مختصون يحذرون من إدمان الأطفال على الأنترنت
نظم ديوان مؤسسات الشباب لولاية تبسة بالتعاون مع مديرية الشباب و الرياضة ندوة ولائية حول تفشي ظاهرة إدمان الأطفال على الإنترنت التي أصبحت خطرا يهددهم في ظل غياب رقابة الأهل و المدرسين وأصحاب مقاهي الإنترنت، وقد أشارت مصالح الأمن بالولاية بأنها تلقت شكاوى من أولياء تعرض أبناؤهم الذين تتراوح أعمارهم بين 09 و 15 عاما.
الندوة التي احتضنتها دار الشباب حضرها باحثون مختصون إلى جانب ممثلي قطاع الصحة و مصالح الأمن والحماية المدنية و المجتمع المدني، و قد دعوا في مداخلاتهم إلى تكثيف الحملات التحسيسية والتوعوية من مخاطر الشبكة العنكبوتية ووضع وسائل مراقبة تحت تصرف الآباء والمؤسسات التربوية، و كذا سن قوانين صارمة لعقاب و ردع مرتكبي الجرائم الإلكترونية.
المتدخلون شددوا بأن الاستعمال المفرط للإنترنت من قبل فئات الشباب والأطفال المتمدرسين، يؤثر على تنشئتهم و تربيتهم و ثقافتهم ، ما يستدعي و بشكل «مستعجل» القيام بحملات توعوية حول استعمالات الشبكة والأخطار الناجمة عنها و عن شبكات التواصل الاجتماعي، مشيرين إلى أن الاستعمال الدائم للإنترنت أصبح يؤثر بشكل مرعب على المراهقين و يظهر ذلك جليا في تصرفاتهم و مواقفهم و تعليقاتهم و حواراتهم في المنتديات و مواقع الدردشة، و كذا المواقع التي تسرب أفكارا و آراء غير مؤسسة ، ويمكن «أن تكون في بعض الأحيان خطيرة». بغض النظر عن الفرص العديدة التي تتيحها الإنترنت، يقول البروفيسور علال عبد الرحمان، فقد أصبحت استخدامات هذه الشبكة تثير الانشغال فيما يخص الإجرام المتعلق بالمساس بالحياة الشخصية، وتحريض الجماهير عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والتشكيك في القيم التي يلقنها الأولياء للأطفال و المراهقين، فضلا عن ظهور أعراض جديدة لدى الشباب بسبب الإدمان على الإنترنت، كالاضطرابات وعوائق النمو الجسدي والنفسي، بالإضافة إلى تهديد الحياة الخاصة للأسر، حيث يميل الشباب طوعا إلى تقاسم المعلومات والصور والطرائف، دون تقدير لمخاطر استغلال البيانات.
و تطرق أحد المتدخلين في أشغال الندوة، استنادا إلى نتائج دراسات علمية، إلى كون الاستعمال المفرط للشبكة العنكبوتية، يتسبب في تفكيك الروابط الاجتماعية و العائلية، وانعزال الطفل في المجتمع وحتى داخل الأسرة، مشيرا إلى أن الأطفال المتمدرسين يشكلون نسبة عالية من المدمنين على الأنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، حيث يعتبرونها كمصدر للمعلومات والأفكار، متسائلا عن طرق الوقاية والإجراءات التنظيمية لتفعيل دور الجمعيات في حماية هؤلاء.
وقال من جهته ممثل قطاع الصحة بالولاية بأن الإدمان الإلكتروني لا يقل خطورة عن الإدمان عن المخدرات، إذ أن سوء استعمال الإنترنت يؤدي بالشباب والأطفال إلى الانحراف والجنوح إلى العنف، مشددا على ضرورة توعية الأسرة و خاصة الأبوين، ليكونا على دراية باستعمالات ومخاطر الشبكة العنكبوتية، وتحديد ساعات الاستخدام اليومي والمواقع المسموحة. ممثل مديرية الأمن الوطني أوضح للحضور أنه تم التفطن إلى انتشار الجريمة الإلكترونية مع مطلع سنة 2001، لتسارع المديرية العامة للأمن الوطني إلى تكوين الأعوان والمحققين في هذا المجال ، كما تم إنشاء مصلحة مركزية على مستوى مديرية الشرطة القضائية، تقوم بالتحري في القضايا المتعلقة بمكافحة جرائم المعلوماتية مشيرا إلى بعض العينات التي تمت معالجتها بناء على شكاوى أولياء أطفال تتراوح أعمارهم بين 09 و15 سنة، تعرضوا للتهديد والابتزاز عبر شبكة الإنترنت.
وشهدت الندوة مداخلة تفاعلية تم فيها إشراك مجموعة من التلاميذ الحاضرين ليكافئهم البروفيسور علال بجوائز رمزية ، كما شهدت تكريم مجموعة من الناشطين و الباحثين .
ع.نصيب