الثلاثاء 15 أفريل 2025 الموافق لـ 16 شوال 1446
Accueil Top Pub

مع تراجع تساقط الثلوج: الجولات الراجلة والتخييم لاستعادة السياحة الشتوية بالشريعة

أطلقت جمعيات سياحية ومجموعات شبانية للتخييم والاستغوار بولاية البليدة، مبادرات مختلفة لتشجيع الجولات الراجلة والتخييم وسط سلسلة جبال الأطلس البليدي والشريعة تحديدا، وذلك لأجل استعادة الحركية السياحية المعهودة التي كانت تطبع المنطقة في هذا الوقت من السنة وتأثرت نسبيا بسبب اضطرابات الطقس.

نورالدين ع     

ومع انطلاق موسم السياحة الشتوية، تزامنا مع بداية تساقط الثلوج تطوع شباب وناشطون في المجال السياحي لتأطير السياح وضبط برامج ترفيهية تزيد جودة التجربة السياحية في المنطقة، التي فقدت جبالها بعضا من بريق عباءتها البيضاء الناصعة في الآونة الأخيرة، بسبب تضاؤل كميات الثلوج على القمم، الأمر الذي أثر قليلا على حركة السياح والزوار، ودفع أبناء البليدة إلى البحث عن حلول لاستعادة الحركية من خلال تنويع الأنشطة السياحية.
انتكاسة سياحية طبعت آخر أربع سنوات
تعرف منطقة الشريعة بأعالي سلسلة الأطلس البليدي بالسياحة الشتوية، حيث كانت تستقطب آلاف الزوار يوميا لما كانت تكسوها الثلوج بقوة في السنوات الماضية، خاصة أثناء العطلة المدرسية الشتوية، حيث تتحول إلى قبلة للعائلات للتنزه و التمتع بجمال الثلوج، والشريعة هي أيضا الوجهة المفضلة للعديد من السياح الجزائريين الذين يقصدونها من ولايات الوطن على اختلافها، خصوصا سكان المدن الداخلية والساحلية التي لا تزورها الثلوج كثيرا.
لكن المنطقة التي ذاب جزء معتبر من بساطها الأبيض بفعل تغيرات المناخ، لم تعد للأسف تستقطب نفس الأعداد من السياح كما في السابق، إذ تراجعت الحركية بشكل ملحوظ خلال الأربع سنوات الأخيرة، وما عاد هناك اختلاف كبير بين صيفها وشتائها، بل إن حركية السياح أصبحت أكبر في فصل الصيف خاصة وأن الجو يكون جميلا وقليلة الرطوبة، حيث تنخفض درجة الحرارة عن الصفر في بعض الأحيان.
هذا التغير في الطقس وتراجع نسبة الثلوج في موسمها، دفع سياحا إلى هجران المنطقة التي كانوا يتوافدون عليها سنويا تقريبا، وهو ما اعتبره ناشطون في حقل السياحة مؤشرا سلبيا واتفقوا على ضرورة التدخل لتدارك الوضع، من خلال الاعتماد على برامج سياحية للترفيه والتسلية والمغامرة تكون وسيلة استقطاب للعائلات والشباب على مدار الموسم.
الأنشطة البيئية جرعة أوكسجين لإنعاش المنطقة
وبهدف تشجيع السياحة الشتوية في المناطق الجبلية بعد تراجع تساقط الثلوج، تنظم جمعيات متخصصة في السياحة ومجموعات شبانية جولات راجلة دورية إلى المناطق الجبلية بالشريعة وضواحيها، وتستغل الجمعيات الفرصة للتعريف بهذه المناطق وما تزخر به من ثروة نباتية وحيوانية.
وفي هذا الّإطار، داومت جمعية «المشاة الهواة لمدينة البليدة» على تنظيم جولات راجلة مرتين كل أسبوع نحو الشريعة والمناطق السياحية الأخرى كبحيرة الضاية بتمزقيدة، وسيدي سالم ببوعرفة. وحسب رئيسها أحمد شحمي، فإن هذه الجولات الراجلة تهدف إلى التعريف بهذه المناطق و تشجيع الزوار على التردد عليها بشكل مستمر، وذلك من خلال تبيان ما تزخر به من ثروة نباتية وحيوانية.
والمميز في الجولات الراجلة التي تنظمها الجمعية كما أوضح، هو أنها لا تخص فئة الشباب فقط، بل تود مسارات مخصصة للكهول والنساء أيضا،ما يتيح فرصة للعائلات والأطفال للاستمتاع بهذا النشاط و المشاركة في مختلف الخرجات الراجلة نحو قلب جبال سلسلة الأطلس البليدي، والتمتع بالمناظر الخلابة التي تشكل الطبيعة هناك، خصوصا وأن هذه الجولات مؤطرة ومؤمنة من طرف أعضاء جمعية المشاة الهواة.
كما يرافق المشاركين خلال الأنشطة مرشدون سياحيون متخصصون ومعروفون، يشرحون للمشاركين خاصة القادمين من ولايات أخرى أسماء المناطق التي يزورونها وتاريخها، وكذا ما تزخر به من ثروات نباتية وأعشاب طبية، و ثروة حيوانية، وحسب المتحدث، فإن معدل المشاركين في كل جولة راجلة وسط الجبال التي تنظمها جمعية المشاة، يزيد عن 50 شخصا من كل الفئات، بين رجال و نساء و أطفال وشباب، كما أن العائلات المشاركة في هذه الجولات الراجلة تشعر بالأمان وهي تتجول وسط الجبال، بفضل التأطير الجيد من طرف أعضاء الجمعية. لافتا، إلى أن الإعلان عن تنظيم هذه الجولات الراجلة يتم عبر الصفحة الرسمية للجمعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدا موقع فيسبوك، ومؤكدا أن الجولات تختلف من حيت نوعية المشاركين فهناك عشاق الطبيعة والمغامرة، وهناك من يمارس المشي لأجل فوائده الصحية،وهناك مشاركون يأتون من بلديات البليدة، إلى جانب مشاركة مغامرين وفضوليين من ولايات أخرى خاصة مدن الوسط.
أنشطة رياضية متنوعة وسط الجبال
ولا يقتصر برنامج جمعية «الهواة المشاة» على الجولات الراجلة فقط لتشجيع السياحة الجبلية، بل ينظم أعضاؤها عدة نشاطات أخرى منها أنشطة رياضية، حيث أشرفوا منذ أسابيع على سباق «الدرب» الوطني الذي استقطب أكثر من 500 مشارك يمثلون أكثر من 30 ولاية، إلى جانب سياح أجانب، و كانت نقطة انطلاق السباق من مركز بلدية الشريعة، مرورا بعدد من المناطق وسط الجبال على مسافة 24 كلم.
وسمحت هذه الفرصة للمشاركين في السباق التمتع بالمناظر الخلابة للشريعة، وأعاد السباق للمنطقة حركيتها التي كانت تميزها في سنوات ماضية طبعها تساقط كثيف للثلوج، حيث اكتظت المنطقة بالزوار من المشاركين في السباق وكذا عائلاتهم كما قال رئيس الجمعية.
وأضف، أنهم سعوا كذلك خدمة لنفس الهدف إلى نقل الأنشطة التي كانت تنظم في القاعات المغلقة إلى قلب الطبيعة، و ارتأوا أن تتم المنافسات و الفعاليات على اختلافها في الهواء الطلق وسط جبال الأطلس البليدي، على غرار احتفالية عيد المعلم التي احتضنتها الطبيعة في منطقة بني علي بالشريعة والمقطع الأزرق بحمام ملوان، أين جرت أنشطة ممتعة اختتمت بتكريم الأساتذة المتقاعدين، وذلك في إطار دعم وتشجيع السياحة الجبلية.
وفي السياق ذاته نظمت جمعيات أخرى تظاهرات رياضية مماثلة لتنشيط الحركية السياحية الشتوية في الفترات التي لا تتواجد فيها الثلوج، منها سباق للدراجات النارية، وسباق للسيارات الميكانيكية وفي نفس الإطار تشهد المناطق الجبلية بسلسلة الأطلس البليدي برمجة عدد من الجولات الراجلة « روندوني»، خاصة في نهاية الأسبوع تنظمها مجموعات شبانية للاستغوار، حيث تشمل هذه الزيارات مناطق في عمق الجبال، بعد قطع عشرات الكيلومترات، وتمتد إلى مناطق أخرى بولاية المدية. وأوضح محدثنا، أنها تستقطب مشاركين من مختلف الخلفيات الاجتماعية، بما في ذلك أطباء وموظفين في مؤسسات وإدارات بعضهم أوفياء للنشاط ويكررون المشاركة أسبوعيا، حيث يلتزمون بالتواجد عند نقطة اللقاء كل صباح يوم جمعية، أين تنطلق المجموعة من مدينة البليدة إلى مركز بلدية الشريعة.
والمميز في هذه الجولات حسبه، أن بعض المشاركين فيها يقومون بالتقاط صور للمناطق الجميلة التي يزورونها ينشرونها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع تعريف متابعيهم بالمنطقة و الحديث عن جمالها وهو ما يساهم ذلك بشكل كبير في الترويج للسياحية الجبلية.
كما لجأت جمعية المشاة الهواة، إلى التخييم وسط الجبال كذلك، وأشارت في هذا السياق الأمنية العامة للجمعية نبيلة أمالو، إلى أن التخييم من ضمن النشاطات الهامة التي يتم التريكز عليها للترويج للسياحة الجبلية.من جهتها، تعمل مديرية البيئة لولاية البليدة، بالتنسيق مع الجمعيات الناشطة في هذا الميدان على تنظيم حملات تشجير مختلفة بالحظيرة الوطنية للشريعة، بهدف تشجيع السياح على زيارتها والمساهمة في الحفاظ على الثروة الغابية التي تزخر بها المنطقة.
مع الإشارة إلى أن بحيرة الضاية بتمزقيدة، والحظيرة الوطنية للشريعة تعدان من الوجهات السياحية النشطة في فصل الشتاء، حيث كانت المنطقة تشتهر بتساقط الثلوج وتتحول إلى قبلة للعائلات لما تلبس حلتها البيضاء، لكن الحركية تراجعت بها وهجرها قطاع من السياح بسبب نقص تساقط الثلوج، وبهدف تشجيع العائلات على زيارة هذه المنطقة تنظم جمعيات الهواة المشاة جولات سياحية نحوها بمرافقة مرشدين سياحيين يعرفون بهذه المنطقة الجميلة، التي يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 1170 مترا، كما تعد من المحميات الطبيعية والبيئية، وتضم بحيرة تتواجد في قمة جبيلة، إلى جانب ذلك فإنها تزخر بثروة حيوانية ونباتية متنوعة.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com