عرفت فعاليات الطبعة 13 لعيد زربية آث هشام ، وذلك على مستوى مدرسة القرية الواقعة بمرتفعات بلدية آث يحيى في دائرة عين الحمام بولاية تيزي وزو، تكريم الحرفيات اللواتي صمدن أمام هذه الحرفة العريقة، حيث يعملن من خلالها على تخليد التراث الثقافي التقليدي للمنطقة.
وعرضت الحرفيات اللواتي شاركن في هذا الحدث السنوي، مختلف أنواع الزرابي التي يقمن بنسجها يدويا والتي تشتهر بها قرية آث هشام التي تعتبر مهدا لصناعة الزربية.
ودعت السيدة فتيحة بن عيسي، عضوة بالجمعية النسوية «أزطا» لصناعة زربية آث هشام، السلطات العمومية إلى دعم الحرفيات للحفاظ على هذا الموروث المادي والترويج لفن النسيج التقليدي وهذا الزخم الثقافي الذي لا يقدر بثمن، مؤكدة أن زربية آت هشام فن يجب إنقاذه، مع العلم أن إنشاء مدرسة النسيج في هذه القرية يعود إلى عام 1892 .
وأكدت العديد من الحرفيات اللواتي شاركن في هذه التظاهرة، أن حرفة حياكة الزرابي تواجه العديد من العقبات التي تنذر باندثارها لا سيما المتعلقة بالتسويق وغلاء أسعار المواد الأولية ونقصها مثل الخيوط الأصلية والصوف الذي يجب الحصول عليه من أماكن بعيدة وبأسعار باهظة، حيث يعتمدن على الصوف الاصطناعي لنسجها، وهو ما يؤثر سلبا على سعر بيع الزربية، وأكدن أن هذا النشاط اليدوي، كنز قد يختفي يوما ما إذا استمرت الظروف الحالية و إذا لم يتم دعمه من طرف المعنيين لحمايته وتعزيزه.
من جهتها، أكدت الحرفية زينة، التي امتهنت حياكة الزرابي منذ الستينيات، أن هذه الحرفة ساعدتها على تجاوز مرحلة الفقر التي كانت تعاني منها عائلتها بعدما توفي زوجها، ولا تزال تستمتع بحياكة الزرابي إلى يومنا هذا رغم تقدمها في السن ورغم مشقته للحفاظ على الزربية من الاندثار والحفاظ عليها كتراث مادي شاهد على حضارة متجذرة عبر الزمن، موضحة أن فن صناعة الزربية ينتقل من جيل إلى جيل لضمان استمراريته، مضيفة أنها تمكنت من تعليم أكثر من 300 فتاة خلال عدة سنوات، بالرغم من أن هناك فتيات يرفضن تعلم هذه الحرفة التي تعتبرها مرهقة وغير مربحة في وقتنا الحالي.
وأشارت، إلى أن زربية آث هشام التي تشتهر بأشكالها الهندسية وألوانها الجميلة وأحجامها المختلفة، تنسجها المرأة يدويا بكل حب بأناملها السحرية رغم المشقة، ويعكس هذا النشاط بالنسبة للمرأة الإرث الثقافي المفعم المعاني والتعابير، مشيرة إلى أن الزربية تعتبر ديكورا للبيوت وهي مصاحبة لأهل منطقة آث هشام، في أفراحهم وأعراسهم وأحزانهم وتستخدم للجلوس وكغطاء للحماية من البرد، وتكون مفروشة دائما للضيوف، كما أنها ضرورية في جهاز العروس.
للإشارة، فإن شهرة زربية آث هشام، اقتحمت المعارض الدولية ونالت سمعة مشرفة نظرا لجمالها وإتقان حياكتها، وحسب حرفيات المنطقة فإن لهذه الزربية علاقة وطيدة بمهارات النساء في منطقة القبائل الحرفية حيث تعد «غنيمة آيت اسعد» التي ولدت في 5 أوت 1924 وتوفيت يوم 3 جانفي 1993، واحدة من أكثر نساء القرية رمزية، ولها حسبهن، الفضل في صمود واستمرارية حرفة حياكة زربية آث هشام، حيث شاركت في عدة معارض داخل وخارج الوطن بمنتجاتها وتحصلت على عدة ألقاب وشهادات، وكانت قد أشرفت على مدرسة القرية للنسيج بعدما أعيد فتحها عقب الاستقلال، وتمكنت من تكوين عدة أجيال من الفتيات في حرفة الزرابي، مما سمح بالحفاظ على هذا التراث وتأمين سبل عيش العديد من العائلات، بالإضافة إلى تثمين الزربية وتسويقها لفائدة الحرفيات اللواتي يشتغلن في يوتهن.
سامية إخليف