ابتكر شاب تطبيقا سياحيا ذكيا، يتيح للسيّاح زيارة المواقع الأثرية بالجزائر دون الاستعانة بمرشد سياحي، ويمكن هذا التطبيق من التعريف بالموقع المعني مع منح تفاصيل ومعلومات تاريخية بمختلف اللغات تسهل على السائح الأجنبي أو الجزائري اكتشاف مختلف المواقع بكل سهولة وحرية.
حاتم / ب
وعرض منيع سيف الدين، خريج المدرسة العليا للمانجمنت متخصص مقاولاتية وإدارة مشاريع، وصاحب مؤسسة ناشئة بهضبة تكنوبول قسنطينة، ابتكاره خلال زيارة وزير التعليم العالي بمركز البحث في البيوتكنولوجيا بجامعة عبد الحميد مهري، رفقة مبتكرين آخرين، وسمي هذا المشروع بـ»سمارت تور»، وهو عبارة عن ابتكار خاص بالسياحة الذكية، بعد إدخال التكنولوجيا لتحسين التجربة السياحية في الجزائر.
وأكد الشاب الجامعي، للنصر، أن ابتكاره لا يعمل على تسهيل إجراءات السياحة بالنسبة للأجانب، وإنما ينشئ تجاربا سياحية عن طريق التكنولوجيا، موضحا أن أول إجراء لتحقيق هدف المشروع كان عبارة عن ابتكار دليل سياحي ذكي خاص بالمواقع الأثرية، مضيفا أنه تم تجربة هذا التطبيق على الموقع الأثري «تيمقاد» بولاية باتنة، متحدثا عن طريقة عمل هذا المشروع، من خلال إنشاء دليل يعمل عن طريق تحديد الموقع الجغرافي، وبالتالي عند ولوج السائح إلى موقع «تيمقاد» يقوم البرنامج مباشرة في تحديد موقعه، ليشرع في التعريف بتاريخ هذا الموقع الأثري، دون الالتزام بمسار معين، بل يمكن للزائر أن يتجول داخل الموقع بكل حرية وأريحية، على أن ترسل له معلومات تاريخية خاصة بكل نقطة يصل إليها.
وأضاف المتحدث، أن هذا الابتكار الذكي، موجه إلى الوكالات السياحية ولكن يعني أكثر السياح وخاصة الأجانب منهم، والذين يجدون حسبه، صعوبة بالغة في التعرف على المواقع الأثرية الجزائرية عند التواجد بها، لعدة اعتبارات أبرزها عامل اللغة، في ظل عدم توفر العدد اللازم من المترجمين على مستوى المواقع المعنية، وبالتالي يجد السائح صعوبة في التواصل وتلقي المعلومات، إلا أن هذا الدليل السياحي يمكن من إيصال التفاصيل التاريخية اللازمة باللغة الأم لأي أجنبي كان، ممثلا بزيارة سائح اسباني لموقع أثري معين، فإنه لن يكون مجبرا على إتقان اللغة الانجليزية ويمكنه الاطلاع على مختلف المعلومات باللغة الاسبانية.
كما يعني هذا الدليل السياح الجزائريين، خاصة وأنه أنشىء أيضا باللغة العربية، إلا أنه يتيح التعامل به في مختلف لغات العالم، كما أوضح أن هذا الدليل يمكن أن يكون بديل المرشد الذي قد يكبّد السائح الجزائري أموالا معتبرة، من أجل مرافقته وتلقينه مختلف المعلومات التاريخية، فيما يمكن استعمال الدليل مقابل مبلغ مالي رمزي، من خلال اقتناء اشتراك التطبيق، والذي يرافقه في جولته السياحية طيلة اليوم.
ويطمح الشاب المبتكر، إلى توسيع استعمال هذا الدليل السياحي الذكي على مستوى مواقع أثرية أخرى في الجزائر على غرار موقع «جميلة» بولاية سطيف ومواقع أخرى بولاية تيبازة، بعد تجريبه في الموقع الأثري «تيمقاد»، موضحا أنه سينفتح على المواقع السياحية الأخرى بعيدا عن المواقع الأثرية في المستقبل القريب، خاصة وأن الجزائر تزخر بتنوع سياحي على السياحة الحموية والجبلية والغابية وغيرها، أين سيرافق هذا الدليل كل سائح مهتم بالتعرف على مختلف الثروات السياحية الوطنية.
وأوضح سيف الدين، أنه ينتمي للمؤسسات المتوطنة على مستوى هضبة تكنوبول قسنطينة، والتي رافقته وزملاءه المبتكرين من خلال طرحها لعدة تسهيلات ساهمت في إطلاق مشروع ميداني، مضيفا بشأنه أنه سيكون تطبيقا مجانيا في بادئ الأمر، وذلك لمعرفة مدى الإقبال عليه أولا، خاصة وأنه عبارة عن برنامج جديد وغير متداول، وبالتالي بحاجة للتعريف به أولا، على أن يتم العمل بالتنسيق مع مديريات الثقافة أو الوزارة الوصية لإبرام اتفاقيات تقضي باستفادة كل الأطراف، وإذا تعذر ذلك يمكن توجيهه مباشرة إلى الدولة والتي بدورها تتكفل بتوفيره للسياح، أو من خلال التعامل مباشرة مع السائح عبر الوكالات السياحية والتي ستكون بوابة المؤسسة لاستعمال هذا التطبيق الجديد.