استعادت مؤخرا مراكب وسفن النزهة بميناء سطورة بسكيكدة، نشاطها على غير العادة في فصل الشتاء، حيث يشهد ميناء النزهة والترفيه إقبالا كبيرا لمواطنين وعائلات من مختلف ولايات القطر على الرحلات البحرية، للاستمتاع بلحظات من الراحة والتمتع بالمناظر الخلابة التي تميز المنطقة في هذا الوقت من السنة.
قابلنا خلال جولة بالميناء، صاحب مركب نزهة يدعى زينو طاوطاو، فأخبرنا أنه وخلافا للمواسم الماضية يشهد المكان هذه الأيام من فصل الشتاء توافدا كبيرا للعائلات للقيام برحلات في عرض البحر في أجواء رائعة، معتبرا أن النشاط يمثل إضافة كبيرة لقطاع السياحة، خصوصا وأنه يمكن السياح من التعرف على جانب من الشريط الساحلي بالولاية.
وأوضح المتحدث، أنه اقتحم النشاط بداية بمركب صغير لكن المصالح المختصة، نبهته إلى أن العمل بهذه السفينة الصغيرة يعتبر غير شرعي ما جعله يقتني سفينة بحجم كبير تتسع لقرابة 40 راكبا وفقا للمواصفات القانونية المطلوبة، وقد وجد تسهيلات فيما يتعلق بالمراقبة والتفتيش على مستوى نقطة الخروج والدخول في عرض البحر.
ركبنا السفينة رغبة منا في معايشة الأجواء العامة لهذه الرحلات، وكانت الانطلاقة من الموقع الذي ترسو فيه السفن بسطورة، أين لاحظنا عددا كبيرا من المواطنين والعائلات يقفون في ما يشبه الطابور، لانتظار دورهم في الظفر برحلة إلى عرض البحر، وقبل انطلاقنا شرع المكلفون بالحماية والأمن في توزيع سترات النجاة على المسافرين الذين تجاوز عددهم 35 راكبا، منهم أزواج وعائلات، وأطفال من داخل الولاية وحتى من الولايات المجاورة.
انطلقت السفينة على أنغام المالوف و السطايفي، وتجاوزت أولا نقطة التفتيش الرئيسية أين توقفت لحوالي 5 دقائق، من أجل تسليم قائمة أسماء المسافرين قبل أن تشق أمواج البحر شرقا باتجاه الميناء وشمالا قرب جزيرة سيريجينا، وقد كانت سفن الصيد البحري تصادفنا بين الفينة والأخرى، تحيط بها طيور النورس في مشهد جميل متناغم مع ولوحات طبيعية رائعة تشكلها الجبال الخضراء المتكتلة عند أعالي سطورة في مقابلة الميناء.
حركية كبيرة داخل السفينة وأجواء من المتعة
حركية كبيرة وأجواء من المتعة ميزت مسار الرحلة كاملا، فالركاب كانوا يتجولون بأريحية جيئة وذهابا وسط السفينة، طوال 30 دقيقة كاملة، استمتعوا خلالها بالمناظر الخلابة وأخذ الصور التذكارية، والتمتع بزرقة البحر وتحليق طائر النورس على أنغام أغاني المالوف والسطايفي، التي أضفت لحظات من الفرحة والبهحة.
سياح تحدثنا إليهم، عبروا عن سعادتهم الكبيرة وهم يتنزهون في عرض البحر لأول مرة، وأبدوا إعجابهم الكبير بالمناظر والأجواء التي ميزت الرحلة.
أكد أحد الركاب، أنه قدم من تلمسان رفقة عائلته، وأنه عاش لحظات رائعة لا تنسى في هذه الرحلة، مشيرا إلى أنه اعتاد على زيارة المدينة وشواطئها، لكنها المرة الأولى التي يركب فيها سفينة بحرية ويخوض تجربة مماثلة، حيث استمتع بنسيم البحر ومناظر الجبال، وسفن الصيد وطائر النورس، فضلا عن أجواء المرح داخل المركبة، مؤكدا أنه سيعود للخروج في رحلة مماثلة قريبا.
اقتربنا كذلك، من عائلة كان أفرادها متمركزين عند مقدمة السفينة يلتقطون صورا تذكارية وملامح الفرحة بادية على وجوههم فصرح أحدهم، أنه لأول مرة يخرج في رحلة بحرية في عرض البحر وقد عاش خلالها لحظات رائعة تبقى في الذاكرة، بينما أكدت شقيقته أن الرحلة ممتعة للغاية وسط أجواء عائلية ميزتها الموسيقى، وقال سائح آخر كان برفقة ابنه الصغير، إن الرحلة ممتعة خاصة وأنها تزامنت مع الجو المشمس وجمال الساحل السكيكدي.
وأكد صاحب السفينة، أن مركبته تتوفر على شروط الأمن والحماية منها سترات النجاة، أجهزة الإطفاء، ووسائل اتصال لاسلكية فضلا عن أعوان أمن وحماية، وعمال مؤهلين لقيادة هذا النوع من السفن يحرصون على توفير كل شروط وظروف الراحة للمسافرين منذ لحظة انطلاق الرحلة، إلى غاية عودتها إلى الميناء لترسو هناك مجددا.
قال، إن المركب يستقبل سياحا من مختلف مناطق الولاية وحتى من الولايات المجاورة، أما عن الأسعار فهي في المتناول وتتراوح بين 500 دج لتذكرة الكبار، و200دج للأطفال الصغار، مشيرا إلى وجود برمجة خاصة لاحتضان حفلات أعياد الميلاد وغيرها، مشيرا إلى أن المركب قد يكون خيار بعض العرسان كذلك، كبديل لموكب الزفاف التقليدي الذي يتشكل من السيارات. إضافة إلى الرحلات العادية الروتينية على مدار الأسبوع، خاصة وأن السفينة تصنف الأولى بالولاية، من حيث نوعها ومن حيث طبيعة نشاطها في مجال رحلات النزهة والترفيه وتعتبر إضافة جديدة للقطاع. وأثنى المتحدث، على التسهيلات التي تقدمها المصالح المختصة في نقطة المراقبة والتفتيش الأمر الذي يشجعه على بدل المزيد من العمل لتحسين الخدمات، خاصة وأن لهذا النشاط دور كبير في الترويج السياحي للمنطقة التي تزخر بمقومات سياحية كبيرة.
كمال واسطة