حذر مختصون للنصر، من الاستخدام المفرط لورق الألمنيوم والورق الشفاف في تغليف وحفظ الأطعمة، خاصة في ظل زيادة الاعتماد عليهما سواء في المنازل أو في قطاع الوجبات السريعة، مؤكدين على أن الحرارة العالية وتفاعل المواد الحمضية مع هذه المواد يؤدي إلى انتقال جزيئات ضارة إلى الطعام، مما يهدد الصحة العامة، من بينها أمراض سرطانية ومشكلات على مستوى الكلى والجهاز العصبي، داعين إلى استخدام بدائل آمنة مثل الزجاج أو الطين، مع ضرورة توعية المجتمع بمخاطر هذه المواد لضمان سلامة الغذاء.
لينة دلول
خطورة جزيئات الألمنيوم على الجسم
قال أخصائي الصحة العمومية محمد كواش، إنه من الضروري الانتباه لخطر الانتشار المفرط لاستعمال ورق الألمنيوم، سواء في المنازل أو في قطاع الوجبات السريعة، مشيرا إلى أن أصحاب المطاعم يلجؤون عادة إلى تغليف الأطعمة الساخنة بهذا الورق للحفاظ على درجة حرارتها، وهو أمر يشكل خطرا كبيرا على صحة الإنسان.
وأوضح الطبيب، أن الحرارة الشديدة تؤدي إلى انتقال جزيئات الألمنيوم إلى الطعام، ما يجعلها تدخل إلى الجسم عبر الجهاز الهضمي، وذلك لأن الألمنيوم لا يتحلل داخل جسم الإنسان، حيث تبقى جزيئاته ثابتة، مما يسبب أضرارا صحية خطيرة.
وبحسب المتحدث، فإن جزيئات الألمنيوم التي تمر عبر البلعوم والمعدة دون امتصاصها، مصدر للعديد من المشكلات الصحية، أبرزها التهابات المعدة والأمعاء والقولون، إذ تتسبب في تهيج الغشاء المخاطي لهذه الأعضاء، ما قد يؤدي إلى الإصابة بسرطان المعدة والقولون، كما تؤثر سلبا على الدم والأعضاء الحيوية، فعندما تنتقل هذه الجزيئات إلى الدم، يمكن أن تسبب سرطان الدم، بالإضافة إلى أضرار كبيرة على مستوى الكبد والكلى.
وأضاف، بأن دراسات علمية أظهرت أن جزيئات الألمنيوم قد تخترق الشعيرات الدموية الدقيقة لتصل إلى الجهاز العصبي، مما يسبب أمراضا عصبية مثل الزهايمر والشيخوخة المبكرة.
تفاعلات كيميائية خطيرة
وأوضح الدكتور، أن ورق الألمنيوم يسبب تفاعلات كيميائية خطيرة، خاصة عند استخدامه مع الأطعمة الطازجة أو الحمضية، مما يضاعف من المخاطر الصحية، ولهذا السبب أوصى بتعويض ورق الألمنيوم بعلب مصنوعة من الزجاج أو الطين لتخزين الطعام، وهي مواد أكثر أمانا على صحة الإنسان.
وفي سياق آخر، حذر كواش من استخدام الورق الشفاف في تغطية الأطعمة الساخنة، حيث تنتقل جزيئات ميكروبيولوجية ومواد كيميائية إلى الطعام بفعل الحرارة العالية.
وأوضح، أنه يصعب على الجسم امتصاص هذه المواد أو التخلص منها، حيث تبقى في الجسم على هيئة أجسام غريبة تتسبب في التهابات وأمراض مناعية، إذ تدخل هذه المواد إلى الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى استجابة غير طبيعية قد تصل إلى مهاجمة الجسم لنفسه.
وأكد المتحدث، أن الأطفال والنساء الحوامل الأكثر عرضة للأضرار الصحية الناتجة عن استخدام الورق الشفاف، بسبب حساسية أجسامهم وضعف أجهزتهم المناعية.
وشدد كواش، على ضرورة تجنب الأضرار الناتجة عن استعمال ورق الألمنيوم والورق الشفاف، من خلال الامتناع عن تغليف الأطعمة الساخنة، وتخزين الأطعمة أو تغطيتها باستخدام علب زجاجية أو من الطين، وكذا التوقف عن تسخين الطعام المغطى بالورق الشفاف في الميكروويف، لأنه يؤدي ذلك إلى إطلاق مواد كيميائية ضارة قد تتسبب في أمراض خطيرة.
استخدام الورق الشفاف بحذر
وأكد المتحدث، بأنه يمكن استخدام الورق الشفاف لتغطية الخضر والفواكه، مع تجنب تعريضه للحرارة العالية، مضيفا أن العديد من الدراسات العلمية أثبتت أن الأشخاص الذين يستخدمون ورق الألمنيوم لتخزين أو تغليف الأطعمة بشكل مستمر يعانون من أمراض خطيرة، أبرزها أنواع مختلفة من السرطانات ومرض الزهايمر. كما دعا الدكتور، إلى ضرورة التوعية بالمخاطر الصحية المرتبطة باستخدام هذه المواد، والعمل على تقليل اعتماد المجتمع عليها حفاظا على الصحة العامة.
تسبب أمراضا خطيرة
وأكد أخصائي التغذية عبد القادر لزرق، بأنه يمكن أن تنتقل حبيبات الألمنيوم من ورق الطهي إلى الطعام، خاصة في حالة الطهي على درجات حرارة مرتفعة، أو عند لف الأطعمة الحامضة مثل الليمون بذات الورق. ويحدث هذا الانتقال نتيجة تفاعل الألمنيوم مع الأحماض أو الحرارة العالية، مما يؤدي إلى أكسدة سطح الألمنيوم وانتقال جزيئات صغيرة منه إلى الطعام.
وأوضح المختص، بأن هذا الانتقال قد يخلف آثارا صحية، حيث تشير الدراسات إلى ارتباطه بأمراض الجهاز العصبي، مثل مرض الزهايمر. كما يمكن أن تؤثر جزيئات الألمنيوم على وظائف الكلى، المسؤولة عن تصفية الدم من السموم والجزيئات الضارة، علما أن وجود الألمنيوم بشكل زائد يمكن أن يسبب إجهادًا لها ويؤثر على كفاءتها بمرور الوقت. بالإضافة إلى ذلك، يؤكد لزرق، بأن عدم الالتزام بدرجات الحرارة الموصى بها في دليل استخدام ورق الألمنيوم، أو طهي الأطعمة الحامضة باستخدامه، يزيد من مخاطر انتقال هذه الجزيئات إلى الطعام.
وأشار المختص، إلى أن الورق الشفاف خطير كذلك، لأنه مصنوع من مادة السيليلوز، وفي بعض الأحيان تضاف إليه مادة السيليكون لجعل سطحه غير لاصق، و يمكن أن تنتقل عبره جزيئات السيليكون إلى الطعام نتيجة تأثير الحرارة أو التفاعل الكيميائي أثناء الطهي.
يحدث هذا الانتقال عادة عندما تتعرض الروابط الكيميائية في الورق الشفاف للتكسير بفعل الحرارة أو الدهون، مما يسمح بانتقال المواد الضارة إلى الطعام.
وأضاف المتحدث، بأنه وعلى الرغم من ذلك، فإن تخزين الأطعمة الذهنية في الورق الشفاف لا يؤدي دائما إلى انتقال كميات كبيرة من المواد الضارة، ولكنه يعتمد على جودة الورق المستخدم ومدى تعرضه للحرارة.
وأكد المختص، بأن المشكلة تتفاقم إذا كان الورق مصنوعا من مواد بلاستيكية أعيد تدويرها، قد تحتوي على جزيئات مسرطنة أو سامة يمكن أن تنتقل إلى الطعام.
وقال، بأن الفئات الأكثر عرضة للتأثيرات الضارة للورق الشفاف تشمل الأطفال والنساء الحوامل، نظرا لحساسية أجسامهم تجاه المواد الكيميائية وتعرضهم لمخاطر صحية أكبر، لذلك يفضل استخدام أنواع آمنة ومخصصة لتغليف الطعام مع مراعاة ظروف التخزين والطهي المناسبة.