الجمعة 18 أفريل 2025 الموافق لـ 19 شوال 1446
Accueil Top Pub

الطبعة السادسة للصالون الدولي للشوكولاطة والقهوة: منتجون يصدرون الشوكولاطة الجزائرية لعشرات الدول


* إبداعـات تحت وسـم «صنع في الجــزائر»
كشفت الطبعة السادسة للصالون الدولي للشوكولاطة والقهوة «شوكاف»، التي تحتضنها وهران هذه الأيام، عن تطور هائل في المجال حققه منتجون جزائريون حطوا بقوة في التظاهرة، وقد كشف منظمها محمد قرايا، أن الهدف منها هو تعزيز التوجه نحو التصنيع الوطني والتصدير كذلك، مبرزا أن وقف الاستيراد شكل خطوة مهمة ساهمت بشكل كبير في تطوير تصنيع الشوكولاطة وطنيا تحت وسم «صنع في بلادي» أو» صنع في الجزائر».

بن ودان خيرة

سمحت التظاهرة التي تعرف مشاركة 70 منتجا وعارضا، بتسليط الضوء على التقدم النوعي الذي تحقق بفضل المنافسة، خصوصا من نواحي الجودة والتنوع والتغليف، وذلك تلبية لأذواق المستهلكين في الجزائر وخارجها، على اعتبار أن هناك منتجات وطنية عديدة صارت حاضرة وتنافس في أسواقا خارجية أين تتميز الشوكولاطة الجزائرية بجودتها، كما قدم الصالون كذلك فرصة لمتعاملين أجانب مهتمين بإبرام اتفاقيات لاستيراد المنتوج الجزائري حسبما أكده القائمون عليه.
أشكال وتصاميم صنعت لوحات فنية « شهية»
لا يختلف اثنان حول حب الشوكولاطة وإن تفاوتت الرغبة و تباينت الأذواق، هي عبارات ترددت كثيرا منذ بداية فعاليات الطبعة السادسة للصالون الدولي للشوكولاطة والقهوة «شوكاف» بوهران، لتعكس التنافس بين المنتجين على الجودة من خلال الابتعاد عن المواد المصنعة كالفيجيكاو، والاهتمام بنوعية وقيمة المنتج الغذائية إلى جانب الشكل و الطعم.

وقد لاحظنا خلال جولة بين أروقة الفضاء الذي يحتضن الحدث، أن التغليف و التعليب وتصميم القطع و القوالب في حد ذاته، بات جانبا يحظى باهتمام كبير من قبل المنتجين الجزائريين، لدرجة يصعب معها التفريق بين الشوكولاطة الجزائرية والأنواع المستوردة.
وقد أبدع المشاركون في الصالون، في طرق عرض منتوجاتهم، فمنهم من اختار تقديمها على شكل طرطة، ومنهم من نسقها في شكل هرمي، وهناك أنواع مختلفة الحشو تضم التمر و المكسرات ومزينة ببراعة تفتح شهية الزوار و المشاركين على حد سواء.
تفوق واضح لـ «شوكولاطة بلادي»
ومن بين الفضاءات التي حققت النجاح في الصالون، فضاء شوكولاطة جزائرية مصنعة على طريقة شوكولاطة دبي المعروفة، وقد أوضح مسؤول الجناح سامي محنداد، أن فريق العمل في ورشته بدأ منذ شهرين في إنتاج شوكولاطة تضاهي من حيث النوعية والسعر هذا المنتج المنتشر عالميا، وقال إن النوع الجزائري اكتسح السوق الوطنية في ظرف شهرين فقط من إطلاقه، وأنهم في المصنع يحضرون لإطلاق منتوجات أخرى ستلبي كثيرا من أذواق المستهلكين في رمضان.
وأضاف المتحدث، أنه سيتم التخلي عن التعليب المعروف لشوكولاطة دبي، وتعويضه بعلب تحمل تسمية «شوكولاطة بلادي»، وأن هذه المساعي ترمي لأن يكون المنتوج متاحا وفي متناول الجزائريين، مع ضمان النوعية الرفيعة من خلال تحضيره بطرق حرفية وبخلطة محلية مبتكرة، مع استعمال مواد طبيعية خالصة ليكون منتجا جزائريا مائة بالمائة، مردفا أن المنتوج متوفر بذوقين «الشوكولاطة بالحليب» و»الشوكولاطة البيضاء».
وأشار المتحدث، إلى أن المجموعة التي تنتج هذه الشوكولاطة هي في الأصل سلسلة مطاعم عبر الوطن، ولها مخبر خاص يتم فيه تحضير مختلف «التحليات» التي ترافق الأطباق ومنها تحلية «شوكولاطة دبي»، وبعدها جاءت فكرة خوض مجال صناعة الشوكولاطة مع المحافظة على النوعية الرفيعة التي تميز كل منتوجات المجموعة وفق المتحدث.
التسويق الإلكتروني يفتح الباب أمام الحرفيات في المجال
يعرف المعرض كذلك مشاركة بارزة لحرفيات ناشطات في مجال صناعة الشوطولاطة، وقد تميزن بشكل كبير بفضل دقة و جمال وإبداع منتجاتهن التي تشبه قطعا فنية قابلة للاستهلاك.

تقربنا من بعضهن، وقد أوضحن لنا أن الأمر لا يقتصر فقط على الشكل، بل يشمل أيضا الجودة التي تفرض الابتعاد عن السكر و الفيجيكاو، و استخدام الكاكاو الخام للحصول على منتج فاخر بأتم معنى الكلمة، مشيرات إلى أن الشوكولاطة الجزائرية تطورت بشكل كبير وأن المنافسة الحادة تفرض رفع معايير الصناعة عاليا.
وتختلف بصمة كل حرفية من خلال الحشوة المستخدمة في الشوكولاطة، وطريقة التقديم وهو تحديدا ما يترجم حسبهن ارتفاع أسعار المنتج الحرفي مقارنة بالمصنع، دون إغفال جانب غلاء المادة الأولية المستوردة في الأصل والتي ارتفعت أسعارها عالميا هذه الفترة كما عبرن.
راشا مختار، البالغة من العمر 19 سنة، طالبة جامعية تخصص هندسة العمليات بجامعة البليدة، وحرفية اختارت تحضير الشوكولاطة لأنها تعشق خلط الألوان كونها أيضا فنانة تشكيلية كما عبرت للنصر.
قالت، إنها لأجل تطوير مهاراتها خضعت للتكوين ثم أضفت على منتوجها بصمتها الإبداعية معلقة:» التحكم في القاعدة هو الأساس والباقي إبداع شخصي».
خاضت التجربة منذ ست سنوات، وقد اتخذت من مطبخ منزلها ورشة للعمل، لكنها تعتمد على في التسويق على شبكات التواصل الاجتماعي، مما سهل وصول الشوكولاطة التي تحضرها إلى مختلف ولايات الوطن، بل وأصبح لها زبائن أوفياء منهم مغتربون، لأن مثل هذا النوع من الشوكولاطة كما أوضحت، يقدم كهدايا في المناسبات أو الأعراس غالبا، وهناك أيضا محبو الشوكولاطة الذين يسارعون لتذوق كل جديد.

من جهتها، قالت ليندة قريم، المنحدرة من ولاية تيزي وزو، إنها أيضا خريجة الجامعة الجزائرية ، وقد اختارت كذلك مجال الحرف لتبدع في صناعة مختلف أنواع الشوكولاطة المحشوة كونه شغفها، واستطاعت بفضل مواقع التواصل أن تصنع لها اسما وتجد لمنتجها سوقا ممتدة عبر الوطن.
أوضحت لنا، بأن ما تصنعه مميز جدا لأنها تواصل التجدد والبحث عن أفكار مختلفة باستمرار، ولا تتوانى عن خلط المكونات على اختلافها للحصول على أذواق عديدة تشكل التنوع الذي يميز منتجها.
أما فيما يخص تشكيل الشوكولاطة والألوان التي تزينها، فأبرزت ليندة أنها في الأساس مختصة في التجميل، وفقد وظفت موهبتها في مزج الألوان على الشوكولاطة ولم تجد صعوبة في ذلك. موضحة، بأنها تحظى بدعم عائلي مهم يساعدها على التفرغ للإبداع، وعلى تلبية كافة الطلبيات التي تصلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أين تنشط.
وبخصوص سعر المنتوج، فإن ردود أفعال الزبائن تتباين حسبها، فهناك من يبحث عن الجودة والذوق ولا يبالي بالسعر، وآخرون يركزون على السعر فقط.
«النوقة الجزائرية» ذوق مميز ينافس دوليا
وفي مجال متصل، أوضحت الحرفية فوزية حماش، من تلمسان أن الحرفيين الذين يصنعون «النوقة» كثيرا ما يتعاملون مع صناع الشوكولاطة، لأن هذه الحلوى تعتبر أيضا من الحشوات المناسبة والمحببة جدا لهذا المنتج

وقالت، إنهم كحرفيين في المجال يعتمدون على المواد الطبيعية ذات جودة عالية خاصة المكسرات، وأن تحضير الحلوى ليس بالأمر السهل بل يتطلب عدة تركيبات وأمور يجب على الحرفي أن يكون ملما بها بالإضافة إلى اللمسته الإبداعية.
مشيرة، إلى أن صناعة «النوقة» في تلمسان، نشاط عائلي متوارث فالجميع في عائلتها معنيون كما عبرت، بتعلم هذه الحرفة حفاظا على اسم العائلة وتاريخها، مبرزة أن بعض إخوتها يروجون لـ «النوقة الجزائرية» التي لها مميزات تجعلها مختلفة عن باقي أنواع هذه الحلوى المتوسطية، حيث يشارك الإخوة حماش في معارض وصالونات ومناسبات متعددة خارج الوطن، كما أن منتوجهم متوفر في عدة ولايات خاصة بالشرق الجزائري. وأضافت، أن أفراد العائلة يشرفون على تكوين الشباب المهتمين بهذا المجال.
آلات جزائرية تشق طريقا نحو التصدير
وعرف الصالون كذلكـ مشاركة مصنعي عدة تجهيزات وآلات تستخدم في تحضير الشوكولاطة الساخنة والقهوة والمرطبات، قدموا منتوجاتهم بأشكال متنوعة، وكان المميز في الصالون أيضا عرض آلة جزائرية الصنع رقمية مواكبة للعصرنة، كشف عنها مصنع من بجاية.
وقال مدير التسويق بالشركة توفيق بوجيزة، إن هذه الآلة كانت تستورد وتباع في السوق الوطنية بمبلغ 180 مليون سنتيم وأكثر، بينما أصبح في مقدور الشباب اليوم اقتناؤها بسعر يتراوح بين 25 و 35 مليون سنتيم، وهي آلة مزودة حسبه، بنظام يسمح لصاحبها بالحصول على عدة معلومات، كما يمكن تشغيلها كهربائيا بـ 220 فولط فقط، وهي قدرة الطاقة المنزلية، إلى جانب مزايا أخرى جعلت الطلب عليها يتزايد من خارج الوطن.
وأكد المتحدث أن أول شحنة تصدير ستكون نحو تونس ثم ليبيا، وبعض الدول الإفريقية، مشيدا بالمنتوج الجزائري الذي أصبحت له مكانة في مختلف دول العالم وهذا بفضل تشجيعات الدولة.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com