صلاة التراويح على الكراسي والمفاتيح لحجز الصفوف الأولى
تسجل مساجد قسنطينة انتشارا واسعا لظاهرة الصلاة بالكراسي في أوساط المسنين والمرضى، وكذا حجز الأماكن في الصفوف الأولى بواسطة مفاتيح أو قارورات مياه، وهو ما تسبب في العديد من الحالات في صراعات وفتن بين المصلين.
ويلجأ الكثير من المسنين والمرضى في صلاة التراويح، إلى كتابة أسمائهم على الكراسي، التي وضعت من طرف محسنين بداخل المساجد، فيما يقوم آخرون بجلبها معهم من المنازل، كما لم تقتصر الظاهرة على المرضى فقط بل تعداها الأمر إلى المصلين البدناء وبعض الشباب، وهو الأمر الذين أدى إلى تزايد عدد الكراسي، ما أثار حفيظة المصلين والأئمة، الذين طالما انتقدوا هذه الظاهرة لكن دون جدوى.وما يلفت الإنتباه أيضا في المساجد، هو قيام العديد من المصلين، بعد انتهاء صلاة المغرب، بوضع مفاتيح وقارورات مياه وحتى هواتف نقالة وحجارة التيمم، لحجز الأماكن في الصفوف الأولى، حيث يتوجهون إلى بيوتهم لتناول وجبة الإفطار ثم يعودون بعد فترة زمنية ليجدوا الأماكن شاغرة، وهو الأمر الذي أدى إلى انزعاج مرتادي المساجد، إذ أنهم يتفاجأون فور دخولهم بأن كل أماكن الصف الأول محجوزة بواسطة أشياء وفي غياب تام لأصحابها.
وأكد رئيس جمعية دينية لأحد المساجد بعلي منجلي، بأن انتشار الكراسي في المساجد قد تحول إلى مشكلة ، ومصدر فتنة وصراع يومي بين المصلين، وهو ما دفع العديد من الأئمة إلى منع استعمالها داخل بيوت الله ، إلا في حالات الضرورة، كما طالما بحسبه حذروا من ظاهرة استعمال الكراسي للصلاة دون عذر شرعي لما يترتب عنها من إبطال للصلاة، مشيرا إلى أن استعمال المصلين للكراسي بات بابا من أبواب التقليد، وهو ما أدى إلى انتشارها بين الصفوف بطريقة عشوائية. وأضاف محدثنا، بأن الكثير من المصلين الذين يستعملون الكراسي، يجهلون الحكم الشرعي لصحة الصلاة، فالمصلي الذي يستطيع القيام والركوع ولا يقوم بهما فصلاته غير صحيحة، وهناك من ذهب إلى إبطال صلاة من يستعمل الكرسي دون عذر شرعي، كما أن حجز الأماكن ظاهرة غير مقبولة شرعا وعرفا، بحسب تأكيده.
ل/ق