قالت صاحبة أكبر معدل في البكالوريا بولاية سكيكدة، مرام بورنان أنها كانت متيقنة من الحصول على معدل عال لكنها لم تتوقع أن يكون الأفضل على مستوى ولاية سكيكدة و يصل إلى 19,15، مؤكدة، بأن أسئلة امتحانات بكالوريا شعبة تقني رياضي هندسة مدنية، كانت سهلة و في المتناول، لا سيما المواد العلمية ولم تتجاوز فترة الإجابة فيها ساعة ونصف.
ولم تخف محدثتنا، فرحتها الكبيرة بهذا التفوق الذي سيفتح لها آفاق مواصلة دراساتها في التخصص الأقرب إليها وهو تكنولوجيات الإعلام الآلي والذكاء الاصطناعي لتكون باحثة في المستقبل في هذا المجال، وهو ما يدعمها فيه والدها عبد النور، الذي استقبلنا برحابة صدر، في بيته العائلي ببن عزوز شرق ولاية سكيكدة، أين علمنا أنه أستاذ في قطاع التعليم وقد منح ابنته الكثير من الثقة والدعم لتحب النجاح وتسعى إليه، وهو ما عبرت عنه هي نفسها قائلة :" أنا جد سعيدة بهذا التفوق، لقد كان شعورا جميلا حين سمعت خبر نجاحي رغم أني كنت واثقة منه، لكني لم أتوقع معدلا عاليا جدا ومرتبة أولى ولائيا، رغم أني حلمت بذلك".
وعن تحضيرها لهذا الامتحان المصيري، أوضحت مرام أنها بدأت مبكرا وذلك لتفادي الوقوع في الضغط عند قرب الموعد وحضرت وقد راجعت ودرست جيد سواء في القسم مع الأساتذة بثانوية الشهيد قوتة لخضر، أو خلال حصص الدروس الخصوصية التي لم تكن مكثفة و اقتصرت على المواد الأساسية فقط كما أخبرتنا، مشيرة إلى أنها اعتمد كثيرا على المراجعة اليومية في البيت معلقة "كنت في بداية الأمر أخصص من وقتي فترة قليلة بين ساعة إلى ساعتين في اليوم للمراجعة، وأستعين أحيانا بالإنترنت في هاتفي النقال للبحث عن المراجع، ثم تضاعف الجهد بمرور الوقت ليصبح إجمالي ساعات المراجعة بعد الدوام المدرسي هو خمس ساعات لأنها برأيي كافية ليتمكن الإنسان من الاستيعاب، علما أن المراجعة الفردية مهمة جدا للحفاظ على التركيز و ضبط استراتيجية دراسة و الوقوف على الأخطاء و العمل على تجاوزها".
وفي يوم الامتحان أكدت مرام، أن الأمور كانت على ما يرام منذ البداية، ولم تشعر بأي خوف أو ارتباك أو توتر لأنها كانت على ثقة بأنها تعبت طيلة عام كامل من الدراسة والمراجعة، قائلة "كنت أشعر بأنني على استعداد كامل وجيد لهذا الموعد كما أن الأسئلة كانت سهلة، وقمت بالإجابة عليها بكل أريحية عدا اللغة العربية التي واجهتني خلال اختبارها بعض التعقيدات، بينما جرت الأمور بسلاسة في باقي المواد العلمية كالعلوم والرياضيات والفيزياء، إذ لم تتجاوز مدة الإجابة ساعة ونصف".
ولم تنس مرام، فضل والديها في هذا النجاح وقالت إنهما كانا سندا لها منذ الصغر خاصة وأنهما ينتسبان لقطاع التعليم، فوالدتها معلمة لغة فرنسية و هي حاليا مديرة مدرسة، وقد استفادت منها كثيرا واستعانت بها هذا العام، بينما دعمها والدها الذي تقاعد منذ مدة ماديا وتعب كثيرا في ذلك، كما منحها النصح والتوجيه و الثقة وبين الوالدان معا انسجاما وتفاهما كبيرين، كما أن أساتذتها والطاقم التربوي في الثانوية، كنوا داعمين ولهم من الفضل في نجاحها الكثير كما عبرت، لأنهم منحوها الدعم النفسي.
أما والها عبد النور، فأكد أن ابنته مرام، كانت متفوقة منذ الصغر وهي تقطف ثمار اجتهادها ومثابرتها في الدراسة، ومن ميزاتها أنها سريعة الحفظ والبديهة، وهو ما حقق الإعجاب والحيرة دائما لدى كل من تتلمذت على يده في الأطوار التعليمية الثلاثة، علما أن كل أساتذتها توقعوا لها مستقبلا زاهرا.
وبمرور السنوات قال، إن بوادر نبوغ مرام كانت تتجلى أكثر، ففي المتوسط والثانوي كانت الأكثر تميزا بين زملائها و حط إعجاب أساتذتها الذين كانت تحرجهم بأسئلتها أحيانا نتيجة لفطنتها وذكائها وسرعتها في الإجابة، "ففي ظرف ثانيتين تعطيك مرام الإجابة لأي سؤال في مختلف المجالات، كما أنها مولعة بحل مسائل وتمارين بكالوريا فرنسا ومختلف الدول" كما قال، علما أنها فتاة هادئة جدا.
و عن طموحاتها المستقبلية أكدت مرام، أنها تميل إلى دارسة تخصص تكنولوجيات الإعلام الآلي والذكاء الاصطناعي وعلم الروبوت، خاصة مع ما يشهده العالم من ثورة في هذا المجال ومع انفتاح الجزائر على هذا المجال، فهي تطمح لمواصلة دراستها العليا لتكون باحثة وإطار في هذا التخصص.
كمال واسطة