كشف العالم الجزائري نور الدين مليكشي، العضو في فريق مهمة المريخ في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، عن إطلاق أسماء مواقع طبيعية جزائرية، على أجزاء من المريخ وذلك لتكريم أصوله.
وكان عالم الفيزياء الجزائري قد كشف عن الأمر عبر مقطع فيديو نشره مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يقدم أمس، تفاصيل أوفى عن الموضوع في تصريح إعلامي جديد له، أشار خلاله إلى أنه يسعى بذلك "للإضاءة على هشاشة الأرض".
وأوضح مليكشي، أن ثلاثة مواقع في المريخ أصبحت الآن تحمل أسماء الحظائر الوطنية الجزائرية طاسيلي ناجر، وغوفي وجرجرة، مؤكدا أنه يفخر بتكريم موطنه الأصلي من خلال هذه الخطوة.
ودعا نور الدين مليكشي، أستاذ الفيزياء وعميد كلية كينيدي للعلوم بجامعة ماساتشوستس في لويل، إلى الحفاظ على "كوكبنا الهش" من خلال "الاعتناء بالمحميات الطبيعية سواء في الجزائر أو أي مكان آخر"، وقال في تصريحاته إن سطح حظيرة طاسيلي ناجر في الصحراء الجزائرية يشبه كثيرا سطح الكوكب الأحمر، وهو مصنف ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.
وذكر كذلك، بأن الموقع الجزائري يعود إلى 12 ألف عام على الأقل، ويضم أكثر من 15 ألف نقش يدل على حياة البشر في الموقع الصحراوي منذ عام 6000 قبل الميلاد وحتى القرون الأولى من العصر الحالي.
وعبر العالم، "إذا نظرت إلى صور طاسيلي ناجر، سترى أنه على الأقل من الناحية البصرية، يبدو مثل كوكب المريخ، لأن به الكثير من الرمال الحمراء والآن، في كل مرة أرى فيها طاسيلي ناجر أتذكر المريخ".
أضاف "طاسيلي ناجر صحراء رملية، تشعر أنه لا يوجد شيء حولك، ومع ذلك هناك حياة تدل عليها رسومات كهوف عمرها آلاف السنين. إنها مثل كتاب عن طريقة عيش الناس حينها وشكل الحياة، تُظهر العديد من الرسومات كائنات عملاقة لها عين واحدة وقرون ". وأوضح مليكشي قائلا "ترى حيوانات والكثير من الأشياء، بما في ذلك لوحة كهف يبدو فيها أنّ هناك شخصا ما جاء من مكان آخر، ربما من المريخ.
وجاءت شرفات غوفي الواقعة بين جبال باتنة وواحات بسكرة، ضمن اختيارات العالم، الذي وصفها في الحوار قائلا "إذا نظرت إلى صور غوفي، ستجد أنها تبدو أيضا مثل بعض مناطق المريخ وتبرز مرونة الكواكب أمام ما حدث لها على مر الزمن". كما اختار مليكشي، حظيرة جرجرة الوطنية الواقعة بين ولايتي البويرة وتيزي وزو، وقال عنها إنها "ترقص مع الطبيعة" ما يجعلها "جميلة جدا طوال السنة".
وجاء في الحوار الإعلامي للعالم، أن اختيار أسماء المواقع الجزائرية على خريطة المريخ حصل باقتراح منه"، لافتا إلى أن المسار انطلق بعد هبوط مركبة برسيفيرنس في عام 2021 في جزء غير مستكشف من المريخ. وجرى تقسيم المنطقة إلى "أرباع" لإطلاق أسماء عليها قبل دراستها. وقال"اقترحتُ أنا هذه الأسماء واقترح آخرون أسماء أخرى لمتنزهات وطنية مختلفة حول العالم"، قبل درس المقترحات من فريق متخصص واختيار الأسماء النهائية.