أكد أمس مختصون في المجال الصيدلاني نشطوا فعاليات يوم وطني حول المجال بجامعة قسنطينة3، على أهمية الصيدلة في جميع المجالات والقطاعات، باعتبارها عنصرا محوريا في تحسين الصحة العامة، كما سلطوا الضوء على أحدث الابتكارات والتطورات في مجالات علم الأحياء والصحة والنشاط الصيدلاني الاستشفائي، والبحث والتطوير في الصناعة الصيدلانية، بالإضافة إلى دور الشركات الناشئة في هذا المجال.
تستمر التظاهرة ليومين، وتعد الأولى من نوعها بقسم الصيدلة بكلية الطب بجامعة قسنطينة 3 صالح بوبنيدر، وقد تناول المتدخلون في أولى جلساتها مواضيع متنوعة مثل دور الكيمياء الحيوية في الطوارئ، والعوامل المسببة لمقاومة الأنسولين، ومساهمة علم المناعة في تشخيص الحساسية، بالإضافة إلى التحاليل الخاصة بالأمراض المناعية غير العضوية، وتأثير التغيرات الجينية على الرعاية الصحية للحوامل ونقل الدم.
أما الجلسة الثانية، فقد ركزت على أمراض الدم الخبيثة، وتحديات مقاومة المضادات الحيوية، فضلا عن أهمية الاختبارات التشخيصية الجديدة، وأخطار العدوى الفطرية في المستشفيات، مع استعراض لممارسات التداوي الذاتي في علم الفطريات والطفيليات.
وأكد الأخصائي في أمراض الدم بالمستشفى الجامعي بقسنطينة، ومنظم التظاهرة، خالد بوزندة، أن الأيام العلمية الأولى لكلية الصيدلة بقسنطينة تهدف إلى التعريف بهذا التخصص ومجالات عمله على مستوى العلوم الطبيعية والبحث العلمي والصناعة الصيدلانية والصيدلة الاستشفائية مشيرا، إلى أن هذا التخصص " متعدد التخصصات" ويعتبر عنصرا محوريا في تحسين الصحة العامة.
وأضاف بوزندة، أن البرنامج الذي تم وضعه يشمل مختلف المجالات مثل البيولوجيا والصحة، والنشاطات الصيدلانية في المستشفيات وكذلك البحث والتطوير في العلوم الصيدلانية.
وأكد، أن التظاهرة تناولت دور المؤسسات الناشئة، وذلك تطبيقا للمرسوم الوزاري الذي يشجع على إنشائها في مجال العلوم الصيدلانية لتطوير المجال في الجزائر، كما أشار إلى أن المشاركين في هذه الأيام العلمية يمثلون جامعات من مختلف مناطق الوطن، بالإضافة إلى صيادلة ينشطون في مجالات متنوعة.
وأضاف بوزندة، أن هذا الملتقى سيكون فرصة للتبادل المعرفي والخبرات، فضلا عن التعريف بتخصص الصيدلة ودور الجامعات في تدريب صيادلة قادرين على مواجهة التحديات الجديدة.
كما تطرق المختص في مداخلتة، إلى التحديات في تدبير الحالات الفيتو-أمومية ونقل الدم في علم الدم المرتبطة بالاختلافات الجينية، وقال بأن التنوع الجيني داخل جنسنا البشري يعد من العوامل التي تميز كل فرد، حيث يساهم في تشكيل "بطاقة الهوية الجينية" الخاصة بكل شخص.
هذا التنوع يظهر في عدة جوانب، مثل الأوبئة الكبرى التي يمكن أن تؤثر على الأفراد بشكل مختلف وفقا لخصائصهم الجينية، وكذلك بعض الأمراض المعدية التي قد يصاب بها الأشخاص وفقا لاختلافاتهم الوراثية، كما أن حركات السكان والتنقلات البشرية على مر العصور ساهمت في توزيع هذا التنوع، بالإضافة إلى الطفرات الجينية التي يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في الصفات أو الصحة.
وأضاف المتحدث، بأنه وعلى الرغم من فوائد هذا التنوع في التكيف مع البيئات المختلفة، إلا أنه قد يشكل تحديات في بعض العلاجات الطبية، مثل زرع الأعضاء ونقل الدم، فقد يحدث رفض للأعضاء أو تفاعل غير متوافق بين الدماء بسبب الاختلافات الجينية، كما يعد التنوع الجيني سببا في حدوث عدم توافق بين الجنين والأم في بعض الحالات، مما قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.
من جهته، أكد عميد كلية الطب بجامعة قسنطينة 3 صالح بوبندير، محجوب بوزيتونة، أن الأيام العلمية الأولى لقسم الصيدلة في كلية الطب هي مبادرة هامة تجمع المتخصصين في الصيدلة، موضحا أن الحدث يغطي جميع المجالات المرتبطة بالصيدلة والطب والصناعة الصيدلانية،
وأضاف المتحدث، أن للصيدلة دورا كبيرا في مجال الصحة، حيث لا يمكن شفاء المرضى دون تدخل أخصائي الصيدلة الذي يساهم في تشخيص الأمراض، متابعة المرضى، واختيار الأدوية المناسبة لهم.
من جهتها، تناولت البروفيسور بمختبر الكيمياء الحيوية بالمستشفى الجامعي بقسنطينة، كريمة سمرة، في مداخلتها موضوع التشحم الكبدي الأيضي ومقاومة الأنسولين" الأسباب والمضاعفات"، وأكدت أن أمراض الكبد الذهنية تشمل مجموعة واسعة من الحالات التي تصيب الكبد، بداية من التشحم الحميد، وصولا إلى الالتهابات والتليفات التي تعد الأكثر شيوعا والتي تعود أساسا إلى أسباب أيضية.
وأضافت، بأن أمراض الكبد المتشحم تعرف بتراكم الدهون بشكل غير طبيعي في خلايا الكبد، و ترتبط مقاومة الأنسولين بوجود التهاب مزمن منخفض الدرجة، ما يؤدي إلى تفاعل تبادلي بين الخلايا الذهنية المتضخمة والخلايا الالتهابية.
وقالت، بأن نسبة انتشار التشحم الكبدي لدى مرضى السكري من النوع الثاني تختلف بين المرضى، إذ تقدر النسبة بين 25بالمائة و75بالمائة من مرضى السكري، متابعة بالقول أن دراسة استباقية أجراها بينت أن 28بالمائة من مرضى السكري من النوع الثاني لديهم اضطرابات في وظائف الكبد، وكان 65بالمائة منهم يعانون من تشحم الكبد. لينة دلول
