الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

يناشد رئيس الجمهورية


كفيف ينتظر تسوية وضعية سكنه منذ 15 سنة
عمي الصادق شريبط درويش، مضرب المثل في التحدي بمدينة القـل، فهو كفيف لكنه لا يعتبر نفسه معاقا، بل إنسانا عاديا،  يعرفه الجميع و يحبونه، تجده يتجول  تارة وحيدا وأخرى مع مرافق، دون أن يتخلى عن نظاراته السوداء وعصاه  ، يحب الخير ويقدم المساعدة للمحتاجين ويرشد ويوجه حتى  المبصرين ، يعرف تفاصيل المدينة تاريخا وجغرافية، و يميز بين الأشخاص من خلال نبرات أصواتهم، يحب المزاح و كلامه مرصع بالحكم،زار مكتب النصر بمناسبة اليوم الوطني للمعاقين من أجل نقل انشغاله الوحيد الذي لا يزال يؤرقه إلى المسؤولين، فهو يحلم بتسوية وضعية سكنه الاجتماعي  بعد أن طرق كل الأبواب منذ 15 سنة، دون أن يوفق في ذلك .
عمي الصادق  ولد  ذات يوم من سنة 1952 بقرية»أفنسو» بجبال القل، ولم ير النور طول حياته ، فقد أصيب بمرض الحصبة وهولا يتجاوز 6 أشهر من عمره، وبسبب فقر عائلته وظروف الاستعمار الفرنسي لم يتمكن من العلاج،  ففقد البصر نهائيا ليصبح كفيفا بنسبة مئة بالمئة ، وبعد تنقل عائلته سنة 1967 إلى مدينة القل بدأت حياته تتغير تدريجيا، حيث تعرّف على  الكثير من الأصدقاء و كسب حب الناس ، وكبر معه حلم تكوين  أسرة ، وبعد سنوات من العمل كبائع للفول السوداني ( الكاوكاو) في الأسواق والملاعب،تمكن من الظفر بعمل في القطاع الصحي سنة 1983 بعد صدور قانون توظيف المعاقين ، حيث عمل كموزع الهاتف بمستشفى القل  وتنقل بين العديد من المصالح الاستشفائية،  إلى أن أحيل على التقاعد سنة 2012 بعد أن أصبح عونا بالمخبر.
 و قال للنصر بأن علاقاته مع الأطباء والممرضين كانت عائلية وبقي محافظا عليها حتى بعد إحالته على التقاعد، و أضاف بأنه تغلب على المشاكل التي صادفته عند إعداد ملف التقاعد ،  بفضل إرادته و اعتماده على نفسه، مؤكدا أن الإعاقة ليست في فقدان البصر أو أي حاسة أخرى، بل الإعاقة في القلب والعقل « لا تعمى الأبصار بل تعمى القلوب التي في الصدور « كما قال الله تعالى ،فهو يعتمد على نفسه في التنقل لشراء أغراضه في مدينة القل  و يمكنه التعرف بسرعة على التغيرات التي تحدث في المدينة، أين تنتشر يوميا الحفر والخنادق جراء الأشغال العشوائية ، إلا أنه يتمكن  من التأقلم مع كل التفاصيل الجديدة.
يطلب من ذوي الاحتياجات الخاصة الاعتماد على أنفسهم
قال عمي الصادق أنه تحصل سكن  اجتماعي من غرفتين بالطابق الأول من عمارة بحي بولخصايم محمود بالقل  سنة 1985 و هو تابع لديوان الترقية والتسيير العقاري ( الأوبيجي ) عندما كان يعمل بالقطاع الصحي ، ومنذ سنة 2001 عمل على تسوية سنوات الإيجار، لكنه وجد صعوبة كبيرة  في تسوية ملف شراء السكن ، حيث تفاجأ عند تقدمه بطلب الشراء  إلى إدارة «الأوبيجي» بالرد بأن السكن الذي يقيم فيه تابع للقطاع الصحي ولا يحق له أن يشتريه، وهو الرد الذي اعتبره الصادق تحايلا عليه ودافع بكل قوة لاسترجاع حقه، وقال أن إدارة «الأوبيجي» اعتمدت على شهادة  كشف الراتب التي وضعت في ملف الاستفادة من السكن و كتب عليها أن المستفيد من السكن عامل  بالقطاع الصحي،  وبعد جهد جهيد وسنوات من المعاناة جراء التنقل بين الإدارات، تمكن الصادق  من تسوية المشكل، بعد حصوله على وثيقة من إدارة القطاع الصحي بالقل تؤكد أن المسكن الذي يسكنه غير تابع  لمصالحها  وهي الوثيقة التي أعادت له حقه في السكن و جعلت إدارة «الأوبيجي»  تعمل على تسوية السكن باسمه ، لكن مسلسل المشاكل لم ينته بالنسبة لعمي الصادق ، فبعد تسوية ملف شراء المسكن، واجه مشكلة ثانية تتعلق بعدم استفادته من التخفيضات المخصصة للمعاقين والمقدرة بـ 40 بالمائة من مستحقات  الإيجار أو الشراء، ليبقى عمي الصادق يبحث عن السند القانوني  في الجريدة الرسمية ، وبالرغم من عثوره عليه، و مراسلته لكل الجهات المعنية من إدارة «الأوبيجي» إلى الوزير الأول، و وزير الداخلية ، مثلما قال، إلا أن قضيته لا تزال عالقة.
 إنه يناشد رئيس الجمهورية التدخل قصد إنصافه واسترجاع  حقه بقوة  القانون وإتمام ملف شراء  السكن والحصول على عقد الملكية باسمه، ليحقق أمنيته الوحيدة الآن بعدما حقق حلم الحصول على العمل و السكن ثم  الزواج ، و أكد بأنه مرتاح، ولا ينقصه شيئ  اليوم،  لأن منحة التقاعد تكفيه بالرغم من مرض زوجته لأنه لم يرزق بأبناء، مثلما قال، و حالة زوجته الصحية لا تسمح له بالتنقل كثيرا، في الوقت الذي كان في السابق كثير التنقل إلى سكيكدة للاتصال بجمعية المكفوفين.
و بمناسبة اليوم الوطني  للمعاقين يدعو عمي الصادق كافة ذوي الاحتياجات الخاصة إلى عدم مد أيديهم إلى الآخرين، و الاعتماد على أنفسهم في تلبية احتياجاتهم ، لأن الإعاقة في العقل وليست في الجسد،كما أكد.          
بوزيد مخبي

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com