الجمعة 8 نوفمبر 2024 الموافق لـ 6 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

حلقة وصل بين عديد القطاعات: متصرف الشاطئ.. عين ساهرة على راحة المصطافين


يعتبر متصرف الشاطئ، العين الساهرة على الشاطئ والمكلفة بمراقبة وتنظيم النشاط فيه، وهي مسؤولية يعمل على أدائها على أحسن وجه، شباب يتم تعيينهم في هذا المنصب لضمان موسم اصطياف ناجح رغم كل الصعوبات، وذلك بحسب ما يؤكده متصرفون على مستوى شاطئ بوالنصر، بالقنار نشفي بجيجل، اختيروا الأفضل خلال الموسم الفارط.
كـ. طويل

دور توعوي و تحسيسي مهم
استحدثت وزارة الداخلية منصب متصرف الشاطئ لمتابعة سير موسم الاصطياف، بالاعتماد على أعوان يشتغلون بالتنسيق مع كل المصالح ذات الصلة على غرار مصالح الأمن والحماية المدنية، ويعول على متصرف الشاطئ كثيرا فيما يخص ضمان النظام و الحرص على تجنب ما قد يسبب الإرباك للمصطافين، ويعد دوره التحسيسي والتوعوي مهما جدا، لاتصاله المباشر بمختلف شرائح المواطنين.

ويعمل المتصرف كما شرح لنا الأعوان الناشطون بشاطئ بوالنصر،على استقبال انشغالات المصطافين وتسجيل شكاويهم و المحافظة على سلامتهم وصحتهم.
وقد تم بجيجل، تكوين عدد من المتصرفين فضلا عن مضاعفة عددهم على مستوى الشواطئ وذلك نظرا لفاعلية دورهم خلال المواسم الماضية، وتشمل عملية تكوين المتصرفين، تركيزا على عديد المقاييس مع تكييف برنامج عملي يتماشى مع تطلعات السلطات العليا وكذا النظرة المحلية، بغية تحسين ظروف الاصطياف والتحضير الجيد له في كل مرة، عبر ضمان راحة المصطافين و سلامتهم و كذا العمل على إزالة النشاطات غير القانونية عبر الشواطئ، و السهر من أجل الحفاظ على الأمن و السكينة.
وعليه، فقد بادرت مصالح مديرية التكوين بالتنسيق مع عدة شركاء إلى توفير تأطير نوعي لمتصرفي الشواطئ، وفق برنامج يتضمن ستة مقاييس، تتمثل في دراسة النصوص التنظيمية المسيرة للشواطئ، وأمن و سلامة المصطافين والتنسيق بين القطاعات، واحترام مخطط تهيئة الشواطئ وشروط النظافة الصحية للمواد الموجهة للاستهلاك، فضلا عن التنشيط السياحي و التوجيه و دليل متصرف الشاطئ، كما تم إدراج المقياس السادس و المتمثل في البيئة و النظافة بعد إعداد البرنامج التكويني.
تنشيط سياحي و ترويج إعلامي
من جانبها، بادرت جمعية السفير للسياحة، إلى تكوين متصرفين على مستوى بلدية جيجل، في مجال التنشيط السياحي و الترويجي الإعلامي للشاطئ، وهي خطوة أولى من نوعها على الصعيد الوطني، وقد لقيت استحسان المتصرفين بالولاية.

كما، أعدت السلطات المختصة، دليلا موجها لمتصرفي الشواطئ يضم مختلف المهام الأساسية، على غرار التنسيق مع مختلف المتدخلين لمتابعة سير موسم الاصطياف، وبالخصوص المجالات التي تمس تهيئة الشاطئ.
ويتعين على المتصرف بموجب ذلك، الحرص على احترام قواعد دفتر الشروط الخاص بالأماكن المستغلة، (حق الامتياز ورخصة الاستغلال) و الوثائق الخاصة بالنشاطات المختلفة التجارية و الثقافية و الرياضية والسياحية، ناهيك عن الإبلاغ عن أية تجاوزات فيما يتعلق بعدم احترام الشروط المنصوص عليها في اتفاقية الاستغلال لمزاولة أي نشاط موسمي.
بالإضافة إلى ذلك، تشمل المسؤوليات حفظ الصحة والنظافة العمومية و كذا السلامة وأمن المصطافين، إذ يقوم متصرف الشاطئ بإعلام المصالح المختصة بكل التجاوزات مع التبليغ عن أية مخالفة لمبدأ مجانية الدخول إلى الشاطئ أو المساس بها، أو تنصيب غير مرخص على مستوى الشاطئ، ويقوم بالتدخل بالتنسيق مع مصالح الأمن والدرك مع الاتصال والتحسيس.
ويتوجب عليه أيضا، الاحتكاك الدائم بالمصطافين، للوقوف على مشاكلهم وانشغالاتهم اليومية.
و نظرا لأهمية دور هؤلاء الأعوان، فقد قررت السلطات الولائية، تنظيم مسابقة لأحسن أداء، انتهت باختيار متصرفي شاطئ بوالنصر بالقنار نشفي، كأحسن متصرفين خلال الموسم الماضي، إذ عملت لجنة خاصة على تقييم الناشطين عبر اعتماد سلم تنقيط خلال خرجات رقابية.
منير و عادل الأفضل خلال الموسم

توجهنا، نحو شاطئ بوالنصر ببلدية القنار نشفي، قصد الإطلاع أكثر على مهام عادل و منير اللذين تحصلا على جائزة أحسن متصرفين خلال السنة الفارطة. قد لاحظنا عند صولنا إلى الشاطئ أين يعملان، بأن المكان هادئ و منظم و نظيف بشكل جميل، مع غياب مظاهر احتلال الشواطئ المعهودة من قبل مافيا الشمسيات و الحظائر. تقربنا من مصطافين و سألناهم عن مهام متصرف الشاطئ، فأجمع كل من تحدثنا إليهم، على أن لمتصرفي شاطئ بوالنصر أهمية كبيرة وأنهم يستحقون العلامة الكاملة لحسن الأداء، حيث تجدهم طوال اليوم في المنطقة يرافقون العائلات ويستجيبون لانشغالاتها، كما يعلمون على تنظيم كل تفصيل كبير أو صغير على الشاطئ.
قال مصطاف من الجزائر العاصمة، إنه الموسم الأول الذي يكتشف فيه وجود أعوان يحملون هذه الصفة على الشواطئ، وقد علم من أحدهم أنه منصب مستحدث قبل مدة ليست بطويلة، معلقا أنه لم يسبق له أن شاهده عبر الشواطئ التي زارها أو عند زيارته لشاطئ بوالنصر سابقا، أعوانا رسميين ينظمون الحركية في المكان.
و أضح، أنه اكتشف هذه المهنة بفضل الأداء الجيد لمنير و عادل، دائمي التواجد على مستوى المنطقة، و اللذين ساهما حسبه في الترويج للمنصب و التعريف فيه، وقد استحسن كثيرا التأثير الذي يخلفانه بمجرد مرورهما وقال إن وجودهما يبعث على الشعور بالاطمئنان.
وتحدث مصطافون آخرون، عن أهمية الرجلين وقالا إن عملهما مهم جدا وتبدو قيمته من خلال الظروف الحسنة على الشاطئ و الغياب الكلي لمستغليه غير القانونيين، ناهيك عن تراجع السلوكيات غير الأخلاقية التي كانت تسجل في السابق. وحسب المتصرف منير، فإن النتائج المحققة هي عصارة جهد والتزام من قبله وقبل زملائه، مشيرا إلى أنه بدأ مهامه على الشاطئ قبل عامين بعد تكليفه من طرف مصالح البلدية، وقد تكللت جهوده هو من معه بالتتويج بجائزة أحسن متصرفي الشواطئ. وأوضح، أنهم يحاولون تقديم خدمات نوعية للمصطافين لضمان راحتهم، سواء ما تعلق بالحرص على النظافة أو التأكد من وجود الأمن. أسر لنا، أنه كان متخوفا للغاية في بداية الأمر كونه لم يطلع على مهام متصرف الشاطئ سابقا، حتى إنه لم يكن يفقه طبيعة دوره الأساسي، معلقا:»عندما نزلنا إلى الميدان وأدركنا الواقع و المهام المسندة إلينا، بدأت الصورة تتضح أكثر فهو عمل تجيده بعد الممارسة، وقد تعلمت اليوم كيف أنجز واجبي و أتحمل مسؤوليتي، وأن سعيد بما أقوم به وأتقبل مهامي بصدر رحب».
أضاف محدثنا،بأنهم يتواجدون يوميا على الشاطئ وينشطون بحماس منذ الصباح الباكر، مشيرا إلى أنهم كمتصرفين، يعتبرون واجهة للسلطات وعين من أعين الدولة مهمتها حراسة الشواطئ و حماية سلامة المصطافين.
لهذا نحن الأحسن في مدينة جيجل
وأضاف، بأن السبب وراء اختيارهم كأحسن متصرفي الشواطئ، هو نجاحهم في أداء مهامهم كاملة، حيث حولوا شاطئ بوالنصر إلى وجهة عائلية بامتياز، مع توفير مختلف الخدمات وممارسة واجباتهم بصرامة لمنع التجاوزات. وقد ساهمت الدورات التكوينية التي تلقوها كما أخبرنا، في تحسين أدائهم لمهامهم، فلم يجدوا صعوبات كبيرة في التعامل مع المصطافين وحتى الشباب الناشطين تجاريا في المنطقة كونهم في الأصل من أبنائها، ويعرفون الجميع تقريبا، حيث يحاولان هو و زميله مثلا، حث الباعة على التصرف بطريقة إيجابية ولائقة أكثر مع المصطافين. و ذكر عادل متصرف شاطئ بوالنصر، أنه تولى مهامه خلال موسمين متتالين، حيث ركز في بادئ الأمر على فهم طبيعة الوظيفة ثم بدأ في ممارستها وفق ما تتطلبه الظروف، مضيفا، بأنه هو وزملاؤه لم يواجهوا صعوبات كبيرة على اعتبار أنهم من أبناء الأحياء المحيطة بالشاطئ، كما أنهم تعلموا كيفية التواصل و تنظيم العمل خلال دورات التكوين التي استفادوا منها في عديد المرات. وقال، بأن أهم جزئية تتعلق بعمل المتصرف هي تعلم كيفية التعامل مع مختلف الذهنيات.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com