الأربعاء 8 جانفي 2025 الموافق لـ 8 رجب 1446
Accueil Top Pub

يعالج 80 طفلا بطرق حديثة و ناجعة: مركـــز نموذجـــي للتكفـــل بأطفــال التوحـد بجيجـــل

أنشأت جمعية حنين لأطفال التوحد بجيجل، مركزا نموذجيا للتكفل بفئة الأطفال المصابين بطيف التوحد، يعتبر ثمرة مجهودات و تجربة دامت لمدة 10 سنوات في مجال التكفل ومرافقة أطفال التوحد و عائلتهم، ونتاج خبرة تطورت مع مرور السنوات تكللت بالمشروع الذي يضمن مختلف الخدمات للأطفال قصد مساعدتهم على الاندماج.

يشرف المركز على مرافقة 80 طفلا طوال الأسبوع، وفق برنامج نموذجي، يأمل القائمون على عليه في الحصول على الدعم لتوسيع نطاق توظيفه ولائيا، بعد الحصول على قطعة أرض لبناء مركز أكبر مجهز بأحدث التقنيات، أو الاستفادة من كراء فضاء « الروضة سابقا» المتواجد ببلدية قاوس.
تجربة طويلة ورائدة في مجال التكفل المتخصص
ويعتبر مركز « جمعية حنين» لأطفال التوحد بمدينة جيجل، نموذجيا و فريدا على مستوى الولاية، يضم ما يقارب 80 طفلا، تتم مرافقتهم و الاعتناء بهم طيلة الأسبوع من قبل متخصصين في علم الاجتماع و النفس وكذا الأرطفونيا.
وتكمن خصوصية المؤسسة، في كونها نتاج تجربة مجموعة من أولياء أطفال التوحد، الذين قرروا رفع راية التحدي من أجل أبنائهم طوال سنوات لتحسين واقع التكفل بهم في الولاية، كما كشفت عنه السيدة نادية، رئيسة الجمعية، مشيرة إلى أنها أنشائها سنة 2014 انطلاقا من تجربتها كأم لطفل توحدي.وأوضحت المتحدثة، أنها حملت دائما هم الأطفال المصابين بطيف التوحد رفقة بعض الآباء، وقرروا سوية تأسيس جمعية قصد التكفل الأمثل بهؤلاء الصغار، ومعالجة بعض النقائص التي تسجل عادة عندما يتعلق الأمر بمرافقة فئة أطفال طيف التوحد.
وكانت الانطلاقة، كما قالت، بإنجاز مقر للجمعية وفق مواصفات تتماشى مع أحدث طرق العلاج التي كانت متاحة آنذاك، و بعد سنوات من المرافقة و دراسة مختلف الحالات بالولاية، تقرر كراء منزل من عدة طوابق و تهيئته ليكون مركزا للتكفل بالأطفال المصابين بطيف التوحد.
نتائج إيجابية تعكسها يوميات الصغار في المركز
زارت النصر، المركز الموجود بأعالي مدينة جيجل، أين استقبلنا المشرفون عليه، و رافقونا في زيارة للقاعات الموزعة على طابقين، أين يتوفر في كل قاعة مرافق متخصص ونفساني أو أرطفوني، يشرفون على عدد قليل من الأطفال، ويقدمون لهم توجيهات فيما يخص أساليب التواصل والنطق السليم والتركيز و غير ذلك، وقد لفتنا التجاوب الجميل للأطفال مع الدرس الذي حضرنا جانبا منه.واصلنا زيارتنا إلى مختلف الطوابق و تفقدنا بعض الأقسام حيث وجدنا في بهو أحد الطوابق معرضا للحرف اليدوية، تبين بأنه معرض مقام من قبل الأطفال المتواجدين بالمركز ونتاج لإبداعاتهم الفردية، التي يقدمونها خلال مختلف الحصص التي يقومون بها.
كما صادفنا خلال تواجدنا في المكان، مجموعة من الطالبات من قسم علم الاجتماع، كن في تربص تحضيرا للمشاركة في ملتقى وطني حول طيف التوحد، حيث أخبرنا الأستاذ المشرف عليهن، بأن الجمعية تعتبر نموذجا مثاليا للتكفل بالأطفال المصابين بطيف التوحد، و قد أعجب بالطرق العلمية و الحديثة و كذا البرامج المضبوطة التي تنتهجها في عملها، حسب كل فئة من الأطفال. كما قال، إنه لاحظ وجود تحسن و ردة فعل إيجابية من قبل الأطفال عبر مختلف الأقسام التي زارها.
فريق متكامل في خدمة الأطفال
يضم فريق المركز كذلك، مشرفين على المطبخ يقومون بإعداد وجبة الغداء بطرق صحية مناسبة للأطفال، وقد لاحظنا خلال مقاسمة الصغار وجبتهم، بأنهم مستمتعون بها جدا، ولفتنا أيضا سلوكهم المنضبط في تناول الطعام، حيث كانوا يعتمدون على أنفسهم بنسبة كبيرة مع تدخلات المربين في بعض الحالات.وأوضحت رئيسة الجمعية، نادية أودينة، بأن مشروع النشاط الجمعوي لمرافقة و التكفل بأطفال التوحد، بدأ سنة 2014، ومر بعدة مراحل و تحديات تكللت في مجملها بإنشاء المركز التوجيهي بحي الصومام، الذي يعتبر من بين المراكز القليلة الخاصة التي تم إنجازها مؤخرا من قبل الجمعية. موضحة، أنه تم كراء مقر تابع لأحد الخواص، وتجهيزه ليعمل الناشطون على مستواه وفق برنامج متخصص يسمح بتكفل يومي مثالي بالأطفال المسجلين، الذي وصل عددهم إلى غاية الآن إلى 80 طفلا يترددون على المؤسسة بشكل يومي.
وقالت المتحدثة، بأن المركز يخفف الأعباء على الأولياء كون العديد منهم اضطروا للتقاعد، أو ترك العمل لمرافقة أبنائهم و الاهتمام بهم، مشيرة إلى أن أولياء من الولاية يجدون صعوبة كبيرة في الاهتمام بصغارهم المصابين بطيف التوحد، وهدف الجمعية هو و المركز هو تسهيل الحياة عليهم، والمساهمة في التكفل بالأطفال، حتى يتسنى لذويهم العودة إلى حياتهم الطبيعية و العمل تدريجيا، إذ أن المركز يضمن التكفل لساعات طويلة بالأطفال المسجلين، و يحتضنهم طيلة الأسبوع، وقد لقي إقبالا و استحساننا كبيرين منذ انطلاقته، خصوصا وأنه يضمن كافة الشروط و الظروف الملائمة لمرافقة الصغار.
برنامج نوعي لتكفل أمثل
و بالنسبة للبرنامج المتبع في عملية المرافقة، أوضحت، أنه يعتمد على وضعية كل طفل مصاب بطيف التوحد، ويقوم على أرقى أساليب العلاج بالاستعانة بمختصين في تخصصات متداخلة.وأضافت،أن العمل يتم بناء على توجيهات اتفاقية مجانية مبرمة مع مصالح الضمان الاجتماعي، سمحت بتحسين ظروف التكفل للآباء، لاسيما من الناحية المادية، مشيرة إلى أن قائمة الانتظار تحصي في الوقت الراهن قرابة 40 طفلا، يتوقعون الالتحاق قريبا بالمركز.
مع ذلك، فإن هناك عدة عوامل تعيق المشروع و ترهنه حسبها، على غرار ارتفاع تكلفة الكراء، حيث تطمح الجمعية للحصول على أرضية لإنجاز مركز متخصص، بحيث يمكن أن يضم جزءا لإيواء الأولياء القادمين من المناطق البعيدة، وقد تحدثت رئيسة الجمعية، عن إمكانية كراء المرفق التابع لبلدية قاوس، الذي كان عبارة عن روضة في وقت سابق، وهو مهمل حاليا.وقد ثمن، أولياء قابلناهم بالمركز، المبادرة و عبروا عن سعادتهم بالدعم الكبير الذي قدمته لهم الجمعية، مؤكدين أنهم لاحظوا تحسنا كبيرا في حياة أبنائهم وفي مستوى تفاعلهم و أدائهم التواصلي، إذ أن أساليب العلاج المتبعة ساهمت حسبهم، في تغيير نمط معيشتهم ومكنتهم من مكتسبات جديدة في التعامل، ويأمل الأولياء أن تستجيب السلطات لمطالب الجمعية و تقدم لها يد المساعدة من أجل إنجاز مركز أكبر. كـ. طويل

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com