السبت 1 فبراير 2025 الموافق لـ 2 شعبان 1446
Accueil Top Pub

شاب يحوّل هوايته إلى تجربة: شغف واحترافية في تربية الكلاب والمشاركة في المسابقات


استطاع الشاب عماد الدين بن جوال، ابن ولاية قسنطينة، أن يحوّل شغفه المتوارث بتربية الكلاب إلى تجربة احترافية ملهمة، ونجح في أول مشاركة له في مسابقة وطنية في الفوز بجائزة «أفضل زوجين» لكلاب من سلالة الأكيطا الأمريكية.
لينة دلول

يؤمن عماد الدين، بأن الكلب ليس مجرد حيوان للحراسة أو للتسلية فقط، بل شريك حقيقي في الحياة يعلمنا قيم الوفاء والإخلاص، داعيا إلى نشر ثقافة تربية الكلاب بشكل صحيح، مع التركيز على فهم احتياجات كل سلالة، لأن اختيار هذه الأخيرة يجب أن يتم بناء على قدرة المربي على تلبية متطلباتها المختلفة.
البداية مع الراعي الألماني في عام 2010
نشأ عماد الدين في أسرة تعشق تربية الكلاب، حيث ورث هذه الهواية عن والده وجده اللذين كانا يقتنيان مختلف السلالات من الكلاب، لا سيما الراعي الألماني.
هذا الجو العائلي المليء بالكلاب لم يكن مجرد بيئة طفولة عادية بالنسبة له، بل كان بداية لرحلة طويلة في عالم الكلاب، تتجاوز حدود الهواية إلى الاحتراف والمشاركة في المسابقات الوطنية.قرر عماد الدين، أن يبدأ أولى خطواته الجدية في تربية الكلاب، فاقتنى كلبة من سلالة الراعي الألماني وأطلق عليها اسم إيفا، كانت هذه الكلبة حسبما قال، أول رفيقة له في رحلة التعلم، حيث ركز على تدريبها وترويضها دون أن تكون لديه فكرة عن المسابقات أو البطولات.وأكد المتحدث، أن علاقته بـإيفا كانت أشبه بعلاقة صداقة وثيقة، إذ كانت محور اهتمامه طوال ست سنوات كاملة، رغم قلة خبرته آنذاك، تعلم عماد الدين الكثير من خلال الممارسة اليومية، حيث بدأ يكتشف احتياجات الكلاب وكيفية العناية بها. في عام 2016، واجه واحدة من أصعب اللحظات في مسيرته عندما فقد إيفا بعد معاناتها مع المرض، كانت هذه الخسارة مؤلمة للغاية بالنسبة له، لكنه لم يسمح لها بأن تكون نهاية شغفه، وعلى العكس قرر تجربة سلالة جديدة واستكمال مسيرته في هذا المجال.
تجربة الراعي البلجيكي
انتقل عماد الدين إلى تجربة سلالة الراعي البلجيكي، التي اختارها بناء على ما تتميز به من ذكاء ومرونة مقارنة بـالراعي الألماني. اشترى في البداية أنثى من هذه السلالة، ووجدها أكثر توافقا مع طموحاته في التدريب والترويض، بعد فترة قصيرة، أضاف ذكرا من نفس السلالة إلى مجموعته، وبدأ في عملية تزويجهما، مما أثمر عن جراء من هذا النوع.
وأوضح المتحدث، بأنه وخلال فترة تربيته لهذه السلالة، لاحظ أن الراعي البلجيكي، رغم ذكائه يتميز بطبعه العنيف، وهو ما جعله يبحث عن سلالة أخرى تكون أكثر توافقا مع طموحاته المستقبلية، كانت تلك بداية تعرفه على سلالة جديدة تماما بالنسبة له، وهي الأكيطا الأمريكية. وأضاف عماد الدين، أنه قرر بعدها خوض تجربة جديدة ومثيرة مع الأكيطا الأمريكية، التي تعد واحدة من السلالات النادرة في الجزائر، جذبته هذه السلالة حسبما أوضح، لما تتميز به من قوة ووفاء، إلى جانب جمالها اللافت. ويشير المتحدث، إلى أن اهتمامه بهذه السلالة لم يكن صدفة، بل جاء بعد بحث عميق حول تاريخها وخصائصها. وأوضح عماد، أنه اقتنى كلابا من هذه السلالة تعود أصولها إلى أحفاد بطل العالم الشهير «بلاك بوق»، مؤكدا بفخر أنه من بين المربين القلائل لهذه السلالة في الشرق الجزائري، بل إنه كان الوحيد الذي شارك بها في إحدى المسابقات الوطنية.
أولى الخطوات في طريق المسابقات
أوضح محدثنا، أن لقاءه بصديق لديه شغف مشابه كان بمثابة نقطة تحول كبيرة في مسيرته، أخبره الصديق عن شخص يشارك في البطولات بسلالة مشابهة، وساعده على التواصل معه والانضمام إلى نادي urct بتيزي وزو، الذي يعتبر النادي الوحيد على المستوى الوطني والإفريقي الذي يهتم بمختلف السلالات.
انضم عماد الدين، إلى النادي قبل عامين، وهناك بدأ رحلة جديدة من التعلم، حيث تعرف على القوانين والضوابط التي تحكم المسابقات، كما اكتشف أن أول شرط للمشاركة هو أن تكون الكلاب من سلالات نقية.وأوضح المتحدث، بأنه في أول مشاركة له، تمكن من تحقيق نجاح مبهر بفوزه بجائزة «أفضل زوجين» لكلاب من سلالة الأكيطا الأمريكية.
قال الشاب، بأن أجواء المسابقات كانت أشبه بعروض أزياء للكلاب، حيث تعرض برفقة أصحابها الذين يرتدون ملابس كلاسيكية، مؤكدا أن العرض لا يقتصر فقط على الجمال، بل يعتمد أيضا على سلوك الكلاب وانضباطها.وأكد، أن الكلب الذي يظهر عدوانية أو يحاول مهاجمة المنافسين يقصى فورا، لأنه من بين الشروط الأساسية أن يكون الكلب هادئا ومطيعا لصاحبه، ويمشي بجانبه دون الالتفات يمينا أو يسارا. لأنه كما أوضح، يطلب من الكلب أن يظهر انضباطا استثنائيا وسلوكا هادئا يعكس تدريبه الجيد.
وحسبه، فإن هذه التفاصيل الدقيقة في العرض تسهم بشكل كبير في تحديد الفائزين، إذ يتم التركيز على العلاقة بين الكلب وصاحبه ومدى التناغم بينهما.
وأوضح، أن حلبة العرض تدار من قبل أربعة حكام متخصصين، حيث يكون لكل حكم دور محدد، مثل تنظيم دخول الكلب وصاحبه إلى الحلبة، ومراقبة أداء الكلب أثناء العرض، بالإضافة إلى مشرفين يقدمون الجوائز للفائزين، كما يرافق العرض مقدمون يعرفون بالسلالات المشاركة وأسماء المربين.
دور النادي في تطوير مهاراته
وأشاد عماد الدين، بالدور الكبير الذي لعبه نادي تيزي وزو، في تطوير مهاراته، مشيرا إلى أن هذا النادي يعتبر فريدا من نوعه في الجزائر وإفريقيا، كونه يهتم بمختلف السلالات وليس فقط بسلالات الراعي الألماني أو البلجيكي التي تحظى بشعبية كبيرة.
كما أكد، أن النادي منخرط في الفدرالية العالمية للكلاب، مما يتيح لأعضائه فرصة الحصول على تكوينات متخصصة في مجالات مختلفة، مثل التحكيم وتنظيم البطولات، وتدريب الكلاب بشكل احترافي.كما يسعى النادي إلى رفع مستوى الاحترافية في تربية الكلاب وتدريبها في الجزائر، للخروج من العشوائية التي كانت تسود هذا المجال.
ومن بين أهم نشاطاته يضيف الشاب، تقديم ورشات تدريبية تهدف إلى تعليم المربين كيفية العناية بكلابهم وتوفير البيئة المناسبة لها، بالإضافة إلى تنظيم مسابقات دورية لتشجيع المشاركين على تحسين مستواهم.
خصائص سلالة الأكيطا وتحديات التربية
وأكد عماد الدين، بأن سلالة الأكيطا الأمريكية واحدة من أفضل سلالات الحراسة، حيث تمتاز بالقوة والذكاء والوفاء لصاحبها، إلا أنها تتطلب عناية خاصة، من حيث التغذية والنظافة والتلقيحات الدورية، بالإضافة إلى الوقاية من الأمراض والطفيليات مثل الحشرات.
ومن بين الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المربون عادة كما أوضح، تربية كلاب لا تتناسب مع احتياجاتهم أو قدرتهم على توفير الرعاية لها، على سبيل المثال، هناك من يحاول تربية كلاب حراسة على أنها كلاب أليفة، مما يؤدي إلى إضعاف غرائزها الطبيعية.
مشددا في ذات السياق، على أهمية أن يكون المربون على دراية بخصائص السلالة التي يقتنونها، لضمان توفير البيئة المناسبة لها. بالإضافة إلى ذلك، يلفت عماد الدين الانتباه إلى التكلفة المرتفعة لتربية الكلاب الكبيرة مثل الأكيطا، خاصة فيما يتعلق بالتغذية، لأنها تتطلب نظاما غذائيا صحيا يشمل اللحوم، والخضروات، والحبوب، وحتى المعجنات.
ويؤكد، أن هذه العناية لا تقتصر على التغذية فقط، بل تشمل أيضا التمارين الرياضية اليومية والنزهات للحفاظ على صحة الكلاب ونشاطها.
مشاركة شبانية قليلة في المسابقات
وذكر المتحدث، أن أبرز التحديات التي تواجه مربي الكلاب، خاصة في مجال المشاركة في المسابقات الوطنية، هو التنقل بين الولايات البعيدة حيث يتطلب الأمر السفر لمسافات طويلة قد تصل إلى 600 كيلومتر أو أكثر، وهو ما يشكل عبئا كبيرا، سواء من حيث الجهد أو التكلفة. ويضيف، أن نقل الكلاب يحتاج إلى تجهيزات خاصة لضمان راحتها أثناء السفر، إلى جانب الحاجة لتوفير التغذية والرعاية اللازمة خلال الرحلة.
ويوضح أيضا، أن قلة مشاركة الشباب في هذه البطولات تعود جزئيا إلى هذه الصعوبات، بالإضافة إلى نقص الدعم والتوجيه للمربين الذين يطمحون لدخول عالم الاحتراف.مؤكدا، بأن هناك حاجة إلى مزيد من النوادي والهيئات التي تشجع على تنظيم الفعاليات محليا لتقليل هذه العقبات وتحفيز المربين على الانخراط بشكل أكبر.ويرى عماد الدين، أن تربية الكلاب ليست مجرد هواية عابرة، بل هي مسؤولية تتطلب التزاما وانضباطًا كبيرين، ويصفها بأنها تجربة تعزز من شخصية المربي، إذ تعلمه الصبر والاهتمام بالتفاصيل،وحب الطبيعة.
وختم، بأن الكلاب ليست مجرد حيوانات أليفة، بل هي شريكة حياة قادرة على تقديم الحب والوفاء غير المشروطين، داعيا في ذات السياق إلى نشر ثقافة تربيتها بشكل صحيح، مع التركيز على فهم احتياجات كل سلالة، سواء كانت للحراسة، الصيد، أو حتى الرفقة. ويؤكد، أن اختيار السلالة يجب أن يتم بناء على قدرة المربي على تلبية متطلباتها، وليس فقط بناء على رغباته الشخصية.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com