منبع يوكوس يتحول إلى محج في السهرات الرمضانية
يشهد منبع «يوكوس « أو «بوعكوس « المعدني ببلدية الحمامات ولاية تبسة، 18 كلم غرب عاصمة الولاية ، منذ بداية شهر رمضان إقبالا كثيفا للزائرين الذين يستمتعون بصعود الجبل، حتى مكان خروج المياه و بداية الشلال الذي عاد للجريان منذ 5 سنوات تقريبا، فيما يقصده البعض الآخر للتزود بمياهه المعدنية العذبة.
الكثيرون يزورون المنطقة للتنزه بعيدا عن ضوضاء و فوضى مدينة تبسة ، في حين يفضل البعض الآخر التقاط صور تذكارية أمام المياه المتدفقة التي تنساب رقراقة فوق أرضية إسمنتية مستطيلة الشكل، تسمح بوقوف الزوار عليها دون تعرضهم لأي خطر.
و يلاحظ زوار المنبع أن السلطات المحلية بذلت جهودا لتحسين محيطه، حيث بادرت بتعبيد الطريق المؤدي إليه من مدينة الحمامات على مسافة 5،3 كلم، و إنجاز موقف للسيارات و تهيئة الأرصفة و الجدران المحيطة، مما أضفى على المكان رونقا وجمالا ، و حوّله إلى منطقة جذب بامتياز، كما قامت السلطات بتهيئة المسلك الجبلي المؤدي إلى الشلال، لتسهيل صعود المسنين والنساء و الأطفال دون مشقة ، حتى لا يحرموا من الاستمتاع بجمال المكان وهدوئه.
و قد شجع التوافد الكبير للمواطنين على منبع يوكوس السياحي، في السهرات الرمضانية، على ممارسة مختلف الأنشطة التجارية قرب المنبع، خاصة بيع اللحوم المشوية الذي أصبح ميزة المكان,
بالرغم من تعبيد الطريق و تهيئة الأرصفة، إلا أن المنطقة لا تتوفر على مقاييس سياحية تضمن راحة أكبر، وخدمات راقية للزائرين الذين يعج بهم الموقع و يضيق، حيث يقدر الناشطون في مجال السياحة بالبلدية عدد السيارات التي يتوافد أصحابها على منبع بوعكوس بالمئات ، ولا تخلو سيارة من وجود أوان للتزود بمياهه العذبة التي تعالج الكثير من الأمراض،خاصة أمراض الكلى والجلد ، و لا يقتصر الأمر على سكان ولاية تبسة فحسب، و إنما يلاحظ الزائر قدوم سيارات من الولايات المجاورة ، مما يؤكد شعبية المكان و أهميته في السياحة الجبلية، ويطالب مرتادو المكان بتوفير تغطية أمنية آملين إعادة تأهيل قرية بوعكوس التي يزيد عمرها عن ألف سنة .
موقع يوكوس يتربع على مساحة إجمالية تقدر بـ 22 هكتارا ، حيث أن 1,9 هكتار منها تحتضن قطبين سكنيين هما «راس السور» و «المدة»، كما يطل على الغابة التي يطلق عليها محليا تسمية « الغابة» و التي تعبر وادي بوعكوس.
و تشهد الآثار المتبقية للحمامات و التي تم اكتشافها بهذه القرية، على التواجد الروماني بهذه المنطقة، حيث كان يطلق على موقع يوكوس «أكوا سيزاريس» بمعنى» يوكوس الحمامات» ، حيث كان هذا الموقع يمثل همزة وصل عسكرية للرومان على طريق إستراتيجية كبيرة بين كل من قرطاج (تونس) و لامبيز (باتنة) ،عبر تيفاست (تبسة) ،و تاموقادي (تيمقاد بباتنة)، وخلال الفتوحات الإسلامية استقر المسلمون بهذه المنطقة التي تمتاز بمنابعها المائية التي لا تنضب و بطبيعتها السخية الساحرة.
واستفادت قرية يوكوس التي تمتاز بالهواء النقي و المنعش طوال أيام السنة و التي تقع وسط بيئة ساحرة محاطة بالمنابع المعدنية الطبيعية، خلال السنوات الأخيرة من مشروع هام للتوسع السياحي .
ع.نصيب