يتزامن انخفاض درجات الحرارة في أغلب الأحيان، مع عودة فيروسات الشتاء، التي تسبب عدة أمراض مختلفة، ناهيك عن أعراضها المزعجة التي يمكن أن تستمر إذا لم يتم علاجها. وحسب خبراء الصحة، فإن قضاء وقت أطول في أماكن مغلقة سيئة التهوية، مع وجود عدة أشخاص في نفس المكان يؤديان إلى انتقال الفيروسات، في حين يمكن الحد من مخاطر التلوث بإجراءات بسيطة مثل غسل اليدين بانتظام عدة مرات في اليوم، والسعال أو العطس في ثنية المرفق، وعدم ملامسة الأغراض أو الأسطح الملوثة بالفيروسات، وتفادي الاتصال المباشر بالشخص المصاب، وفتح النوافذ للتهوية، وما إلى ذلك.
سامية إخليف
وتشير المختصة في الصحة العمومية الدكتورة سعيدة عثمان، إلى أن الأنفلونزا الموسمية غالبا ما تنتشر في فصل الشتاء نتيجة الفيروسات المختلفة الشائعة و التي يزيد نشاطها بداية من الخريف مع اضطرابات الجو وعدم استقرار درجات الحرارة، فتؤثر بشكل رئيسي على الجهاز التنفسي وغالبا ما تكون مصحوبة بالحمى والصداع، وآلام في الجسم، ونوبات سعال وتعب شديدة، وتظهر أعراضها لمدة خمسة إلى ستة أيام قبل أن تختفي.
كما تكون نزلات البرد واسعة الانتشار في فصل الشتاء حسب الطبيبة، ويصيب هذا المرض المعدي الأغشية المخاطية للأنف والجهاز التنفسي (الحنجرة والبلعوم والقصبات الهوائية)، ويسبب العطس وسيلان الأنف والعينين، وأحيانا يكون عاملا مباشرة في الإصابة بالحمى والصداع.
أكثر الأمراض الشتوية انتشارا
أما التهاب البلعوم الأنفي، فهو أيضا من بين الأمراض الشتوية، و يؤدي إلى سيلان وانسداد الأنف والعطس والحمى والسعال، مشيرة إلى أن هذا المرض معد جدا ويؤثر بشكل خاص على الأطفال دون ست سنوات، مع ذلك توضح الطبيبة، أن هذه العدوى الفيروسية ليست خطيرة ويمكن أن تستمر ما بين خمسة إلى 10 أيام، وأعراضها تتشابه مع أمراض أخرى مثل التهاب اللوزتين والأنفلونزا، ومن المهم استشارة الطبيب للتشخيص الصحيح و العلاج المناسب.
من جهة ثانية، يعد الحلق من بين أكثر الأمراض شيوعا في فصل الشتاء، و قد يكون التهابا في البلعوم، أو الحنجرة، أو حتى اللوزتين، لذلك من الشائع جدا في الإصابة بألم الحلق الحادة في هذه الفترة من السنة، نظرا لوجود العديد من العوامل التي يمكن أن تهاجم هذا الجزء من الجسم، وأشارت الطبيبة، إلى أن التهاب الحنجرة، والتهاب البلعوم، والتهاب القصبات الهوائية، هي أنواع مختلفة لنفس السبب مثل التهاب الجهاز التنفسي العلوي، وبالتالي التهاب الحنجرة، أو البلعوم، أو القصبة الهوائية.
وأوضحت، أن العارض الرئيسي لالتهاب الحنجرة هو البحة أو فقدان الصوت، في حين أن التهاب البلعوم هو أكثر من التهاب في الحلق، أما التهاب القصبات الهوائية فهو أكثر من سعال جاف، و يمكن أن يتطور إلى سعال رطب، إلا أن جميع هذه الالتهابات حميدة ويمكن علاجها بالمسكنات الشائعة وإجراءات بسيطة، مثل الترطيب الجيد.
كما يمكن أيضا حسبها، أن تزيد احتمالات الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية من أصل فيروسي في فصل الشتاء بسبب انخفاض درجات الحرارة، وتصاحب هذا المرض أعراض مثل السعال يكون جافا ثم ذهنيا، ويختفي تلقائيا خلال 10 أيام عند الأطفال والبالغين، إلا أن السعال يمكن أن يستمر لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع.
من جهة أخرى، فإن عدوى التهاب القصيبات الهوائية عند الأطفال، تؤثر بشكل رئيسي على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين، ويؤدي التهاب القصيبات المتكرر والمعدي جدا إلى ظهور حمى طفيفة وسعال جاف في البداية ثم ذهني، وتستمر الأعراض لمدة حوالي 10 أيام، وتنصح الطبيبة بالترطيب الجيد وغسل الأنف لفتح تجاويفه لدى الطفل لأن ذلك يساعد على الشفاء.
احذروا التهاب الأذن الوسطى
ومن بين الأمراض الأخرى التي تسببها فيروسات الشتاء، حسب المختصة، التهاب الأذن الوسطى الذي يصيب التجويف الموجود خلف طبلة الأذن، والتي تتبع غالبا التهاب البلعوم الأنفي، ويمكن علاجها بمسكنات الألم والمضادات الحيوية إذا لزم الأمر، وتختفي عموما بعد يومين إلى ثلاثة أيام من العلاج، ولكن يجب دائما التحقق من حالة طبلة الأذن بعد العلاج والتأكد من عودة السمع بشكل جيد خاصة عند الأطفال.
كما يمكن أن تؤدي الفيروسات أيضا، إلى الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، ويحدث غالبا بعد نزلة برد أو التهاب تجاويف الجيوب الأنفية، ويختفي عموما في أقل من ثلاثة أسابيع، وتتمثل أعراضه في سيلان الأنف، وأحيانا الصداع الشديد والسعال، والعطس، والتعب، والاحتقان، في حين يمكن للمسكنات أن تقلل من الأعراض، كما يجب غسل الأنف بانتظام.
كما يعتبر التهاب اللوزتين من بين الأمراض الشتوية، و يكون في أغلب الأحيان فيروسيا، ومن أعراضه الأكثر شيوعا التهاب الحلق الذي يسبب صعوبة في البلع وحمى معتدلة تتراوح حرارتها بين 38 و39 درجة مئوية، في حين يمكن أن تختفي هذه الأعراض خلال أسبوع إلى أسبوعين.
أما التهاب المعدة والأمعاء، فإنه يصيب الجهاز الهضمي وهو معد جدا، وتتمثل أعراضه في الإسهال والغثيان أو القيء وآلام في المعدة، وتستمر في الغالب بين ثلاثة وخمسة أيام، ويمكن علاجه بتدابير النظافة، والنظام الغذائي البسيط والعلاج الدوائي إذا لزم الأمر، ويجب تفادي الجفاف عند التعرض إلى هذا المرض.
