اليوتيوب الخاصة بمصورين محترفين يقدمون دروسا نظرية وطرقا تطبيقية لاستعمال الكاميرا والمونتاج، وكانت تطبق كل ما تتعلمه في محيطها العائلي، لتعرض بعدها خدمتها في مجموعة خاصة بالعرائس، وتستقبل بعدها أول طلب لتصوير مراسيم عقد قران.
وقالت سمية، بأنها كانت متحمسة جدا للقيام بذلك كأول تجربة مهنية، ظلت تفاصيلها في الذاكرة لتزامنها ويوم إجراء الامتحان كما عبرت، والجميل حسبها، أن هذين العروسين أقلاها إلى الجامعة بعد انتهاء المراسم ودفع لها أجرتها بحب، وكان ذلك أول راتب تتقاضاه من نشاطها و قدره 2000دج.

و يعد تأسيس صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي في نظر سمية، بمثابة أستوديو افتراضي للإعلان وعرض الخدمات، فأنشأت صفحة « أس بي مومنت فوتوغرافي» على إنستغرام وفيسبوك التي تظهر أعداد المتابعات، وعدد طلبات الحجز التي تصلها، والشهرة التي حققتها ودخولها مجال المنافسة على مستوى قسنطينة، مردفة بأن بلوغ الشهرة لم يكن سهلا، لما بذلته من مجهودات في سبيل صقل تجربتها عن طريق التعليم المتواصل والاطلاع على أحدث مستجدات التصوير، حتى في مواقع أجنبية لتقديم خدمات متنوعة للزبون وتحقيق الاختلاف، وذلك بقديم عدة عروض، بحيث تختلف قيمة العرض باختلاف عدد الخدمات، تبدأ العروض من 25000 دينار.
ولتوفير معدات وإكسسورات التصوير الأساسية، قالت سمية بأنها اعتمدت على ما حصلته منذ ولوجها المجال سنة 2021، حيث بلغت قيمة المبلغ المحصل 80 مليون سنتيم، خصصته لشراء معدات التصوير، مشيرة إلى أن

وظائف وأنواع الكاميرا تختلف، و كل نوع خاص بالتقاط صور معينة، مع ذلك تبقى مهارة المصور مطلوبة، معربة عن سعادتها بحجم الإقبال على خدماتها وطلبات المهتمين بالدورات التكوينية للاستفادة من تجربتها، رغم حداثتها، ولا تطمح كما قالت في المواصلة في تصوير الأفراح رغم تعلقها بالكاميرا، لما يترتب عن ذلك من تعب جسدي ونفسي، وتسعى لفتح أستوديو لتصوير.
احترافية التصوير الشباني تحفزني

سفيان يسعد، واحد من الشباب الذين شدهم محتوى مصورين شباب جزائريين وأجانب، نجحوا في إبراز مكانة المصور الفوتوغرافي والمؤهلات والمهارات التي يمتلكها، ما شجعه على ممارسة هوايته لتحسين وضعه المادي خلال فترة دراسته الجامعية بمعسكر تخصص لغة فرنسية، قائلا بأن التصوير كان بالنسبة إليه مجرد هواية يمارسها مع عمه، حيث كان يساعده بين الحين والآخر في الأستوديو الخاص به، بعدها رافق ابن عمه لتصوير حفلات الزفاف، وحينها اكتسب عدة تقنيات والتحق بجريدة رياضية أين اشتغل كمصور ومراسل صحفي، فوجد بأن التكوين الجيد أمر حتمي، واعتمد كذلك على قنوات اليوتيوب التعليمية ومواقع إلكترونية أجنبية لتعلم التصميم الجرافيكي، ويعمل حاليا على تعلم تقنيات تصوير الحياة البرية، حيث يتابع فيديوهات تعليمية لمصورين كبار محترفين في المجال.
محدثنا قال، إنه بعد تخرجه، لم يشأ أن يعتمد على التصوير كمصدر وحيد للدخل، وفضل ممارسته في وقت فراغه لتحقيق دخل إضافي وإثراء صفحاته الإفتراضية، بعد أن نال وظيفة مكلف بالإعلام على مستوى بلدية غريس بمعسكر. أ. ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com