حذر أخصائي الصحة العمومية، الدكتور محمد كواش من الاستخدام اللاواعي و المفرط لمزيلات العرق، كما أوضح بأن التعرق هو ظاهرة طبيعية في جسم الإنسان، مشيرا إلى بدائل صحية تساعد على تجنب الروائح غير المرغوب فيها دون الإضرار بالصحة.
إيناس كبير
يتوجه أفراد إلى اقتناء مستحضرات ومواد مزيلة للعرق، كما يوجد من لا يستطيع الاستغناء عنها فيضعها في حقيبته لاستخدامها كل ما اضطر لذلك، وبسبب غلاء أثمان العلامات المعروفة و الأكثر فعالية، يضطر البعض إلى اقتناء مواد مجهولة المصدر، تُباع فوق طاولات على الأرصفة، أين تكون معرضة للشمس طوال النهار، وهو ما يسبب أمراضا خطيرة جدا، أولها سرطان الثدي خصوصا عند استخدامها مباشرة فوق جلد رطب.
وقد نبه أخصائي الصحة العمومية، الدكتور محمد كواش، إلى أن مزيلات الروائح أو مضادات الروائح هي مواد كيميائية تكون في بعض الأحيان مقلدة ومجهولة المصدر، وأضرارها كما قال أكثر من منافعها، خصوصا ما يباع بطريقة عشوائية، أو المنتجات المعروضة تحت أشعة الشمس والتي يختارها زبائن بناء على ثمنها الزهيد.
وكشف كواش أن الأطباء يستقبلون حالات خطيرة بسبب هذه المنتجات كما هو الحال على مستوى العيادة التي يشتغل بها، وتتمثل أكثر الأعراض في حساسية الجلد المفرطة، والطفح الجلدي و الحكة الجلدية، والتعفنات الجلدية التي تكون خطيرة جدا أحيانا، ناهيك عن التعفنات البكتيرية لدى الأشخاص الذين يستخدمونها بعد الحلاقة أو بعد الاستحمام مباشرة دون تجفيف البشرة، أو الذين يتعرقون كثيرا، وبالتالي تحصل تفاعلات كيميائية مع العرق أو مع الجلد الحساس خصوصا لدى أصحاب البشرة البيضاء، أو عند تعرض البشرة لجروح أثناء الحلاقة ما يؤدي إلى تعفنات خطيرة.
وذكر الأخصائي أيضا، حالات من الإكزيما الحادة والمزمنة، وكذا الحساسية التنفسية، وقال إن هناك حالات كثيرة لأشخاص بقوا يعانون من هذه التبعات لسنوات.
ويمنع استخدام هذه المواد لدى النساء واللواتي يعانين من بعض المشاكل على مستوى الثدي كما قال أخصائي الصحة العمومية، موضحا بأن منطقة تحت الإبط هي مكان خطير جدا بسبب تواجد الغدد اللمفاوية الخاصة بالمناعة، ما يؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي أو سرطان الغدد اللمفاوية.
وأرجع كواش، تأثر الثدي هكذا مواد إلى تركيبته الحساسة، لذلك ينصح بالانتباه في حالة ظهور أعراض لانتفاخ الغدد اللمفاوية عند الإبط، والتي تشير إلى وجود مشكلة، وفي هذا السياق نصح بعدم استخدام المرضعات لمزيلات العرق في هذه المنطقة، إذ يمكن أن تمر مواد كيميائية عبر البشرة ويمتصها الدم، وعندما تكون الأوعية نشطة جدا قد تؤثر على الحليب الذي يستهلكه الرضيع، كما يمكن أن تتفاعل هذه المواد مع الهرمونات التي تكون في حالة نشاط عالية جدا.
مردفا بأن مزيلات العرق غير منصوح بها لدى الأطفال الصغار أيضا، خصوصا في مرحلة النمو، وأصحاب البشرة الحساسة، والأشخاص الذين يعانون من حساسية لمختلف المواد الكيميائية.
تجنب استخدام مزيلات العرق مع العطور
وقال كواش إن بعض المستهلكين يرتكبون أخطاء كثيرة أثناء استخدام هذه المواد، منهم من يجمع بينها و بين العطور و»البودرات»، أو يجمع بين علامات مختلفة لمزيلات العرق و كلها مواد كيميائية تحدث تفاعلات ضارة.
كما أشار، إلى ضرورة الانتباه الجيد أثناء اختيار مزيل العرق، والأفضل استشارة أخصائي تجميل أو طبيب جلد، والاعتماد على علامات معروفة وتجنب المنتجات مجهولة المصدر وغريبة الشكل التي تباع في الطاولات والأزقة وتروج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن قراءة التركيبة والانتباه للمكونات التي يمكن أن تكون مسرطنة، واستبدال المنتجات الكيميائية بأخرى طبيعية خالية من المواد الحافظة الملونة.
وعن الطريقة الصحيحة لوضع مزيل العرق، أفاد الأخصائي، بأنها تكون بعد الاستحمام والتجفيف الجيد لمنطقة الإبط، فيما تحدث عن الاستعانة ببدائل أكثر أمانا مثل الاستحمام المتكرر، واستخدام صابون عادي مفيد لتجنب التعرق، والاهتمام أيضا بنوعية الملابس وارتداء القطنية والفضفاضة، وذات الألوان الفاتحة لتجنب التعرق، وكذا شرب الماء وعدم التعرض لأشعة الشمس خصوصا في وقت الذروة.
التعرق حالة طبيعية وإيجابية
وتتفاوت درجة التعرق من شخص إلى آخر، بحسب ما شرحه أخصائي الصحة العمومية، وربط ذلك بمجموعة من العوامل، منها الوراثية ومنها ما يخص البنية الجسدية فأصحاب الوزن الزائد حسبه، هم أكثر تعرقا كما يفرز العرق بفعل النشاط والمجهود البدني ويكون من يعانون السمنة أكثر تعرقا من الأشخاص العاديين.
وتتدخل طبيعة الوجبات التي يتناولها الشخص في درجة التعرق، خصوصا الأطعمة الذهنية والمشروبات الغازية، ويكون الرجال أكثر والبالغون أكثر تعرقا من النساء من الأطفال.
وذكر الطبيب كذلك، الحالة النفسية مثل القلق والتوتر، والتدخين والمنبهات، والمناطق الجغرافية فالأشخاص الذين يعيشون في المناطق الرطبة يتعرقون أكثر من الذين يعيشون في المناطق الجافة.
وأوضح كواش، بأن التعرق أمر إيجابي، أي أن الجسم يتعرق للترطيب ولكي يحافظ على درجة حرارته العادية خصوصا أثناء ارتفاع حرارة الجو حيث يقوم بإخراج الماء. كما ينصح به الأطباء وفقا للمتحدث، لأنه يسمح للجسم بالتخلص من السموم والأمراض، والتعرق أمر إيجابي للمرضى، فعندما يظهر تعرق شديد لديهم سواء في النهار أو الليل، فذلك مؤشر إيجابي يدل على أن الجسم استجاب للعلاج وأنه في طور الشفاء.