اجتاحت صوّر أطفال غزة، ومآسي النازحين في خيام اللجوء، مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين، وطبعت مشاهد المعاناة عديد الحسابات و الصفحات عشية رأس السنة، فيما تداول البعض وسم أوقفوا إطلاق النار حالا، و هاشتاغ لا احتفال و أطفال غزة يبادون، واختار آخرون عبارات من قبيل « بابا نويل لا تذهب إلى إسرائيل».
صوّر كثيرة و فيديوهات لمعاناة الأطفال في غزة، كانت عنوانا للمواضع الأكثـر تداولا على المنصات التفاعلية عشية رأس السنة الميلادية الجديدة، فالعديد من المستخدمين على مواقع مثل إنستغرام،
و فيسبوك،و منصة إكس، أطلقوا سيلا من الهاشتاغات المرفوقة بصورة لفتيات صغيرات يتدافعن أمام « تكية» أو زاوية صوفية في غزة، لأجل الحصول على القليل من الطعام، وقد كانت هذه الصورة قوية جدا ومعبرة عن حجم المأساة في القطاع المنكوب.
صور أخرى صنعت الحدث ليلة رأس السنة، وحرّمت الاحتفال بانقضاء عام أبيد فيه أكثـر من نصف سكان غزة، و قتل خلاله الصغار بهمجية على يد آلة الدمار الصهيونية، فقد تداول رواد المواقع التواصل هاشتاغ «سيس فاير ناو» وٍ«أوقفوا إطلاق النار حالا» بقوة، كما شكلت صورة الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، خلفية لعديد الحسابات، التي احتفت بشجاعته وهو يقف في وجه دبابتين من دبابات العدو الغاشم، عند مدخل المستشفى الذي أحرق عن آخره،
و حيا الكثيرون صموده وهو الذي اعتقل وعذب و قتل ابنه انتقاما لكنه رفض الاستسلام طيلة 450 يوما من العدوان.
مغردون على إكس و ناشطون على إنستغرام، استغلوا انتشار هاشتاغ سنة جديدة في عديد الدول، ليحدثوا العالم عن الإبادة المستمرة في القطاع، حيث تداولوا بشكل كبير صوّرا تسلط الضوء على الجرائم التي يرتكبها الكيان المحتل ضد المدنيين العزل وبالأخص الأطفال، إلى جانب استهدافه للطواقم الطبية،و الصحفيين،و عناصر الدفاع المدني،و حتى موظفي منظمات الإغاثة.
وشكلت فيديوهات قاسية جدا لأطفال تم تفجيرهم و تناثرت أجسادهم، مادة دسمة للتداول على منصة « إكس»، كما تم تداول فيديوهات أخرى عديدة تصور الظروف القاهرة للنازحين في الخيام، بعدما أتت عليها عاصفة مطرية قوية قبل يومين وأغرقت بعضها بكل ما فيه، و انتشرت كذلك صور مختلفة رافقها هاشتاغ الإبادة، تعززت بتعليقات عن عدد الضحايا.
مدونون و صحفيون فلسطينيون، أطلقوا أيضا عشية رأس السنة، حملة «شاهد هذا الفيديو»، والتي حاولوا من خلالها تقديم فكرة عن واقع المأساة في القطاع من خلال مقاطع متتالية تتراوح مدتها بين 60 و120 ثانية، وقد أرفقوها بهاشتاغات من قبيل « غزة تباد»، و«أوقفوا إطلاق النار حالا».
وبين كل صوّر الدمار والقتل والحزن، تداول مستخدمون كذلك بعضا من الصور والفيديوهات التي تعكس الصمود و الإيمان، وتمسك أهل القطاع بالأمل في الحياة،وإصرارهم على تحدي شبح الموت،و الاحتفاظ بالابتسامة كنوع من المقاومة.
وتشير الأرقام الصادمة حول شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والضفة الغربية، إلى أن 70 % من بين أكثـر من 20 ألف قتيل، وأكث،ر من 55 ألف جريح، هم من الأطفال والنساء، فيما لا يزال الآلاف في عداد المفقودين.
أما التقارير الدولية والأممية، فتوضح أن أكثـر من 80 % من الأطفال في قطاع غزة، «يعانون من فقر غذائي حاد»، وتشير التقديرات إلى «أنه في الأسابيع المقبلة سوف يعاني ما لا يقل عن 10 آلاف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الذي سيهدد حياتهم». علما أن من بقى من أطفال قطاع غزة دون الخامسة في قطاع غزة وعددهم 335 ألف طفل، معرضون بشدة لخطر سوء التغذية الحاد والوفاة التي كان يمكن الوقاية منها لولا استمرار تزايد خطر المجاعة، وسط انهيار كامل للمنظومات الغذائية والصحية في المدينة.