يستقطب المجمع الترفيهي سلامة بارك، بعين مليلة بولاية أم البواقي، العشرات من العائلات قبيل الدخول المدرسي بأيام قليلة، ورغم قرب نهاية موسم الاصطياف، إلا أن هذا المرفق الترفيهي لا يزال قبلة عائلية مفضلة لسكان الشرق، بفضل الخدمات التي تقابلها أسعار في المتناول، سمحت له بالحصول على شارة الامتياز في منطقة لم تتعود على اجتذاب السياح إليها.
إعداد: حاتم بن كحول
حقق هذا المجمع الذي يتكون من فندق 4 نجوم وعدة مسابح مزودة بألعاب ومزالق وشاطئ اصطناعي شهرة واسعة في الشرق الجزائري، وحجز مكانا ضمن قائمة المناطق الترفيهية الأكثر استقطابا للسياح هذا الموسم، خاصة وأنه قبلة للعائلات القاطنة في عدة ولايات مجاورة لأم البواقي، على غرار باتنة، تبسة، خنشلة، قسنطينة وميلة.
عروض ترفيهية و تخفيضات
ومع نهاية موسم الاصطياف، أطلق هذا المجمع تخفيضات خاصة بالإقامة في فندقه المصنف بـ 4 نجوم، والمكون من 95 غرفة وجناح عائلي، وهي عروض أغرت العديد من العائلات و ضاعفت الاستقطاب كنا وقفنا عليه خلال زيارة للمرفق.
ومن بين العروض التي يقترحها المجمع على زبائنه، تحديد سعر الإقامة لليلة بـ 4350 دج للشخص الواحد، تشمل وجبتين هما فطور الصباح والعشاء، مع برمجة سهرات عائلية مساء في الفندق، إلى جانب أنشطة ترفيهية للأطفال من تقديم مهرجين ومبدعين في ألعاب الخفة. كما يمكن للعائلات المقيمة في الفندق أن تستفيد من الدخول مجانا إلى الحديقة المائية بداية من الساعة التاسعة صباحا وإلى غاية السابعة مساء، وتتوفر الحديقة المائية على كل مقومات الراحة، لقضاء فترة مميزة طيلة اليوم، وخاصة بالنسبة للأطفال والشباب الذين يغتنمون الفرصة للاستمتاع بألعاب مختلفة ومتنوعة.
أما بخصوص العائلات غير المقيمة في الفندق، فيمكنها الاستفادة من الخدمات المقدمة بالحديقة المائية، مقابل أسعار تنافسية تتمثل في 1000 دج للأطفال الصغار و1500 دج للكبار، أما الرضع والمسنون فيسمح لهم بالدخول مجانا.
وتمكن هذه التسعيرة من الولوج إلى شاطئ اصطناعي واسع يزيد عمقه كلما توغلت فيه أكثر، وهو مزود بمراوح كهربائية تحرك أمواجا اصطناعية في تجربة لا تختلف كثيرا عن الشواطئ الحقيقية، سوى في جانب الأرضية الإسمنتية التي تعوض رمال البحر.
متنفس عائلي بامتياز
زارت النصر، الحديقة المائية، لاكتشاف الأجواء داخل هذا المتنفس الفريد من نوعه في ولاية أم البواقي، ووقفت على إقبال كبير للعائلات رغم اقتراب موعد الدخول المدرسي، وقبل الوصول إلى مدخل الحديقة لاحظنا توفر المجمع على حظيرة كبيرة لركن السيارات اتضح أن خدماتها مجانية، وقد كان في الاستقبال شباب يرحبون بالعائلات بحفاوة، وبمجرد دخولنا إلى المرفق الترفيهي، قابلنا مسبح كبير الحجم مزود بألعاب متنوعة ومختلفة، بعضها يأخذ شكل حيوانات على غرار الضفدع والدلفين، كما أن المسبح مزود بمزالق صغيرة الحجم تتيح للأطفال فرصة الاستمتاع دون خطر، خاصة وأن ارتفاع منسوب المياه لا يتجاوز 50 سنتيمترا.
ويعتبر هذا المسبح الأكثر استقطابا للأطفال لتوفره على ألعاب مختلفة تضمن لهم فرصة الاستمتاع بالتواجد داخل الفضاء الواسع، مع توفر كراس وطاولات للأولياء في محيط المسبح، وهو ما يسهل مهمة مراقبة الصغار طيلة اليوم، علما أنه يحق لكل عائلة اختيار المكان الذي يناسبها للجلوس.
كما تتوفر الحديقة على مسبح صغير خاص بالراشدين، إلا أن الإقبال عليه ضعيف جدا، بسبب طريقة إنجازه الكلاسيكية وموقعه المحاذي لمدخل الفندق.
وجدنا خلال جولة داخل الحديقة، مسبحا آخر للأطفال، يتوفر على قوارب بلاستيكية تعمل يدويا، وكان الإقبال عليه متوسطا، وقد ميزه منسوب المياه الذي لا يزيد عن 40 سنتيمترا، والذي يسمح للأطفال ما دون سن الرابعة من اللعب بحرية وبدون خوف، مع سهولة استخدام القوارب الصغيرة أيضا.
ألعاب لكل الفئات ومغامرة لا تمل
عند التوغل لأمتار قليلة صادفنا شاطئا اصطناعيا يعتبر الأكثر استقطابا للعائلات لتوفره على طاولات وكراس قابلة للاستعمال كأسرة تغطيها مضلات موزعة بشكل جميل ومنظم، وهو مكان يعرف حركية نظرا لنوعية المسبح الكبير الذي يستوعب كل الفئات العمرية، علما أن كل مسبح يتوفر على عون أمن وعون سباحة وعون مراقبة الأطفال.
وبمواصلة المغامرة داخل الحديقة وعلى بعد أمتار أخرى، يخيل لك أن هناك مشكلة ما في الجوار، فكلما اقتربت تعالى صراخ الناس، تلي ذلك قهقهات تمزج بين الشعور بالخوف والمتعة في آن واحد، ليتضح لك عند الوصول إلى وجهتك، أنها أجواء ركوب المزالق الكبيرة. لاحظنا أن اللعبة مزودة بسلالم أرضية تؤدي إلى الطابق الثاني ثم الثالث، ومنها ينزل مستعملها من ارتفاع معتبر عبر مزالق مختلفة الحجم ومتنوعة الحركة، تأتي في منحدر يجعل راكبها يتخيل أنه سيسقط أرضا ليجد نفسه أمام منحدر آخر أو منعرج يسبب له حالة حماس تجمع بين الذعر والاستمتاع في آن واحد، ليستمر ضخ الأدرينالين إلى غاية الوصول إلى بركة مائية تشكل محطة نهاية.
ورغم الصراخ والشعور بالخوف، إلا أن الأطفال والشباب غالبا ما يعيدون الكرة، و يتوجهون مباشرة إلى السلالم المؤدية إلى نقطة الانطلاق مجددا طلبا للذة المغامرة ونشوة الحماس، خاصة وأن هذه اللعبة تتوفر على 3 مزالق مختلفة كل واحدة أنجزت بهندسة متنوعة وتؤدي إلى مسبح مختلف.
وقد لاحظنا أن اللعبة تستقطب كل الشرائح العمرية سواء الأطفال أو الشباب أو الكهول الذين يرافقون أبناءهم خلال هذه المغامرة الفريدة من نوعها، ويوجد من يستعمل عوامات بلاستيكية لتسريع التزحلق، علما أن هناك من أعوان المجمع من يشرفون باستمرار على تنظيم عملية استعمال المزالق بداية من الساعة الحادية عشرة صباحا، فيطلقون إشارة نزول الفريق الأول المتكون من 3 أشخاص عبر صافرة قوية وإلى حين وصوله وابتعاده عن موقع الوصول، يعطي المشرف الإشارة مجددا للفريق الثاني لضمان عدم اصطدام مستعملي هذه الأنابيب البلاستيكية.
مقاه و مطاعم وخدمات أخرى
أما من حيث الخدمات المقدمة على غرار المطاعم والمراحيض وغرف الاستحمام، فلم تجد العائلات التي كان عددها يرتفع بمرور الوقت، أية صعوبة في الاستفادة منها، حيث يتوفر المجمع على مطعم يقدم الأكل السريع والمشويات والمشروبات على اختلافها، كما يوجد به مقهى يقترح خدمات بأسعار في المتناول.
وتتوفر الحديقة المائية أيضا، على مصلى للرجال وآخر للنساء، ومراحيض وغرف استحمام لكلا الجنسين، مزودة بالمياه وكل المتطلبات الضرورية، ويمكن استغلال تلك الحجرات لتغيير الملابس، وهو ما يمنح العائلات الراحة التامة في ارتداء ملابس السباحة عوضا عن ارتدائها في المنازل وتكبد عناء التنقل بها لعشرات الكيلومترات وصولا إلى الحديقة المائية.
وتتميز هذه الحظيرة الترفيهية بأجواء عائلية مرحة، إضافة إلى الترفيه الموسيقي وفقرات موجهة للأطفال يقدمها مهرجون يعرضون مسرحيات ويقومون بحركات مضحكة فضلا عن الرسم على الوجوه، وهو ما يجعل التفاعل كبيرا من قبل الصغار.
الألعاب المائية تصنع الاستثناء
جمعتنا دردشة مع بعض زوار المرفق، حول سبب اختيارهم له، فأخبرنا رب أسرة من ولاية خنشلة، أنه يفضل المكان لعدة اعتبارات أهمها الطابع المحافظ و العائلي، إضافة إلى أن الأسعار مناسبة جدا مقارنة بما يكلفه يوم على الشاطئ.
وأكد آخر من قسنطينة، كان رفقة زوجته وأبنائه الثلاثة، أنه يفضل الحديقة لأجل المتعة التي تضمنها الألعاب المائية، ناهيك عن قرب المرفق من ولايته مقارنة بالمسافة نحو الولايات الساحلية، وهو ما يجنبه عناء السياقة لمسافات طويلة في عز الحر، خصوصا أثناء رحلة العودة التي يكون فيها مرهقا في الغالب.
مضيفا، أن الشواطئ جميلة ولكن المكوث فيها لمدة طويلة يشعره بالحر خاصة وأن انعكاس الحرارة على الرمال يزيد المعاناة أكثر، لذلك يفضل الشاطئ الاصطناعي.
وتحدث منير، شاب ثلاثيني عن سر اختياره للمجمع، موضحا أن المكان يتوفر على ألعاب مائية متنوعة ومختلفة، وهو ما يتيح لأطفاله فرصة اللعب طيلة اليوم دون ملل، ناهيك على توفر غرف لتغيير الملابس وغرف للاستحمام بعد نهاية اليوم، تفتقر إليه أغلب الشواطئ الشرقية.
ورغم المزايا العديدة المذكورة، إلا أننا سجلنا بعض السلبيات أوالتحفظات المتمثلة في عدم تنظيف الطاولات والكراسي، وانتشار الحشرات والأوساخ في مياه المسبح المخصص للأطفال والمزود بالمزالق الصغيرة، إضافة إلى ضعف شبكتي الهاتف والإنترنت، كما تبقى الخيارات في المطعم الوحيد الواقع في هذه الحديقة محدودة، رغم أن قائمة الآكل المعلقة على الواجهة طويلة ومتنوعة.