الأربعاء 8 جانفي 2025 الموافق لـ 8 رجب 1446
Accueil Top Pub

من أعالي جبال الأوراس إلى قمم الأطلس: مغامــــرون يتنافســـون في الترويـج للسياحـــة الجبليــة

تجذب السياحة الجبلية الثلجية في الآونة الأخيرة، اهتماما واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، بصور وفيديوهات لمغامرين يوثقون لرحلاتهم بين قمم جبال جزائرية باتت صورها تستقطب ملايين المتابعين.

يساهم عدد كبير من الشباب المغامر في الجزائر مؤخرا، في صناعة محتوى سياحي مغاير، تعكسه صور وفيديوهات تتلاءم مع فصل الشتاء، وتوثق لمغامرات خيالية على قمم الجبال التي تساقطت بها الثلوج، لينجحوا في نقل لوحات طبيعية فريدة من نوعها تعكس ميزة كل منطقة، وتبرز جمال الجزائر كما لم يشاهد من قبل، وهو محتوى يهدف إلى إثارة إعجاب المتابعين وتحفيزهم على ركوب الموجة وخوض مغامرة تعكس إحساس الحرية.
صور ولقطات تأسر الأنفاس
وعبر صفحاتهم الخاصة أو عن طريق صفحات لمجموعات وحتى أشخاص عاديين، انتشرت تلك الصور والفيديوهات على نطاق واسع لمغامرين يساهمون في الترويج للسياحة الشتوية الجبلية عبر استخدام الجبال للتنقل والاستمتاع بالمغامرات في المرتفعات المغطاة بالثلوج، سواء كان ذلك في الجبال، أو في المناطق النائية ذات الطبيعة الثلجية، ليقدموا في الأخير محتوى جذابا على منصات التواصل الاجتماعي، ما يثير إعجاب المتابعين ويحفزهم على ركوب الموجة وخوض مغامرة تعكس إحساس الحرية.
من أعالي جبال شيليا بخنشلة، إلى أعالي جبال الأوراس باتنة، إلى أعالي أكفادو بجاية، وجبال بابور سطيف، والبويرة وتيكجدة، تنوعت الوجهات السياحية لهؤلاء المغامرين، لتلتقي في صورة حية لتلك الطبيعة الخلابة الساحرة، مع التركيز كما أوضحه لنا بعض صناع المحتوى من هذا النوع، على تفاصيل رحلات تمزج بين البساطة والمغامرة.
وقد أبدع الشباب في تقديم صورة تضاهي مشاهد متداولة لأرقى وأجمل المناطق السياحية في العالم، معتمدين في ذلك أيضا على لمسة محلية سواء من خلال اللباس أو من الأكلات التقليدية التي يقومون بتحضيرها وسط الطبيعة الثلجية كالمحجوبة والعيش، دون أن إهمال إبراز روعة البرية بطبيعتها وحيواناتها.
«حوس بلادك».. شعار المغامرين في كل الأوقات
حفار عمار، أو كما يعرف على مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الخاصة بالمغامرة والتخييم والسياحة بـ»عمار لاكلاص»، شاب من قسنطينة، وهو واحد من الشباب الذين يساهمون في صناعة المحتوى والحدث السياحي في الجزائر هذه الفترة، من خلال ما يقوم بنشره عبر حسابه الخاص على فيسبوك ومختلف ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، أين يروح للسياحة عن طريق صور وفيديوهات وملخصات الخرجات التي تقوده وحده أو برفقة مجموعات المغامرين من أمثاله إلى أحضان الطبيعة البيضاء، أين يعيشون تجارب جميلة يشاركونها مع متابعيهم تحت شعار «حوس بلادك».
ويؤكد عمار في حديثه للنصر، أنه يمارس هواية التخييم منذ نحو 3 سنوات، وفي كل مرة يحط الرحال بمعية مجموعات منظمة متخصصة أو مع أصدقائه في منطقة معينة، ويتنقل من مكان لآخر على مدار السنة لاكتشاف الجزائر من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها. وعن تجربته الأولى في عالم المغامرة صناعة المحتوى السياحي، قال لنا إنه بدأ برحلات بسيطة بالدراجة الهوائية تحت شعار «السياحة بالشئ لي كاين»، للترويج للسياحة واكتشاف الجزائر، ليتحول الشعار إلى «حوس بلادك» وينتشر بعدما تبناه معظم المغامرين والمستكشفين سعيا للترويج للسياحة المحلية وتأكيدا لمقولة «الجزائر القارة» التي يقول محدثنا إنها حقيقة يكتشفها كل محب للمغامرة.
سياحة محلية ناجحة يغذيها الأمن والأمان
وبفضل الأمن الذي تنعم به الجزائر اليوم، فقد تلاشت المخاوف من تسلق الجبال و التوغل في الغابات و استكشاف المناطق العذراء، وهو ما يؤكده المغامر قائلا إن كل الطرقات التي يقصدها وحده أو مع المجموعة تكون آمنة بشكل كلي، ولم يحدث إن تعرض أحد منهم لأي مشكل أو اعتداء أو غير ذلك حتى خلال الرحلات الاستكشافية الأكثر صعوبة، معتبرا أن عامل الأمن مهم جدا في تطوير السياحة الجبلية و الانفتاح أكثر على الوطن بمختلف تضاريسه، و تطوير السياحة المحلية.
وأضاف، أن كل المغامرين يعتمدون على مرشد من المنطقة التي يقررون التخييم فيها عند أول خرجة، وذلك كنوع من الاستطلاع قبل القيام بالتجربة، ومن باب الاحتياط لتحديد الأماكن الآمنة، ما يشجع حسبه بشكل أكبر على تنظيم خرجات التخييم الجماعية.
واعتبر محدثنا، أن المحتوى السياحي وحب المغامرة، شجع العديد من الشباب على السفر داخل الوطن لاكتشافه من زوايا جديدة، بما في ذلك زيارة أعالي جبال شيليا بخنشلة، وجبال بابور بسطيف، التي قال إن سمك الثلوج بها يبلغ أحيانا 30 سم، معتبرا إياه جمالا فريدا من نوعه لاتكفي الصور والفيديوهات لوصفه والحديث عنه بشكل دقيق وبتفاصيل تجمع بين الضباب والثلوج،و الأشجار وأصناف الحيوانات التي تصادف المغامرين أثناء التخييم في البرية. وتبقى السياحة الثلجية الجبلية بالجزائر حسبه، واحدة من أروع التجارب السياحية التي تجمع بين المغامرة والاستمتاع بالطبيعة، ليحقق المغامرون فيها الاستكشاف والتسلق والتزلج والتخييم، وسط تنوع بيولوجي وجمال فريد من نوعه في البرية والغابات الثلجية، مستندين في ذلك على تراث ثقافي محلي يضفي الخصوصية على كل منطقة.
تقنيات تصوير عالية ولمسة محلية
وعبر جبال الأطلس والأوراس الساحرة، يواصل المغامرون استكشاف هذا الجزء الساحر من الجزائر، ويستمرون في الصعود إلى قمم الجبال الثلجية لالتقاط صور تحبس الأنفاس، حيث يبدعون في ما يقدمونه من محتوى معتمدين في ذلك على تقنيات تصوير متقدمة، كالطائرة بدون طيار أو الدرون، التي تضمن مشاهد بانورامية مدهشة للمسارات الجبلية من زوايا غير تقليدية، كما يستخدمون أيضا أجهزة جد متطورة كالكاميرات المقاومة للماء والغبار والصدمات، مع توظيف تقنيات عالية خاصة التصوير بتقنية «إيزو»، التي تقدم صورة مثالية في ظروف الإضاءة المنخفضة في الجبال الثلجية، وكذا التصوير بتقنيات التعريض الطويل التي تتيح التقاط التفاصيل الدقيقة في الظلال والأضواء.
والملاحظ أن فيديوهات المحتوى السياحي في الجزائر تطورت كثيرا خصوصا من الناحية التقنية، رغم اختلاف الأدوات والوسائل المستخدمة في التصوير، فهناك من يفضل الكاميرا، وهناك من يكتفي بالهاتف لتوثيق لحظات لا تنسى، ولتقديم صور حية. فقد أكد المغامر عمار أن الحصول على صور وفيديوهات مثالية لا يشترط كاميرا متطورة، بل يكفي هاتف ذكي مع قدرة على تحديد الزاوية المثالية لالتقاط أجمل الصور، وهي مهارة تكتسب مع تكرار التجربة مؤكدا، أنه يعتمد على هاتفه الخاص لالتقاط صوره التي لاقت إعجابا كبيرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
إ.زياري

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com