«اللمجة» تسبب أخطارا صحية للتلاميـذ
اعتبرت رئيسة مصلحة الأطفال بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية نفيسة حمود (بارني سابقا) الأستاذة زكية عرادة ، أمس الأربعاء، أن اللمجة التي يقدمها بعض الأولياء لأبنائهم تشكل خطرا على صحتهم بسبب احتوائها على كمية مرتفعة من الأملاح والدهنيات والسكريات والتي تجعل الطفل عرضة للسمنة والأمراض المزمنة الخطيرة.
ونصحت رئيسة مصلحة الأطفال بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية نفيسة حمود، الأولياء بتشجيع التلميذ على استهلاك الفواكه ومشتقات الحليب خلال فترة الاستراحة المدرسية، بدل من تناول «الشيبس» والحلويات و العصائر المركزة و المشروبات الغازية وأشياء أخرى غير مفيدة لنموه العقلي والجسدي، محذرة من تناول اللمجة الحالية من قبل التلاميذ وأوضحت الأستاذة عرادة خلال يوم دراسي حول الطب المدرسي بالجزائر، أمس، أن اللمجة التي يتم تقديمها من طرف بعض الأولياء لأبنائهم تشكل خطرا على صحتهم نظرا للكمية المرتفعة من السكريات والدهنيات والأملاح التي تحتويها. وأفادت في هذا الصدد، أن تناول التلميذ في هذه السن المبكرة للسكريات والدهنيات والمواد الحافظة تجعله عرضة للسمنة والأمراض المزمنة الخطيرة على غرار داء السكري والقلب وارتفاع ضغط الدم الشرياني والسرطان. من جانب آخر، وبخصوص الصحة المدرسية، أشارت المتحدثة إلى عدد الوحدات والوسائل التي وضعتها الدولة للتكفل بصحة التلميذ خلال الأطوار الثلاثة وشددت في السياق ذاته على دور الأولياء المكمل لهذه الوحدات من أجل المرافقة والسهر على صحة الطفل إلى غاية بلوغه مرحلة الكهولة و ليس خلال مساره الدراسي فقط ، مبرزة مختلف الأمراض التي تم الكشف عنها بوحدات الصحة المدرسية، فبعضها تطلب متابعة لفترة قصيرة على غرار تسوس الأسنان وانخفاض الرؤية وصعوبة المتابعة المدرسية والتبول بالفراش فيما يستلزم البعض الآخر متابعة طبية على المدى الطويل مثل أمراض الصرع والسكري والربو والكلى والعظام والدم. للإشارة، عاينت وحدات الكشف المدرسي أكثر من 8 ملايين تلميذ في الأطوار الثلاثة أي نسبة95 بالمئة من المتمدرسين بأكثر من 26 ألف مؤسسة تربوية وقام بهذه المعاينة حسب تقرير وزارة الصحة للموسم الدراسي 2015/ 2016 ، قرابة 6 آلاف طبيب بين عام و جراح أسنان وطبيب نفساني .من جانبه أوضح رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، مصطفى زبدي في تصريح للنصر أمس، أن اللمجة أصبحت موضة وقال أنها أصبحت من مطالب التلاميذ بحق أو من دون حق ، حتى ولو درسوا لمدة ساعتين فقط. وذكر في السياق ذاته، أن بعض الأكلات كالبسكويت توجد في شكل علب مخصصة للمجة فقط نظرا للإقبال الأطفال عليها و أفاد زبدي في هذا السياق أن نسبة السمنة في الوسط المدرسي تقارب 20 بالمئة وهذا الأمر ناتج عن الاختلالات في التغذية وكذلك إلى قلة الممارسة الرياضية وذكر أن اللمجة غير الصحية في غالبيتها تزيد من تأزيم الوضع ومن المضاعفات الصحية على الأطفال وأوضح رئيس المنظمة في هذا الصدد أنه، إذا كان ضروري تناول اللمجة، فيجب أن تكون عبارة عن فاكهة أو «سندويتش» صغير، محذرا في هذا الإطار من تناول لمجة تحتوي على مواد دهنية وسكرية ومشروبات غازية وعصائر والتي تشكل عبئا على صحة الطفل ومن الممكن أن تتسب في مضاعفات صحية، مشددا على أن تكون هذه اللمجة سليمة صحيا ومتزنة.
ودعا نفس المتحدث إلى ضرورة أن يتم تناول هذا الأمر في المدارس خاصة في الأطوار الابتدائية من أجل تغيير هذه السلوكات حتى لا تترسخ وتصبح عادة في أوساط التلاميذ غير قابلة للنزع ، كما دعا الأولياء لاختيار اللمجة لأبنائهم إذا تطلب الأمر وأن يشرحوا لهم أن اللمجة الصحية هي تلك الطبيعية التي يمكن أن تشبع قليلا من حاجيات الطفل إلى غاية أن يتناول غذاء كاملا وصحيا وأضاف في نفس السياق أنه على الأولياء أن يتحملوا مسؤوليتهم في هذا المجال خصوصا وأن بعض الأطفال أصبح لديهم المال ليشتروا اللمجة والتي تكون تحتوي على السكريات والمواد الدهنية من خلال تناول البسكويت وغيرها وذلك من تلقاء أنفسهم من دون توجيه أو إرشاد .
مراد - ح