أزمة المياه تعيد القسطينيين إلى معاناة «التّعمار»!
تعرف أحياء عديدة بولاية قسنطينة منذ بداية شهر رمضان تقريبا، تذبذبا كبيرا في توزيع مياه الشرب بعدة أحياء كان سكانها يشربون 24 على 24 ساعة، و هو ما أعاد العائلات إلى معاناة الملء أو “التعمار»، من أجل تخزين ما يمكن تخزينه، فأصبحت الدلاء بمختلف أحجامها جزء من الديكور داخل المنازل و حتى في الشوارع، بعدما كانت هذه المظاهر قد اختفت قبل عدة سنوات.
و تعوّد قرابة 77 بالمئة من سكان ولاية قسنطينة، على التزود بمياه الشرب طيلة اليوم و دون انقطاع، فتخلّت الكثير من العائلات عن الدلاء بمختلف أحجامها، و صارت تعتمد على الحنفيات فقط في تلبية حاجياتها اليومية، بعدما كابدت لسنوات مشاكل التموين التي أدخلت المواطنين في سباق يومي من أجل تخزين المياه في كل ما هو قابل للملء، و حتى في الأواني و من الينابيع، لكن هذه المعاناة ظهرت مجددا منذ بضعة أيام و عادت بالسكان معاناة اعتقدوا أنهم تخلّصوا منها للأبد. و تقول إحدى ربات البيوت، إنها تفاجأت بانقطاع المياه عن الحنفية منذ الأيام الأولى لشهر رمضان، لتجد نفسها أمام معضلة منعتها من الطهي و حتى من غسل الأواني، مضيفة أنها انتظرت عودة المياه لساعات، لكنها لم تأت إلا فجرا و بقوة تدفق ضعيفة جدا، و هو وضع تكرر لليوم الثاني و الثالث، فقرّرت رفقة زوجها أن تشتري براميل بلاستيكية لتخزين هذه المادة الضرورية، فيما بدآ يفكران في اقتناء صهريج لتثبيته في شرفة المنزل، ليكون مخرجا للعائلة في الحالات الطارئة. و بالمدينة الجديدة علي منجلي التي تُعدّ أكبر التجمعات الحضرية بالولاية، أصبحت طوابير المواطنين تتشكّل يوميا بالقرب من الينابيع المائية، أين يتجمع الشيوخ و الكهول و حتى الأطفال لانتظار دورهم و ملء ما أمكن من دلاء و براميل، فقد صار مألوفا مشاهدة المواطنين و هم يتنقلون بين شوارع المدينة حاملين كل تلك الأثقال، في مظاهر لم نرها قبل عدة سنوات بهذه المدينة. و كانت شركة المياه و التطهر “سياكو» قد برّرت التذبذب المسجل، بإجراءات جديدة تم وضعها استعدادا لفصل الصيف، من خلال استبدال المحركات على مستوى محطة الضخ لمضاعفة التوزيع، في انتظار انتهاء الأشغال بخزانين جديدين، علما أن مضخة سيدي خليفة بولاية ميلة تمون قسنطينة بنسبة 65 بالمئة، فيما تضمن المياه الجوفية التموين بالنسبة المتبقية.
ي.ب